• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية


علامة باركود

في مفاتيح الخير ومفاتيح الشر

في مفاتيح الخير ومفاتيح الشر
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر


تاريخ الإضافة: 10/4/2013 ميلادي - 29/5/1434 هجري

الزيارات: 47934

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في مفاتيح الخير ومفاتيح الشر

 

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي يفتح الحق وهو العليم، ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي المرسل والإمام المكمل وخير من استفتح ربه أبواب الرحمة والفضل وآتاه الله فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوائله وأواخره صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الذين فتح الله على قلوبهم بالعلم والإيمان وفتح بهم القلوب والأوطان، حتى لم تكن فتنة وكان الدين كله لله الملك الديان.

 

أما بعد:

فيا أيها الناس اتقوا الله واعلموا أن الرب جل وعلا هو الفتاح العليم، الذي يفتح لعباده الطائعين خزائن جوده وكرمه بفضله ورحمته ويفتح على أعدائه العاصين أسباب عقوبته ونقمته بعدله وحكمته وعزته.

 

عباد الله:

إن الله تعالى فتح كتبه، وبيّن لرسله عليهم الصلاة والسلام من شرائع دينه ما وصفه بأنه الصراط المستقيم، الذي يوصل من استقام عليه إلى جنات النعيم، وهو تعالى قد فتح الفتح المبين بين أنبيائه عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم وبين مخالفيهم وأعدائهم: حيث أكرم تعالى أولياءه بنصره وتثبيته وهداه وجوده ومنّه وسابغ نعماه، وفتح على أعدائه وأعداء أوليائه ﴿ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام:44، 45].

 

عباد الله:

والله تعالى يفعل ما يشاء ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2] فهو الذي يفتح لعباده منافع الدنيا والدين، فيفتح لمن اختصهم بلطفه أقفال القلوب، ويلقي فيها من المعارف الربانية والحقائق الإيمانية ما يملؤها من محبة وخشية وتعظيم علام الغيوب.

 

وهو جل ذكره الذي يفتح لعباده أبواب الأرزاق وسبل الخيرات، ويوالي عليهم البشارات بأنواع المسرات، فيرزقهم من حيث لا يحتسبون، ويعطيهم من الخير فوق ما يؤملون ويصرف عنهم من السوء والشرور فوق ما يحذرون وما لا يعلمون، ويثيبهم على اليسير من العمل الصالح ما لا يتوقعون ويستر عليهم من الفضائح ويتوب عليهم من القبائح ما كانوا منه يخافون.

 

يا عباد الله:

والله هو الفتاح العليم الحكيم الحكم العدل الجواد العظيم، نافذ القضاء وموصل العطاء، فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا معترض على أمره وإعطائه.

 

أيها المسلمون:

إن من أيسر أسباب تحصيل المراد، وأنفع أبواب العلم للعباد، معرفة المفاتيح «أي الآلات التي تفتح بها الأشياء الحسية أو المعنوية» فإنه ما من مطلوب إلا وله باب فيه يدخل ومفتاح به يفتح المقفل:

فأولًا: معرفة الباب ثم تحري المفتاح لتحري الأبواب، ومعرفة مفاتيحها، واختيار مفاتيح الخير وفتح أبوابه، وتجنب أبواب الشر وتركها على إغلاقها، فمن فعل ذلك حصل له البِر بحذافيره، وسلِمَ من الشر وشياطينه، فإذا فعل الخير والبر واتقى الإثم والشؤم كان مباركًا على نفسه وذويه، مسلمًا من الشر والدعاة إليه.

 

معشر المسلمين:

إن أعظم المفاتيح وأنفعها للعبد دنياً وأخرى: شهادةُ أن لا إله إلا الله - كلمة التقوى والعروة الوثقى، فإنها تمام المنة، ومفتاح الجنة لمن قال لا إله إلا الله وعلم أن لا معبود بحق إلا الله، وأخلص عبادته لله، وبرئ من كل معبود سوى الله، ومن كل عبادة لغير الله، فهي إنما تنفع من قالها عن علمٍ بها وأدى حقها وفرضَها وبرئ مما يبطلها وينقضها، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: ما مفتاح الجنة فقال: "لا إله إلا الله". وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله»، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما قال: «ما منكم أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء».

 

وفي صحيح مسلم رحمه الله تعالى: (لا يُلْقَى بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ).

وفيه الحديث: (من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة).

 

أيها المؤمنون:

وكما أنّ لا إله إلا الله مفتاح الجنة، فكل خصلة من خصال "لا إله إلا الله" لها مفتاح كذلك، وهي الأعمال التي تدخل بها الجنة، وإنما يوفق لها من العباد من طاب اعتقاده ولفظه، وعظم من التوفيق والخير حظه:

فمفتاح الصلاة الطهور، ومفتاح الصدقة غنى النفس والبعد عن المنّ والأذى، ومفتاح الصوم حسن الإمساك، ومفتاح الحج الإحرام ومفتاح البر الصدق، ومفتاح العلم حسن الإصغاء وحسن السؤال، ومفتاح النصر الظفر، ومفتاح المزيد الشكر، ومفتاح الولاية المحبة والذكر، ومفتاح الفلاح التقوى، ومفتاح التوفيق الرغبة والرهبة، ومفتاح الإجابة والعطاء الدعاء، ومفتاح الرغبة في الآخرة الزهد في الدنيا، ومفتاح الإيمان التفكر فيه، ومفتاح الدخول على الله تعالى إسلام القلب وسلامته له، والإخلاص له سبحانه في الحب والبغض، والفعل والترك.

 

معشر المؤمنين:

كما أن مفتاح كل خير هو الرغبة في الله والدار الآخرة، ومفتاح حياة القلب تدبر القرآن وترك الذنوب والاستغفار بالأسحار، ومفتاح حصول الرحمة الإحسان في عبادة الخالق والإحسان إلى الخلق، ومفتاح الرزق السعي مع صدق التوكل والتقوى، ومفتاح العز طاعة الله ورسوله.

 

فارغبوا إلى ربكم، واطلبوا الفلاح في آخرتكم، تفتح لكم أبواب الخير، وتوصد عنكم أبواب الشر في عاجل أمركم وآجله.

♦ ♦ ♦


الخطبة الثانية

أما بعد: فيا عباد الله:

اتقوا الله وتحرَّوا أبواب الخير، وافتحوها بمفاتيحها، واحذروا أبواب الشر ومفاتيحها، فكما أن للخير أبواباً ومفاتيح فإن للشر أبوابًا ومفاتيح، من أخذها انفتحت عليه أبواب الشر، وحِيْلَ بينه وبين الخير.

 

ومفاتيح الشر كثيرة وشهيرة: فالخمرة مفتاح الإثم، والغناء مفتاح الزنا، والكذب مفتاح النفاق، والغلو مفتاح الشرك، والابتداع مفتاح الكفر، وتلقي وتصديق الشبهات عن اليهود والنصارى وأهل الأهواء مفتاح الردة، والربا مفتاح للفقر، والغيبة والنميمة مفتاح فساد ذات البين، والكبائر مفاتيح النار.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- estichara
kalthoum - tounes 19-12-2014 10:34 PM

brabi ena enheb nse2lek sou2l kbir barcha hayrna ou n7b nehkilek 9sti ya chi5 brabi koli ech na3mel bech ne7ki ma3k jazk allh 5irn

2- خطب رائعة
عبد الله الحداد - غزه 03-04-2014 10:13 AM

إن هذه الخطب رائعة جدا وأتمنى من الله عز وجل أن يوفقكم

1- جزيت الجنة
حسنى حموده - egypt 18-04-2013 12:35 PM

جزيت الجنة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة