• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. أمين بن عبدالله الشقاوي / درر منتقاه


علامة باركود

الفقه في الدين وفضله

الفقه في الدين وفضله
د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 5/8/2014 ميلادي - 8/10/1435 هجري

الزيارات: 77770

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفقه في الدين وفضله


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:

فقد وردت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة تحث المسلم على التفقه في الدين، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون ﴾ [التوبة: 122].

 

روى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث معاوية رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ"[1]. قال بعض أهل العلم: مَنْ لَمْ يُفَقَّهْ فِي الدِّينِ، لَمْ يُرِدْ بِهِ اللَّهُ خَيْرًا.

 

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى الأشعري رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: "مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ، أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً. فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ"[2].

 

قال العلَّامة صدِّيق حسن خان رحمه الله: "والفقه في دين الله هو الفهم لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى اللهُ عليه وسلم، وكان الفقيه في سلف هذه الأمة من اتصف بفهمها"[3]. اهـ. مختصراً.

 

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: "خِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا"[4].

 

ومن الفقه في الدين الوصول إلى الأجر العظيم بالعمل القليل، أو بمعنى آخر: معرفة الطرق للحصول على الأجر الجزيل، فمن ذلك ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أَنَّهَا أَعْتَقَتْ وَلِيدَةً وَلَمْ تَسْتَأْذِنِ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُهَا الَّذِي يَدُورُ عَلَيْهَا فِيهِ، قَالَتْ: أَشَعَرْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَعْتَقْتُ وَلِيدَتِي؟ قَالَ: "أَوَ فَعَلْتِ؟" قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: "أَمَا إِنَّكِ لَوْ أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ"[5].

 

ففي هذا الحديث بيَّن النبي صلى اللهُ عليه وسلم لأم المؤمنين ميمونة أن العتق مع الفضل العظيم الذي ورد فيه إلا أن الأفضل منه أن تُعطي هذه الأمة لأخوالها فتخدمهم، فإن ذلك فيه صلة رحم.

 

ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس رضي اللهُ عنهما عَنْ جُوَيْرِيَةَ أُم المُؤمنِين رضي اللهُ عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: "مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟" قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم: "لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ"[6].

 

هذا الحديث يبيِّن أن أم المؤمنين جويرية رضي اللهُ عنها كانت تذكر الله من صلاة الصبح إلى وقت الضحى وهو وقت طويل، فأخبرها النبي صلى اللهُ عليه وسلم أنه بكلمات يسيرة لا تتجاوز دقائق معدودة قد حصل على أجر أعظم من أجرها في ذلك الوقت الطويل.

 

ومنها ما رواه أبو داود في سننه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللهُ عنه قال: خَرَجَ رَجُلَانِ فِي سَفَرٍ فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَلَيْسَ مَعَهُمَا مَاءٌ فَتَيَمَّمَا صَعِيدًا طَيِّبًا فَصَلَّيَا ثُمَّ وَجَدَا الْمَاءَ فِي الْوَقْتِ، فَأَعَادَ أَحَدُهُمَا الصَّلَاةَ وَالْوُضُوءَ وَلَمْ يُعِدِ الْآخَرُ، ثُمَّ أَتَيَا رَسُولَ اللَّه صلى اللهُ عليه وسلم فَذَكَرَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لِلَّذِي لَمْ يُعِدْ: "أَصَبْتَ السُّنَّةَ، وَأَجْزَأَتْكَ صَلَاتُكَ"، وَقَالَ لِلَّذِي تَوَضَّأَ وَأَعَادَ: "لَكَ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ"[7].

 

الشاهد أن الذي أعاد الوضوء والصلاة عمل عملاً أكثر من صاحبه الذي لم يُعِدْ واقتصر على صلاة واحدة، ومع ذلك كان أعظم أجراً بإصابته السنة.

 

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن من مداخل الشيطان على المؤمن إشغاله بالمفضول على الفاضل، بمعنى أن هناك أعمالاً صالحة أجرها عظيم فيشغله بأعمال صالحة أخرى أقل أجراً من الأولى.

 

ومن الفقه في الدين معرفة الفاضل وتقديمه على المفضول، ومن ذلك ورود عملان صالحان في وقت واحد، فمن الفقه تقديم ما يفوت وقته أو حاله على ما لا يفوت، وذلك كمن سمع الأذان وهو يقرأ القرآن فمن الفقه في الدين تقديم متابعة الأذان على القراءة لأن الأذان يفوت وقته، وقراءة القرآن يمكن تداركها.

 

ومن ذلك تقديم ما نفعه مُتَعَدٍّ إلى الغير على ما نفعه قاصر على صاحبه، كتعليم العلم وتفضيله على العبادة، وفي الحديث: "فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ"[8]، وقوله صلى اللهُ عليه وسلم: "فَضْلُ العِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ العِبَادَةِ"[9].

 

ومن الفقه في الدين تقديم ما هو أساس لغيره وغيره يُبنى عليه، كتقديم طلب العلم على نوافل الصلاة والصيام وغيرها.

 

ومن الفقه تقديم ما تنشط له النفس ويكون إقبالها على فعله أعظم، ومن ذلك إفطار يوم عرفة للحاج مع ما جاء في صيامه من الفضل.

 

ومنه الاختيار المناسب للحال، قال تعالى: ﴿ إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ ﴾ [البقرة: 271].

 

قال العلماء: إن صدقة السر أفضل، فإذا كان في إظهارها مصلحة كاقتداء الغير ونحوه كان الإظهار أفضل، وقس على ذلك موفقاً.

 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 



[1] برقم 71 وصحيح مسلم برقم 1037.

[2] برقم 79 وصحيح مسلم برقم 2282.

[3] مختصر صحيح مسلم للمنذري ص402.

[4] برقم 3353 وصحيح مسلم برقم 2378.

[5] برقم 2592 وصحيح مسلم برقم 999.

[6] برقم 2726.

[7] برقم 338 وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (1/69) برقم 327.

[8] جزء من حديث في سنن الترمذي برقم 2685 وقال الترمذي حسن غريب صحيح وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم 4213.

[9] مستدرك الحاكم (1/283) برقم 320 وقال محققه الحديث عندي أنه حسن وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع برقم 4214.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- مقالة جميلة جداً
غريب - السعودية 20-11-2017 09:49 PM

جزاكم الله خير وزادكم من فضله ونفع بكم الأمة، مقالة جميلة جداً وفعلاً مليئة بالمعلومات الإثرائية وبما يوقظ عقل المسلم، أشكرك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة