• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / مقالات


علامة باركود

النعم وشكرها

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 1/1/2008 ميلادي - 22/12/1428 هجري

الزيارات: 37094

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النعم وشكرها

خطبة جمعة


إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

قال المولى سبحانه وتعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ * وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ * قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ * اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ ﴾ [إبراهيم: 28- 32]، وقال: ﴿ وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ﴾ [إبراهيم: ].


من الذي خلق السماء التي يستظلون بها؟! من الذي خلق الأرض التي يمشون عليها؟! من الذي سخر المراكب التي يركبوها؟!


إن هذه البشرية كلها تستظل في سماء الله، وتعيش على أرض الله، وتأكل من رزق الله، فهل عَبَدَت الله؟!

 

فنعم الله على الناس كثيرة لا يحصُون عدها، ولا ييقون شكرها، وعلى رأس هذه النعم، والتي هي أم النعم: نعمة الإسلام، ونعمة إرسال محمد عليه الصلاة والسلام.


التذكير بالنعمة:

نعمة الإسلام.

نعمة الصحة والعافية والرزق.

نعمة تسخير الكون.

شكر النعمة.


عباد الله:

إن جل نعمة أنعم الله بها البشرية هي نعمة الدين، وإن مما خص الله به هذه الأمة أن بعث فيها نبيها محمد صلى الله عليه وسلم ألم تر إلى هذا الحال العجيب،  حال الذين وهبوا نعمة الله، ممثلة في رسول وفي دعوة إلى الإيمان، وفي قيادة إلى المغفرة، وإلى مصير في الجنة.. فإذا هم يتركون هذا كله ويأخذون بدله كفرًا! أولئك هم السادة القادة من كبراء قومك - مثلهم مثل السادة القادة من كل قوم، وبهذا الاستبدال العجيب قادوا قومهم إلى جهنم، وأنزلوهم بها - كما شاهدنا منذ قليل في الأقوام من قبل! - وبئس ما أحلوهم من مستقر، وبئس القرار فيها من قرار!

 

ألم تر إلى تصرف القوم العجيب، بعد ما رأوا ما حلَّ بمن قبلهم - وقد عرضه القرآن عليهم عرض رؤية في مشاهد تلك القصة التي مضى بها الشوط الأول من السورة، عرضه كأنه وقع فعلا، وإنه لواقع، وما يزيد النسق القرآني على أن يعرض ما تقرَّر وقوعه في صورة الواقع المشهود.

لقد استبدلوا بنعمة الرسول ودعوته كفرًا، وكانت دعوته إلى التوحيد، فتركوها ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [إبراهيم: 30]، جعلوا لله أقرانًا مماثلين يعبدونهم كعبادته، ويدينون لسلطانهم كما يدينون لسلطانه، ويعترفون لهم بما هو من خصائص ألوهيته سبحانه! جعلوا لله هذه الأنداد ليضلوا الناس عن سبيل الله الواحد الذي لا يتعدد ولا تتفرق به السبل.


والنص يشير إلى أن كبراء القوم عمدوا عمدًا إلى تضليل قومهم عن سبيل الله، باتخاذ هذه الأنداد من دون الله.


فعقيدة التوحيد خطر على سلطان الطواغيت ومصالحهم في كل زمان لا في زمن الجاهلية الأولى، ولكن في زمن كل جاهلية ينحرف الناس فيها عن التوحيد المطلق، في أية صورة من صور الانحراف، فيسلمون قيادهم إلى كبرائهم، وينزلون لهم عن حرياتهم وشخصياتهم، ويخضعون لأهوائهم ونزواتهم، ويتلقون شريعتهم من أهواء هؤلاء الكبراء لا من وحي الله.. عندئذ تصبح الدعوة إلى توحيد الله خطرًا على الكبراء يتقونه بكل وسيلة، ومنها كان اتخاذ الآلهة أندادًا لله في زمن الجاهلية الأولى، ومنها اليوم اتخاذ شرائع من عمل البشر، تأمر بما لم يأمر الله به، وتنهى عما لم ينه عنه الله، فإذا واضعوها في مكان الند لله في النفوس المضللة عن سبيل الله، وفي واقع الحياة!


فيا أيها الرسول قل للقوم: تمتَّعوا.. تمتَّعوا قليلاً في هذه الحياة إلى الأجل الذي قدَّره الله، والعاقبة معروفة: ﴿ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴾ [إبراهيم: 30].


﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾  [الإنفطار: 6-8].


أيها الإنسان: تفكَّر في نفسك وفي نعمة الله عليك.


لقد كنت في الأصل نطفة قذرة في حصن حصين، وفي مكان أمين، تنمو شيئاً فشيئاً، فقل لي بربك، كيف كنت تتغذى؟ وكيف كنت تتنفس؟ لا شك أنك لا تعرف من ذلك شيئاً، فلما تمت مدتك، وحانت ولادتك يسر لك ذلك خالقك.

ولدتك أمك يا ابن آدم باكياً
والناس حولك يضحكون سروراً
فاحرص على عملٍ تكون إذا بَكَوا
في يوم موتك ضاحكاً مسرورا

 


فخرجت إلى الدنيا إنساناً سوياً، لكنك لا تملك من أمرك شيئاً، لا تجيد إلا الصراخ والعويل، فإذا ما عطشت صرغت وبكيت، وإذا ما جعت صرخت وبكيت، وإذا ما مرضت صرخت وبكيت، وأهلك من حولك يقافزون لطلبية طلبك، وما زالت نعم الله عليك تتوالى حتى اشتد ساعدك ونما عظمك وأصبحت إنساناً قوياً.


فتأمل في حالك بماذا قابلت نعم ربك؟ هل قابلتها بالشكر والإحسان، أم بالجحود والكفران؟ ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، فمن الناس من أمره ربه بالصلاة فأضاعها، وأمره بالزكاة فتركها، وأمره بصلة الرحم فقطعها، والكثير الكثير من الأوامر لم يأتمر بها.


ومن جانب آخر؛ فقد نهاه عن الربا فأكله، ونهاه عن الزنا ففعله، ونهاه عن شرب الخمر فشربها، وغير الكثير من المعاصي والذنوب... فلا يغتر من كانت هذه حاله بتوالي نعم الله عليه مع تماديه في الطغيان واستمراره في العصيان، فإن الله يمهل ولا يهمل: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ﴾ [إبراهيم: 42].

أهكذا تقابل نعم الجبار؟ أهكذا تقابل نعم الواحد القهار؟ إنها الخسار وأي خسار، قال المولى سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الزمر: 15].   


الخطبة الثانية

عباد الله:

لقد فجع العالم بما حصل في بام الإيرانية، من زلزال مدمر دفن فيه أكثر من خمسة وعشرين ألفاً من البشر، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجبر مصابهم، وأن يرحم موتى المسلمين منهم، وإن هذه الكارثة يجب أن لا تمر علينا دون أن نقف عند بعض الحقائق:

1- قدرة الله سبحانه وتعالى: فهو القادر على كل شيء، نما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، فأنفسنا وأموالنا وديارنا بيده سبحانه وتعالى يتصرف فيها كيف يشاء، فلا بد من اللجوء إليه ليحفظنا ويحفظ أموالنا وديارنا ((احفظ الله يحفظك)).

2- أن الموت ربما يأتي فجأة، فمكن يدري أن أولئك الآلاف من سكان المدينة يمسون آمنين مطمئنين، ويصبحون في عداد الموتى.

3- لقد هرعت دول العالم ولجانها إلى إغاثة ذلك البلد المنكوب، وهذا عمل إنساني نبيل، وجهد مشكور، ولكن هناك الكثير من بلدان العالم مصابة كارثة أشد، ولم يلتفت أحد لإنقاذها مما هي فيه، إنها كارثة الدين، كارثة الكفر بالله، إنا هي الكارثة الحقيقية، وهي الخسارة في الدنيا والآخرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة