• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

الولاية العامة شأنها وعظم النعمة بها ووجوب أداء حقها

الولاية العامة شأنها وعظم النعمة بها ووجوب أداء حقها
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 5/6/2013 ميلادي - 26/7/1434 هجري

الزيارات: 28001

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الولاية العامة شأنها وعظم النعمة بها ووجوب أداء حقها


إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما.

 

أما بعد:

فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى، واستمسكوا من دينكم بالعروة الوثقى فإن الله تعالى قد جمع لأهل التقوى بين خيري الدنيا والأخرى ووعد المستقيمين على دينه بأحسن البشرى ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾[1]، ﴿ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾[2].

 

عباد الله:

تذكروا أن الله تعالى قد خلقكم لعبادته، وأمركم بالإيمان به وطاعته، وبشر المؤمنين والمطيعين بأنواع المثوبة وألوان الكرامة وتوعد المعرضين والعاصين إن لم يتوبوا قبل الموت بمتنوع العقوبة وغاية الخسران والندامة ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نـزلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾[3].

 

عباد الله:

إن دين الإسلام الحق هو جماعُ العبادة، والسبيل الأقوم للطاعة، وإن الإيمان والتقوى، هما برهان الاستقامة والاستمساك بالعروة الوثقى، وإنهما يثمران كل خير في العاجلة والأولى، ويجلبان كل سعادة فضلاً من المولى، ويعصمان، وينجيان.

 

من أسباب الفتن الشقوة والخسران في الدنيا والأخرى، فداوموا على الإيمان كما أمرتم، ولازموا التقوى كما وصيتم ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾[4]، وتحلوا بالإخلاص والصدق، وكفوا عن أذى الخلق بغير حق، وادعوا إلى الإسلام، وأعزوا بحسن الاستقامة عليه جميع الأنام تكونوا من الأمة الوسط، وتعصموا من الشطط وبذلكم تصبحوا خير أمة أخرجت للناس، والشهداء يوم القيامة على الناس وتوفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله، وتسبقون الأمم إلى الجنة وتكونوا أكثر أهل الجنة ﴿ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾[5].

 

أيها المسلمون:

وإذا عرفتم فضل دين الإسلام ومنة الله تعالى عليكم فيه فاعلموا أنه لا دين إلا بالاجتماع عليه وترك تفريقه والتفرق فيه ولا جماعة إلا بولاية تقيم الدين وتقيم الناس عليه وتمنع من تفريقه والتفرق فيه فإن من القواعد المقررة شرعاً والمسلَّم بها عقلاً وطبعاً أنه لا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة فتعيين ولي أمر عظيم ذي قوة وشوكة تلى الأمر العام ويكون مرجعاً للأمة في الأقضية والأحكام وتصدر من الأمر ويطاع فيه من الخاص والعام، ويرد إليه ويصدر عنه فيما يتعلق بالأمن والخوف من أهل الإسلام، فتعيين الإمام الأعظم والسمع والطاعة له بالمعروف فريضة دينية وضرورة اجتماعية وفطرة في الخلق مرضية لما في ذلك من عظيم المصالح والردع عن القبائح فإن من مهام الولاية العامة في الإسلام إظهار الشعائر وإقامة الملة وتوحيد الأمة وصيانة البيعة وإيصال الحقوق وحفظ المحرمات، وكف الرعاع وفض النـزاع وإقامة الحدود وتنفيذ الأقضية والأحكام وحماية الثغور وإقامة الجهاد وإجراء الصلح وعقد الهدنة والذمة ونبذ العهد وتحصيل الجزية إلى غير ذلك من مصالح الإسلام وأهله فإن الأمر والنهي والإلزام والكف لا يتم إلا بولاية وقوة ولا يكون ذلك إلا بوجود سلطان قادر مطاع بأي وسيلة من وسائل توليه سواء بعهد إليه من سلطان سابق أو تولى بأمر لاحق عن طريق الانتخاب والشورى، أو تولى بالغلبة والقهر للورى، فمن ولي الأمر العام وكان له قوة سلطان ينفذ فيهما أمره في الأمة، فيقيم الملة، ويحكم بالشريعة ويحفظ البيعة وتتحقق الهيبة، وجبت طاعته، وحرمت منازعته ولزمت إعانته، والنصح له، وأثم من خرج عن بيعته، أو خانه وغشه أو خرج عليه، أو حرض عليه، فإن من نـزع يداً من طاعة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، فإن مات وهو كذلك فميتته جاهلية متوعد بأنه لا يريح رائحة الجنة، ومن خرج عن السلطان وأراد أن يفرق الأمة وهي مجتمعة، فإنه يضرب عنقه كائناً من كان، هذا ما دل عليه الكتاب والسنة، وكان عليه السلف الصالح من الأمة، وهو وجوب من تعيين وال أعظم على الأمة ووجوب السمع والطاعة له بالمعروف والنصح له من جميع الأمة ووجوب الاجتماع عليه، وحرمت منازعته أو الخروج عليه أو التثبيط عنه والتهوين من شأنه أو الافتيات عليه.

 

يا عباد الله:

ذلك لأن الناس لا يصلحهم إلا إمام بر أو فاجر وأن السلطان ظل الله تعالى في الأرض قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾[6]، وقال صلى الله عليه وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني»، وقال صلى الله عليه وسلم: «على المرء المسلم السمع والطاعة «يعني لولاة الأمور بالمعروف» فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية الله فإن أمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة»، وقال صلى الله عليه وسلم: «عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ونشطك ومكرهك وعلى أثرة عليك» ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن ولاة الجور قال: «اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم»، وقال صلى الله عليه وسلم: «أعطوهم الذي لهم واسألوا الله الذي لكم فإن الله سائلهم»، قال عليه الصلاة والسلام:«تسمع وتطع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك» والنصوص من الكتاب والسنة والمأثور عن سلف الأمة في هذا الباب كثير.

 

معشر المؤمنين:

ولقد اعتنى سلف الأمة بهذا الأمر العظيم حتى ذكر أهل السنة والجماعة ذلك في أصول اعتقادهم وقرروا من أصولهم اعتقاد وجوب نصب الأئمة ووجوب السمع والطاعة لهم بالمعروف. ووجوب النصيحة لهم وإعانتهم في أمر الولاية والرعية وتحريم الخروج وشق عصى الطاعة ومفارقة الجماعة فيقرروه رحمهم الله تعالى في مصنفاتهم نصب الولاية العامة وحقوق الولاية ومعرفة قدر الوظيفة وشؤم الشقاق والخروج عن الطاعة وذلك لما في الولاية والسمع والطاعة من حفظ الدين وصيانة الحرمات وإقامة الشعائر ودرء الفتن والشرور وتحصيل الهيبة واجتماع الكلمة وإغاظة العدو وتحصيل مصالح الدنيا والأخرى فإن كل هذه الأمور لا تتم إلا بالولاية العامة ومعرفة نعمة الله تعالى بوجود السلطان وقوته والقيام بحق هذه النعمة والحذر من موجبات زوالها وتبدلها بأضدادها فإن من عظيم البليات وبليغ العقوبات وموجبات الهلاك في العاجل والآجل الاستهانة بمنصب الولاية والخروج عن الطاعة ومفارقة الجماعة اتباعاً للهوى وإعراضاً عن الهدى وإصغاءً لأهل الأهواء فما أصاب الأمة فتنة ولا نقص الدين بنقيصة ولا عطلت الشعائر وانتهكت الحرمات وتسلط أعداء الدين بشيء أعظم من الخروج على الولاية ونـزع اليد من الطاعة وتفريق الجماعة وإيقاظ الفتنة.

 

فحافظوا على الولاية وعظموا السلطان، وانصحوا الأئمة والأمة تطيعوا الرحمة، واصبروا على الجور والأثرة، واسمعوا للسلطان وأطيعوا أمره وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، تأمنوا وتمكنوا في الأرض وتنجوا من فتنة الدنيا وأهوال يوم العرض وتغيظوا الأعداء وتحققوا الاهتداء وتباينوا أهل الأهواء، ألا فاتقوا الله ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾[7].

 


[1] (التوبة: 72).

[2] (التوبة: 21 - 22).

[3] (السجدة: 18 - 20).

[4] (النساء: من الآية 131).

[5] (يونس: من الآية 57).

[6] (النساء: من الآية 59).

[7] (البقرة: 281).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة