• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الدكتور وليد قصاب / كتابات نقدية


علامة باركود

الاهتمام بالمتلقي ليس فتحًا حداثيًّا

د. وليد قصاب


تاريخ الإضافة: 9/7/2007 ميلادي - 23/6/1428 هجري

الزيارات: 12526

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
أكتب هذا المقال وبين يديَّ عشراتُ المقالات والبحوث والدراسات والكتب التي تتحدَّث عن (التلقِّي) و(القراءة) و(دور القارئ)، وأنواع القراءة والقرَّاء؛ فقارئ عادي، وقارئ ذكي، وثالث مُنتج، ورابع ضمنيّ، وما شاكل ذلك من مصطلحات كثيرة أفرزها هذا المنهج النقدي المسمَّى اليوم بـ(نظرية القراءة) أو التلقِّي..

ولا يلفت النظرَ شيء إلا تلك الحماسةُ التي تصاحب كلَّ جديد، فإذا بها تُخرجه عن الموضوعيَّة، وإذا بأصحابه ينسَون إنجازات من تقدَّمهم، حتى كأنَّ ما يأتون به يُفتَح به عليهم أوَّل مرة، ولم يسبقهم أحدٌ إليه.

ففي هذا التلقِّي الذي نتحدَّث عنه تسمع من ينفي معرفةَ النقد العربيِّ به، وجعله من فُتوحات النقد الغربيِّ الحديث.

يقول أحد الباحثين: "إن الاهتمام بالقارئ هو من فتوح النقد الغربيِّ الحديث.. وإذا استعرضنا تاريخَ النقد القديم نجد أن النقد ركَّز على النص وعلى مُبدع هذا النص، مُتجاهلاً - تجاهلاً تامّاً - القارئ.. كان هذا حالَ النقد العربيِّ القديم الذي انصبَّ اهتمامُه على النص الأدبيِّ ونسيجه[1].. ".

ولا كلام أكثر مجافاةً للحقيقة من هذا الكلام، وهو يدلُّ على أحد أمرين أو على كليهما معاً: على جهلٍ بتراث النقد العربيِّ والبلاغة العربية، أو على استهانة به واحتقار له، حتى كأنَّ ما أتَوا به لا يعدُّ شيئاً مذكوراً، أو لا يستحقُّ أن يُتَوَقّف عنده.

المتلقِّي في النقد العربيِّ:
إن الاهتام بالمتلقِّي - قارئاً أو مخاطَباً - هو من صُلب النقد العربيِّ القديم والبلاغة العربية، ولكنَّ هذا (المتلقِّي) لم يكن يسمَّى متلقياً، كان يسمَّى - في الغالب - (المخاطَب).

وهذا المخاطَب هو جزء هامٌّ من الأساس الذي بُنيت عليه البلاغة العربيَّة، وعُرِّفت به، حتى قالوا: "البلاغة هي مراعاةُ مقتضى الحال"، والمخاطَب هو الرُّكن المكين في (مقتضى الحال)، بل إن بعض الدارسين لا يصرف الحال إلا إلى المخاطَب، حتى كان يقال أحياناً: "لكلِّ مخاطَب مقال"، وما أكثرَ ما نُقِد القائل لأنه لم يراعِ المخاطَب، ولم يعرف حاله! وما أكثرَ ما طُلب منه أن يكونَ من جماليات كلامه إنزالُ القول على قدر المخاطَب، بل تغييرُ ما قيل حتى يتناسَب معه.

وفي باب ما سمَّاه ابن رشيق (باب الاتِّساع) في معاني الشعر وكثرة دلالاتها، وتنوُّع القراءات فيها، نجد الربط الوثيق بين قوَّة ألفاظ الشعر التي تجعلها محمَّلة بطاقةٍ هائلةٍ من الدلالات، وبين القارئ القادر على استنباط ذلك.

يقول ابن رشيق: "يقول الشاعر بيتاً يتَّسع فيه التأويل، فيأتي كلُّ واحد - أي من القرَّاء - بمعنى.. "[2].

ويقول البغداديُّ كذلك في مثل هذا الربط والتأكيد على دور القارئ المؤوِّل، وحضوره الباهر في هذه العمليَّة: "وإنما الكلامُ إذا كان قوياً.. احتمل لقوَّته وجوهاً من التأويل بحسب ما تتحمَّل ألفاظُه، وعلى مقدار قُوى المتكلِّمين فيه... "[3].

وها هو ذا المتنبِّي يتحدَّث عن دور القارئ في فَهم شعره وتأويله، فيقول:
أنامُ مِلْءَ جُفوني عَن شَوارِدِها        ويَسهَرُ الخَلقُ جَرَّاها ويَختصِمُ
بل ها هو ذا المتنبِّي يمضي إلى أبعدَ من ذلك، فيجعل متلقِّي شعره، إذا كان (قارئاً عارفاً) مثلاً - بتعبير نظرية التلقِّي الحديثة - أقدرَ على إدراك أسرار الشِّعر من الشاعر نفسه، وهو يقدِّر لهذا المتلقِّي ذلك، ويعترف به.

أُثِر عن المتنبِّي أنه سُئل عن شعره فقال: "اسألوا ابنَ جنِّي، فإنه أعرفُ بشعري منِّي".

وعلى أن النقد العربيَّ كان أكثرَ موضوعية من نظرية التلقِّي الحداثيَّة في هذه القضية، إذ لم يجعل حرية المتلقِّي مطلقةً، بل قيَّدها - كما رأيتَ في النصوص القليلة التي أوردناها - باحتمالية لغة النص المُؤَوَّل، فالقارئ ليس حرّاً حرية مطلقةً في فهم النص، وتأويله كما يريد، مما قد يَخرُج به عن هذه الاحتمالية، ويجعله ألعوبةً في يد القارئ يفعل به ما يشاء بحُجَّة الإعلاء من دوره، وجعله كل شيء في العمليَّة النقدية.

وهكذا يبدو واضحاً أن الاهتمام بالقارئ ليس من فُتوح النقد الحداثي وما بعد الحداثي، بل إن هذا النقدَ قد أسرف وبالغ في قضيةٍ معروفة في تراثنا الأدبيِّ والنقدي، فخرج عن الموضوعيَّة في كلامه على القارئ ، إذ جعل حريته مطلقةً، على حين قيَّد ذلك النقدُ العربيُّ، فجعلها مرتبطة بـ(مَقصِديَّة النصِّ اللغويَّة) أي بالداخل، وأحياناً بالخارج - كالمناسبة وظُروف النشأة مثلاً - حينما يكون هذا الخارجُ مفيداً مساعداً على فَهم الداخل واستخراجه.

وبدا هذا الربط واضحاً مؤكَّداً عليه عندما يكون التعاملُ مع النصِّ المقدَّس كالنصِّ القرآني مثلاً، إذ إن المؤوِّل - في مثل هذه الحالة - حذِرٌ شديد الحذر، ورِعٌ عظيم الورع، لا يتقحَّم، ولا يتجرَّأ، ولا يندفع من غير بصرٍ ولا رويَّة. إنه مطالبٌ أن يكونَ عالماً مطَّلعاً على عوالم النصِّ الداخليَّة والخارجيَّة، متمثِّلاً ذلك في فهم دلالة اللفظ القرآني، ومعرفة أُسلوب هذا الكتاب السماويِّ - الذي هو على أسلوبِ العرب وطرائقِهم في التعبير - معرفةً دقيقة عميقة، ثم كذلك في معرفة الخارج متمثِّلاً في مناسبة النزول، والناسخ والمنسوخ، والمكيِّ والمدني، والمحكَم والمتشابه، وما شاكلَ ذلك من ملابسات متعدِّدة.
ـــــــــــــــــــ
[1] د. غسان السيد، المجلة الثقافية، الجامعة الأردنية (العدد: 43، 1419هـ/1989م).
[2] العمدة، لابن رشيق: 2/93.
[3] خزانة الأدب، للبغدادي: 3/143 - 144.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- مساعدة
lahwaran - الجزائر 30-06-2015 03:50 PM

السلام عليكم
مقالكم رائع، ويهمنا في الدكتوراه
أدرس ملامح التلقي في النقد العربي القديم من منظور النقاد المعاصرين
أحتاج إلى كتب ودراسات
مثل:
-التلقي في مؤلفات النقد العربي إلى نهاية القرن الخامس الهجري للرميحي
-نظرية التلقي في تراثنا النقدي والبلاغي لمحمد شعبان
-المتشابه اللفظي في القرآن الكريم عند الإسكافي والغرناطي دراسة نقدية في ضوء نظرية التلقي لإسلام أبو غيدة
وشكرا والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته

1- بين الأصول والجذور
seamo - الإمارات 01-04-2013 02:23 PM

صحيح أنَّ نقّادنا العرب القدماء قد اهتموا بالمتلقّي وأشاروا إليه من قريب أو بعيد, لكنّ الظروف المهيئة لنشوء نظرية التلقي عند العرب القدماء لم تكن متوفرة , وكذلك النقّاد القدماء لم يكونوا على استعداد تام لقبولها, لتعصّبهم تجاه الموروث القديم.
أيضاً االدراسات التطبيقيّة على نظرية التلقّي لم تصل بعد إلى درجة الكمال, وإنّما هي محاولات لتوضيح هذه النّظرية في مفاهيم وأذهان العرب إذ إنّ بعض مفاهيمها لاتزال غامضة حتى عند مؤسسيها (ياوس- آيزر).
ملاحظة أخرى لماذا كلّما ظهرت نظرية عند الغرب نحاول دائماً أن نبحث و نتكلّف عناء البحث عن جذورها عند العرب, وهل سبقوا الغرب إلى هذا أم لا؟ بل إنّ الثقافات دائماً في طور النشأة والنمو والاكتمال والظروف المحيطة هي التي تسمح لها بالنشوء والظهور أو لا تسمح.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة