• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

كثرة النسل قوة للأمة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: أرسلت لمجلة البعث الإسلامي بتاريخ 2/3/1390.

تاريخ الإضافة: 8/7/2010 ميلادي - 26/7/1431 هجري

الزيارات: 189272

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جاء في الحديث الشريف عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تزوَّجوا الودودَ الولود؛ فإني مكاثِر بكم الأممَ يومَ القيامة))، وكان المسلمون على طول عصورِهم يعرفون ما لتشجيع النَّسْل من فوائدَ جلَّى، ولا يمترُون في صحَّة الحديث، وما يهدف له مِن مصالح عُظمَى.

 

وكان مما أباحه الله للمسلمين تعدُّدُ الزوجات مع شرْط العدل - وإباحة السراري والإماء مما ملكت أيمانهم - إذا كان يقوم بما يلزم نحوَ ذلك شرعًا؛ ﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ [النساء: 3]، وكلُّ هذا مما يؤدِّي إلى كثرة النسْل، الذي يَزيد المسلمين قوةً وانتشارًا.

 

فيكون من أولئك الذرية القادةُ المصلحون، والعلماء المتفقِّهون، والجنود المجاهدون، وغيرهم ممَّن بهم يرتفع شأنُ الأمة، ويعلو مجدُها، ويقوَى عزها.

 

وفي العصور المتأخِّرة بدأتْ أصوات ناز تدعو إلى الحدِّ من كثرة النسل، والتنديد بوفرة الإنجاب، وتلفيق الحكايات المختلفة الأساليب المنفِّرة، وذلك راجع إلى الجهل بالدِّين، والمعاداة له مِن جهة، وإلى رغبة بعض أعداء الدِّين في تحطيم الأمَّة الإسلامية، وإضعاف أمرها بكل وسيلة، فظلُّوا يُغرونهم بجدوى منْع الحمل، والعزوف عن الزواج المبكِّر، واستهجان تعدُّد الزوجات، وصاروا يُطنطنون محذِّرين من تكاثر السكان، وقلَّة الموارد، ومخوفين الناس مِن الكوارث والفجائع، التي يجرُّها ازدحام البلد بالسكَّان.

 

ويزعمون أنَّ الحل لهذه المشكلة - الخطيرة في نظرهم - هو في الإقبال على استعمال حبوب منع الحمل، والوسائل التي تُفسِد الحيوانات المنويَّة.

 

وقد يكون من الوسائل التي يلجؤون إليها، ويحثُّون عليها "الإجهاض"، وقتل الأجنة في بطون الأمهات، وحالُ هؤلاء شبيه بحال الكفَّار - أهلِ الجاهلية - الذين كانوا يئِدون البنات، ويقتلون الأولاد؛ خشيةَ الفقر.

 

قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ [التكوير: 8 - 9]، ﴿ وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 31]، وقال تعالى: ﴿ وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ﴾ [الأنعام: 151]، وقال تعالى: ﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [الأنعام: 140]، والغريب أنَّ بعض الدول التي تُصدِّر للبلاد الإسلامية نصائحَها بتحديد النَّسل، وذِكْر مزاياه وفضائله، وأنه عنوان التمدُّن والرقي، هي نفسها تحبِّذ في بلادها كثرةَ النسل، وتشجِّع عليه، وتدرك أهميته في بناء الأمة وعظمتها!!

 

نشرت جريدة الندوة التي تصدر في مكة في عددها (3414) بتاريخ 27 -2 - 1390 تحت عنوان:

"فرنسا تريد الإنجاب وشبابها عازفون"

"باريس - شنَّت الحكومة الفرنسيَّة حملةَ دعاية كبيرة، الغاية منها تشجيعُ الفرنسيِّين على إنجاب الأطفال، حتى تسيرَ البلاد جنبًا إلى جنب مع الدول المجاوِرة المزدحمة بالسكَّان.

 

ويقول "جوزف فونتانيه" - وزير العمل والإسكان -: إنه لو تميَّز الشعب بالإخصاب في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كما كان الحال في البلدان المجاورة، لكان عددُ الفرنسيِّين الآن 195 مليون نسمة.

 

ويُشير "فونتانيه" إلى أنه لو حذت فرنسا حذوَ بريطانيا، لكان هناك 78 مليون فرنسي يعيشون في الخارج، و117 مليون يعيشون في فرنسا، في مقابل 50 مليونًا يقطنون البلاد الآن.

 

ولا تزال فرنسا من أقلِّ البلدان الأوروبية ازدحامًا بالسكان، على الرغم مِن ازدياد عدد السكان بنحو عشرة ملايين نسمة بين سنة 1956 وسنة 1969، ويُؤخَذ من أرقام نُشرِت أخيرًا أن كثافة السكان تبلغ 91 شخصًا بالنسبة إلى الكيلو متر المربع الواحد، يقابلها ما يتراوح بين 200 و300 شخص في بلدان أخرى، كبريطانيا، وألمانيا الغربية، وبلجيكا.

 

وكانت فرنسا قد تخلَّفت في ميدان إنجاب الأطفال في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، في وقتٍ ارتفعت فيه نسبةُ الإنجاب في البلدان المجاورة ارتفاعًا كبيرًا، واحتاجتْ فرنسا إلى 15 سنة؛ ليرتفعَ عددُ السكَّان من 30 مليونًا إلى 40 مليونًا في نهاية الحرْب العالمية الثانية.

 

ويرى خبراءُ يعملون في برنامج الإخصاب أنَّ زيادة عدد السكَّان ستكون عاملاً مهمًّا في زيادة الإنتاج في أيِّ بلد، شريطةَ أن تتوفَّر في ذلك البلدِ المواردُ الطبيعية، ورؤوس الأموال اللازمة، كاليابان، حتى إنَّ المسؤولين يميلون إلى زيادة السكَّان عن طريق السماح بهجرة واسعة إلى فرنسا، رغمَ أنَّ عدد المهاجرين زاد حتى الآن على ثلاثة ملايين نسمة".

 

ولا ندري بعدُ، هل يعلم أولئك الصائحون المقلِّدون أنَّ فرنسا ممثَلَّة في رئيس جمهوريتها تمنح سنويًّا جائزة ثمينة للمرأة التي تكون أكثرَ إنجابًا للأولاد؟

وهل ضرَّ الولاياتِ المتحدة الأميركيةَ وسكانَها - مائتا مليون نسمة - كثرةُ المواليد؟!

وهل كان الإنجابُ في الصِّين - البالغ عدد سكانها سبعمائة مليون نسمة - سببًا لتأخُّرها؟!

 

ومن أراد أن يعرف الأضرارَ والأخطار الناجمة عن تحديد النسل، فليراجعْ كتاب "حركة تحديد النسل للأستاذ أبي الأعلى المودودي"، ومما أورده في هذا الكتاب النفيس رأيان لغربيِّين؛ أحدهما عالِم اقتصاد، والآخر مؤرِّخ.

 

يقول أولهما:

"إننا إذا كنَّا نرتكب حماقةَ المحافظة على قلَّة السكان، فلنعلم أحسنَ العلم أن ليست قلَّة السكان حلاًّ لمشكلة البطالة في بلادنا، كما أنَّه من المحال أن يرتفع بها مستوى معيشة بقية السكَّان.

 

إنَّ مؤثراتها الاقتصادية لا بدَّ أن تكون سيِّئة للغاية؛ إذ لا بدَّ - بسببها - أن ترتفع عندنا نسبةُ العجائز، وبذلك يضطر المنتِجون أن يظلوا يشغِّلون المتقاعدين.

 

وأمَّا إذا وجدت بين المنتجين أنفسِهم طبقة كبيرة مشتملة على العجائز، فإنَّه من المحال عندئذٍ أن تبقَى في نظامنا للإنتاج تلك المرونة التي لا بدَّ منها لتحقيق مقتضيات الظروف المتبدلة، والوسائل المتجدِّدة، فعلينا - لكلِّ ذلك - أن نستعين بكل طريق ممكن للقيام في وجه خطر قلَّة السكَّان.

 

ويقول ثانيهما:

إنَّ طريقًا آخر يُوضَع به الحد لحياة أمة مسرفة سافلة، هو أن يعمل على إهباط نسبتها للمواليد، إذ من قانون الفِطرة أنَّ أية أمَّة إذا لبَّت نداء الشهوات النفسية، وانقطعتْ إلى التشرُّد والجنس غفلتْ عن إنجاب الذرية، وتخليد النسل، وحسبتِ الأطفال عرقلةً في سبيل حريتها ولذاتها، ورخائها الاقتصادي.

 

وهذا السُّلوك المعادي لقانون الفِطرة يرغِّب العاكفين على عبودية الشهوات الجِنسيَّة في استخدام الوسائل المتنوعة لمنْع الحمل، وإسقاط الجنين، ويكون من نتيجة ذلك أنَّ عدد أفراد تلك الأمة يصبح ثابتًا، لا يتقدم ولا يتأخر في بدء الأمر، ثم يأخذ في الانحطاط والتردِّي، حتى يبلغَ بها حيث لا تقدر على قضاء حاجاتها الأساسيَّة اللازمة، فلا هي تقدر أن تحتفظ بشخصيتها المستقلَّة، ولا أن تدافع عن نفسها أعداءَها من جانب الفطرة، أو مِن جانب البشر.

وهذا هو الانتحار، وغذاؤه ذلك العقمُ الذي هو نتيجة فِطرية للتشرُّد وارتكاب المنكرات الجِنسيَّة.

 

ثم إنَّ من نتيجة هذا وذاك يُختصر الزمن المقدَّر لحياة تلك الأمة، وهذا الطريق للانتحار قد أوْدَى بحياة كثير من البيوتات الملكية، والطبقات الغنية الراقية، والجماعات الإنسانية من الوجهة الحياتية والعمرانية، وبه قد ذهبتْ كثيرٌ من الأمم والشعوب القوية ضحيةَ الفناء والزوال في التاريخ الإنساني؛ (انظر كتاب: حركة تحديد النسل ص 46 - 47).

 

ويقول أبو الأعلى المودودي (ص: 80):

"وممَّا لا مجال فيه لأدنَى شك أن تحديد النسل ظُلمٌ صريح للمرأة، فهو ينشب الحرْب بينها وبين فطرتها نتيجة لذلك، يختلُّ فيها نظامها الجسدي، وينهار عليها جهازُها العصبي.

 

إنَّ تحديد النسل في حدِّ ذاته خروج سافِر على نظام الإنسان الفطري، وفوق هذا فإنَّ الطرق التي تستخدم لمنْع الحمل تترك على الرجل والمرأة - ولا سيَّما المرأة - مؤثراتٍ تنغِّص عليهما حياتهما، وتهدم عليهما شخصيتَهما".

 

وهذه الطرق التي استخدمت لمنْع الحمل، وتحديد النسل، قد ثبت ضررُها، وها هي البلدان التي نبتتْ فيها منذ قرن من الزمن قد أدركتْ ما تجرُّه من أخطار.

 

ولكنَّنا - مع الأسف - لا نزال نرى في بعض البلدان العربية الحملةَ على أشُدِّها لترويج تلك الوسائل، والحث على استعمالها، ومصادمة الإسلام في هذا السبيل، شأنُهم في ذلك شأنُهم في مقاومته في كلِّ ناحية، وعلى كل اتجاه.

 

وقد تسرَّبت أفكار منْع الحمل إلى هذه البلاد - المملكة العربية السعودية - في السنوات القريبة، ويعمل بعضُ الأطباء على الترويج لها، وخدْع السُّذج بتحبيذها، موهِمين إيَّاهم أنَّ فيها منافعَ وفوائد، متغافلين عمَّا تحويه من مضار، وعواقب وخيمة، وإنَّنا نلفت النظر إلى واقع أولئك الأطباء، والحد من سلوكهم المريب، وأهدافهم المشبوهة، ونكرِّر أنه قد وضح الصبح لذي عينَيْن.

 

ولا نشكُّ في أنَّ تلك إحدى الطعنات التي توجَّه للبلدان الإسلامية عامَّة، ولهذه البلاد خاصَّة. ونأمل أن يقوم المسؤولون بعمل جادٍّ في هذا الميدان وغيره.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- شكر ودعاء
زائر - المملكة العربية السعودية 31-01-2018 10:37 AM

مشكورين
جعله الله في ميزان حسناتكم

3- شكرا
صارة 18-04-2015 09:29 PM

شكرا على هذه المعلومات

2- شكرا
سارة - المملكة العربية السعودية 11-11-2014 02:16 PM

شكرا جزيلا جعلها الله في ميزان حسناتكم استفدت كثيرا من الموضوع

1- لأداء الشكر
رجييب - الهند 14-11-2013 08:44 AM

أشكركم من أعماق قلبي لأني حصلت على العلوم التي قضيت فيه وقتا طويلا
الآن أنا مسرور جدا ولكن نرجو منكم ا المزيد من العلوم في هذا المجال خصوصا في منافع كثرة الأمم المسلمة حيث أنا باحث في هذا الموضوع

مع الشكر
أخوكم في الله

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة