• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

في بيان وكثرة ويسير خصال الخير

في بيان وكثرة ويسير خصال الخير
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 29/1/2014 ميلادي - 27/3/1435 هجري

الزيارات: 16048

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في بيان وكثرة ويسير خصال الخير


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد:

فيا أيها الناس، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى في كل أمر، في علانِيَتِه وسرِّه أبد الدهْر، وأَحسِنوا فإن الحسنة بعشْر، وتُضاعَف إلى سبعمائة، وإلى أكثر من ذلك، وتَعظُم مع الإخلاص والذِّكْر، وإن السيئة بمثلها أو تُغفَر، ومَن أحسن بعد الإساءة مُحيتْ عنه السيئة وكُتب له الأجر، فلا يَهلك على الله إلا هالكٌ غَبي، ولا يَدخل النار إلا شَقي.

 

عباد الله، لقد أفلح مَن أخلص قلبه للإيمان، فجعل الله قلبه سليمًا، ولسانه صادِقًا، ونفسه مُطمئنَّة، وخليقته مُستقيمة، وجعل أذنَه مُستمِعة، وعينَه ناظِرة، فأما الأذن فقِمَع - أي مسلك للخير - للقلب، والعَين مُقرَّة بما يوعي القلب، وقد أفلح مَن جعل قلبَه واعيًا.

 

أيها الناس:

إياكم أن تَستهينوا بمحقرات الذنوب؛ فقد رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((يَا عَائِشَةُ، إِيَّاكِ ومحقَّراتِ الذنوب؛ فإن لها مِن الله طالبًا))، وفي رواية: ((فإنهن يجتمعن على المرء فيُهلكنه))، وفي أخرى: ((وإن محقَّرات الذنوب متى يَأخذ بها صاحِبها تُهلكه))، وفي ثالثة: ((إن الشيطان رَضِي بما تحقرون من ذنوبكم)) والمراد بمحقَّرات الذنوب: ما يُستصغَر مِن المعاصي ويُستهان به؛ قال سهل بن عبدالله التُّسْتريُّ - رحمه الله -: "من استهان بأدب مِن آداب الشريعة، عوقب بحرمان السنَّة، ومَن تهاون بترك السنَّة، عوقب بترك الفرائض، ثم يُقيَّض له مُبتدِع يَذكُر عنده باطلاً فيُوقِع في قلبه شبهةً - يعني أو شهوة - فيقع في أمر يبغضه الله، ويعاقب عليه وهو يحسب أنه في سَعة، ثم لا يتوب ولا يرجع إلى الحق".

 

أيها الناس:

تذكروا أن الله - تبارك وتعالى - قد يسَّر وكثَّر سبُل الخير، التي تَعظُم بها أجورُكم، وترتفع بها درجاتكم عند ربكم، وتُحطَّ بها الخطايا عنكم، وتَثقُل بها موازينكم يوم عَرضِكم، فاستَكثِروا من صالح الأعمال، ما دمتم في فسْحة الآجال، قبل نَفاد أمد الإمهال؛ فعن معاذ - رضي الله عنه - قال: كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: ((يا معاذ، أتدري ما حقُّ الله على العباد؟)) قلت: "الله ورسوله أعلم"، قال: ((إن حقَّ الله على العباد أن يَعبدوه ولا يُشركوا به شيئًا، أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟))، قلت: "الله ورسوله أعلم"، قال: ((يُدخِلهم الجنة))، وفي رواية قال: ((أن يَغفر لهم ويُدخلهم الجنة))، والمعنى: أن حق الله تعالى على العباد توحيده بما شرع، وترك الشِّرك والبِدَع، وحق العباد على الله الثواب بالفضل أو العدل.

 

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن شهد أن لا إله إلا الله مُخلصًا أو يَقينًا من قلبه لم يدخل النار، - أو قال: دخَل الجنَّة))، وقال مرة: ((دخل الجنة ولم تمسَّه النار))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((فأما مَن ابتغى وجه الله وأطاع الإمام - يعني وَلِيَّ الأمر بالمعروف - وأنفق الكريمة، وياسَر الشَّريك، واجتنب الفساد، فإن نومه ونبهَه أجرٌ كلُّه))؛ رواه أحمد عن معاذ - رضي الله عنه - وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((خمس من فعلهن كان ضامِنًا على الله؛ مَن عاد مريضًا، أو خرَج مع جنازة، أو خرج غازيًا في سبيل الله، أو دخل على إمام يُريد بذلك تعزيزه وتوقيره، أو قعد في بيته فيَسلم الناس منه ويَسلم))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما عمل ابن آدَم عملاً أنجى له من عذاب الله مِن ذِكْر الله))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((المتحابُّون في الله في ظل العرش يوم القيامة)).

 

أيها المسلمون:

ومِن خِصال الخير الإلحاح على الله - تعالى - بالدعاء مع حسْن الرَّجاء، ومع السلامة مِن الشِّرك؛ ففي الحديث القدُسي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يَرويه عن ربه - تبارك وتعالى - قال: ((ابنَ آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرتُ لك على ما كان مِنك ولا أُبالي)).

 

وكذلك سؤال الله - تعالى - المَغفرة صِدقًا مِن القلب، وندَمًا على الذنب؛ قال تعالى في الحديث القدسي: ((ابن آدم، إنك إن تُذنِب حتى يَبلغ ذنبُك عَنان السماء ثم تَستغفِرني، أَغفر لك ولا أبالي)).

 

معشر المسلمين، لقد أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - أمَّته بخمس: رحمة المساكين، ومُجالستهم، وأن ينظر المرء - في الدنيا - إلى مَن هو تحته، ولا ينظر إلى مَن هو فوقه، وأن يصل رَحِمه وإن أَدبرَت، وأن يقول الحق وإن كان مرًّا، وأن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، كما أوصى - صلى الله عليه وسلم - بثلاث خِصال مِن جليل العمل الصالح، وهنَّ: صلاة الضحى، والوتر قبل النوم، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هل أدلُّك على كنز مِن كنوز الجنَّة؟))، قلت: نعم، قال: ((لا حول ولا قوة إلا بالله))، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((رفعُ العظم عن الطريق صدقة، وهدايتك الطريق صدقة، وبيانُك عن الأرتم - أي: الذي لا يُفصح - صدقة، ومُباضَعتُك امرأتك صدقة))، وفي صحيح البخاري ومسلم عنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((على كل مسلم صدَقة))، فقالوا: يا نبي الله، فمَن لم يجد؟ قال: ((يعمل بيده فيَنفع نفسه ويتصدَّق))، قالوا: فإن لم يجد؟ قال: ((يُعين ذا الحاجة الملهوف))، قالوا: إذا لم يجد؟ قال: ((فليعمل بالمَعروف، وليُمسِك عن الشرِّ؛ فإنها له صدقة))، وروى الإمام أحمد - رحمه الله - عن عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا توضَّأ المُسلم، ذهب الإثم مِن سمعه وبصره ويدَيه ورجليه))، وفيه عنه - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما مِن رجل يَبيت على طُهْر ثم يتعارّ - أي: يَستيقظ - من الليل فيَذكُر ويَسأل اللهَ - عز وجل - خيرًا مِن خَير الدنيا والآخِرة، إلا آتاه الله - عز وجل - إياه))، وفيه أيضًا بسند صحيح، عن عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عمَلان هما أفضل الأعمال، إلا مَن عَمِل بمِثلهما: حجَّة مَبرورة، أو عمرة)).

 

معشر المؤمنين:

كذلكم فإن حبَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِن جليل العمل الصالح؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أشدُّ أمَّتي لي حبًّا قوم يَكونون - أو يَخرجون - بعدي، يودُّ أحدهم أنه أعطى أهله وماله وأنه رآني))، وقد صحَّ عنه - صلى الله عليه وسلم - قولُه: ((المرء مع مَن أحبَّ يوم القيامة)).

 

ألا فاستَبِقوا الخيرات، وسارِعوا إلى المَغفرة والجنات، وتوبوا إلى الله - تعالى - مما عَملتم مِن السيئات، ولا تُصرُّوا على الإثم وأنتم تعلمون؛ قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 133 - 136]، بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما تضمَّنه وأنزله الله له مِن الهدى والبَيان، واستغفروا الله إن الله غفور رحيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة