• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. أمين بن عبدالله الشقاوي / درر منتقاه


علامة باركود

مجالس الصحابة

مجالس الصحابة
د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 28/6/2014 ميلادي - 29/8/1435 هجري

الزيارات: 19169

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مجالس الصحابة


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

وبعد:

فحديثنا في هذا اليوم عن مجالس الصحابة، وكيف حالهم إذا التقى بعضهم ببعض، فقد كانوا يتذاكرون الصيام، والقيام، وقراءة القرآن، وغيرها من الأعمال الصالحات.

 

ولننظر إلى أحوالنا وأحوالهم، فإذا التقى بعضنا ببعض فإن الحديث يكون عن أمور الدنيا، أما أولئك القوم فإن قلوبهم كانت متعلقة بالآخرة، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

 

قال الله تعالى: ﴿ وَالْعَصْر * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر ﴾ [العصر: 1-3]. روى الطبراني في الأوسط من طريق عبيد الله بن حصن قال: كَانَ الرَّجُلَانِ مِنْ أَصحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم إِذَا الْتَقَيَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إِلَّا عَلَى أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ سُورَةَ الْعَصرِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ[1]، قَالَ الشَّافِعِيُّ: لَوْ تَدَبَّرَ النَّاسُ هَذِهِ السُّورَةَ لَوَسِعَتْهُمْ[2].

 

وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتمثلون لهذا التوجيه الرباني في هذه السورة الكريمة، فيذكر بعضهم بعضاً ويتواصون بالحق والشواهد في هذا كثيرة.

 

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي بردة قال: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم أَبَا مُوسَى وَمُعَاذَ بنَ جَبَلٍ إِلَى اليَمَنِ، قَالَ: وَبَعَثَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنهُمَا عَلَى مِخْلَافٍ[3]، قَالَ: وَاليَمَنُ مِخْلَافَانِ، ثُمَّ قَالَ: «يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا»، فَانْطَلَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنهُمَا إِلَى عَمَلِهِ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنهُمَا إِذَا سَارَ فِي أَرضِهِ كَانَ قَرِيبًا مِن صَاحِبِهِ أَحْدَثَ بِهِ عَهْدًا فَسَلَّمَ عَلَيهِ، فَسَارَ مُعَاذٌ فِي أَرضِهِ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ أَبِي مُوسَى، فَجَاءَ يَسِيرُ عَلَى بَغْلَتِهِ حَتَّى انتَهَى إِلَيهِ النَّاسُ، وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ قَد جُمِعَتْ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ أَيَّمَ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسلَامِهِ، قَالَ: لَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ، قَالَ: إِنَّمَا جِيءَ بِهِ لِذَلِكَ فَانْزِلْ، قَالَ: مَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ، فَأَمَر بِهِ فَقُتِلَ، ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ، كَيفَ تَقْرَأُ القُرْآنَ؟ قَالَ: أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا. وَفِي رِوَايَةٍ: قَائِمًا، وَقَاعِدًا، وَعَلَى رَاحِلَتِي[4]. قَالَ: فَكَيفَ تَقْرَأُ أَنتَ يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيلِ، فَأَقُومُ وَقَد قَضَيْتُ جُزْئِي مِنَ النَّوْمِ، فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ اللهُ لِي فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي[5].

 

فهذا الأثر يدل على هدي الصحابة حين يلقى بعضهم بعضاً فيتذاكرون الإيمان والأعمال وينتفع بعضهم من بعض. روى مسلم في صحيحه والترمذي في سننه من حديث حَنْظَلَةَ الأُسَيْدِيِّ وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم أَنَّهُ مَرَّ بِأَبِي بَكْرٍ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا حَنْظَلَةُ؟ قَالَ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا أَبَا بَكْرٍ، نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالجَنَّةِ كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا رَجَعْنَا عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالضَّيْعَةَ وَنَسِينَا كَثِيراً، قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنَّا كَذَلِكَ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم فَانْطَلَقْنَا، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «مَا لَكَ يَا حَنْظَلَةُ؟»، قَالَ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللهِ، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا رَجَعْنَا عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالضَّيْعَةَ وَنَسِينَا كَثِيراً، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: «لَوْ تَدُومُونَ عَلَى الحَالِ الَّذِي تَقُومُونَ بِهَا مِنْ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ المَلَائِكَةُ فِي مَجَالِسِكُم وَفِي طُرُقِكُمْ وَعَلَى فُرُشِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةٌ وَسَاعَةٌ»[6].

 

والشاهد في هذا الحديث مراقبة الصحابة لأنفسهم، وتفقدهم لإيمانهم واستشارة بعضهم لبعض لاستصلاح النفوس، وتربيتها، ومداواة ما يجدونه من ضعف الإيمان، والتقصير في العمل ونحو ذلك.

 

ومن الأمثلة كذلك ما رواه البخاري في صحيحه من حديث عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: آخَى النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا، فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ، قَالَ: فَإِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ قَالَ: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ، فَقَالَ: نَمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، قَالَ سَلْمَانُ: قُمِ الْآنَ، فَصَلَّيَا، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم: «صَدَقَ سَلْمَانُ»[7].

 

وإن للعالم الرباني من التأثير والنفع لطلابه ومريديه أثراً بالغاً في تربية النفوس، وحثها على الخير، وإن مجلساً واحداً من هذه المجالس يبقى أَثَرُهُ وَنَفْعُهُ سِنِينَ، وقد ذكر ابن القيم حاله حينما أُدخل السجن مع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله، فقال: ومع ما كان فيه من ضيق السجن إلا أنه كان من أشرح الناس صدراً وأطيبهم عيشاً، وأنعمهم قلباً، تلوح نضرة النعيم على وجهه، وكنا إذا ضاقت بنا الأرض، واشتد بنا الكرب أتيناه فما هو إلا أن نسمع كلامه ونراه، حتى ينقلب ذلك قوة وثباتاً وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من طيبها، وريحها ما استفرغ قواهم بطلبها والمسابقة إليها[8]. اهـ.

 

فالعاقل الْكَيِّسُ هو الذي يحسب أرباحه وخسائره في هذه المجالس، فما وجد نفعه حرص عليه، وما سوى ذلك أعرض عنه، روى الترمذي في سننه من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِساً لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ تَعَالَى فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمَ تِرَةً[9]، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ»[10].

 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] (5/215) برقم 5124، والبيهقي في شعب الإيمان (13/217) برقم 8639 وقال محققه سنده صحيح، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم 2648.

[2] تفسير ابن كثير (14/451).

[3] أي إقليم.

[4] صحيح البخاري برقم 4345.

[5] برقم 4342 وصحيح مسلم برقم 1733.

[6] صحيح مسلم برقم 2750 وسنن الترمذي برقم 2514 واللفظ له.

[7] برقم 1968.

[8] الوابل الصيب من الكلم الطيب ص82.

[9] أي نقصاً.

[10] برقم 3380 وقال هذا حديث حسن صحيح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة