• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / مقالات


علامة باركود

الفتنة

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 13/3/2013 ميلادي - 1/5/1434 هجري

الزيارات: 9594

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفتنة

 

قد تتمثل الأخطار التي تواجه الشباب في عقائدهم في أماكن معينة، ولذا فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يغفل هذا الجانب، فقد حذر صحابته - صلى الله عليه وسلم - من بعض الأماكن التي يتعرضون فيها للفتنة في دينهم، ومن ذلك على سبيل المثال ما ورد في حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: "يا أنس، إن الناس يمصرون أمصاراً، وإن مصراً منها يقال له البصرة أو البصيرة، فإن أنت مررت بها، أو دخلتها فإياك وسباخها، وكلاءها، وسوقها، وباب امرائها، وعليك بضواحيها، فإنه يكون خسف وقذف ورجف، وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير"، وفي هذا الحديث تحذير من رسول الله بعدم المجئ إلى أماكن الفتن التي تكون سبباً في نزول العقوبة على أصحابها.


وقد يتحول المكان الذي يوجد فيه الإنسان إلى مكان فتنة في الدين، فهنا يوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للخروج من هذا المكان بعداً عن الفتنة، كما في حديث أبي بكرة - رضي الله عنه -: "إنها ستكون فتنة المضطجع فيها خيراً من الجالس، والجالس فيها خيراً من القائم، والقائم خيراً من الماشي، والماشي خيراً من الساعي "قال: يا رسول الله ما تأمرني؟ قال: من كانت له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، قال: فمن لم يكن له شيء من ذلك؟ قال: فليعمد إلى سيفه، فيضرب بحده على حرة، ثم لينج ما استطاع من النجاة".


في هذا الحديث بيان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لشدة خطر الفتنة، وتوجيه منه - صلى الله عليه وسلم - للهرب منها، والبعد عنها، ومن ليس له مكان يلوذ به ويهرب فيه عن الفتنة فعليه أن يكسر حد سيفه كناية عن البعد عن القتال في الفتن".


وقد تتمثل الفتنة في مركز عملي أو منصب وظيفي، يكون سبباً في هلاك الشاب في دينه، وقد حذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من طلب المناصب لمن لا يقدر عليها، وليس أهلاً لها، فعن عبدالرحمن بن سمرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عبد الرحمن: لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة أكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها".


وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانةة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليها فيها".


ومن كان حريصاً على الإمارة وسعى لتحصيلها، فإن ذلك يكون نقصاً له في دينه، فقد يتنازل عن شئ منه للحفاظ عليها، والحكمة في أنه لا يولي من سال الولاية هي: أنه يوكل إليها، ولا تكون معه إعانة، وغذا لم تكن معه إعانه لم يكن كفؤا، ولا يولي غير الكف "ولأن فيه تهمه للطالب والحريص".


وحديث أبي ذر أصل عظيم في اجتناب الولايات لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولاية، واما الخزي والندامة فهو في حق من لم يكن أهلاً لها، أو كان أهلاً ولم يعدل فيها، فيخزيه الله يوم القيامة، ويفضحه ويندم على ما فرط.


وأما في العصر الحاضر، وما أدراك ما العصر الحاضر! فكم هي أماكن الفتن التي تفسد على الشباب عقائدهم، أضف إلى ذلك سهولة الوصول إليها والرغبة فيها، فأصبح الآن من السهل على الشباب المسلم السفر إلى البلاد غير الإسلامية، ولو كانت في أقصى الدنيا، تلك البلاد التي يتعرض فيها الشباب المسلم إلى الخطر في عقيدته، وإلى الصد عن دينه، بمختلف الوسائل وشتى الأساليب.


ولقد حكى لي أحد الشباب ممن سافر إلى أمريكا للدراسة أنه يأتيهم في بعض الأيام في منزلهم من يدعوهم إلى الكفر والضلال، فالشباب إذا لم ين عنده قدر كاف من الحصانة في دينه، فربما انخدع بمثل هذه الدعوات، واستجاب لها.


ومثل هذا شاب آخر سافر إلى إحدى الدول، وكان عنده من الضعف في دينه ما كان سبباً في وقوعه في إدمان المخدرات قبل سفره، وكان سفره من أجل الحصول على شئ من المخدر، ولكنه لم يكن لديه من الثمن ما يمكنه من شراء ما يريد فماذا حصل؟ طلب منه البائع ثمناً غريباً للمخدر، طلب منه أن يسجد للصنم ثمناً للمخدر!!


ولصيانة عقائد الشباب من هذا الفساد المحتمل بسبب الأسفار وأمثاله، بتطبيق منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في التحذير من أماكن الفتن، وذلك بالحد من سفر الشباب لغير حاجة، وعندما تكون الحاجة للسفر لا بد من تحذيرهم من الفتن إلتي يحتمل أن يوجهونها في أسفارهم، ولقد أحسنت الحكومة السعودية الحريصة على سلامة عقائد شبابها، في تحديد سن السفر للشباب، كما أحسنت أيضاً في عمل دورات خاصة للمبعثين لتبصير الشباب في دينهم، وتحذيرهم مما يتوقع مواجهته من الفتن، وكيفية مواجهتها.


وفي هذا الجانب أيضاً لا بد أن يكون التوجيه إيجابياً، فلا يكفي أن نحذر الشباب من هذه الأماكن فقط، فلا بد من دلالاتهم على الأماكن التي يأمنون فيها على عقائدهم، كما هو منهج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد حذر الشاب أنس بن مالك - رضي الله عنه - من أماكن وأمره بأن يلزم أماكن، حيث قال له: "فإياك وسباخها وكلاءها وسوقها، وباب امرائها، وعليك بضواحيها" فيقال للشاب مثلاً، وإياك ومدينة كذا، وحي كذا، إياك وشارع كذا، وعليك بمدينة كذا، أو حي كذا، ونحوها.


وربما كانت أماكن الفتن لا تحتاج إلى سفر، فهي داخل الدولة الإسلامية، كدور السينما، والملاهي ونحوها، التي تنخر في عقائد شبابها، فعلى الدول الإسلامية أن تتقي الله سبحانه وتعالى في الخلاص من هذه الأماكن وما في حكمها، لسلامة عقائد شبابها.


فهذه الأماكن الموجودة في بعض الدول تشكل خطراً كبيراً على عقائد الشباب، وتشكل معارضة وهدماً لما يتلقاه الشاب من ولي أمره أو معلمه من تربية إيمانية، فحالهم مع هذه الأماكن كقول الشاعر:

وكيف يبلغ البنيان يوماً تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم


ومما نستفيده من المنهج النبوي في التحذير من أماكن الفتن، عدم التساهل في تمكين الشباب من تولي المناسب والمسؤوليات التي ربما كانت ضرراً عليهم في عقائدهم، لأن الشباب في الغالب يحبون الظهور بطبيعتهم، ويحبون المكانة، فربما سعوا إلى شئ من هذه المناصب طلباً للمكانة، وهم ليسوا أهلاً لها، ولا يقدرون القيام بواجباتها، فيتنازلون عن شئ من دينهم حفاظاً على مراكزهم، ومما يستفاد أيضاً من المنهج النبوي في هذا الجانب تحذير الشباب من الدخول في حرب أو نصرة أحد عند كثرة الفتن واختلاط الأمور.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة