• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / مقالات


علامة باركود

أثر الطاعة في حياة الشاب

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 6/4/2013 ميلادي - 25/5/1434 هجري

الزيارات: 43640

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أثر الطاعة في حياة الشاب


الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولَد، ولم يكن له كفوًا أحد، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي ما ترَك خيرًا إلا ودلَّ الأمة عليه، وما ترَك شرًّا إلا وحذَّرها منه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد:

لقد رتَّب الله - سبحانه وتعالى - على الطاعات الفوز العظيم في الآخرة - كالفوز بالجنة - كما في قوله - سبحانه -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ [الكهف: 107، 108]، والنجاة من النار؛ كما في قوله - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾ [مريم: 71، 72].

 

كما يترتب عليها أيضًا النجاة من هوْل الموقف في ذلك اليوم العصيب الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم؛ "سبعة يظلهم الله في ظله".

 

بل إن أثر العمل - العمل الصالح - لا يتوقف فقط على يوم القيامة، بل إن الأثر والنفع يسبق في الدنيا في شؤون الإنسان كلها، وفي جوانب حياته المختلفة؛ من اجتماعية واقتصادية، وعملية وعلمية ونفسية، إلى غير ذلك من جوانب الحياة.

 

قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

 

قال ابن كثير: هذا من وعد الله - سبحانه وتعالى - لمن عمل صالحًا، وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسُنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - من ذكرٍ أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، بأن يحيه الله الحياة الطيبة في الدنيا، وأن يَجزيَه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة، والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت[1].

 

قال بعض السلف: "للطاعة ضياء في الوجه، ونور في القلب، وسَعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق".

 

ومن جوانب الحياة عن الشاب ما يلي:

1- الجانب العلمي.

 

2- الجانب الاجتماعي، ويتمثل في العلاقة مع الأقارب والأصدقاء وعامة الناس.

 

إن برَّ الوالدين من الطاعات التي يجني العامل بها ثمارها في الدنيا قبل الآخرة، فمن بَرَّ والديه، برَّه أبناؤه، ومن عقَّ والديه، عقَّه أبناؤه مثلاً بمثل، والواقع يشهد بذلك.

 

صلة الرحم فيها سَعة للرزق، وإطالة للعمر؛ كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أحب أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره، فليَصِل رَحِمه))[2].

 

ولزوم الذكر والمداومة عليه يُطهر اللسان من الفُحش وقول الزور الذي يجر على الإنسان المشكلات الكثيرة التي هو في غنًى عنها، ولو تتبَّع الإنسان مشكلاته مع غيره من الناس، أو مع أهله - لوجد أن معظمها بسبب اللسان.

 

3- الجانب الاقتصادي:

قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

 

قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: ومَن يتَّق الله فيما أمر به، وترَك ما نهاه عنه، يجعل له من همِّه مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يَحتسب؛ أي: من جهةٍ لا تخطر بباله، وقال أيضًا: من حيث لا يدري، ثم ذكر قصة مالك بن عوف الأشجعي وابنه[3]، وقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا ذرٍّ، لو أن الناس كلهم أخذوا بها، لكفَتهم)).

 

4- الجانب النفسي:

فجميع الطاعات الله لها أثر حسي على حياة الإنسان؛ فالصلاة مثلاً تُورث طُمَأنية القلب وراحة النفس واستقرارها، وفيها يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وجُعِلت قُرة عيني في الصلاة))[4].

 

فمن رُزِق المحافظة عليها، تجده سعيدًا في حياته، طيِّب النفس، مُطمئن القلب، لا تُضجِره المصائب والمشكلات؛ لأنه متصل بالمولى - جل وعلا - في هذه الصلاة يقف بين يديه كل يوم خمس مرات في الصلوات المكتوبة، يناجي ربَّه بتسبيحه وتحميده، وتهليله ودعائه، وتلاوة آياته، فهو مع ربه في كثير من أوقاته، ومن كان مع الله، كان الله معه، يُجيب له سُؤله، فيُعطيه الخير، ويُنجيه من الشر، ومَن كان مع الله في الرخاء، كان الله معه في الشدة.

 

كما أن هناك صلوات أكثر تأثيرًا من غيرها - كصلاة الفجر - كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صلى الفجر، فهو في ذِمَّة الله، وحسابه على الله، فلا يطلبنكم الله بشيء من ذِمَّته))[5].

 

إضافة إلى ذلك، فإنها تكفر الذنوب؛ كما في قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان - مكفِّرات لما بينهنَّ إذا اجْتُنِبت الكبائر))[6].

 

كما أن للصلاة أثرًا في حفظ العبد من الأضرار؛ كما أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله لابن عباس - رضي الله عنه -: ((احفِظ الله، يحفظك))، وحفظُ الله يعني طاعته، وأَوْلى الطاعات المحافظة على الصلوات، فمن حافظ عليها كانت سببًا في حفظه من الأضرار والأخطار التي يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية؛ من الحوادث والأمراض، والمصائب المختلفة، ففي قديم الزمان قال سجان: ما سألت أحدًا دخل السجن في ليلٍ: هل صليتَ العشاء في جماعة إلا قال: لا، ولا سألت أحدًا دخل السجن في نهارٍ: هل صليتَ العشاء في جماعة إلا قال: لا، وعلى ذلك فقِس.

 

فلو قام أحد من الناس بدراسة لبعض المشكلات التي يتعرض لها الناس اليوم - كحوادث المرور مثلاً - وسأل أصحاب هذه الحوادث التي تحصل لهم بالنهار، لوجد أن أكثرهم لم يصلِّ الفجر، أو ربما لم يصليها في جماعة، ولو سأل مَن تحصُل لهم الحوادث في الليل، لوجد أن أكثرهم لم يصل العشاء، أو ربما لم يصليها في جماعة؛ لأن إهمال الطاعة معصية لله - سبحانه وتعالى - وما يصيب الإنسان من المصائب إلا بما كسَبت يداه من الذنوب؛ كما قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30].

 

وقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، قال ابن كثير: أي تطيب وتَركَن إلى جانب الله، وتَسكُن عند ذكره، وترضى به مولًى ونصيرًا[7].

 

وقال سيد قطب: تَطمئن بإدراك الحكمة في الخلق والمبدأ والمصير، وتطمئن بالشعور بالحماية من كل اعتداءٍ، ومن كل ضرٍّ ومن كل شر إلا بما شاء، مع الرضا بالابتلاء والصبر على البلاء، وتطمئن برحمته بالهداية والرزق والستر في الدنيا والآخرة؛ ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾، ذلك الاطمئنان بذكر الله في قلوب المؤمنين حقيقة عميقة، يعرفها الذين خالطت بشاشة الإ يمان قلوبَهم، فاتَّصلت بالله، يعرفونها ولا يَملِكون بالكلمات أن ينقلوها إلى الآخرين الذين لايعرفونها؛ لأنها لا تنقل بالكلمات (السكر)[8].

 

كما أن ذِكر الله - سبحانه وتعالى - يُطمْئِنُ القلوب، ويبعد عنها وساوس الشيطان؛ كما في قوله - سبحانه -: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

 

كما أنه سبب في السلامة من القلق الذي يشتكي منه كثيرٌ من الناس الذين قلَّ ذكرُهم لله - سبحانه وتعالى - وقصَّروا في طاعته، ويبحثون عن علاج هذا الأمر بوسائل لا تغني عنهم شيئًا.

 

5- الجانب الجسدي:

هذه الحال مع جميع أنواع الطاعات - كالصيام مثلاً - إضافة إلى ما فيه من الأجر الكثير؛ كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))[9].

 

هناك آثار طيبة عديدة في الحياة الدنيا لهذه العبادة الجليلة، منها ما يتعلق بصحة الإنسان بسبب امتناعه عن الطعام فترة من الزمن؛ لأن معظم ما يصيب الإنسان من الأمراض البدنية بسبب الطعام، وقد اتجه الطب الحديث لعلاج بعض الأمراض بالصيام.

 

كما أن للصلاة أيضًا نورًا حسيًّا في وجه صاحبها، وخاصة صلاة الليل، لَمَّا سُئِل أحد السلف: ما بالُ أهل الليل وجوههم مُشرقة؟ قال: لأنهم خلَوْا بالله، فكساهم من نوره، وكذلك الطهارة وهي وسيلة للنظافة التي هي سبب رئيسي من أسباب الوقاية من المرض.

 


[1] تفسير ابن كثير 2 / 586.

[2] متفق عليه عن أنس.

[3] التفسير 4 /381.

[4] في حديث صحيح؛ أخرجه الإمام أحمد والنسائي.

[5] حديث صحيح؛ أخرجه ابن ماجه عن سَمُرةَ.

[6] أخرجه مسلم عن أبي هريرة.

[7] التفسير 2 / 512.

[8] الظلال 4 / 2060.

[9] أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، رقم 38.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر وتقدير
عبدالله العكيدي - العراق 16-05-2014 09:01 AM
بارك الله فيك على هذه النصيحة القيمة التي بإذن الله تحيي القوب العامره بالإيمان وتوهج فيها جذوة العمل الصالح ، لأن الله عزوجل لا يريد من المؤمن أن يكون رجلا صالحا فحسب، بل يريد منه أن يكون رجلا صالحا مصلحا .. فلا يكتفي بالصلاح الشخصي ويتوقف عنده، بل يغرس أعواد التقوى والصلاح في قلوب الخلق بعد أن أصلح العبد نفسه، لينال رضى الله عز وجل ومعيته جل في علاه، نسأل الله لنا ولكم التوفيق... ولاتنسونا من دعائكم..
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة