• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الدكتور وليد قصاب / كتابات نقدية


علامة باركود

شعراء يتعففون في الغزل

شعراء يتعففون في الغزل
د. وليد قصاب


تاريخ الإضافة: 23/6/2014 ميلادي - 24/8/1435 هجري

الزيارات: 22318

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شعراء يتعففون في الغزل


من الملامح الخُلُقية في نقد الشعراء:

ما أُثِر عن بعضِهم من أقوالٍ تدعو إلى التزام العفَّة في الغزل، وعدم الخروج إلى الفُحْش والمجون، وما يخدش الحياء، أو يُسْتَحيا من ذكره.


يتمدح نصيبٌ - شاعر الغزل - بعفَّته، فيقول: والله ما قلت بيتًا قط تستحيي الفتاة الحيية من إنشاده في ستر أبيها[1].


وبلغ من عفَّته أنه لم يُشبب بامرأة غير زوجه، نقل السيوطي أن نصيب بن رباح كان عبدًا أسود، وكان عفيفًا، وكان لا يشبب قطُّ إلا بامرأته[2].


ودافع ابن المولى عن عفَّته في الغزل، وأكَّد حرصه عليها، وأقسَم أنه لم يذكر في شعره قط امرأةَ مسلمٍ ولا معاهَد بسوءٍ، وكان يُورِّي عن المرأة بقوسه.


رُوِي أن الحسن بن زيد دعا بابن المولى، فأغلظ له وقال: أتشبب بحرم المسلمين، وتنشد ذلك في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الأسواق والمحافل ظاهرًا؟


فحلف له بالطلاق أنه ما تعرّض لمحرم قط، ولا شبّب بامرأة مسلم ولا معاهد قط، قال: فمن ليلى هذه التي تذكر في شعرك؟ فقال له: امرأتي طالق إن كانت إلا قوسي هذه، سَمَّيتُها ليلى لأذكرها في شعري، فإن الشعر لا يحسن إلا بالتشبيب، فضحك الحسن ثم قال: إذا كانت القصة هذه، فقل ما شئت[3].


وطوى النقد الذي وجّهه بعض الشعراء إلى غزل عمر بن أبي ربيعة ملمحًا خلقيًّا؛ إذ أخذ عليه خروجه على قواعد الأدب والعرف في حديثه عن المرأة، وامتهانه شأنها، حتى لتبدو صورتها فيما يسوقه عنها مبتذلة متقحمة، بدل أن تكون عفيفة حيية، شأن النساء الحرائر الشريفات.


قال كثير لعمر: "يا أخا قريشٍ، والله لقد قلت فأحسنت في كثير من شعرك، ولكنك تخطئ الطريق، تشبّب بها، ثم تدَعها وتشبب بنفسك، أخبرني عن قولك:

قالت لترب لها تُحدِّثها
لا تُفسِدِنَّ الطواف في عُمَرِ
قومي تصدِّي له لأبصره
ثم اغمزِيه يا أختُ في خَفَرِ
قالت لها: قد غمزتُه فأبى
ثم اسبطرَّتْ تشتدُّ في أثري

 

أردت أن تنسب بها فنسبت بنفسك، والله لو وصفت بهذا هرةِ أهلك - أو قال منزلك - كنت قد أسأت صفتها، أهكذا يقال للمرأة؟ إنها توصف بالخفر، وأنها مطلوبة ممنعة، هلا قلت كما قال الأحوص:

لقد منعَتْ معروفَها أمُّ جعفر
وإني إلى معروفها لفقيرُ[4]

ومن الواضح أن كثيرًا لم يكتفِ بنقد شعرِ عمرَ لخروجه على قواعد الخُلُق العربي في الغزل، بل قارن بين إظهاره المرأة رخيصة سهلة وبين إظهارها ممنعة حصينة في قول الأحوص.


قال ابن رشيق: "قال بعضهم - أظنه عبدالكريم -: العادة عند العرب أن الشاعر هو المتغزل المتماوت، وعادة العجم أن يجعلوا المرأة هي الطالبة والراغبة المخاطبة، وهذا دليل كرم النَّحِيزة في العرب وغيرتها على الحُرم"[5].


ومن قبيل هذا المَلْمَح الخُلُقي في نقد شعر الغزل ما نُسِب إلى كُثيرٍ كذلك من أنه أخذ على نصيب قوله:

أهيم بدعد ما حييت فإن أَمُتْ
فواحزَني من ذا يَهِيمُ بها بعدي؟!

 

إذ بدا وكأنه يعكس غَيبة نخوة، أو قلة غَيرة على المرأة التي يحب، ولذلك قال له: كأنك اغتتمت ألا يفعل بها بعدك، وفي رواية: أيهمك مَن ينكحها بعدك والرجال أكثر مما تظن؟![6].


ودعا بعض الشعراء إلى الامتناع عن الغزل كله، ولعله رأى فيه غرضًا غير جادٍّ، أو معنى يذهب بوقار الرجل وهيبته، ولا أشهر في هذا من قصيدة ابن الوردي التي يخاطب فيها ولده، ويضمنها مجموعة من النصائح، واستهلَّها بقوله:

اعتَزِلْ ذكرَ الأغاني والغَزَلْ
وقُلِ الفصلَ وجانِبْ مَن هزَلْ

 

ولجأت طائفةٌ من الشعراء إلى عدم ذكر المرأة المحبوبة بشكل صريح، والتكنية عنها بأمر آخر؛ إما حياءً وإما خوفًا من عقاب أولي الأمر، الحريصين على إرساء قواعد العفة والأخلاق الحميدة، والتصدي لمن يخرج عليها، كعمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي تقدَّم إلى الشعراء أنه لا يشبب أحد منهم بامرأة إلا جلده[7]، فقال حميد بن ثور يكني عن المرأة بالسرحة - أي الشجرة العظيمة :

سقى السرحةَ المِحْلالَ والأبطح الذي
به الشري غيثٌ مدجن وبروقُ
فيا طِيب رياها ويا بردَ ظلِّها
إذا حان من حامي النهار ودُوقُ
وهل أنا إن علَّلتُ نفسي بسرحةٍ
من السرح مسدود عليَّ طريقُ[8]

 

وكان ابن المولى - كما مر - يُورِّي عن المرأة بقوسه التي يسميها "ليلى".



[1] الأغاني: 1/364.

[2] شرح شواهد المغني: 1/301.

[3] الأغاني: 3/291، وينسب مثل هذا النقد إلى عبدالملك بن مروان في ابن المولى؛ انظر الأغاني: 3/301

[4] المشح: 257، وينسب هذا النقد إلى غير كثير؛ انظر: العمدة: 2/124.

[5] العمدة: 1/124.

[6] الموشح: 260.

[7] الاستيعاب، لابن عبدالبر: 3/88.

[8] ديوان حميد بن ثور: ص38.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- تأييد
د محمود - مصر 25-06-2014 10:26 AM

شكرا للدكتور قصاب في محاولاته الدائبة في كلّ ما يكتب للتنويه بكل اتجاه إسلاميّ أو خلقيّ في الأدب والنقد.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة