• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الدكتور وليد قصاب / كتابات نقدية


علامة باركود

التجربة الشعرية بين الفن والمعتقَد

د. وليد قصاب


تاريخ الإضافة: 15/1/2009 ميلادي - 18/1/1430 هجري

الزيارات: 18691

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
لا شكَّ أنَّ للتجرِبة الشعرية قيمتَها، مستقلة عن الآثار النافعة التي قد تنجم عنها، أي عمَّا قد يتَّصل بها من معنى خُلقي، أو فلسفي، أو اجتماعي، أو ما شاكل ذلك؛ إذ إنَّها في جوهرها تجرِبة خياليَّة أو تأملية، تنشأ عن طريق وضع الكلام في نسق خاص من الوزن؛ ولذلك ذهب بعض النقاد إلى أنَّ واجب نظرية الشعر، أن تركز على هذه القيمة المستقلة، وأن تبحث عنها، وتعنى بكشف أسرارها وخباياها، تقول الناقدة إليزابيث درو: "لما كان الشعر فنًّا وسيلتُه اللغة، فمِن واجب الناقد أن يفعل ما في وسعه؛ ليبين مظاهر هذه المهارة اللفظية".

وكتب أودن ذات مرَّة يقول: "إذا حضر إليه شاب يطمع في أن يكتب، وقال له: لديَّ أمر جليل أودُّ أن أكتب عنه، فهو ليس بشاعر، ولكنَّه إذا اعترف وقال: أريد أن أقف طويلاً مع الألفاظ، أستمع لحديثها، فهو حينئذٍ قد يصبح شاعرًا".

وكان الجاحظ قد سبق الجميع في التعبير عن هذه القضية، عندما قال قولته المشهورة: "المعاني مطروحة في الطريق، يعرفها العجمي والعربي، والبدوي والقرويُّ والمدني، وإنَّما الشأن في إقامة الوزن، وتخيُّر اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء".

وقد تبنَّى بعض النقَّاد - بسبب من ذلك - الدعوةَ إلى استقلاليَّة الحكم النقدي عن الارتباط بأيِّ معيار آخر غير فني، فقال روستر هاملتون: "إنَّ النشاط العملي والنشاط العقلي لهما أهمية ثانويَّة في نظرية الشعر، ولكن اهتمامها بِهما مقصور على كونهما عاملين يدخلان عالم الخيال، وقيم الشعر - كغيره من الفنون الأخرى - متميِّزة عن قيم الأخلاق، كما هي متميِّزة عن قيم التفكير، وينبغي الحكم على الشعر - من حيثُ هو شعر - طبقًا لنوع التجربة الخياليَّة التي يمدنا بها فحسب، ولا يجوز الحكم عليه بمعيارِ ما فيه من خير خُلقي، أو بمعيار صدقه بالنسبة لشيْءٍ يقع خارجه".

ولكن هذه الدعوة إلى الحَيْدة الفنية، وعدم إدخال المعتقدات والأفكار في الحكم النقدي - وإن بدت وجيهة في الظاهر - لا سبيل إلى تحقيقها في واقع الأمر، وهي مطلب عسير غير ميسور؛ وذلك لأن طبيعة معتقداتنا لها تأثير كبير في تلقي التجربة الشعرية، وفي الإحساس بها، مما يدخل - بشكل إرادي أو غير إرادي - في الحكم عليها.

إنَّ لكل قارئ للشعر طبيعتَه الخاصة، وإنَّ كثيرًا أو قليلاً من الإعجاب بالقصيدة لَيرجعُ إلى كونها تقدم تجربة تشبه تجربة المتلقي، أو حالة من حالاته، وهو ذو حساسية خاصة، وثقافة خاصة، وإن له آراءه وموقفه من الحياة والكون، ولا بد أن يؤثر ذلك كله في موقفه من الإحساس الفني والجمالي بالقصيدة.

تقول إليزابيث درو: "إن الذوق الشخصي سيظل دائمًا متباينًا، بحسب ما للإنسان من فردية، وميول خاصة؛ لأن لون ثقافتنا، ومبلغ وعينا، يدفعانِنا دائمًا إلى اتخاذ بعض المقاييس الفنية، وطرح بعضها الآخر".

ويقول هاملتون: "بالإجمال فإن طبيعة معتقداتنا لها تأثيرها - ولن أقول تأثيرها الكبير - على مستوى تجربتنا الشعرية".

ثم إن افتراض الجمال في العمل الأدبي مسألةً شكليةً بحتةً، مجردةً عن الفكر، أمرٌ فيه نظر، صحيح أن الشعر لا تصنعه الأفكار، ولكنَّه يثرى بها، وهي تُغْني تجربته الجمالية نفسها، وإنَّ انْهِماك الشاعر في معرفة الحياة، والتعمق فيها، يكسبانه حصيلةً موفورة من الثقافة والخبرة، فضلاً عن حس مرهف، يجعل تجربته أكثر حرارة وصدقًا، وإقناعًا وإنسانية.

وصحيحٌ كذلك أنَّ العمل الفنيَّ لا يستمدُّ جلاله وروعته من جلال الموضوع الذي يعالجه؛ بل من خلال القُدرة الفنيَّة في التعبير عن هذا الموضوع، ولكنَّ الأصح كذلك أن التجربة الفنية لا تنهض على الأسس الشكلية وحدها، وفرق بين الحكم على نصِّه بأنه أدب، وبين بيان قيمته الفنية.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- بحاجة لمزيد من االطرح للقضية
رحاب حسان - ارض مسلمة 17-01-2009 08:22 AM
مقال مهم جدا جزاكم الله كل خير
وفي قولكم
( لأن طبيعة معتقداتنا لها تأثير كبير في تلقي التجربة الشعرية، وفي الإحساس بها، مما يدخل - بشكل إرادي أو غير إرادي - في الحكم عليها.)

اسمحو لي ان اقل ان هذا الامر انه لا يكتفي فقط بكوننا نحكم عليها بل نتلقاها ايضا وهذه كارثة
كذلك فان مقالكم قد ينطبق ايضا على شتى الألوان الأدبية وليس الشعر فقط
وان كان الشعر في المقام الأول .. لكن الكثير من الأدباء الا من رحم ربي اتخذ في الفصل بين العمل الأدبي والقيم والمبادئ والمعتقد ذريعة مهمة للخروج من منزلقات خطيرة وقعوا بها بداية من ابو العلاء المعري في رسالة الغفران وانتهاء بنجيب محفوظ ومن نحى نحوه في اولاد حارتنا ..
بل ان البعض نحى نفس الطريقة في الفن القصصي التاريخي والذي يختلف عن التاريخ في كونه يتصف بصفات مميزة له تلك الصفات التي تخرج في معظمها عن نزاهة النقل وأمانة حفظ المسلم لاخية المسلم وخاصية الصدق ..
فتجد الكثير من القصص التاريخية قد دخل فيها قصص الحب والغرام وهذا حتمي حتى تصبح القطعة لها طابعها الادبي ثم يقال عن ابطالها ما لم يتفوهوا به وما هو ليس من نهجهم بحجة ان ذاك هو الفــــن الأدبي قس على هذا ما يشاع عن البطل محمود نور الدين زنكي او الملك هارون الرشيد
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة