• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. أمين بن عبدالله الشقاوي / تأملات في آيات


علامة باركود

تأملات في سورة العصر

تأملات في سورة العصر
د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 12/6/2013 ميلادي - 3/8/1434 هجري

الزيارات: 88258

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سورة العصر


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

وبعد:

قال تعالى: ﴿ والعصر * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].

 

أقسم سبحانه بالعصر وهو الزمن كله، والله - سبحانه وتعالى - أن يقسم بما يشاء من خلقه، أما العباد فليس لهم أن يقسموا إلا بالله تعالى، وإقسامه - سبحانه وتعالى - بالعصر لما يجري فيه من الحوادث والمتغيرات، ولأنه مستودع أعمال العباد خيرها وشرها، وأقسم - سبحانه وتعالى - ليؤكد للعباد بأن كل إنسان في خيبة وخسارة مهما كثر ماله وولده، وعظم قدره وشرفه إلا من جمع هذه الأوصاف الأربعة.

 

أولًا: الإيمان وهو قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح.

 

ثانيًا: العمل الصالح، وهو كل قول أو فعل يقرب إلى الله بأن يكون فاعله لله مخلصًا ولمحمد - صلى الله عليه وسلم - متبعًا، وعطف العمل الصالح على الإيمان وإن كان داخلًا فيه من أجل الاهتمام به، والتأكيد على أن تصديق القلب لا ينفع بدون عمل.

 

ثالثًا: التواصي بالحق، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله على بصيرة وحكمة، وتعليم الجاهل، وتذكير الغافل فلا يكفي أن الإنسان يقتصر على إصلاح نفسه، بل لابد أن يعمل على إصلاح غيره، وهذا يدل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يعد تدخلًا في أمور الناس كما يزعم بعض السفهاء، بل إن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر يريدون الخير والنجاة للناس، وإنقاذهم من عذاب الله، وبهذه الخصلة ثبتت لهذه الأمة الخيرية التي فضلت بها على الأمم، قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].

 

رابعًا: التواصي بالصبر، لما كان للداعي إلى الله تعالى، والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لابد أن يلحقه أذى الناس، أمر تعالى بالصبر على آذاهم، وتحمل ما يناله من الأذى، وفي وصية لقمان لابنه قال تعالى: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17].

 

وقال تعالى: ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [آل عمران: 186].

 

قال الشافعي - رحمه الله -: لو ما انزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم[1].

 

وهذه السورة مع وجازة ألفاظها فقد جمعت أسباب السعادة كلها، فكفى بها حجة على الخلق، وقد اشتملت على فوائد كثيرة أذكر منها:

أولًا: إقسام الله تعالى بشيء يدل على عظميته وأهميته، ففي هذا القسم ينبه جل وعلا الخلق إلى قيمة الوقت وما ينبغي عليهم من الاعتناء به والحرص عليه، وقد أقسم سبحانه بإجزاء الوقت في مواضع أخرى، فقال: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2].

 

وقال تعالى: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾ [الليل: 1، 2].

 

وقال تعالى: ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ [الضحى: 1، 2].

 

وهو مع ذلك من أفضل نعم الله على عباده.

 

روى البخاري في صحيحه من حديث عبدالله بن عباس - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"[2].

 

ثانيًا: القسم من الله تعالى يدل على عظمة المقسم عليه وهو هذه الخصال الأربعة التي لا ينال الفوز والفلاح إلا بها.

 

ثالثًا: فضل الإيمان ومنزلته العظيمة، حيث بدأ به وجعله أول واجب على الخلق.

 

روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم"[3].

 

رابعًا: إن الإيمان بالقلب لا يكفي، بل لابد من العمل الصالح، وفيه رد على من يقول: إن الإيمان بالقلب، وهو مع ذلك تارك للفرائض ومرتكب للمحرمات، معتد على حدود الله تعالى.

 

خامسًا: أن العمل لا يقبل إلا أن يكون صالحًا ولا يكون صالحًا حتى يكون صاحبه مخلصًا لله فيه، وموافقًا لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم.

 

سادسًا: أن التواصي يكون بالحق لا بغيره، والحق هنا الإيمان بالله تعالى، والعمل الصالح، ومجانبة ما يناقضهما.

 

سابعًا: دل الاستثناء على أن أهل الصفات هم قليل، وقد قال تعالى: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13].

 

وقال تعالى: ﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ﴾ [ص: 24].

 

ثامنًا: فضل الصبر، حيث جعله سبحانه أحد الخصال التي لا ينال الفوز إلا بها، وفي هذا الحث على الدعوة إلى الله تعالى مهما لحق الداعي من المشقة والأذى، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المؤمن الذي خالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرًا من المؤمن الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم"[4].

 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] تفسير ابن كثير (14/451).

[2] صحيح البخاري برقم (6412).

[3] صحيح مسلم برقم (54).

[4] مسند الإمام أحمد (9/64) برقم (5022)، وقال محققوه: إسناده صحيح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- مقولة الإمام الشافعي
أبو جويرية شعيب - الجزائر 08-11-2014 02:12 AM

شيخنا جزاك الله خيرا،تفسير ماتع نافع.
أوردتم تلك المقولة الشهيرة للإمام العلم محمد بن إدريس الشافعي -تغمده الله برحمته وأسكنه الفردوس من جنته- التي يقول فيها : "لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم" [يعني سورة العصر] ونسبتموها إلى تفسير الحافظ أبي الفداء ابن كثير -رحمة الله عليه-، ولكننا عندما نرجع إليه لا نجد هذه العبارة، ولكننا نجد الإمام ابن كثير يقول:"وَقَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: لَوْ تَدَبَّرَ النَّاسُ هَذِهِ السُّورَةَ لَوَسِعَتْهُمْ." أما العبارة التي نقلتموها فلا وجود لها هناك. وفي حدود بحثي القاصر وتتبعي لكلام أهل العلم على هذه العبارة تلخص عندي أنها لم ينسبها إلى الإمام الشافعي إلا شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه في بعض تصانيفه، وأنه إلى الآن لم يقع عليها أحد من أهل العلم مسندة إلى الإمام الشافعي.
وعلى كل حال فمعناها صحيح ولأهل العلم عبارات في شرحها وتوجيهها.
أحببت ذكر هذا لمجرد التنبيه. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة