• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله / مقالات


علامة باركود

من أهوال القيامة

من أهوال القيامة
الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله


تاريخ الإضافة: 14/9/2025 ميلادي - 22/3/1447 هجري

الزيارات: 188

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أهوال القيامة

 

قال الله تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: 185]، كما أنَّ للموت شدَّة في أحواله وسكراته، وخطرًا في خوف العاقبة وسوء الخاتمة، كذلك الخطر في مقاساة ظُلْمة القبر وديدانه، ثمَّ لمنكر ونكير وسؤالهما، ثمَّ لعذاب القبر وخطره، وأعظم من ذلك كلّه الأخطار التي بين يديه مِن نفخ الصور والبعث يوم النشور، والعرض على الجبَّار، والسؤال عن القليل والكثير، ونصْب الميزان لمعرفة المقادير، ثم جواز الصراط، ثم انتظار النداء عند فصل القضاء إمَّا بالإسعاد، وإمَّا بالإشقاء.


فهذه أحوال وأهوال لا بدَّ لك منْها ومِنْ معرفتها، ثمَّ الإيمان بها على سبيل الجزْم والتَّصديق ثمَّ تطْويل الفِكْر في ذلك؛ لينبعث مِنْ قلبك دواعي الاستعداد لها، وأكثر النَّاس لَم يدخل الإيمان باليوم الآخر صميمَ قلوبهم، ولم يتمكَّن من سويداء أفئدتهم، ويدلُّ على ذلك شدَّة تشميرهم واستِعْدادهم لحرِّ الصيف وبرْد الشتاء، وتهاوُنهم بحرِّ جهنَّم وزمْهريرها، فمثّل لنفسك وقد بُعثتَ من قبرك مبهوتًا من شدَّة الصاعقة، شاخص العين نحو النّداء: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ * إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ * فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [يس: 51-54]،﴿ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴾ [المعارج: 43، 44].


فكيف حالُك وحال قلبِك هنالك، وقد بُدلت الأرض غير الأرض والسَّموات، وبرزوا لله الواحد القهَّار، وطمس ضوْء الشَّمس والقمر، وأظلمت الأرْض واشتبك النَّاس وهم حفاة عُراة مشاة، وازدحموا في الموقِف، شاخصة أبصارهم، منفطِرة قلوبهم.


فتأمَّل - يا مسكين - في طول ذلك اليوم، وشدَّة الانتظار فيه، وفي الخجْلة والحياء من الافتضاح عند العرْض على الجبَّار، وأنت عارٍ مكشوف ذليل متحير مبهوت، منتظر لما يجري عليك القضاء بالسَّعادة والشقاء، وأعظِمْ بهذه الحال فإنها عظيمة! استعدَّ لهذا اليوم العظيم شأنُه، القاهر سلطانُه، القريب أوانه،﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 2]، فالويل كلّ الويل للغافلين.


ثمَّ تفكَّر - يا مسكين - بعد هذه الأحوال فيما يتوجَّه عليك من السؤال شفاهًا من غير ترجمان، فتُسأل عن القليل والكثير، والنَّقير والقِطْمير، فعند ذلك ترتعِد الفرائص، وتضطرب الجوارح، وتُبْهَت العقول، وفي الحديث: ((لا تزولُ قدَمَا عبدٍ يوم القيامة حتَّى يُسأل عن أربعِ خصال: عن عمره فيمَ أفناه؟ وعن علمه فيم فعل؟ وعن ماله مِن أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟))؛ رواه الترمذي، وصححه الألباني.


وقال تعالى: ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الحجر: 92، 93]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].


فأعدَّ للسؤال جوابًا صحيحًا، ثمَّ لا تغفل عنِ الفِكْر في الميزان، وتطاير الكُتُب إلى الشمائل والأيمان ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا ﴾ [الانشقاق: 7-12]، ﴿ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ ﴾ [القارعة: 6-11].


إنَّه لا ينجو من خطر الميزان ولا يسهل الحساب إلاَّ على مَن حاسب في الدّنيا نفسَه، ووزن فيها بميزان الشَّرع أقواله وأفعاله، وخطرات قلبه ولحظات عينِه، وإنَّما حسابه لنفسه أن يتوب من كلّ معصية قبل أن يَموت توبةً نصوحًا، ويتدارك ما فرط من تقصير في فرائض الله تعالى، ويردّ المظالم إلى أهلها حبَّة بعد حبَّة، حتَّى يموت ولم يبق عليه مظلمة ولا فريضة، فهذا يدخل الجنَّة بغير حساب، وإن مات قبل ردِّ المظالم أحاط به خصماؤُه، فهذا يأخذ بيده وهذا يقْبض على ناصيته، هذا يقول: ظلَمْتَني، وهذا يقول: شتمْتَني، وهذا يقول: استهزأْتَ بي، وهذا يقول: جاورْتَني فأسأت جواري، وهذا يقول: عاملْتَني، فغششْتَني، وهذا يقول: أخفيت عيْبَ سلعتك عني، وهذا يقول: كذبت في سعْر متاعك، وهذا يقول: رأيتَني محتاجًا وأنت غني فما أكرمتني،وهذا يقول: وجدتَني مظلومًا وأنت قادر على نُصْرتي فلم تنصرني.


ثمَّ يُنادي مناد: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ ﴾ [غافر: 17]، فاحذرْ من التعرُّض لسخط الله وعقابِه الأليم، واستقِمْ على صراطه المستقيم[1].



[1] انظر كتاب موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين، ص374 - 379.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة