• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع أ.د. مصطفى مسلم أ. د. مصطفى مسلم شعار موقع أ.د. مصطفى مسلم
شبكة الألوكة / موقع أ.د. مصطفى مسلم / مقالات


علامة باركود

الاستعاذة

أ. د. مصطفى مسلم


تاريخ الإضافة: 21/11/2012 ميلادي - 7/1/1434 هجري

الزيارات: 32531

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاستعاذة

 

من رحمة الله تعالى بأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، أن أرشدهم إلى مايصلح دنياهم وأخراهم، وعلمهم كيف يحافظون على مصالحهم، وما يقاومون به أعداءهم، ولما كان أكبر أعدائهم هو إبليس، فقد علمهم كيف يحفظون أنفسهم وأموالهم وذراريهم من شره. فقد جاء في أكثر من آية تعليمهم الاستعاذة منه، كما في قوله تعالى ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 200]، فعند إثارته للغضب، وإغراءاته بالسوء يلتجأ إلى الله سبحانه وتعالى منه.

 

فقد جاء في ذلك قوله تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ﴾ [المؤمنون: 96 - 98]، وكذلك في التعامل مع المبغضين المعادين كما ورد في قوله تعالى: ﴿ .... ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت: 34 - 36].


ولتجنب وساوس الشيطان وخواطره الصارفة لتدبر القرآن أُمرنا أن نلتجأ إلى الله عز وجل من وساوس الشيطان، وذلك قبل البدء بالقراءة، جاء ذلك في قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾ [النحل: 98 - 100].

 

وكذلك الالتجاء إلى الله تعالى عند الصلاة لإبعاد الشيطان ووساوسه، فقد جاء في صحيح مسلم عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً. قال ففعلت فإذهبه الله عني[1].

 

كما تستحب الاستعاذة عند النزول في منزل أثناء السفر، فقد روى أبو داود بسنده من حديث ابن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر فأقبل عليه الليل قال: يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرِّك وشرّ ماخلق فيك ومن شرّ مايدب عليك، ومن أسد وأسود ومن الحية والعقرب ومن ساكني البلد ووالد وما ولد[2].

 

وتستخدم رقية لما يجده المؤمن من ألم في جسده، فقد جاء في حديث عثمان ابن أبي العاص الثقفي - رضى الله عنه - أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعاً يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: باسم الله ثلاثاً، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر)[3].

 

وفي كل الأحوال ينبغي أن يكون المرء ذاكراً الله سبحانه وتعالى بالالتجاء إليه في دفع الضر من شياطين الإنس والجن، وبسؤاله إعانته على الطاعات.

 

صيغ الاستعاذة

وردت عدة صيغ للاستعاذة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، منها:

1- (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) وهي الموافقة للفظ الأمر الرباني في الآية الكريمة ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [النحل: 98].

 

وقد ورد في الصحيحين عن سليمان بن صرد قال: استب رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه فنظر إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذاعنه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقام إلى الرجل رجل سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هل تدري ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آنفاً؟ قال: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقال الرجل: أمجنوناً تراني)[4].

 

2- (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم).

 

3-  ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم):

وهذه الصيغة وردت في حديث أبي سعيد الخدري - رضى الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا قام إلى الصلاة استفتح، ثم قال: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه)[5].

 

والاستعاذة ليست آية من القرآن الكريم إجماعاً.

 

وقت الاستعاذة

ذهب الجمهور إلى أن وقت الاستعاذة قبل القراءة، وقبل البدء بالعمل، وقدروا في الآية ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [النحل: 98] أي إذا أردت القراءة، كقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ ﴾ [المائدة: 6] أي إذا أردتم القيام، وذلك لدفع وسوسته أثناء القراءة والعمل.

 

وذهب داود الظاهري ومن تبعه إلى أن وقت الاستعاذة بعد الانتهاء من القراءة والعمل لدفع وساوسه عن التشكيك في الأداء والقبول، أخذاً من ظاهر النص، والفاء تدل على التعقيب[6].

 

حكم الاستعاذة

ذهب الجمهور إلى أن الاستعاذة مندوبة غير متحتمة، ودليلهم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يعلم الأعرابي- المسيء في صلاته - الاستعاذة في جملة أعمال الصلاة، وتأخير البيان عن وقته غير جائز.

 

وذهب عطاء وتبعه أهل الظاهر إلى أن الاستعاذة واجبة، لظاهر الأمر (فاستعذ) والأمر للوجوب مالم يصرف عن ظاهره، ولمواظبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الاستعاذة[7].

 

المعنى الإجمالي للاستعاذة:

أمر الله سبحانه وتعالى عباده باللجوء إليه لحفظهم من مكايد عدوهم الأكبر ووساوس إبليس المطرود من رحمة الله سبحانه وتعالى، فإنه يحاول صرفهم عن تدبر القرآن الكريم، وبإلقاء الخواطر والشبهات عند أداء العمل، فمن لجأ إلى ربه حماه من شر أعدائه.



[1] صحيح مسلم، الحديث رقم 2203.

[2] سنن إبي داود.

[3] صحيح مسلم الحديث رقم (2202).

[4] صحيح البخاري الحديث رقم (5764) صحيح مسلم الحديث رقم (2610).

[5] سنن أبي داود، الحديث رقم (775).

[6] تفسير ابن كثير 1/14.

[7] المحلى لابن حزم الظاهري 3/247. دار الآفاق الجديدة، بيروت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب
  • صوتيات
  • تعريف بالمؤلفات
  • مرئيات
  • مقالات
  • علوم القرآن
  • فقه الكتاب والسنة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة