• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

حقيقة المسألة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: نشرت في الندوة، العدد (2322)، في 2/6/1386، وفي مجلة رابطة العالم الإسلامي، لشهر شعبان 1386.

تاريخ الإضافة: 10/7/2010 ميلادي - 28/7/1431 هجري

الزيارات: 9148

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصراع الدائر الآن بين الإسلام من جهة، وبين أعدائه ومناوئيه من جهة ثانية، ما هو موقفنا منه؟

فالشيوعية والاشتراكية - وما إليهما من المسالك الإلحادية - حربٌ على الأديان عامة، وعلى الإسلام بصفة خاصة؛ لأنها ترى فيه أكبرَ عائق، وأشد مقاوم لكفرها وإلحادها وإباحيتها.

 

والصليبية تناهض الدين الإسلامي، وتسعى لتفتيت المسلمين وضعْفهم، وغزوهم ثقافيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا، بأساليبَ قد تتنوع، وتلبس لكل حالة لبوسَها؛ ولكنها تلتقي في الغاية والهدف.

 

واليهودية ممثَّلة في إسرائيل وفي الصهيونية، تعمل للانقضاض على البلدان الإسلامية، بعد أن اغتصبت الأجزاء السليبة من فلسطين، وفي مذكرات وايزمان و"بروتوكولات حكماء صهيون"، ما يوضح بجلاء الأهدافَ الشريرة التي تنطوي عليها جوانحُهم، ويبذلون شتى الجهود لتحقيقها، وما امتلاكهم للفرن الذري، واستعدادهم وركضهم وراء امتلاك القنبلة الذرية، وتوطين الأعداد الكثيرة من اليهود في فلسطين، والدعاية المسعورة التي يبثُّونها في أنحاء العالم - إلا مقدماتٌ لنتائج لم تجد - مع الأسف - التقديرَ الكافي، والعمل الحازم المضاد[1].

 

والهندوكية تريد أن تصبغ المسلمين في باكستان وفي الهند بصبغةٍ هندوكية، ومعتقداتٍ هندية وثنية مجوسية، بعيدة عن الإسلام وتعاليمه، فهو إذًا صراع عنيف بين العقائد، لا يستهين به إلا جاهلٌ لخطره، أو خائنٌ لدينه وأمته.

 

وإذا ما نظرنا إلى واقع العالم إزاء البلدان الإسلامية، وجدنا الجميع يسعون لاقتناص البلدان الإسلامية، والسيطرة عليها واستعمارها، وفي الاستعمار الإنجليزي والفرنسي والإيطالي والبرتغالي وغيرها - سواء كان مكشوفًا أو مستترًا - ما يكفي للتدليل على نظرة المستعمرين الغربيين للبلاد الإسلامية.

 

وإذا ما تطلَّعنا إلى المسلمين في شرقي آسيا وأوربا، فمن البديهي أن يعرف المرء أية خطط يرسمها الشيوعيون - من صينيين وروس وغيرهم - للعالم الإسلامي، وما يلاقيه المسلمون من اضطهاد وإبادة.

 

ونتلفت يمينًا وشمالاً لنبصر المآسي، وتكالب الدول على بلاد المسلمين، وتداعيها على أمة الإسلام، كلٌّ يريد أن يكون نصيبه الاستعماري أكبرَ، وغزوه الفكري أقوى، وغنائمه أوفر.

 

وهذا الواقع - على مرارته - يشاهد للعيان، ولا يحتاج إلى إطالة فكر، أو حذق راءٍ، ولنتذكر كشمير وقبرص وأريتريا والصومال الممزق، وكثير سواها، وما دام هذا هو الواقع الأليم، فهل يعقل أن تركن الأمة الإسلامية إلى التواكل، وتظل في خصامٍ ونزاع، وتبديد قوَّتها؟! بينما الأعداء يرقصون طربًا على أولئك الذين يقضون على أنفسهم بأنفسهم، ويمزقون جهودهم بأيديهم، ويظل العدو يتهيأ للوثوب دون أن يجد مقاومة تُذكَر، بعد أن يكون التشتت قد عمل ما لم يستطع الأعداء عملَه.

 

هل يعقل أن نتوقع من هيئة الأمم، أو مجلس الأمن، أو محكمة العدل الدولية - حلاًّ لمشاكلنا، ودفاعًا عن عقائدنا، وحماية لبلادنا؟! وقد مرَّت التجارِب الطويلة تؤيِّد العكس، وتثبت أن من يؤمِّل ذلك فقد حرث بوادٍ غير ذي زرع، وانتظر من السراب ماء!

وهل الإنقاذ في الانحياز إلى الشيوعية أو الرأسمالية؟ إذًا إنها المتاهة، وقصر النظر!

 

وهل هو في استيراد أفكار مناقضة للإسلام، ومصادمة للأديان، كما يحلو لبعض من فُتنوا بمبادئ لا تتَّفق مع الدين، ولا مع الفطرة التي فطر الله الناسَ عليها؟! كلاَّ، إن ذلك هو علاج الداء بداء أفظع (كالمستجير من الرمضاء بالنار).

 

وهل هو الانزواء، والدعاوى الجاهلية، وقطع الصلة بين الناس ومعتقداتهم، وإضعاف العقيدة الإسلامية، وتفكيك الروابط الدينية، كالمناداة بشعارات إقليمية وعنصرية، والتكتل على أساسها، دونما اعتبارٍ لدين أو عقيدة، مع أن الدين نهى عن دعاوى الجاهلية وضلالاتها؟!

وماذا جنى المسلمون من أمثال هذه الدعاوى سوى التفرُّق، والشقاق، والضعف؟!

 

 إذًا؛ لا بد من طريق صحيح يقي سالِكَه من العثرات والضياع، وهو ليس بالبعيد ولا بالعسير، إنه في متناول المسلمين، ألا وهو التضامن بينهم على أساسٍ من العقيدة، وعلى قواعدَ من التشريع الإسلامي، وعلى أن يكونوا متعاونين كالبنيان يشدُّ بعضهم بعضًا.

 

وذلك ما يدعو إليه الدين، ويحث عليه؛ ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ﴾ [آل عمران: 103]، دعوة إلى التآلف صريحة، وتعاون على الخير، وتضامن على الحق؛ ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].

 

وفي ذلك النجاة والقوة والعزة القعساء، وكل طريق خلاف هذه الطريق، فمصيرُها الفشل، ونهايتها التردي، وقد عانى المسلمون وجربوا ما يكفي.

 

مَنْ لَمْ تُفِدْهُ عِبَرًا أَيَّامُهُ
كَانَ العَمَى أَوْلَى بِهِ مِنَ الهُدَى

 

واليومَ ونحن نشهد هذا الصراعَ الهائل، هل نكتفي بالسلبية والانعزال، ونقول: ما لنا ولمشاكل العالم الإسلامي؟! ولماذا نقحم أنفسنا في أمورٍ لا تعنينا؟! وحسبنا أن ننظر لبلادنا، ونسعى لنهضتها، ونروم تطويرها، ولا نجلب على أنفسنا متاعبَ نحن في غنى عنها؟! وظن من يقول ذلك أنه أصاب كبدَ الحقيقة، واكتشف الأسرار، وعرف المخبآت، وأنه فهم ما عجز عن إدراكه الأوائلُ والأواخر، وما درى أنه بذلك يدعو إلى عزلةٍ قاتلة، وإلى فصم عرًى وثَّقها الله، وأراد لها أنْ تقوى، وأمر أن تعزَّز وتحمى.

 

لقد غُزي المسلمون في عقر دارهم؛ بسبب نزاعهم، وابتعاد بعضهم عن بعض، وإعراضهم عما يدْعو إليه الدِّين من التعاون على أسس الحق والخير، فكانت النكباتُ تلو النكبات، وصاروا لقمة سهلة لأعدائهم، وهل في إمكان دولة من دول العالم الإسلامي أن تقف بمفردها أمام الأعداء الكثر الذين يريدون ابتلاعها؟! فأي دولة من الدول المنتسبة للإسلام تقوى على الصمود أمام الاستعمار الغربي أو الشرقي؟!

 

 لذا؛ فإن الدعوة إلى التضامن الإسلامي هي الطريق السوي، الذي يتحتم على المسلمين أن يسيروا فيه، وهو فرضٌ ديني، وفيه درء للأخطار الثقافية والعسكرية والسياسية والاقتصادية عن بلاد المسلمين، والتاريخ والواقع يؤكِّدان ذلك بلا ريب.

 

ومن واجب كل مسلم أن يدْعو إلى التضامن الإسلامي، وأن يشدَّ أزر من يدعو لذلك، ويعمل له بكل ما يقدر عليه، أما المخذولون عن التضامن، فهم كالمتخلِّفين عن الجهاد، والناكصين عن البذل، والجبناء عن القتال!

 

ومن خُدع ببعض الدعاوى، وانطلتْ عليه الحيلُ الماكرة المدسوسة، فعسى أن يستبين خطأه، ويعلم أين يجب أن يكون، فدعوةُ الإسلام دعوةٌ إلى القوة، وإلى رفع شأن الأمة، والصعود بها في مدارج الرقي، وفي أن تكون ذات حضارة زاهرة، لا ترضى بالخمول أو التخلُّف، ولا تستسلم لليأس والقنوط؛ وإنما تمضي بعزم وثباتٍ في طريق لا عوج فيه ولا أمتًا.

ـــــــــــ

[1] لما وقعت الحرب بين العرب واليهود في شهر صفر عام 1387، حصل ما توقعناه مع الأسف (المؤلف).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة