• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الدكتور وليد قصاب / مقالات


علامة باركود

متى ينتهي اللهاث وراء فكر لا يعرف اليقين؟

متى ينتهي اللهاث وراء فكر لا يعرف اليقين؟
د. وليد قصاب


تاريخ الإضافة: 11/11/2013 ميلادي - 7/1/1435 هجري

الزيارات: 10263

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

متى ينتهي اللهاث وراء فكر لا يعرف اليقين؟


لا تزال المذاهب الأدبية، والمناهج النقدية، والفكرية الغربية، منذ نشأت، وحتى الساعة - ينسف بعضها بعضًا، ويُلغِي بعضها بعضًا، في تلاحق لا يكاد ينتهي.

 

ولسنا الآن في مجال ضرب الأمثلة على ذلك؛ فالأمثلة أكثر من أن تُعَدَّ، ولكنَّ هذا النسف قد تسارَعَ بصورة مذهلة في عصرنا الحديث، حتى غدا المرء عاجزًا عن ملاحقة ما يستجدُّ.

 

ولا شك أن لهذا وجهًا أو وجوهًا إيجابية كثيرة، لا يجوز جحدها، لعلَّ من أبرزها أنَّ هذا الفكر يعيد النظر دائمًا في مقولاته، وهو وثَّاب متطور متجدِّد، يؤمن بقدرة العقل البشريِّ على ابتداع الطريف دائمًا، وعلى تطوير نفسه، وعلى تصحيح مساره، وتطوير كشوفاته، وهو - في هذا الجانب الإيجابي - ينظر إلى تغيُّر الظروف والأحوال، وإلى ما يستجدُّ في الساحة من أفكار وآراء تجعله يكتشف خطأ ما سبق أن تبناه، أو عدم دقته على الأقلِّ.

 

ولكنَّ لهذا التقلُّب السَّريع في المذاهب والمناهج الغربية - حتى ينقلب الأمر في أغلب الحالات من النقيض إلى النَّقيض، بل حتَّى يُسفِّه كلُّ جديد ما سبقه - وجهًا أو وجوهًا سلبيَّة كثيرة، وقد يكون من أبرزها:

• عدم وجود ثوابت، أو ضوابط، أو يقينيات من أي نوع يمكن أن يرتكز عليها هذا الفكر الغربيُّ الحديث، إنه غدا يشكُّ في كلِّ شيء، ويرتاب في كلِّ ما حوله من العقائد، والفلسفات، والأيديولوجيات، لم يعد عنده من معيار واحدٍ يفيء إليه في قَبول ما يقبل، ورفضِ ما يرفض.

 

لم يعد في هذا الفكر الغربيِّ الجامح الشَّموس ما نسمِّيه في ثقافتنا الإسلامية والعربية "ثوابت ومتغيرات"، أو "محكمات ومتشابهات"، أو "ظنيَّات وقطعيَّات"، يَؤُول الثاني منها - مهما شرَّق وغرَّب - إلى الأول، فينضبط به، ويمشي في هديه؛ كلُّ شيء - في هذا الفكر - هو اليوم من المتشابهات الظنيَّات؛ فهو - من ثَمَّ - مُعرَّض للسؤال، والمراجعة، والشك، والجحد، والهدم، والنقض.

 

وثاني ذلك أن التجديد في هذا الفكر الغربيِّ قد أصبح هدفًا في حدِّ ذاته، صار (بدعة)، صار (موضة)، سواء أكان هذا الجديد خيرًا أم شرًّا، نافعًا أم ضارًّا، جميلاً أم قبيحًا شاذًّا؛ المهم أن يكون مخالفًا للمألوف، خارجًا عن معهود الناس وعرفهم، هادمًا ما تَقَدَّمه من إنجاز، حتى كأنَّ التاريخ قد بدأ به.

 

وهذا ما عبَّر عنه الناقد الفرنسي "ألبير ليونار" وهو يتحدَّث عن أزمة الأدب الفرنسي في القرن العشرين، فذكر أن التجديد في هذا الأدب قد صار (دُرجة)؛ أي: "تقليعة" أو "موضة".

 

يقول: "لقد قررت الدرجة أن كلَّ ما هو جديد مقبول، وأن فكرة التجاوز والتقدم هي الشرط الضروري للقيمة، إنَّ هذا الخطأ الهائل لا يؤخذ بالحسبان، إنَّ فكرة (الإتقان) تنفي فكرة التقدم، وكما هو الحال - بالنسبة للشباب والحياة - فإن محاولة الوقوف في وجه هذا الضياع تعني بالضرورة العمل ضد الجديد"[1].

 

ويقول: "بسببٍ من ذلك - أي: ربط القيمة والإتقان بالجديد - غدا مُسَلَّمًا به - بالنسبة للبعض من الآن فصاعدًا - أن هذا الذوق الذي تشكله قرون من تهذيب الحساسية، والتمتع الجمالي، والبحث الواعي عن الجمال - هو انحرافات ومفاهيم عفا عليها الزمن"[2].

 

• وتقود النظرة السابقة إلى وجهٍ سلبي خطير، وهو احتقار كلِّ قديم، والاحتفاء بكلِّ جديد. إن الخروج على جميع ما سلف - كما عبَّر عن ذلك بعض الحداثيين - هو سبب هذا الهدم المستمر لكل ما تقدم، وهو سبب هذه الرغبة اللحوح الجموح في الخروج على جميع الأعراف والتقاليد، والأصول الدينية، والاجتماعية، والأدبيَّة، من غير تمييز بين صالح وفاسد، وحق أو باطل.

 

إنَّ عشق الجديد لمجرَّد أنه جديد، واحتقار القديم لمجرَّد أنه قديم، هو سفَهٌ في الفكر؛ لأنه يعني - في أبسط صوره - أن تحُلَّ معايير "الزمنية" و"العصرية" محلَّ معايير الحقِّ والباطل، والجمال والقبح، وهذه معايير لا ترتبط بزمان أو مكان، ولا يحتكرها عصر دون عصر.

 

وإذا كان هذا هو حال الفكر الغربيِّ الحديث، فإنَّ مجموعة من الأسئلة حول التعامل العربيِّ مع هذا الفكر لا بدَّ أن تبحث عن إجابات لها:

• إلى متى سيظلُّ مُثَقَّفُونا يَجْرُون وراء هذه المذاهب والمناهج التي تولد في كلِّ يوم في الغرب، والتي - كما ذكرنا - ينسف بعضها بعضًا، ويلعن آخرُها أوَّلَها، في حلقة لا تنتهي، ولا يبدو أنها ستنتهي؟

 

• إلامَ سيظلُّ العقل المسلِم لاهثًا وراء ما يقوله فلان وعلان من أدباء الغرب ونقاده ومفكريه، لا شغل له إلا تَتَبُّعه: بترجمة، أو تفسير، أو تطبيق، ثمّ يرمي به عندما يرمي به مُبدعه؟

 

• هل تعطَّل العقل المسْلِمُ عن مجرَّد التفكير في إنتاج شيء خاصٍّ به؟ وعلامَ التوهُّم والإيهام - من خلال الاستغراق المتواصل في الاشتغال بالفكر الغربيِّ - أنه لا شيء عندنا يستحقُّ أن نشتغل عليه، أو نُنَظِّرُ له، أو نحاول أن نصنع منه شيئًا خاصًّا بنا؟

 

• هل بذل أدباؤنا ونقادنا العرب والمسلمون من الجهد لإنتاج نظرية عربية أو إسلامية رُبعَ - بل عُشر أو ثُمن - ما يبذلونه في تتبُّع ما يقوله الآخر؟

 

أسئلة أحسبها مشروعة، وأحسب كذلك أنها تفتح الباب لأسئلة أخرى كثيرة، قد يتمخَّض عنها القلم في كتابات أخرى.



[1] أزمة الأدب الفرنسيِّ في القرن العشرين، ألبير ليونار، ترجمة زياد العودة، وزارة الثقافة، دمشق: ص220.

[2] السابق: ص219.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- جزاكم الله خيراً
حلا - فلسطين 27-06-2014 05:36 PM

جزاكم الله خيرا ,إن الغزو الثقافي الأوربي طال أدبنا بشكل لا يوصف ,حتى كدنا نرى كثير من الأدباء , متبنين لهذا الفكر , مدافعين عنه, بغض النظر إن كان يحمل في طياته كفرا أم لا يحمل !

وما أحوجنا لأدب اسلامي , تمتاز به الأمة الاسلامية عن غيرها وإلى أدباء مبدعين يتفوقون على غيرهم .

بارك الله فيكم وزادكم من فضلكم

2- تعليق
نورة - اليمن 06-01-2014 12:54 PM

حقاً متى ينتهي اللهاث وراء هذه البدع والصرعات التي تأتينا كلّ يوم من الغرب وينبهر بها أدباءنا ومفكرينا؟ شكرا لد. وليد قصاب على ما يتحفنا ببببه دائما من روائعه

1- ثناء
محمد - مصر العربية 14-11-2013 01:20 PM

مقال متميّز وجميع الأسئلة التي طرحها أسئلة حيوية ومشروعة. هل نعرف ماذا نأخذ وماذا ندع؟ شأن الأمم المحترمة جميعها

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة