• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / مقالات


علامة باركود

حلقات إذاعية "الحج والتزكية": (12) تحقيق التوحيد

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 9/11/2009 ميلادي - 21/11/1430 هجري

الزيارات: 20535

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
الحلقة الثانية عشرة
تحقيق التوحيد


أيها المستمعون الكرام، حجاج بيت الله الحرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا بكم مع هذه الحلقة من برنامجكم (الحج وتزكية النفس). نذكر بتزكية النفس في جانب مهم وهو تحقيق التوحيد من الحج.

إن للحج أثراً عظيما في تحقيق التوحيد في النفس من خلال ما يقوم به الحاج من أعمال، وما يتلفظ به من أقوال؛ فإنه بمجرد إحرامه يرفع صوته بإعلان ذلك ونفي الشريك عن الله - سبحانه وتعـالى - قائلا: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك...))، فيردد هذه التلبية مراراً وتكراراً، كما تتردد على سمعه من جموع الحجيج مراراً وتكراراً. يعلن الجميع فيها نفي الشريكِ عن الله سبحانه في ربوبيته، وفي ألوهيته، وفي أسمائه وصفاته، فيتوجه الحاج مخلصاً لربه، غير مشرك في عبادته.

إن الحاج عندما شرع بنسكه أعلن في بدايته خلوصه من الشرك الذي حذر الله سبحانه منه بقوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا}
[1].

وقوله سبحانه: {
إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}[2]، وقوله سبحانه: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}[3].

كما حذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الشرك في أحاديث عدة منها ما ورد في "صحيح البخاري" من حديث أَنَسٍ - رضي الله عنه - يَرْفَعُهُ: ((إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: لاهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الأرضِ مِنْ شَيْءٍ كُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَدْ سَأَلْتُكَ مَا هُوَ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لا تُشْرِكَ بِي فَأَبَيْتَ إِلا الشِّرْكَ))
[4].

وعده من أكبر الكبائر لما في "صحيح البخاري"، من حديث عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلاثًا؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: أَلا وَقَوْلُ الزُّورِ، قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ))
[5].

كما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحج البيت مشرك، كما في "صحيح البخاري"، من حديث أبي هُرَيْرَةَ قَالَ بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ فِي تِلْكَ الْحَجَّةِ، فِي مُؤَذِّنِينَ يَوْمَ النَّحْرِ، نُؤَذِّنُ بِمِنًى ((أَنْ لا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ: ثُمَّ أَرْدَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلِيًّا، فَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِبَرَاءَةٌ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَأَذَّنَ مَعَنَا عَلِيٌّ فِي أَهْل مِنًى يَوْمَ النَّحْرِ،لا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ،وَلا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ))
[6].

أخي المستمع الكريم، أخي الحاج:
إن تحقيق التوحيد في النفس من الحج يحصل للحاج من جوانب عديدة، فيعلم على سبيل المثال أن الله - سبحانه وتعالى - قرن النهي عن الشرك بتطهير بيته العتيق، وهذا يدل على وجوب تطهيره من مظاهر الشر والبدع ونحوها مما لا يليق بوحدانية الله - سبحانه وتعالى -، وأردف ذلك بالدعوة إلى الحج فقال سبحانه: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لابْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق}[7].

ومن الأمور التي تحقق التوحيد في النفس من أعمال الحج: ما يسن للحاج من ركعتي الطواف أن يقرأ فيهما بسورتي: الإخلاص، والكافرون هاتان السورتان اللتان خصصتا للتوحيد وفي الشرك، فهما تضمنتا أنواع التوحيد كله، ففيهما توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. أو إن شئت فقل: تضمنتا توحيد المعرفة والإثبات، وتوحيد الطلب.

بل إن كلمة واحدة من سورة الإخلاص، هذه السورة العظيمة، انتظمت ذلك كله: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}
[8]، فهو أحد في ربوبيته، أحد في ألوهيته، أحد في أسمائه وصفاته، لا شريك له في ذلك كله.

ومما يتحقق به التوحيد في نفس الحاج: ما يدعو به على الصفا والمروة مما أثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في سياق حجته حيث كان يقول بعد أن وحد الله وكبره: ((لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الأحزابَ وَحْدَهُ ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ قَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةِ حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْوَادِي سَعَى حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا مَشَى حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا)).

كما أن الحاج قد أعلن توحيده على صعيد عرفات وهو يكرر هذا الدعاء: ((لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير))
[9]، وتلك الأدعية التي يدعو بها الحاج في كل عمل من أعمال حجه، التي فيها إعلان العبودية لله والخلاص من الشرك.

ومن ذلك أيضاً: ما كان يدعو به الحاج حينما يعود حجه، لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في "صحيح البخاري"، من حديث عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الأرضِ ثَلاثَ تَكْبِيرَاتٍ ثُمَّ يَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الاحْزَابَ وَحْدَهُ))
[10].

وبالجملة - أخي الحاج - ليكون حجك هذا وسيلة لتزكية نفسك بتوحيد الله - سبحانه وتعالى -، فلا تدعو إلا الله، ولا تستعين إلا بالله، ولا تستغيث إلا بالله - سبحانه وتعالى -، فلا شرك مع الله، ولا خضوع لغير الله، وتتجنب البدع والخرافات، فلا دعاء للأموات، ولا طواف أو تبرك بالقبور، فهي لا تضر ولا تنفع. تتعلم ذلك كله ونحوه من حجك.

من جوانب تحقيق التوحيد، فتعود من حجك قد زكت نفسك، وصفا قلبك من شوائب الشرك، والبدع والخرافات. تدرك بذلك فضل التوحيد الذي أخبر به المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَأَخْبَرَنِي أَوْ قَالَ بَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ))
[11].

ـــــــــــــــــــــ
[1] سورة النساء: 116.
[2] سورة المائدة: 72.
[3] سورة الحج: 31.
[4] كتاب: أحاديث الأنبياء، حديث رقم (3334).
[5] كتاب: الشهادات، حديث رقم (2654).
[6] كتاب: الإيمان، حديث رقم (369).
[7] سورة الحج: 26 -27.
[8] سورة الإخلاص: 1.
[9] وهو من دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا اليوم، أخرجه الترمذي، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" برقم (3269).
[10] كتاب: الحج، حديث رقم (1797).
[11] أخرجه البخاري، كتاب: الجنائز، حديث رقم (1237).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة