• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الدكتور وليد قصاب / كتابات نقدية


علامة باركود

تلقي النص الأدبي

د. وليد قصاب


تاريخ الإضافة: 28/5/2008 ميلادي - 22/5/1429 هجري

الزيارات: 25566

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
إنَّ تلقي قصيدة من القصائد أمر غير بسيط، وهو يخضع - في العادة - لجملة من العوامل والمؤثرات، إذ تتحكم في هذا التَّلقي طبيعة القارئ، وثقافته، وحالته النَّفسيَّة عند قراءة القصيدة؛ من سعادة أو حزن، ومن تركيز أو تشتت، ومن عافية أو مرض، وما شاكل ذلك من حالات لا تُعَد.

وإنَّ كل حالة من هذه الحالات الكثيرة المتنوعة التي يزاول في ظلها التَّلقي تصبغ القراءة بصبغة ما، أو تضفي عليها طابعًا ذا سمات معينة، أو توجهها في مسار خاصٍّ.

ومثلما يتحدَّث النقَّاد - ولا سيما نقاد نظريَّة التَّلقي - عن قراءة المؤهل، وقراءة غير المؤهل، يتحدث - عادة - عن الحالة النَّفسيَّة، وعن الحالة الزَّمانيَّة والمكانيَّة، التي تتم فيها هذه القراءة.

ومن ثَمَّ لا يستغرب - في ظل هذه الملابسات الكثيرة المتنوعة - أن يبدو التَّلقي عمليَّة شائكة، وأن يختلف من قارئ إلى آخر، ثمَّ أن يختلف - بناءً على ذلك - تأويل النَّص المقروء - ولا سيما النَّص الشعري؛ بسبب كثافته ووفرة دلالاته - من واحد إلى آخر كذلك.

بل لا يستغرب أن تختلف طبيعة التَّلقي عند القارئ الواحد نفسه لو أعاد قراءة النَّص نفسه في حالة مختلفة من تلك الحالات الكثيرة التي أشرنا إليها، وأن يرى فيه في مَرَّة من المرات، وهو في حالة تلقٍّ مباينة لما كان عليها في مرَّة سابقة - ما لم يرَهُ من قبل، وأن يفهم منه - في ظرف ما - ما لم يفهمه في ظرف آخر.

إنَّ عمليَّة استقبال النَّص الشعري إذًا عمليَّة معقَّدة، ويأتي في إطار هذا التَّعقيد كذلك شكل التَّلقي نفسه، أهو سماع أم قراءة؟ وإذا كان قراءة فما نوع الورق، والحبر، والخط، الذي قرئ النص عليه؟ وإذا كان سماعًا فما نوع الصَّوت الذي قُدِّم النَّص به؟

إنَّ استقبال النَّص منطوقًا بصوت ذي سمات معينة، هو إذًا غير استقباله مقروءًا منقوشًا على ورق، وبحبر، وخط ذي سمات معينه كذلك.

ولكن إذا كان هذا الَّذي ذكر عن ملابسات التَّلقي وحالاته والمؤثرات فيه كله صحيحًا، فإنَّنا لا ينبغي أن ننساق طويلاً وراء ذلك، وألاَّ نتوهم أنَّها من مكونات النَّص الحقيقيَّة، أو أنها جزء من بنيته الفنيَّة أو الدلاليَّة، وأن نعول عليها في تأويل النَّص أو فهمه.

إنَّ هذه العوامل - في الواقع - هي عوامل خارجيَّة، لا دخل لها بالقصيدة، إذ إنَّ النَّص الشعري هو شيء عقلي مستقل عنها، وله كينونته الخاصَّة.

إنَّ كل ما ذكر من المؤثرات لا يعني أنَّ النَّص لا ضوابط له، أو أنَّه فضاء ممتد إلى غير نهاية، معتمد على نشاط القارئ العقلي، أو النَّفسي وحده.

إنَّ مثل هذا الوهم يؤدي إلى فوضى تعيد النَّقد مرة أخرى إلى عهده الانطباعي الذَّوقي الأوَّل، حيث كان يُعتَدُّ يومَذاكَ بذوق النَّاقد اعتدادًا كاملاً من منطلقِ "لا مُشاحة في الذَّوق"؛ كما نقول - في العادة: "لا مُشاحة في المُصْطلَحات".

كما أنَّ ذلك يعني أنَّ النَّص الأدبي ليست له استقلاليَّة، وأنَّه لا يكون له وجود حقيقي إذا لم
يزاوله إنسان ما، وبالتالي فإنَّ قصيدة "فتح عمورية" لأبي تمام مثلاً - في هذا الزَّعم، لا وجود مستقلاًّ لها ما لم يقاربها متلقٍّ ما، وإذا قارب هذه القصيدة عدد من المتلقين، فإنَّ عندنا من "فتح عمورية" بعدد هؤلاء الذين قرؤوها أو الذين يقرؤونها، أو الذين سوف يقرؤونها فيما بعد.

وهذا كله من باب الوهم الذي ينتهي به الأمر إلى الشَّك والفوضى، وإلى ضياع مصداقيَّة النصوص ومركزيتها.

إنَّ عمليَّة تلقي النَّص عمليَّة معقَّدة كما ذكرنا، وتخضع للملابسات الكثيرة التي أشرنا إليها، ولكن النَّص وحده وظروف تشكيله هما اللذان يوجهان عمليَّة التَّلقي، ويجعلان لها وجوهًا كثيرة ومتنوعة، ولكنها وجوه مشروعة.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة