• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / مقالات


علامة باركود

أخلاق الشباب بين الواقع والمأمول

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 6/4/2013 ميلادي - 25/5/1434 هجري

الزيارات: 23209

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أخلاق الشباب بين الواقع والمأمول


عناصر الموضوع:

التعريف: في اللغة الخُلُقُ والخُلْقُ: السجية والطبع، والمُروءة والدين[1].

 

الخلق في الاصطلاح:

قال القرطبي[2]: ((الأخلاق أوصاف الإنسان التي يعامل بها غيره، وهي محمودة ومذمومة، فالمحمود على الإجمال: أن تكون مع غيرك على نفسك، فتنصف منها ولا تنصف لها، وعلى التفصيل: العفو والحلم والجود، والصبر وتحمل الأذى، والرحمة والشفقة، وقضاء الحوائج والتوادد، ولين الجانب ونحو ذلك، والمذموم منها ضد ذلك))[3].

 

مكانة الأخلاق:

في القرآن: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63]، ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان: 72].

 

في السنة:

البخاري عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن من أحبكم إليّ أحسنكم أخلاقًا)).

 

مسلم عن النواس بن سِمعان الأنصاري، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البر والإثم، فقال: ((البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكَرِهت أن يطلَّع عليه الناس)).

 

الترمذي عن أبي الدرداء قال: سمِعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما من شيءٍ يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليَبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة))، قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من هذا الوجه.

 

أحمد عن أبي هريرة قال: سُئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يلج الناس به النار، فقال: ((الأجوفان: الفم، والفرج))، وسُئِل عن أكثر ما يلج به الجنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((حسن الخلق)).

 

نماذج من الأخلاق بين الواقع والمأمول:

♦ مع الآخرين: الوالدين (أبو هريرة، أسامة بن زيد).

♦ مع العلماء والمشايخ والأساتذة.

♦ مع الأقارب: (العم والعمة، والخال والخالة، والإخوان والأخوات).

♦ مع عامة الناس: (طلاقة الوجه، والسلام والكلمة الطيبة).

 

وفي موقف من مواقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في التواضع الذي يبعث المدعوين على الاقتداء، ما كان منه حين اشترى تمرًا بدرهم، فحمله في ملحفته، فقالوا: نحمل عنك يا أمير المؤمنين ؟ قال: (( لا، أبو العيال أحق أن يحمل))[4].

 

آثار الأخلاق الحسنة على الشباب:

♦ دخول الجنة.

♦ محبة الرسول، والخلق عامة.

♦ ألفة الدواب.

♦ يسهل عليك حصول المال: في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق.


فعلى سبيل المثال: صلة الرحم من حسن الخلق، وقد ورد فيه وعد من الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - بسَعة الرزق؛ كما في قوله: ((من أحبَّ أن يبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه))[5].

 

♦ يتيسر لك الزواج.

♦ تتيسر لك الوظيفة.

 

صيانة الأعراض:

ولقد اهتم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بجماعة الشباب بتوجيه وصية خاصة لهم في حسن الخلق بقوله: "يا معشر الفتيان، حصِّنوا أعراضكم بالأدب، ودينكم بالعلم"[6].

 

علو المكانة والشرف: (الشرف بالفضل والأدب، لا بالأصل والنسب)، (لا شرف مع سوء الأدب).

 

كيف تكتسب الأخلاق (التربية الذاتية):

اتباع القواعد والمعايير:

كما أن الصدق في البيع والشراء من حسن الخلق مع الناس، وقد ورد الوعد على ذلك بحصول الرزق؛ لما رواه حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - :((البيِّعان بالخيار مالم يتفرَّقا - أو قال حتى يتفرقا - فإن صدَقا وبيَّنا، بُورِك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذَبا، مُحِقت بركة بيعهما))[7].

 

قواعد ومعايير لمحاسن الأخلاق

أولاً: القواعد:

أحسن إلى المسيء تسده:

قاعدة في حسن الخلق خاصة بالتعامل مع المسيء، وهي عدم مقابلة السيئة بالسيئة، ولكن مقابلة السيئة بالحسنة؛ مما يترتب عليه سيادة هذا المسيء واحتواء الإساءة، فعلى الإنسان - والداعية على الأخص - أن يقابل الهياج بالهدوء، والتبجح بالحياء، والكلمة الطائشة بالكلمة الطيبة، والنبرة الصاخبة بالنبرة الهادئة، والجبين المقطب بالبسمة الحانية، ولو قوبل المسيء بمثل فعله، ازداد هياجًا وغضبًا، وتبجُّحًا ومرودًا، وخلع حياءه نهائيًّا، وأفلت زمامه، وأخذته العزة بالإثم.

 

ومقابلة السيئة بالحسنة تحتاج إلى درجة عالية من ضبط النفس، والسيطرة على الهوى، وكبح جماح النفس من الانتصار لها ومقابلة الشر بالشر، كما أن السماحة تحتاج إلى قلب كبير يعطف ويسمح، وهو قادر على الإساءة والرد، وهذه القدرة ضرورية لتؤتي السماحة أثرها؛ حتى لا يصور الإحسان في نفس المسيء ضَعفًا[8].

 

ومقابلة السيئة بالحسنة مما وجه الله - سبحانه وتعالى - به عباده في كتابه الكريم؛ كما في قوله سبحانه: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]، قال ابن كثير: - رحمه الله تعالى -: أي من أساء إليك فادْفَعه عنك بالإحسان إليه؛ كما قال عمر - رضي الله عنه -: ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه[9].

 

ويقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: ((الإحسان يقطع اللسان))[10]. فمن أحسن إلى الناس، فقد ملك أفئدتهم بحبه وولائه، وقطع ألسنتهم عن سبه وهجائه.

 

ولكن الإحسان إلى المسيء لا يصلح في كل الأحوال، ومع جميع أصناف الناس، فإن من الناس من لا يزيده الإحسان إلا غرورًا وتماديًا في إساءته، فهذا الصنف من الناس لا بد له من عقاب يردعه.

 

من عذب لسانه كثر إخوانه:

وهذا يدل على ما للكلام من أثر في اكتساب الإخوان والأصدقاء، فإن الإنسان يصطاد قلوب الناس بكلامه الطيب معهم، الذي يحببهم إليه ويرغبهم فيه.

 

وفي المقابل يُبين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أثر الكلام السيء في تفريق الأصدقاء والإخوان؛ كما في قوله: ((من قلَّ صِدقه، قل صديقه))، فإن من جرب الناس عليه الكذب أبغضوه وترَكوه، فلا يجد صديقًا يصافيه، ولا أخًا يوافيه.

 

لسانك يقتضيك ما عودته:

إن الإنسان إذا عود لسانه من القول أجمله، ومن الخير أكمله، اعتاد هذا الخير، وأَمِنَ من فلتات اللسان بقول الباطل والكلام السيء، وأما إن عود الإنسان لسانه القول السيء والكلام القبيح، لم يأمن أن يصدر منه على موجب عادته من الكلام القبيح، حتى ولو لم يقصده، ورُبَّ كلمة قبيحة تُكدِّر كأس صاحبها، بل وقد تُطير رأسه.

 

من طلب ما لا يعنيه فاته ما يعنيه:

ولقد أرشد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بترك الإنسان ما لا يعنيه؛ كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - : ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))[11].

 

كان محمد بن إسماعيل مخصوصًا بثلاث خصال، مع ما كان فيه من الخصال المحمودة، كان قليل الكلام، وكان لا يَطمَع فيما عند الناس، وكان لا يشتغل بأمور الناس، بل كل شغله كان في العلم.

 

صاحب الأخيار تأمن الأشرار:

وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - مرغبًا في الجليس الصالح: ((جليس الخير غيمة))، وقال محذرًا من صحبة الأحمق: ((صحبة الأحمق نقصان في الدنيا، وحسرة في الآخرة)).

 

بشاشة الوجه عطية ثانية.

إعادة الاعتذار تذكير بالذنب.


ثانيًا: المعايير:

المعايير هي مجموعة من الضوابط المتمثلة في جمل قصيرة لطيفة، يسهل حفظها وفَهمها، وهذه المعايير تساعد الشباب في نقد سلوكهم أو سلوك الآخرين، لتحسينه وتقويمه، ومن هذه المعايير ما يلي:

كفى أدبًا لنفسك ما كرهته لغيرك:

الكلام بكثرة طائله لا بحال قائله:

يضع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - معيارًا في الحكم على أقوال الناس وقبولها بقوله:((لا تنظر إلى من قال وانظر إلى ما قال))، وذلك إذا سمع الإنسان مقالة، فلا ينظر إلى حال قائلها، ولكن ينظر إلى كثرة طائلها، فرُبَّ جاهلٍ يقول خيرًا، ورُبَّ فاضلٍ يقول شرًّا، والمراد بالنظر ها هنا الاعتبار العقلي، لا النظر بالبصر[12].

 

خير الناس من ينفع الناس:

وقد وضع هذا المعيار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قبل؛ كما في قوله: ((خيرُ الناس أنفعهم للناس))[13].

 

وفي المقابل يُبين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - معيارًا لشر الناس بقوله: ((شر الناس مَن يضُر الناس))، لا شك أن من يسعى لضرر الناس ويُصر عليه، هو من أسوأ الناس خلقًا، ومن أشدهم ضررًا.

 

ومن جانب الأخلاق الحسنة، وحُسن معاملة مطرف لإخوانه قال لبعضهم: "يا أبا فلان، إذا كانت لك إليّ حاجة، فلا تكلمني فيها، ولكن اكتبها إليّ في رقعة، ثم ارفعها إليّ، فإني أكره أن أرى في وجهك ذلَّ السؤال، وقد قال الشاعر:

ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله
عوضًا وإن نال الغنى بسؤال
وإذا السؤال مع النوال وزَنته
رجَح السؤال وخفَّ كلُّ نوالِ
فإذا ابتليت ببذل وجهك سائلاً
فابذله للمتكرم المفضال

 

المرء مخبوء تحت لسانه:

اللسان معيار يدل الناس على صاحبه، وما فيه من رجاحة العقل، وحسن الخلق، وخلاف ذلك، فإذا لم يتكلم الإنسان لا يعرف مقدار عقله ومَتانة فضله، فإذا تكلم رفع الحجاب، وعرَف الخطأ والصواب.

 

أخوك من واساك في الشدة:

فالأخ الوفي هو الذي يكون مع أخيه في حال حاجته وشدته، فيهب له من نفسه وماله، ما يسد حاجته، وما يزيل عنه شدته، وفي حال الرخاء يكثُر من يدعي الأخوة والصداقة، ولكنهم سَرعان ما يتفرقون ويضمحلون عند الشدائد، وفي هذا يقول الشافعي - رحمه الله -:

 

وما أكثرَ الإخوان حين تَعُدهم
ولكنهم في النائبات قليلُ[14]

 


[1] انظر: الجوهري؛ الصحاح 4 / 1471، مادة [خلق]، وابن منظور؛ لسان العرب 10 / 91، مادة [خلق]، والفيروز أبادي؛ القاموس المحيط 3 / 229، مادة [خلق].

[2] وهو أحمد بن عمر، (معجم المؤلفين 1 / 214 ).

[3] ابن حجر؛ فتح الباري 10 / 456.

[4] أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة؛ تحقيق وصي الله بن محمد عباس 1 / 546، وكذلك أخرجه في كتاب الزهد ص 166، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية 8 / 5، وابن الأثير؛ الكامل في التاريخ 2 / 443، والمحب الطبري في الرياض النضرة 3 / 218.

[5] أخرجه البخاري من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - الجامع الصحيح، كتاب الأدب 4 / 89.

[6] تاريخ اليعقوبي 2 / 210.

[7] أخرجه البخاري؛ الجامع الصحيح، كتاب البيوع 2 / 83.

[8] انظر: سيد قطب؛ في ظلال القرآن 5 / 3122.

[9] تفسير القرآن العظيم 4 / 102.

[10] محمد بن محمد بن عبدالجليل العمري؛ مطلوب كل طالب من شرح كلمات علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - (مخطوط ) ورقة 130، وجه 2.

[11] أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الزهد 4 / 558، وابن ماجه في سننه، كتاب الفتن 2 / 1316، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2 / 269.

[12] انظر: كمال الدين ميثم البحراني؛ شرح على المائة كلمة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ص 68.

[13] سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 426، 1 / 712، وصحيح الجامع برقم 3284، 3 / 124، وقال الألباني: [ حسن ]، وهو عند القضاعي في مسند الشهاب 1 / 108 عن جابر - رضي الله عنه.

[14] ديوان الشافعي ص 117.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة