• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع أ.د. مصطفى مسلم أ. د. مصطفى مسلم شعار موقع أ.د. مصطفى مسلم
شبكة الألوكة / موقع أ.د. مصطفى مسلم / مقالات


علامة باركود

حوار جريدة الاتحاد مع الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم

حوار جريدة الاتحاد مع الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم
أ. د. مصطفى مسلم


تاريخ الإضافة: 8/12/2012 ميلادي - 24/1/1434 هجري

الزيارات: 9929

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار جريدة الاتحاد مع الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم

 

جريدة الاتحاد: هل تعتقدون أن هنالك تعارضاً بين الدين والإبداع؟

أ. د. مصطفى مسلم: لا أعتقد مطلقاً أن هناك تعارضاً بين الدين وبين الإبداع، لأن الإبداع هو الصورة الفنية أو الجمالية التي ينقلها الفنان المبدع لما تفاعل معه سواء كانت هذه الصورة الجمالية تتعلق بوصف الطبيعة أو التعبير عن بعض المشاعر والعواطف أو تتعلق بفكرة أو بخيال وغير ذلك مما ينقله الفنان من خلال رؤاه إلى غيره. والدين الإسلامي لم يحدد مجالاً معيناً للفكر أو الوصف أو التدبر. ولكن هنالك ضوابط للتفكير أو الوصف الواقع، فإن مخالفة الواقع، أو وصف الشيء على غير الحقيقة التي هو عليها كذب وتغيير للحقيقة، لا يقره الإسلام، وهناك ضوابط تتعلق بوسيلة التدبر أو التفكر، فإن للعقل حدوداً لا يستطيع تجاوزه، فعندما نقحمه في قضايا غيبية ليست من مجاله فإن العقل يتعثر ويقع في أخطاء فادحة، فإن الغيب طريقة معرفته الوحي، ودائرة الوحي أوسع من دائرة الحواس والعقل، وهناك ضوابط تتعلق بوسيلة التعبير، فإن الإسلام يمنع التعبير بوسائل تنعكس على حقائق العقيدة بالتشويه، أو تصطدم بالمبادئ الخلقية فتخدشها أو تتعارض مع المصالح العامة فتهدمها. وهذه الضوابط هي التي تمييز السلوك البشري عن ردود الفعل لدى البهائم والعجماوات، فإن الإنسان المتحضر ناهيك عن المثقف والمفكر لا يمكن أن تكون أفعاله وأقواله مطلقة عن قيود العقل والمنطق والمبادئ الإنسانية العامة والمعتقدات البشرية.

 

فكما لا حرية مطلقة في السلوكيات لا حرية مطلقة في التفكير أو الإبداع.

 

فضمن الأطر العامة لمبادئ الدين الإسلامي، يمكن للفنان أن يبدع في شتى لمجالات.

 

جريدة الاتحاد: ما هي الحدود المتاحة للأديب أو الكاتب للتجريب الإبداعي، وكيف يمكن التوفيق بين حالة الحرية الإبداعية والضوابط الدينية؟

أ. د. مصطفى مسلم: يترتب على ما تقدم أن نقول إن الحدود المتاحة للأديب أو الكاتب أن يبدع فيها واسعة جداً، فأمامه الكون كله، أن يتمعن ويصف ويناجي، وأمامه النفس البشرية وأعماقها وأحاسيسها ومشاعرها وعواطفها النبيلة، وترفعها وانحطاطها. وأمامه العلاقات البشرية بانضباطها وانفلاتها، واعتدالها وطغيانها إن مجالات الإبداع واسعة سعة الكون والحياة. ولكن بعض الأدباء يضيقون على أنفسهم ميادين الكتابة، إما بقصد الإثارة أو بقصد ترسيخ معتقدات وهدم أخرى، فيقتحمون بعض القضايا التي لا ينبغي الاقتراب منها لأمر ما، فيثيرون على أنفسهم مثل هذه الاعتراضات إن التاريخ الإسلامي شاهد على أنه لم يضق ذرعاً خلال خمسة قرناً بإبداع المبدعين، ولكن من أراد حرب الإسلام واقتحام بيضته، وإفساد معتقداته فلا يمكّنه الإسلام من ذلك، وهذه طبيعة المعتقدات التي تريد بناء مجتمع يهدف إلى غاية معينة، ومن المعلوم أن الإسلام يهدف إلى إقامة المجتمع الرباني الذي يتوجه إلى تحقيق العبودية لخالق السماوات والأرض.

 

جريدة الاتحاد: لماذا انتشرت ظاهرة تكفير المبدعين ومصادرة أفكارهم أو كتبهم على أساس ديني؟

أ. د. مصطفى مسلم: ينبغي أن يكون السؤال بصيغة أخرى.

لماذا كثر المقتحمون للميادين المحمية من قِبل الدين في الآونة الأخيرة؟!


ظاهرة انتشار التكفير، نتيجة لوجود هؤلاء الذين تجرأوا أن يسيئوا الأدب مع الله سبحانه وتعالى، ويريدون أن يسلبوا القدسية عن نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وأن يخرقوا عصمة النبوة وحصانة البيت النبوي الكريم...

 

فالسؤال الذي ينبغي أن نثيره هو: ما دوافعهم لمثل هذا الأمر؟


هل ضاقت مجالات الحياة عن الإبداع حتى يتعدوا على مقدسات الأمة؟

 

هل انتهت مشاكل البشرية، فلم يجدوا غير إثارة الجديد منها بهذا التجاوز؟

 

ماذا يقصدون من وراء هذه الشطحات وإثارة البلابل في عقول الخاصة ونفوس العامة؟!

 

لا توجد أمة على وجه الأرض من غير معتقد بين أفرادها، ولا يوجد مجتمع بدون أنظمة تربط بين مؤسساته وتحدد صلاحيات فئاته وأفراده. ولا توجد دولة من غير أهداف تسهر على تطبيقها إن فقدت هذه القضايا بين الناس فقدوا إنسانيتهم وتلاشت قيمهم . إن الذين يريدون أن يتحدثوا عن كل شيء وبالأسلوب الذي يريدون، من غير حساب للعواقب، ومن غير مراعاة لمشاعر غيرهم ومن غير ضوابط من العقيدة والأعراف وعادات الناس. هؤلاء إما أن يكونوا مجانين فقدوا موازين الصحة والخطأ. أو يكونوا من الراغبين في هدم كل شيء وإيجاد الفوضى العارمة للوصول إلى أهداف معينة.

 

ولعل الحالة الثانية هي الغالبة على الذين برزوا في الآونة الأخيرة.

 

جريدة الاتحاد: ما هي مسؤولية الكتّاب في تشجيع بروز هذه الظاهرة، وهل يمكن الحديث عن تجاوزات دينية أو أخلاقية في هذا المجال؟

أ. د. مصطفى مسلم: لكل أمة جندها وحراسها. فكما أن الأمة بحاجة إلى سواعد قوية تحمي حدودها، وتصون دماء أبنائها وأعراضهم وأموالهم، وتوفر الأمن والطمأنينة والاستقرار لأجيالها.

 

فكذلك هي بحاجة إلى كتاب يحملون مشاعل النور في تربية أبناء الأمة على عقائدها وتنشئهم على سلوكياتها، وتدافع عن قدسية مبادئها، ودورهم في الذود عن الأمة لا يقل عن دور الجند الأشداء.

 

وإذا تسلل جند من العدو إلى الخطوط الخلفية ليلعبوا دور الطابور الخامس فيؤثروا على خطوط الدفاع الخلفية ويثيروا الحرب النفسية بين أفراد الأمة فيزعزعوا ثقة الناس بجندهم. إن القضاء على هؤلاء المتسللين من مقومات النصر وضرورة استراتيجية لصمود الأمة تجاه العدو الذي يريد القضاء عليها.

 

وكذلك المتسللون إلى مراكز الفكر والتوجيه، الذين يريدون هدم الحصانة الفكرية للأمة، وانهيار مقومات الدفاع عن نفسها، والابقاء على ثوابتها إن الضرب على أيدي المتسللين في الفكر ليس خنقاً للإبداع، بل هو اجتثات لأمراض خطيرة تريد الفتك بمناعة الأمة ومقومات بقائها.

 

جريدة الاتحاد: بأي معايير تنظر إلى العملية الإبداعية في الأدب، وهل يحق لرجل الدين أن يحاكم الإبداع وهو ليس مجال تخصصه؟ بالمقابل هل يحق للمبدع التعرف لمفاهيم وقيم دينية ليس ضليعاً فيها؟

أ. د. مصطفى مسلم: ليس لرجل الدين أن يحاكم الإبداع، وإنما هنالك ثوابت في الإسلام لا تقبل المساومة ولا التنازل عنها، وإلا أصبح الشخص خارج دائرة الإسلام، وهذه الثوابت ما ورد في القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة وأجمع عليها علماء الأمة في كل عصورها.

 

هذه الثوابت ليست موازين من وضع البشر، ولا نتيجة اجتهاد علماء المسلمين بل هي ثابتة بالوحي الإلهي. فعندما يتعرض كاتب لمثل هذه الثوابت بالنقد أو الاستهزاء أو التطاول أو غير ذلك من التصرفات الخاطئة أو التعابير الملحدة. لا يكون قد خالف قولاً لإنسان أو لعالم دين، وإنما حكم هو على نفسه بالإلحاد في دين الله، وتطوله نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الأمة.

 

لذا فالنصيحة للكتاب المبدعين أن لا يتعرضوا لمفاهيم وقيم دينية هم يدركون خطورتها. يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا إن لكل ملك حمىً ألا وإن حمى الله محارمه) .فكما أن صاحب السلطة والسطوة من البشر لا يرضى أن تنتهك حدوده ويُتطاول على رعيته، فلله المثل الأعلى.

 

جريدة الاتحاد: لماذا تعاظم دور رجال لدين في محاكمة النصوص الأدبية في الآونة الأخيرة، وهل لهذا علاقة بالسياسة؟

أ. د. مصطفى مسلم: ليست القضية تعاظم دور رجال الدين، وإنما القضية ظاهرة التطاول على حقائق الإسلام، ووجود مدارس واتجاهات تريد النيل من الإسلام وزعزعة عقيدة المسلمين، وعالم الدين يحس بتقصيره إن لم يتحرك للدفاع عن معتقدات الأمة. فهذه الظاهرة لم تكن موجودة إلا نادراً، في بعض فترات التاريخ الإسلامي، فمثلاً وجدت ظاهرة الزندقة في العصر العباسي الأول عندما ترجمت فلسفات الاغريق ووثنية المجوس وخرافات الهندوس.

 

هذه الظاهرة تتكرر عندما تضعف هيبة الدولة الإسلامية في الخارج، أو يزداد الترف الفكري، أو يتعرض المجتمع الإسلامي لغزو فكري خارجي مدروس ومركز. وكل هذه العلل موجودة في عصرنا الحاضر، لذا برزت هذه الظاهرة، وبالتالي ظهر دفاع علماء الدين عن المعتقدات والمقدسات.

 

جريدة الاتحاد: ألا تعتقد أن منع بعض الكتب إعلان مجاني عنها ويروج لها؟

أ. د. مصطفى مسلم: في بعض الحالات يكون منع الكتاب من التداول رواجاً له، وخاصة إذا كان وراء الكتاب حقه ما تدعمه، أو تشد على يد المؤلف، فكتاب سلمان رشدي (الآيات الشيطانية) بعد منعه وصدور الفتوى بإراقة دمه طبعت الولايات المتحدة الأمريكية منه عشرات الملايين من النسخ، ووفرته في الأسواق بسعر رمزي. فالجهات صاحبة المصلحة من وراء الكتاب تروج له أو لفكرة المؤلف، وهذا شيء معهود ومعروف.

 

جريدة الاتحاد: ما هو الحل المناسب لهذه المعضلة؟ وهل ترى إنه من الضروري الدعوة إلى حوار مفتوح بين رجال الدين والمبدعين؟

أ. د. مصطفى مسلم: الحوار مفيد دائماً، وأرى أن تفتح الأبواب أمام أصحاب الفكر وتقام المنابر لجميع الفئات للتعبير عن آرائهم بمنتهى الحرية، ولا شك أن الفكر الصحيح وأصحاب البراهين العقلية، والمستخدمين للأساليب المنطقية هم الذين سيفوزون في النهاية.

 

كما أن الحس الجماهيري إذا اطلع على الحقائق فسيعزل أصحاب العناد وأصحاب الزيف والخداع والتدمير عن الساحة، وسيوضع كل كاتب في موضعه ويأخذ حجمه الطبيعي. ولا ينبغي مطلقاً أن تفتح وسائل الإعلام في الدولة المجال أمام أحد الأطراف وتخلعه أمام الآخرين. فإن أن تقف على الحياد فلا تمكن طرفًا دون طرف، فإما إتاحة الفرصة للجميع أو منعها عن الجميع. وبذلك نضمن ظهور الحقائق، وزوال التمويه وإزالة الغشاوة عن الأبصار.

 

أما أن ندعى بأن ينتهي الصراع بين الحق والباطل فهذا مخالفٌ لسنة التدافع التي ذكرها الله - سبحانه وتعالى -، وأيدتها الوقائع في التاريخ الإنساني.

 

﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 251].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب
  • صوتيات
  • تعريف بالمؤلفات
  • مرئيات
  • مقالات
  • علوم القرآن
  • فقه الكتاب والسنة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة