• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الدكتور وليد قصاب / كتابات نقدية


علامة باركود

كيف نؤسس نظرية للنقد العربي؟

د. وليد قصاب


تاريخ الإضافة: 20/3/2007 ميلادي - 1/3/1428 هجري

الزيارات: 21260

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
لم يهتمَّ نقدنا العربيُّ القديم بإنشاء نظرية متكاملة في النقد الأدبي، أو بتأسيس المذاهب والمدارس على طريقة النقد الحديث في هذه الأيام، بل كان – في مجمله – نقداً جزئياً قلَّ أن تناول العمل الأدبيَّ بأكمله.

كان – في أغلبه – على شكل آراء متناثرة مبعثرة، يتَّسم كثير منها بالأصالة والعُمق، ويتَّفق مع أحدث ما توصَّلت إليه المناهج النقديَّة الحديثة، ولكن الطابع العامَّ لهذه الآراء النقدية كان الإيجاز والجزئيَّة، ولم يأخذ شكلَ النظرية، أو المذهب، أو المنهج، بالمفهوم العلميِّ المعاصر.

في العصر العباسي نَضِجَ النقد العربي نضجاً كبيراً، وبدأ – في القرنين الرابع والخامس الهجريين خاصة – يتَّجه إلى العُمق والتكامل، وراح يعالج قضايا نقديَّة هامَّة: كاللفظ والمعنى، والطبع والصَّنعة، والقديم والحديث وغيرها، ثم تبلورت فيه شبه نظرية متكاملة للشعر تمثَّلت فيما عُرِف بمصطلح ((عمود الشعر)) الذي تحدَّث عنه – على خلاف في التصوُّر والأهداف – كلٌّ من الآمدي والقاضي الجرجاني والمرزوقي..

كما تشكَّلت على يدَيْ عبدالقاهر الجرجاني نظريةٌ نقدية بلاغية لغوية هي ((نظرية النَّظْم)) التي حاولت الخروج من عباءة الجزئية إلى ثوب النصِّ المتكامل، واجتهدت – بمهارة واقتدار مشهودَين – أن تتجاوزَ ثنائية ((اللفظ والمعنى)) الحادَّة إلى معالجة النصِّ الأدبيِّ في إطار من التكامل بين هذين العنصرين من خلال النَّظم أو ما أصبح يُعرف في الدراسات الحديثة بالأُسلوب.

ولكنَّ النقد العربيَّ القديم لم يُرزَق – للأسف الشديد – بعد الآمدي والجرجانيَّين وحازم القرطاجَنِّي – نقاداً كباراً على هذا المستوى، يكملون مسيرة التنظير الجادِّ له، ويستفيدون من الإنجازات الهامة التي حقَّقها هؤلاء.

ولكن ذلك كلَّه لا يعني – كما يحاول أن يُشيعَ بعض الباحثين المعاصرين – أن هذا النقد التراثيَّ سطحيٌّ، أو عديم الجدوى، أو أنه مما عفَّى عليه الزمن، أو أنه مما ينبغي أن يُتجاوز في أيِّ درس أدبيٍّ حديث..

إن في هذا النقد – كما ذكرنا – نظراتٍ عميقةً، وآراءً سديدة في غاية النفاسة، وإن كثيراً منها ليتَّفق مع أحدث ما توصَّلت إليه الدراسات الأدبية والنقدية المعاصرة، ولكنَّ هذه النظرات متناثرةٌ هنا وهناك، مبعثرةٌ عند هذا الناقد أو ذاك، وهي تحتاج إلى جمع ولملمة، حتى يُضمَّ النظير إلى نظيره، والشبيه إلى شبيهه، ومن جمع المتفرِّق، ولمِّ شتات المبعثر المتناثر، تُصنع نظرية نقدية عربية متكاملة، تقارب عناصرَ الأدب جميعَها.

إن النظرية النقدية المنشودَة لن نجدَها متكاملةً عند ناقد عربيٍّ واحد، ولكنها ستكون من صُنعنا، نصنعها من آراء النقَّاد القدماء بعد جمعها، وتصنيفها، وتفريعها إلى قضايا ومسائل تستقصي جميع عناصر العمل الأدبيِّ وأركانه.

في نقدنا العربيِّ التراثيِّ كلامٌ كثير على الشكل والمضمون، والصورة الأدبية، والخيال، والعاطفة، وعن طبيعة الإبداع، وماهيَّة الشعر، ووظيفة الأدب، وغير ذلك من القضايا والمسائل.

وإذا أُتيح لهذه الآراء المبعثرة من يجمعها وينسِّقها – على النحو الذي ذكرنا – فإن هذا سيكون عملاً عظيماً يسهم في بناء نظرية النقد العربيِّ المنشودَة، ويكون هو اللَّبِنَة الأساس في هذا البناء.

ولكنَّ الذي لا ينبغي أن نغفُلَ عن ذكره كذلك، وألا نتحرَّج من الإفصاح به، أن ما خلَّفه لنا نقادُنا العرب القدماء لا يكفي وحدَه لبناء نظريَّة أو منهج لنقد عربيٍّ أو إسلاميٍّ معاصر، بل لابد من أن نستعينَ – في أثناء ذلك كلِّه – بما يُلائمنا من آراء النقد الغربيِّ الحديث، مما لا يخرج عن قيمنا وذوقنا ولغتنا وطبيعة أدبنا العربيِّ والإسلاميِّ، وما أكثرَ ما يتوافر في هذا النقد من آراء قيِّمة، ونظرات صائبة سديدة، بل إن أحداً لا يشك أن ما بلغته الدراسات الأدبية والنقدية الحديثة من عمق واستقصاء، ومن منهجيَّة وضبط لا يكاد يُقارن بما تركه الأقدمون، ولا يمكن تجاوز ذلك كلِّه وإلا كنا نعيش خارج العصر..

إن الدراسات دائماً تتطوَّر، وإن أي نظرية أو منهج جديد هو حصيلةُ تراكم معرفيٍّ غزير ساهمت في صُنعه أجيال من الأمم والحضارات والشعوب في القديم وفي الحديث.

ولكنَّ ما ينبغي أن نفطن إليه، وألا يغيبَ عن تفكيرنا لحظة واحدة، أن أي منهج نقديٍّ عربيٍّ نتبناه في دراساتنا الحديثة يجب أن يكونَ أساسه الأكبر المكين قائماً على تراثنا وثقافتنا وقيمنا العربية والإسلامية الأصيلة، وأن تكونَ الأسس الأخرى الجديدة، أو المقتبَسة، أو المأخوذة من شرق أو غرب، متناغمةً مع هذا الأساس الأكبر، داعمةً له، بل قائمة عليه.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- النظرية النقدية، نشأة وتطور
داليا الياسري - العراق 29-04-2022 01:47 PM

عند الحديث عن بواكير الأفكار ونشأتها لا يمكن لنا أن نتوقع النضوج والتكامل ، فهذا ديدن سائر العلوم والمعارف، فعدم وجود نظرية واضحة المعالم في النقد العربي القديم لا يعني قصورا في الفكر العربي، بل على العكس ما هي إلا بذور نثرت في مصنافات لغوية، أدبية، من شروحات ومختارات وموازنات ...إلخ كلها أثمرت حقول منهجية لاحقة

1- لنظريات النقد شروطها الموضوعية
داوود أبازيد - الإمارات العربية المتحدة .. الشارقة 02-06-2007 09:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الدكتور وليد قصاب .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..
أستطيع أن أعزو عدم وجود نظرية نقدية أدبية متكاملة في تراثنا العربي والإسلامي حتى العصر العباسي الثاني ، إلى أن الأدب العربي عامة والشعر خاصة ، خاصة كان قبيل الدعوة الإسلامية وبعيدها ، كان ما يزال وليدا حديث عهد يحبو ويدرج .. فمن المعلوم أن الحركة النقدية لا تقوم إلا بعد قيام حركة أدبية ناضجة سابقة لها ، وبما أن الحركة الأدبية لم تسبق الإسلام بأكثر من مئة وخمسين إلى مئتي سنة على أبعد تقدير ، فمن الطبيعي أن تتأخر عنها الحركة النقدية .. وانظر إلى النقد الأوروبي ، هل كانت له مدارس نقدية ومذاهب ناضجة في عهد هوميروس أو دانتي أو فيرجيل؟.
أما المدارس والمذاهب فهذه من خصوصيات كل قوم ولغة ، ولقد ظهر عندنا مذهب البديع والطبع والصنعة والتصنع والتصنيع إلخ.. فهذه مذاهب ومدارس ، لا أظن الأدب الأوروبي يومها كان يحظى بمثلها .. أما الكلاسيكية والرومنسية والرمزية إلخ .. فهذه وليدة العصر الحديث ، ولكل زمان دولة ورجال، وليس عدلا أن نطالب أدبنا منذ العصر الجاهلي حتى عصور الدول المتتابعة أن يحوي مثلها ، علما بأن هذه المذاهب بضاعة فرنسية بالدرجة الأولى ، ثم انتشرت في العالم ، وقد دخلت أدبنا العربي قبل كثير من بلدان العالم المتحضر اليوم ..
وإن زعمي بان الحركة الأدبية قبل الإسلام كانت حديثة عهد وغير ناضجة بما يكفي للتمهيد لظهور حركة نقدية تواكبها ، لا يعني بأن اللغة العربية نفسها كانت وليدة أيضا ، فاللغة العربية التي وصلت إلينا من العصر الجاهلي كانت في قمة النضج ، مما يوحي بأن عمر هذه اللغة مئات السنين لإن لم أقل بضعة آلاف منها.. أما الأدب والشعر فما وصلنا منه لم يكن على هذه السوية من النضج ؛ فشعر عبيد والمهلهل تبدو عليه علائم البدايات لغة وأسلوبا ووزنا عروضيا .. وفقك الله ..
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة