• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / مقالات


علامة باركود

لقاء إذاعي - أبو هريرة (رضي الله عنه)

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 15/11/2007 ميلادي - 5/11/1428 هجري

الزيارات: 19732

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أبو هريرة (رضي الله عنه)
لقاء إذاعي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، أيها المستمعون الكرام:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم مع حلقة جديدة من برنامجكم (مع الصحابة في رمضان) ومع صحابي جديد وموقف جديد، ذلكم الصحابي هو أبو هريرة (رضي الله عنه).

هذا الصحابي قد اختلف في اسمه واسم أبيه على ثمانية عشر قولاً، أشهرها أنه عبدالرحمن بن صخر الدوسي. وكان قدم المدينة في سنة سبع، ورسوله الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فسار إلى خيبر حتى قدم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وقال أبو هريرة (رضي الله عنه): وأبق مني غلام لي في الطريق، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعته، فبينا أنا عنده، إذ طلع الغلام، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة، هذا غلامك. فقلت: هو حر لوجه الله تعالى. وعن سليمان بن حيان قال سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة (رضي الله عنه) يقول: نشأت يتيماً وهاجرت مسكيناً، وكنت أجيراً لبرة بنت غزوان بطعام بطني، وعقبة رحلي، فكنت أخدم إذا نزلوا، وأحدو إذا ركبوا، فزوجنيها الله عز وجل، فالحمد لله الذي جعل الدين قواماً، وجعل أبا هريرة إماماً.

وكان أبو هريرة (رضي الله عنه) يقول: ما خلق الله عز وجل مؤمناً يسمع بي ولا يراني إلا أحبني، لما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي قلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم اهد أم أبي هريرة)) فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله ص، فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف، فسمعت أمي خشف قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء، قال فاغتسلت، ولبست درعها، وعجلت عن خمارها، ففتحت الباب ثم قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح، قال قلت: يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة، فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا، قال قلت: يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا، قال فقال رسول الله ص: ((اللهم حبب عبيدك هذا يعني أبا هريرة وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين)) فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني[1].

وعن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبدالرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله ص، وتقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي هريرة؟ وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم صفق بالأسواق، وكنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وكان يشغل إخوتي من الأنصار عمل أموالهم وكنت امرءاً مسكينا من مساكين الصفة، أعي حين ينسون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدثه: ((إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول)) فبسطت نمرة علي حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته جمعتها إلى صدري فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك من شيء))[2].


أيها المستمعون الكرام:
ومما يتعلق من مواقف هذا الصحابي الجليل بهذا الشهر الكريم: موقف يتعلق بحفظ الصيام، فقد روى أبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنه كان وأصحابه إذا صاموا قعدوا في المسجد، وقالوا: نطهر صيامنا[3]. يحفظون صيامهم من اللغو والرفث وقول الزور، ومن كل ما يفسده أو ينقص أجره.

ولكن - أيها المستمعون الكرام - ماهو الأمر الذي كانوا يخشونه على أنفسهم، وهم على ماهم عليه من الاستقامة والصلاح؟!
لا شك أنهم ما فعلوا ذلك إلا من التقوى والخشية على صيامهم. ولكن كيف هي حال الصائمين في هذا الزمان الذين يكثر في مجالسهم اللغو وقول الزور، ويتعرضون لكثير من المنقصات، بل والمبطلات أحياناً. أينهم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري من حديث صاحبنا في هذه الحلقة أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه))[4].

وموقف آخر يتعلق بالاقتصاد في الإفطار والسحور: فعن أبي زياد مولى ابن عباس عن أبي هريرة قال: كانت لي خمس عشرة تمرة، فأفطرت على خمس تمرات، وتسحرت بخمس، وبقيت خمس لفطري[5]. وإن كان هذا الاقتصاد من قلة الطعام، إلا أن أبا هريرة (رضي الله عنه) يخشى من الشبع ويحذر عاقبته، فيقول في ذلك: ويل لي من بطني، إذا أشبعته كظني، وإذا أجعته سبني. نعم إن مضرة الشبع معروفة وخاصة في هذا الشهر الكريم، لما يفوته على الإنسان من فرص الخير والتقرب إلى الله بطاعته.

وموقف أخير في هذه الحلقة يتعلق بقيام الليل: فقد كان أبو هريرة (رضي الله عنه) هو وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثاً، يصلي هذا ثم يوقظ هذا، ويصلي هذا ثم يوقظ هذا[6]. فيكون منزله في الليل كله لا يخلو من قائم يصلي. وإن كانت هذه الحال ليست مقصورة على ليالي شهر رمضان، بل إن اجتهاده في شهر رمضان أشد، فهو الراوي لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))[7].

أيها المستمعون الكرام:
هذا طرف من أحوال الصحابة في رمضان: حرص على سلامة الصيام، وتقليل للطعام، وصلاة بالليل والناس نيام، ولنا فيهم أسوة حسنة فلنحرص أيها الصائمون على صيانة صيامنا من كل ما يكون سبباً في إفساده أو نقص أجره، ولنبادر في ليالي هذا الشهر المباركة بالتقرب إلى الله بالصلاة وأنواع القربات.

أيها المستمعون الكرام:
في الختام نسأل المولى جل وعلا أن يلهمنا رشدنا، وأن يوفقنا لصلاح ديننا ودنيانا.

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وإلى أن ألقاكم أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، حديث رقم 2491.
[2] الجامع الصحيح، كتاب البيوع، حديث 2047.
[3] أبو نعيم، حلية الأولياء 1/382.
[4] الجامع الصحيح، كتاب الأدب، حديث رقم 6057.
[5] أبو نعيم، حلية الأولياء 1/384.
[6] ابن الجوزي، صفة الصفوة 1/692.
[7] أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الإيمان، حيث رقم 37.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة