• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. أمين بن عبدالله الشقاوي / تأملات في آيات


علامة باركود

سورة التكاثر

د. أمين بن عبدالله الشقاوي


تاريخ الإضافة: 2/3/2009 ميلادي - 5/3/1430 هجري

الزيارات: 40940

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سورة التكاثر

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

فمن سور القرآن العظيم التي تَتَكَرَّرُ على أسماعنا، وتحتاج منا إلى تأمُّلٍ وتدبُّر: سورة التكاثر.


قال تعالى: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 1: 8].

قوله تعالى: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴾ [التكاثر: 1]: قال ابن كثير: "يقول الله تعالى: أَشْغَلَكُم حبُّ الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخِرة وابتغائها، وتمادَى بكم ذلك حتى جاءكم الموت، وزُرْتُمُ المقابرَ، وصِرْتُم من أهلها"[1].

عن مُطَرِّف، عن أبيه عبدالله بن الشِّخِّير رضي الله عنهما  قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴾ [التكاثر: 1]، قال: ((يقول ابن آدم: مالي مالي، قال: وهل لك يا ابن آدم من مالِكَ إلا ما أكلتَ فأفْنَيْتَ، أو لبستَ فأبلَيْتَ، أو تصدَّقْتَ فأمضيْتَ؟!))، وفي روايةٍ له: ((وما سوى ذلك، فهو ذاهبٌ وتارِكه للناس"[2].


وقوله: ﴿ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴾ [التكاثر: 2]: قال ابن القيم: "وجعل الغايةَ زيارة المقابر دون الموت، إيذانًا بأنهم غير مستبقَيْنَ ولا مستقرِّين في القبور، وأنهم بمنزلة الزَّائرين، يحضرونها مرةً ثم يظعنون عنها، كما كانوا في الدنيا كذلك زائرين لها غير مستقرِّين فيها، ودار القرار: هي الجنة أو النار"[3].


وقوله: ﴿ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ [التكاثر: 3، 4]؛ أي: ما هكذا ينبغي أن يلهيَكم التكاثر عن طاعة الله، وسوف تعلمون عاقبةَ تشاغُلِكم بالتكاثر، وكرَّر الجملة هنا لزيادة التأكيد؛ كما قال بعض المفسِّرين.

قال ابن القيم: "وقيل: ليس تأكيدًا؛ بل العِلْم الأوَّل عند المعاينة ونزول الموت، والعِلْم الثاني في القبر، وهذا قول الحسن، ومقاتل، ورواه عطاء عن ابن عباس"[4].

وقوله: ﴿ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾ [التكاثر: 5]؛ أي: لو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب، لَمَا ألهاكم التكاثر، ولَبادَرْتُم إلى الأعمال الصالحة، ولكن عدم العلم الحقيقي صيَّركم إلى ما تَرَوْنَ.

وقوله ﴿ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴾ [التكاثر: 6، 7]: هذا قَسَمٌ من الله تعالى بأن عبادَهُ - مؤمنهم وكافرهم - سيشاهدون النار بأعينهم، ثم أكَّد هذا الخبر بأنه واقعٌ لا محالة، وأنهم سيكونون متيقِّنين برؤية النار يقينًا لا شَكَّ فيه، ولكن الله يُنجي المؤمنين منها، وقد جعل سبحانه رؤيتهم لها؛ ليعرفوا فضلَ الله عليهم بإنجائهم منها؛ قال تعالى: ﴿ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾  [مريم: 71 - 72].


وقوله: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 8]؛ أي: ليسألَنَّكُمُ الله يوم القيام عن كلِّ نعمةٍ أنعم بها عليكم؛ كالأمن، والصحة، والسمع، والبصر، والعافية، وما يطعمه الإنسان ويشربه؛ هل قمتم بشكرها، وأَدَّيْتم حقَّ الله فيها، ولم تستعينوا بها على معاصيه، أم اغتررتم بها، ولم تقوموا بشكرها؛ فيعاقبكم على ذلك؟.


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسل ذات يومٍ - أو ليلة - فإذا هو بأبي بكر وعمر؛ فقال: ((ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟!))؛ قالا: الجوع يا رسول الله، قال: ((وأنا - والذي نفسي بيده - لأخرجني الذي أخرجكما، قوموا))، فقاموا معه، فأتى رجلاً من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رَأَتْهُ المرأةُ قالت: مرحبًا وأهلاً، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسل: أين فلان؟ قالت: ذهب يستعذِب لنا من الماء، إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسل وصاحبَيْه، ثم قال: الحمد لله، ما أحدٌ اليوم أكرم أضيافًا مني، قال: فانطلق فجاءهم بعِذْقٍ فيه بُسْرٌ وتَمْرٌ ورُطَب، فقال: كلوا من هذه، وأخذ المُدْيَة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسل: ((إياك والحَلُوب))، فذبح لهم فأكلوا من الشَّاة، ومن ذلك العِذْق، وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا، قال رسول الله صلى الله عليه وسل لأبي بكر وعمر: ((والذي نفسي بيده، لَتُسْألُنَّ عن هذا النعيم يومَ القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوعُ، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم))[5].


قال النووي في شرح الحديث: "والسؤال هنا سؤالُ تَعْداد النِّعَم، وإعلامٍ بالامتنان بها، وإظهار الكرامة بإسباغها، لا سؤالَ توبيخٍ وتقريعٍ ومحاسبةٍ"[6].


وأما بالنسبة للكفار، فإنه سؤال توبيخٍ وتقريعٍ ومحاسبةٍ؛ وعن أبي بَرْزَةَ الأَسْلَمي رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسل قال: ((لا تزول قَدَما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره: فيمَ أفناه؟ وعن علمه: فيمَ فعل؟ وعن ماله: من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه؟ وعن جسمه: فيمَ أبلاه؟))[7]. 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسل قال: ((إنَّ الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: ألم أُكْرِمْكَ؛ وأُسَوِّدْكَ[8]؛ وأُزَوِّجْكَ؛ وأُسَخِّر لك الخيلَ والإبلَ؛ وأَذَرْكَ تَرْأَسُ وتُرْبِعُ؟ فيقول: بلى، فيقول: أفظنَنْتَ أنَّك ملاقيَّ؟ فيقول: لا، فيقول: فإني أنساك كما نسيتني))[9].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسل: ((إنَّ أوَّل ما يحاسَب به العبد يوم القيامة أن يُقال له: ألم أُصِحَّ لك جسمكَ، وأُرْوِكَ من الماء البارد؟))[10].

قال ابن القيِّم: "فلله، ما أعظمها من سورة، وأجلَّها وأعظمها فائدةً، وأبلغها موعظةً وتحذيرًا، وأشدَّها ترغيبًا في الآخِرة، وتزهيدًا في الدُّنيا، على غاية اختصارها وجزالة ألفاظها، وحُسْن نظمها، فتبارَك مَنْ تكلَّم بها حقًّا، وبلَّغها رسولُه عنه وَحْيًا"[11]. اهـ.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 


[1] تفسير ابن كثير (4/ 44).

[2] صحيح مسلم (4/ 2273) برقم (2958).

[3] تفسير ابن القيم (ص513).

[4] تفسير ابن القيم (ص515).

[5] صحيح مسلم (3/ 1609) برقم (2038).

[6] شرح النووي (5/ 214).

[7] سنن الترمذي (4/ 612) برقم (2416)، وقال: حديث حسن صحيح.

[8] أي: أجعلك سيدًا على غيرك.

[9] جزء مِنْ حديث رَواه مُسْلم في صحيحه (4/ 2279) برقم (2968).

[10] مستدرك الحاكم (4/ 154) برقم (7203)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2/ 76) برقم (539).

[11] التفسير القيم (ص523).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- رد على
حمدان بن لافي الويبار الشمري - السعودية -حفرالباطن 05-03-2009 05:48 PM
بارك الله فيكم على تفاعلكم معناًً في الرددود
تم نقلها في موقعي المفضل
محبكم : حمدان بن لافي بن حمدان الويبار الشمري
2- ياله من دين عظيم
حمدان بن لافي الويبار الشمري - السعودية -حفرالباطن 04-03-2009 02:49 PM

السلام عليك اخوي أمين الشقاوي
بارك الله فيك وعلى مقالك المميز جداً
والله ينير لك الطريق
وإريد نقال موضوعك إلى موقعي لتعم الفائدة هل تسمح لي بنقله
وشكراً لــــــــــك
محبك : حمدان بن لافي الويبار الشمري

تعليق الألوكة:

أخي الكريم سلمك الله...  لا مانع من نقل المادة مع رجاء ذكر المصدر وأنها نشرت بموقع الألوكة

1- وفقكم الله
ابن الاسلام - مصر 02-03-2009 01:02 PM
بالفعل تفسير القرآن يجعلنا نتدبر معانيه جيدا ونتأمل معجزات كلماته العظيمة
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة