• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ صفوت الشوادفي / مقالات


علامة باركود

الاقتداء بالأنبياء

الاقتداء بالأنبياء
الشيخ صفوت الشوادفي


تاريخ الإضافة: 27/9/2011 ميلادي - 28/10/1432 هجري

الزيارات: 70894

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاقتداء بالأنبياء

 

الحمد لله رب العالمين. والعاقبة للمتقين!! والصلاة على رسوله الأمين ورسله أجمعين.. وبعد:

فإن الحق - سبحانه وتعالى - قد بعث فى كل أمة رسولاً يأمرهم بعبادة الله ويبين لهم الطريق الموصل إليه، وينهاهم عن الشرك، ويحذرهم من الطرق المؤدية إليه، ويقول لهم: ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ وقد اصطفى الله الرسل من بين خلقه ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ﴾ وصنع أنبياءه على عينه! ﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ وأوحى إليهم، وعصمهم حتى بلغوا رسالات الله، وبينوا للناس ما نزل إليهم، فما من خير ينفع الناس فى دينهم ودنياهم إلا بينوه ودلوا عليه، وما من شر يضر الناس فى دينهم ودنياهم إلا حذروا منه، ونهوا عنه.

 

وقد جعل الله الأنبياء والمرسلين قدوة لعباده المؤمنين وأمرنا بذلك فقال: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ﴾ أى اقتدوا بهدى هؤلاء الرسل الذين هداهم الله وأقامهم على الحق قولاً وعملاً وذلك أن الإنسان - أى إنسان - لا يمكنه أن يعيش بغير قدوة! وكل إنسان يقتدي - طوعاً أو كرهاً - بغيره إما فى الخير وإما فى الشر! أو ساعة وساعة!!

 

والقدوة الكاملة لا تكون إلا فى الأنبياء والمرسلين.

قد يقول قائل ويسأل سائل: كيف نقتدي بالأنبياء ما دام أن الله قد أوجب ذلك علينا ؟ وما هو الطريق الذى ندرك به القدوة الكاملة ؟؟

والجواب: إننا لا يمكننا أن نقتدي بالرسل إلا إذا وقفنا على سيرتهم وسنتهم، وذلك لأن الاقتداء بهم يدور على أمور ثلاثة: الاعتقاد والأقوال والأفعال.

وعندما ننظر إلى عقيدة الرسل سنجد أنهم جميعاً على عقيدة " التوحيد " فهم جميعاً يقولون لأقوامهم: ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ وهم جميعاً قد أوحى الله إليهم بقوله: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾.

ولذلك فإن الذين يخالفون عقيدة التوحيد التى جاءت بها الرسل يخرجهم ذلك من الإيمان إلى الكفر، كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾.

 

بل ويشهد عليهم رسولهم يوم القيامة لأنهم لم يقتدوا به فى الإيمان، وخرجوا منه إلى الشرك ﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾.

 

فإننا إذا تدبرنا ذلك الأمر فى كتاب الله فإننا نجد أن أصول العبادات واحدة، وإنما وقع التفاوت بينها فى الهيئة والكيفية فقط!!

قال تعالى لموسى عليه السلام: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾.

وقال عن إسماعيل عليه السلام ﴿ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ﴾.

وقال عن إبراهيم وإسحق ويعقوب عليهم السلام ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 73].

وقال سبحانه - عن الصوم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾.

وقال لنبيه إبراهيم عليه السلام: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾.

وقد ثبت أن جملة من الأنبياء قد حجوا بيت الله الحرام، كل فى زمانه الذى بعث فيه.

 

ونحن نتحدث عن القدوة الحسنة ينتقل بنا الحديث إلى مواضع القدوة فإن الله قد جعل أنبياءه ورسله قدوة لنا فى كل شيء وشأن فإنهم - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - قدوة للحكام والمحكومين، وقدوة للعلماء والدعاة، والعامة والخاصة، والأغنياء والفقراء والصحيح المعافى والمريض الذى نزل به الداء.

وهم كذلك قدوة لمن رزقه الله الذرية، وقدوة لمن حرمه منها!! فهم قدوة للجميع وأئمة للجميع ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ﴾.

ولأننا فى هذه العجالة لا نستطيع أن ننبه على مواضع القدوة تفصيلاً، فإننا نشير إلى أمثلة منها على أن يقوم القراء الكرام بمتابعة مواضع القدوة فى كتاب الله تفصيلاً ليدركوا من وراء ذلك هاتين الفائدتين:

الأولى: العبرة ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾.

الثانية: تثبيت الفؤاد ﴿ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَْ ﴾.

وإني لأرجو من كل قارئ أن يتدبر معي هذه الأمثلة الرائعة تدبراً عميقاً!!

 

المثال الأول:

تدبر قوله تعالى عن نوح عليه السلام ﴿ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ﴾ مع قوله تعالى ﴿ وَمَا ءَامَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾!! والدعاة إلى الله هم أشد الناس حاجة إلى هذا الدرس، فلا نيأس من دعوة غيرنا، وإن وجدنا إعراضاً وصدوداً أو إنكاراً وجحوداُ!!

 

المثال الثانى:

قارن بين ما كان من شأن نوح مع ابنه، وما كان من شأن إبراهيم مع أبيه!! فنوح هو قدوة الآباء الصالحين مع الأبناء العاقين! وإبراهيم هو قدوة الأبناء البررة مع الآباء الكفرة أو الفجرة!! فتدبر هذا حق التدبر، وتفكر فيه حق التفكر!

 

المثال الثالث:

قارن بين دعوة موسى عليه السلام وهو محتاج إلى الطعام فى سفره ﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾.

ودعوة سليمان عليه السلام ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾!

فظاهر السياق أن موسى يطلب الكفاف! وسليمان يطلب الدنيا بأسرها! فبمن نقتدي ؟!!

والجواب: أن الناس يتقلبون بين الغنى والفقر، والمؤمن فى حال فقره يقتدي بموسى عليه السلام ويلجأ إلى الله كما فعل، وفى حال غناه فإنه يقتدي بسليمان فى قوله بعد أن أعطاه الله الدنيا: ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾.

وهذه حكمة لله بالغة، فلو كان الأنبياء كلهم فقراء لما وجد المؤمن الغنى أحداً من الأنبياء يقتدي به!.

 

المثال الرابع:

عندما يشتد بالمؤمن المرض، ويطول البلاء فإنه لا يذهب إلى كاهن أو عراف أو ساحر ونحوه، وإنما يذهب إلى ربه ويجد فى نبى الله أيوب قدوة وأسوة ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾.

فإذا ذهب المؤمن إلى طبيب فإن قلبه لا يلتفت إليه، وإنما يراه سبباً ظاهراً قد يجرى الله الشفاء على يديه، وقد لا يفعل!!!

 

المثال الخامس:

قد يحرم المؤمن من الذرية لحكمة يعلمها الله، وذلك لأنه سبحانه ﴿ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ﴾.

فإذا أراد أن يطلب الذرية فإنه يجد فى نبي الله زكريا عليه السلام أسوة وقدوة فى قوله: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ وتدبر كيف أنه اشترط أن تكون الذرية طيبة! فإن الذرية الفاسدة لا خير فيها ومثالها ولد نوح، والغلام الذى قتله الخضر.

والحرمان من الذرية خيرٌ من ذرية فاسدة!! فتدبر وتفكر!

 

المثال السادس:

قد ينزغ الشيطان بين المسلم وإخواته، أو بينه وبين إخوانه! فيقتدي بيوسف فى قوله: ﴿ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ﴾.

وقد يسجن المسلم ظلماً ومع هذا فهو يصبر ويرضى ويؤثر السجن على الوقوع فيما حرم الله، ويقول كما قال يوسف عليه السلام: ﴿ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ﴾.

 

وبعد: فإن كل موضع فى كتاب الله تحدث عن نبي من أنبياء الله يكون لنا فيه أسوة وقدوة.

وعالم اليوم يموج بالفتن، وقد ابتلى المؤمنون فيه، وزلزلوا زلزالاً شديداً، ولا ملجأ من الله إلا إليه، ولا مفر منه إلا إليه.

وليس أمامنا إلا أن نعود إلى الله عوداً حميداً. وأول الهداية: كلمة التقوى التى نحن أحق بها وأهلها وأن نقتفى أثر الأنبياء والمرسلين.

فقدوتنا ليست فى شرق أو غرب! وإنما فى وحي أنزله، ورسولٍ أرسله! وصلى الله وسلم وبارك على رسله أجمعين وعلى رسولنا وصحبه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة