• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. محمد بن لطفي الصباغ / مقالات


علامة باركود

الدعاء والذكر (3)

الدعاء والذكر (3)
د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 3/4/2013 ميلادي - 22/5/1434 هجري

الزيارات: 10876

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدعاء والذكر (3)


إن شأنَ الدعاء في الإسلام شأن عظيم، ومن الآيات الحاضَّة على الدعاء: الآيات الواردة في آخر سورة آل عمران، وهي قوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [آل عمران: 190 - 194].

 

فهذه الظواهر الكونيَّة من خَلْق السموات والأرض، واختلاف الليل والنهار - هذه الظواهر التي تجعل أصحاب العقول يذكرون الله وهم قائمون، ويذكرونه وهم قاعدون، ويذكرونه وهم مضطجعون، ويتفكَّرون في خَلْق الله العظيم، وتَجعلهم يناجون ربَّهم، ويسألونه أن يَقيَهم عذاب النار، ويُعلنون أنهم أجابوا داعي الله فآمَنوا، ثم يسألون ربَّهم من فضله، فيستجيب لهم ويُعطيهم، فيا سعادتهم! وما أعظم ما نالوا من الثواب العظيم!

 

ومن الأحاديث الدالة على عِظَم شأن الدعاء، قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَثَلُ الذي يذكر ربَّه والذي لا يذكره، مَثَلُ الحي والميِّت))؛ متفق عليه[1].

 

يقول تعالى: ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ﴾ [فاطر: 22]، وعن معاوية - رضي الله عنه - أنه قال: "خرَج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على حلقة من أصحابه، فقال: ((ما أجْلَسكم؟))، قالوا: جلسْنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((آلله ما أجَلسكم إلاَّ ذاك؟ أما إني لَم أستحلفكم تُهمة لكم، ولكنَّه أتاني جبريل، فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة))؛ رواه مسلم، وأحمد[2].

 

وقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَقعد قوم يذكرون الله تعالى؛ إلاَّ حَفَّتهم الملائكة، وغَشِيتهم الرحمة، ونزَلَت عليهم السكينة، وذكَرَهم الله فيمَن عنده))؛ رواه مسلم، والترمذي[3].

 

وقد كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يعلِّم أصحابه أذكارًا وأدْعِية معيَّنة:

عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: "جاء أعرابي إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: عَلِّمني كلامًا أقوله، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قل: لا إله إلا الله وحْده لا شريك له، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله ربِّ العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم))، قال: فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قل: اللهمَّ اغفِر لي، وارْحَمني، واهدني، وارزقني))"؛ رواه مسلم[4].

 

وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال لي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا أدلُّك على كنزٍ من كنوز الجنة؟))، قلت: بلى يا رسول الله، قال: ((قل: لا حول ولا قوة إلا بالله))؛ رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي[5].

 

نعم، إنَّ هذه الدعوة إلى الدعاء والترغيب فيه، والحض عليه كما رأينا في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، إنَّ ذلك كله إنما كان لِما في الدعاء من الأسرار، ولأن الدعاء يجعل العبد متعلِّقًا بالله، ذاكرًا عبوديَّته له وافتقارَه إليه.

 

هذا، وقد دعا الإسلام العظيم إلى الأخذ بالأسباب، فدعا إلى العمل؛ قال تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105]، وقال - سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال - تبارَكت أسماؤه -: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، وقال - جل جلاله -: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].

 

وأمر بالجهاد فقال - سبحانه -: ﴿ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 41].

 

فنَشْر دين الله أمرٌ مطلوب من المسلمين، والنصر أمرٌ مرغوب مِن قِبَلهم، ولكنَّ الله لا يرضى أن نكتفي بالدعاء، ونجلس في بيوتنا نلهو ونلعب، ونأكل ونشرب، وندعوه - سبحانه - أن يَنشر دينه، وينصر جنده، لا يرضى ذلك منَّا، بل يأمرنا بالعمل والجهاد بالمال والنفس، وما أجمل كلمة أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إذ قال: "لا يَقْعُدَنَّ أحدُكم عن طلب الرزق، وهو يقول: اللهم ارزقني، وقد عَلِم أنَّ السماء لا تُمطر ذهبًا ولا فِضَّة".

 

لقد كان سيدنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يأخذ بالأسباب، ويدعو ربَّه - سبحانه - ففي الهجرة أخَذ بأسباب النجاة ودعا الله، فاتَّخذ الاحتياطات كلها، واستأجَر دليلاً، واختَفى بالغار، وبثَّ مَن يأتيه بالأخبار كلَّ ليلة، ومن يُسيِّر قطيع الغنم ليَمحو الأثر، وكان في الوقت نفسه يدعو الله ويتوكَّل عليه؛ قال تعالى: ﴿ إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 40].

 

وفي غزوة بدر الكبرى التي فوجئ المسلمون فيها بالحرب، وما كان خروجهم إلاَّ للعِير، واجَه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الأمر الواقع بالتخطيط والمشورة، والحَزم والقوة، ثم توكَّل على الله، واستقبَل القِبلة، ومدَّ يديه نحو السماء، وجعَل يَهتف ويقول: ((اللهم أنْجِز ما وعَدتني، اللهمَّ إن تهلك هذه العِصابة من أهل الإسلام، لا تُعبد في الأرض، اللهمَّ لا تَخذلني، اللهمَّ أنْشُدك ما وعَدتَني))[6].

 

وكذلك شأنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - يوم أُحُد ويوم الخندق، وفي سائر الغزوات؛ أخرَج مسلم في صحيحه أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - دعا على الأحزاب، فقال: ((اللهمَّ مُنزل الكتاب، سريع الحساب، مُجري السحاب، وهازِم الأحزاب، اللهمَّ اهْزِمهم، وانصُرنا عليهم، وزَلْزِلهم))[7].

 

كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يدعو ربَّه ويلتجئ إليه، ويسأله نصرَه، إلى جانب التخطيط واستكمال الوسائل المؤدِّية للنصر.

 

وكان الصحابة يعملون وَفْق سُنن الله التي شرَعها، ويأخذون بالأسباب، ويتوكَّلون على الله، ويلجَؤون إليه متضرِّعين سائلين.

 

وللحديث بقيَّة



[1] صحيح البخاري برقْم 6407، وصحيح مسلم برقم 779 عن أبي موسى الأشعري.

[2] صحيح مسلم برقم 2701.

[3] صحيح مسلم برقم 2700، وجامع الترمذي برقم 3375.

[4] صحيح مسلم برقم 2696.

[5] صحيح البخاري برقم 2992، وصحيح مسلم برقم 2704، وسنن أبي داود برقم 1527، وجامع الترمذي برقم 3457.

[6] صحيح مسلم برقم 1763.

[7] صحيح مسلم برقم 1742.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة