• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

صور الأنبياء

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: نشرت في المنهل، الجزء السادس، المجلد 28، جمادى الثانية، سنة 1387هـ.

تاريخ الإضافة: 8/7/2010 ميلادي - 26/7/1431 هجري

الزيارات: 66496

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصة روتْها بعضُ كتب السير والتواريخ، تقرؤها فتحس بنشوةٍ لذيذة، وتندمج معها في وقائعها، وتأنس لسردها، كأنما تريدها أن تتدفَّق كالشلال المسكوب، وكالقطر الندي، يكون منه الانتعاش والنماء.

 

ليس فيها أثرٌ للصنعة والاختلاق، وإن كانت لأعجوبتها وغرابتها تكاد العقول تُنكرها، لا لمجافاتها للذوق، أو لنبوِّها عن السمع، أو لتصنيفها في زمرة الموضوعات والمختلقات.

 

ولستُ أقصد من هذه القصة كلَّ ما حام حولها، أو دنا من حماها، وإنما أعني هذا الأثرَ بالذات الذي رواه الحاكم والبيهقي، وأورده بعض المحققين مستدلاًّ به، ولا أحبُّ أن أطيل عليك وأعرِّضك للسأم والضجر، فإليك القصةَ برمتها.

 

عن هشام بن العاص، قال: ذهبت أنا ورجل آخر من قريش إلى هرقل صاحب الروم، ندْعوه إلى الإسلام، فخرجنا حتى قدمنا غوطة دمشق، فنزلنا على جبلة بن الأيهم الغساني، فدخلنا عليه، فإذا هو على سرير له، فأرسل إلينا برسول نكلِّمه، فقلنا: لا والله، لا نكلِّم رسولَك؛ إنا بعثنا إلى الملك، فإن أذن لنا كلَّمناه، وإلا لم نكلم الرسول، فرجع إليه الرسولُ فأخبره بذلك، قال: فأذن لنا، فقال: تكلموا، فكلَّمه هشام بن العاص، ودعاه إلى الإسلام، وإذا عليه ثياب سوداء، فقال هشام: ما هذه التي عليك؟ فقال: لبستُها وحلفت أن لا أنزعها حتى أخرجَكم من الشام، قلنا: ومجلسك هذا، فوالله لنأخذنَّه منك، ولنأخذنَّ ملك الملك الأعظم، أخبر بذلك نبيُّنا! فقال: لستم بهم؛ بل هم قوم يصومون بالنهار، ويفطرون بالليل، فكيف صومكم؟ فأخبرناه، فمُلئ وجهُه سوادًا، فقال: قوموا، وبعث معنا رسولاً إلى الملك، فخرجنا معه، حتى إذا كان قريبًا من المدينة قال لنا الذي معنا: إن دوابكم هذه لا تدخل مدينة الملك، فخرجنا حتى إذا قربنا المدينة، قال: إن شئتم حملناكم على براذين وبغال؟ قلنا: والله لا ندخلها إلا عليها، فأرسلوا إلى الملك أنهم يأبَوْن، فدخلنا على رواحلنا متقلِّدين سيوفَنا! حتى انتهينا إلى غرفة له، فأنخنا في أصلها وهو ينظر إلينا، فقلنا: لا إله إلا الله، والله أكبر، والله يعلم لقد انتفضتِ الغرفةُ حتى صارت كأنها عِذْق تصفقه الرياح، فأرسل إلينا: ليس لكم أن تجهروا علينا بدينكم! وأرسل إلينا: أنِ ادخلوا، فدخلنا عليه، وهو على فراش له، وعنده بطارقتُه من الروم، وكلُّ شيء في مجلسه أحمرُ، وما حوله حمرة، وعليه ثياب من الحمرة، فدنونا منه، فضحك وقال: ما كان عليكم لو حيَّيتموني بتحيتِكم فيما بينكم؟ وإذا عنده رجلٌ فصيح بالعربية، كثير الكلام، فقلنا: إن تحيتنا فيما بيننا لا تحلُّ لك، وتحيتك التي تحيا بها لا يحل لنا أن نحيِّيَك بها، قال: كيف تحيتكم فيما بينكم؟ فقلنا: السلام عليكم، قال: وكيف تحيُّون ملككم؟ قلنا: بها، قال: كيف يردُّ عليكم؟ قلنا: بها، قال: فما أعظمُ كلامِكم؟ قلنا: لا إله إلا الله، والله أكبر، فما أن تكلمنا بها، والله يعلم لقد انتفضت الغرفة، حتى رفع رأسَه إليها، فقال: فهذه الكلمة التي قلتموها حيث انتفضت الغرفة، كلما قلتموها في بيوتكم تنتفض عليكم بيوتُكم؟ قلنا: ما رأيناها فعلتْ هذا قطُّ إلا عندك! قال: وددت أنكم كلما قلتموها ينتفض كلُّ شيء عليكم، وأني خرجت من نصف ملكي، قلنا: لِمَ؟ قال: لأنه يكون أيسر لشأنها، وأحرى أن لا يكون من أمر النبوة، وأن تكون من حِيَل الناس، ثم سألَنا عما أراد فأخبرناه، ثم قال: كيف صلاتكم وصومكم؟ فأخبرناه، فقال: قوموا، فقمنا، فأمر لنا بمنزل حسن، ونُزُل كثير، قأقمنا ثلاثًا، فأرسل إلينا ليلاً، فدخلنا عليه، فاستعاد لنا، فأعدناه، ثم دعا بشيء كهيئة الربعة العظيمة مذهبة، فيها بيوت صغار عليها أبواب، ففتح بيتًا وقفلاً، واستخرج منه حريرة سوداء، فنشرها، فإذا فيها صورةٌ حمراء، وإذا فيها رجلٌ ضخم العينين، عظيم الإليتين، لم أرَ مثل طول عنقه، وإذا ليستْ له لحية، وإذا له ضفيرتان أحسن ما خلق الله، قال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا آدم - عليه السلام - وإذا هو أكثر الناس شَعرًا، ثم فتح بابًا آخر، واستخرج منه حريرة سوداء، وإذا فيها صورةٌ بيضاء، وإذا له شعر قطط، أحمر العينين، ضخم الهامة، حسن اللحية، قال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا نوح - عليه السلام - ثم فتح بابًا آخر، فاستخرج منه حريرة سوداء، وإذا فيها رجل شديد البياض، حسن العينين، صلت الجبين، طويل الخد، أبيض اللحية، كأنه يبتسم، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - ثم فتح بابًا آخر، فاستخرج حريرة بيضاء، وإذا - واللهِ - رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أتعرفون هذا؟ قلنا: نعم، محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبكينا، قال - واللهُ يعلم أنه قام قائمًا - فقال: والله إنه لهو؟! قلنا: نعم، إنه لهو، كأنما ننظر إليه، فأمسك ساعة ينظر إليها، ثم قال: أما إنه آخر البيوت، ولكن عجَّلتُه لكم؛ لأنظر ما عندكم؟ ثم فتح بابًا آخر، فاستخرج منه حريرة سوداء، فإذا فيها صورة أدماء سحماء، وإذا رجل جعد قط، غائر العينين، حديد النظر، عابس، متراكب الأسنان، مقاص الشفة، كأنه غضبان، فقال: تعرفون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا موسى بن عمران، وإلى جنبه صورة تشبهه، إلا أنه مدهان الرأس، عريض الجبين، في عينه قبلة، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا هارون، ثم فتح بابًا آخر، فاستخرج منه حريرة بيضاء، فإذا فيها صورة رجل أبيض، حسن الوجه، أقنى الأنف، حسن القامة، يعلو وجهَه نورٌ، يُعرف في وجهه الخشوع، يضرب إلى الحمرة، فقال: أتعرفون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا إسماعيل جدُّ نبيِّكم، ثم فتح بابًا آخر، فاستخرج حريرة بيضاء، فيها صورة كأنها صورة آدم، كأن وجهه الشمس، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا يوسف، ثم فتح بابًا آخر، فاستخرج حريرة بيضاء، فيها صورة رجل أحمر، أخمش الساقين، أخفش العينين، ضخم البطن، ربعة، متقلدٌ سيفًا، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا داود، ثم فتح بابًا آخر، فاستخرج منه حريرة بيضاء، فيها رجل ضخم الإليتين، طويل الرجلين، راكبٌ فرسًا، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا سليمان بن داود، ثم فتح باب آخر، فاستخرج منه حريرة سوداء، فيها صورة بيضاء، وإذا برجل شاب شديد سواد اللحية، لين الشعر، حسن الوجه، حسن العينين، فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا عيسى، قلنا: من أين لك هذه الصور؟ لأنا نعلم أنها على ما صورت عليه الأنبياء؛ لأنا رأينا صورة نبيِّنا مثله، قال: إن آدم سأل ربَّه أن يريَه الأنبياء من ولدِه، فأنزل عليه صورهم، وكانوا في خزانة آدم عند مغرب الشمس، فاستخرجها ذو القرنين، فصارت إلى دانيال، ثم قال: أما والله، إن نفسي طابت بالخروج من ملكي، وإني كنت عبدًا لأشرِّكم ملكة حتى أموت، ثم أجازنا، وأحسن جائزتنا، وسرحنا، فلمَّا أتينا أبا بكر الصديق أخبرناه بما رأينا، وما قال لنا، وما أجازنا، فبكى أبو بكر وقال: لو أراد الله به خيرًا لفعل.

 

هذه هي القصة، ولعلَّك تشاطرني - أيها القارئ العزيز - في أنها قصة شائقة ماتعة، يمتزج فيها الشعور بالعظمة، والابتهاج بالمحتوى، حتى يتمنى المرء أن تطول وتمتد، وإن كانت لي ملاحظتان على القصة:

أولاً: أن الذي بعثه الرسول بكتابه إلى هرقل، هو دحية بن خليفة الكلبي، هذا هو المشهور المعروف في كتب السير والتواريخ[1].

 

ثانيًا: قولهما عن هرقل: كيف تحيُّون ملككم؟ قلنا: بها؛ يعنيان: السلام عليكم، وكيف يقرَّان هرقل على قوله عن الرسول: (ملككم)، مع أنه رسول الله وليس مَلِكًا، كما هو معلوم بداهة؟ وكيف لم ينكرا هذه المقالة؟ وهذه القصة أوردها ابن القيم في كتابه "هداية الحيارى" ولم يضعفها أو ينتقدها[2]، وذلك لا يمنع من عرضها على قرَّاء المنهل، الذي عوَّد قراءه الجديد المفيد، والتليد النافع؛ ليكون السلوة والغذاء، والبهجة والرواء والنمير المصفى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" أن أبا بكر - رضي الله عنه - بعث هشام بن العاص إلى ملك الروم، وفي رواية أخرجها أبو نعيم في "الدلائل": بعثوا إلى ملك الروم زمن أبي بكر.

[2] قال ابن كثير: هذا حديث جيد الإسناد، رجاله ثقات.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- القصة ضعيفة الإسناد
أسامة احمد - مصر 13-07-2023 12:12 PM

القصة رواها البيهقي فى دلائل النبوة رقم 373 وفي إسنادها عبد العزيز بن مسلم بن إدريس وهو مجهول الحال.

1- صور الأنبياء
محمد البشير - الصحراء الغربية 04-06-2022 01:41 AM

وصف هرقل للنبي صلى الله عليه وسلم ليس بالأمر الذي يستوجب الاعتراض وهو كقول أبي سفيان للعباس رضي الله عنهما ?لقد اصبح ملك بن اخيك اليوم عظيما?ولم ينكر عليه العباس شئ
زد الى ذلك أن لفظة الملك قد تعني ولي الأمر والسيد والحاكم ..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة