• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / مقالات


علامة باركود

وقفة مع آية

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 18/4/2013 ميلادي - 7/6/1434 هجري

الزيارات: 35609

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وقفة مع آية


قال تعالى: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47].

 

قال ابن رجب[1] - رحمه الله تعالى -: هذه الآية كانت تشتد على الخائفين العارفين، فإنها تقتضي أن من العباد مَن يبدو له عند لقاء الله تعالى ما لم يكن يحتسب، مثل أن يكون غافلاً عما بين يديه، معرضًا عنه، غير مُلتفت إليه، ولا يحتسب له، فإذا كشف الغطاء عايَن تلك الأهوال الفظيعة، فبدا له ما لم يكن في حسابه[2].

 

ولهذا قال عمر - رضي الله عنه -: (لو أن لي مُلك الأرض، لافتديت من هوْل المطلع)[3]. وقال بعض السلف: كم موقف خزي يوم القيامة لم يخطر على بالك قط، ونظير هذا قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ [ق: 22].

 

حال السلف مع هذه الآية:

قال ابن عُيينة: لَمَّا حضرت محمد بن المنكدر الوفاة[4]، جزِع، فدعوا له أبا حازم، فجاء، فقال له ابن المنكدر: إن الله يقول: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47]، فأخاف أن يبدوَ لي من الله ما لم أكن أحتسِب، فجعلا يبكيان جميعًا [5].

 

وقال الفضيل بن عياض[6] أخبرت عن سليمان التيمي[7] أنه قيل له: أنت، أنت ومن مثلك؟ فقال: لا تقولوا هذا، لا أدري ما يبدو لي من الله، سمعت الله يقول: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47] [8].

 

وذكر ابن رجب - رحمه الله تعالى - أصناف من هذه حالهم كما يلي:

1- الكفار الذين يعملون أعمالاً يحسبون أنها حسنات، فإذا هي سيئات؛ قال الفضيل بن عياض - رحمه الله تعالى - في هذه الآية: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47]، قال: عملوا أعمالاً وحسبوا أنها حسنات، فإذا هي سيئات.

 

2- مَن يحتقر الذنب: وذلك أن الإنسان يعمل ذنبًا، فيحتقره ويستهون به، فيكون هو سبب هلاكه؛ كما قال تعالى: ﴿وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 15]، وقال أنس - رضي الله عنه -: (إنكم تعملون أعمالاً هي في أعينكم أدقُّ من الشعر، إن كنا لنَعُدُّها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – الموبقات)[9]، وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - رفعه: (فإنما مثل محقرات الذنوب، كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى جمعوا ما أنضجوا به خُبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تُهلكه)[10]، وعن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال: (إن الرجل ليعمل الحسنة فيَثق بها، وينسى المحقرات، فيلقى الله بها وقد أحاطت به، وإن الرجل ليعمل السيئة، فلا يزال منها مشفقًا حتى يلقى الله آمنًا)[11].

 

تجنَّب بجُهدك ما كان عارَا
وما في مَعادك يُصليك نارَا
وخَفْ يومَ يطلب كل امرئٍ
لما قد يرى من أخيه الفِـرارَا
ولا تَحْقِرنَّ صِغار الذنوبِ
فيومُ الحساب تَراها كِبارَا


3- من زُيِّن له سوءُ عمله، فرآه حسنًا؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ [الكهف: 103، 104]، قال ابن كثير في هذه الآية: (هي عامة في كل مَن عبد الله على غير طريقة مُرضية، يحسب أنه مُصيب فيها، وأن عمله مقبول، وهو مخطئ، وعمله مردود)[12].

 

4- أهل الرياء؛ كان سفيان الثوري يقول: ويلٌ لأهل الرياء من هذه الآية[13]، ويشهد لهذا حديث الثلاثة الذين أول مَن تُسعَّر بهم النار يوم القيامة[14].

 

5- صاحب الظلم يأتي يوم القيامة وقد عمل أعمالاً صالحة، وكانت عليه مظالم، فهو يظن أن أعماله تنجيه، فيبدو له من الله ما لم يكن يحتسب، فيقتسم الغرماء أعماله كلها، ثم يَفضُل لهم فضلٌ، فيُطرح من سيئاتهم عليه، ثم يطرح في النار، ويدل على هذا حديث: (أتدرون مَن المفلس)[15].

 

6- من يناقش الحساب يوم القيامة، فقد يطلب منه شكر النعم، فتقوم أصغر النعم فتستوعب أعماله كلها، وتبقى بقية النعم، فيطالب بشكرها، فيعذب؛ ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من نُوقِش[16] الحساب، عُذِّب، أو هلَك)[17].

 

7- من يكون لها سيئات تحبط أعماله، ففي سنن ابن ماجه من حديث ثوبان[18] - رضي الله عنه - مرفوعًا: (لأعلمن أقوامًا من أُمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تِهامة بيضاء، فيجعلها الله - عز وجل - هباءً منثورًا)، قال ثوبان: يا رسول الله، صِفهم لنا، جُلهم لنا، ألا نكون منهم ونحن لا نعلم؟ قال: (أما إنهم إخوانكم ومن جِلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلَوا بمحارم الله، انتهكوها)[19].

 

ماذا بعد:

• الحذر من المحقرات والخوف منها.

• التأمل في آيات الله والاستفادة منها.

• الحذر من الرياء.

• الحذر من الظلم.

• صيانة الخلوات، ومراقبة الله سبحانه وتعالى.

 

إذا ما خلوتَ الدهر يومًا فلا تقلْ
خَلوتُ ولكن قُل عليّ رقيبُ
ولا تَحسبنَّ الله يَغفُل ساعةً
ولا أنَّ ما تُخفي عليه يَغيبُ

 


[1] - في كتابه المحجة في سَير الدُّلجة، ص 88.

[2] - إشارة إلى قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ [ق: 22].

[3] - رواه أبو نعيم في الحِلية 1 / 52.

[4]- ابن عبدالله بن الهدير: أبو عبدالله القرشي التميمي المديني، كان حافظًا سيِّد القرًاء، وهو مُجمَع على ثقته وتقدُّمه في العلم والعمل، توفِّي سنة ثلاثين ومائة؛ (التذكرة 1 / 127 ت 114 ).

[5] - قال ابن رجب: خرجه ابن أبي حاتم، وزاد ابن أبي الدنيا، فقال له أهله: دعوناك لتخفِّف عليه، فزِدته، فأخبرهم بما قال؛ انظر: ابن الجوزي؛ صفة الصفوة 2 / 167 ت 185.

[6] - أبو علي التيمي اليربوعي المروزي شيخ الحرم، ثقة كبير الشأن، توفي سنة 187 وقد جاوز الثمانين (التذكرة، 1 / 246 ت 232 ).

[7] - بن طرخان القيسي، يكنى أبا المعتمر، قال عنه يحيى بن سعيد: ما جلست إلى رجل أخوف لله منه، مات سنة 139. (صفة الصفوة 3 / 296 ت 528، التذكرة 1 / 150 ت 145 ).

[8] - الأثر ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ 1 / 150 ت 145 ).

[9] - أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الرقاق حديث رقم 6492.

[10] - رواه ابن حجر في الفتح 11 / 329، وقال أخرجه أحمد بسند حسن، ونحوه عند أحمد والطبراني من حديث ابن مسعود.

[11] - رواه ابن حجر في الفتح 11 / 330.

[12] - تفسير ابن كثير 3 / 108.

[13] - ذكره القرطبي في تفسيره 15 / 173.

[14] - الحديث في صحيح مسلم، كتاب الإمارة رقم 1905.

[15] - وحديث أتدرون من المفلس متفق عليه، أخرجه البخاري في كتاب المظالم وكتاب الرقاق، ومسلم في كتاب البر حديث رقم 2581.

[16] - من النقش وهو استخراج الشوكة، والمراد بالمناقشة: الاستقصاء في المحاسبة، والمطالبة بالجليل الحقير، وترْك المسامحة؛ (ابن حجر، فتح الباري 11 /401 ).

[17] - متفق عليه، البخاري، كتاب الرقاق 7 / 197، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيم أهلها رقم 2876.

[18] - ابن بُجْدُد أبو عبدالله الهاشمي، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيل: إن أصله من اليمن، نزل حمص وتوفي فيها سنة 54 (التهذيب 2/ 31 ت 54 ).

[19] - أخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد ح 4245، وقال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع رقم 5028.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة