• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع أ.د. مصطفى مسلم أ. د. مصطفى مسلم شعار موقع أ.د. مصطفى مسلم
شبكة الألوكة / موقع أ.د. مصطفى مسلم / علوم القرآن


علامة باركود

تمهيد في المعالم القرآنية لسنن الله القدرية في اليهود

تمهيد في المعالم القرآنية لسنن الله القدرية في اليهود
أ. د. مصطفى مسلم


تاريخ الإضافة: 13/1/2014 ميلادي - 11/3/1435 هجري

الزيارات: 13524

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المعالم القرآنية لسنن الله القدرية في اليهود

تمهيد في المعالم القرآنية لسنن الله القدرية في اليهود

معالم قرآنية في الصراع مع اليهود

 

لله في كونه ومخلوقاته سنن كونية وسنن اجتماعية، يجري الكون بموجبها حسب أوامر الله وإرادته وهي ثابتة تحفظ الثبات والدوام والانتظام في الكون.

 

وهذه السنن مبنية على أسباب تؤدي إلى نتائجها الحتمية، إلا إذا تدخلت الإرادة الإلهية فعطلت النتيجة لتكون خارقة للعادة - للسنة القدرية.

 

• إن سنة إحراق النار للأجسام القابلة للاحتراق سنة كونية لم تتخلف إلا عندما كان الأمر الإلهي لها بترك هذه السنة ﴿ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴾ [الأنبياء: 68 - 70].

 

فتعطلت السنة الكونية لتكون معجزة لأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.

• وسيلان الماء من المكان المرتفع إلى المكان المنخفض سنة كونية ولكن الماء وقف حائطاً هائلاً ليفتح الطريق اليبس لكليم الله موسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين من بني إسرائيل ليسلكوا فيه سبيل النجاة من طغيان فرعون ﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [الشعراء: 63 - 68].

 

ومثل تلك السنن الكونية المادية في الطبيعة سنن الله في المجتمعات والأمم والحضارات وهي سنن قدرية لا تتخلف.

• فمن هذه السنن القدرية قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا * وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 16 - 17].

 

إن أهل العلم بسنن الله الكونية والقدرية يرون أن هذه السنة حتمية كحتمية إحراق النار وسيلان الماء.

 

إن الأمة التي ينغمس قادتها في حمأة الشهوات ومستنقع الرذيلة ويسخرون طاقات الأمة للنزوات الشخصية وتمجيد الذات ولا يوجد في الأمة من يقف أمام سعارهم البهيمي، إنها أمة كتبت مصيرها بيدها، ووقعت على نفسها بالدمار فجاءها القضاء المبرم والقدر المحتوم فدمرت تدميراً، وفي الحضارات القديمة والحديثة من لدن نوح عليه السلام إلى اليونان والرومان وحتى في تاريخ المسلمين إلى عصرنا الحاضر شواهد حق وصدق على اطراد هذه السنة القدرية في العالم.

 

ومن هذه السنن المطردة ما جاء في قوله تعالى:

﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 53].

 

«إن الله لا يغير ما بقوم من عزة وسلطان ورفاهية وخفض عيش وأمن وراحة حتى يغير أولئك ما بأنفسهم من نور العقل وصحة الفكر وإشراق البصيرة والاعتبار بأفعال الله في الأمم السابقة، والتدبر في أحوال الذين جاروا عن صراط الله فهلكوا وحل بهم الدمار...

 

حادوا عن الاستقامة في الرأي، والصدق في القول، والسلامة في الصدر، والعفة عن الشهوات، والحمية على الحق، والقيام بنصره، والتعاون على حمايته، خذلوا العدل فلم يجمعوا هممهم على إعلاء كلمته واتبعوا الأهواء الباطلة وانكبوا على الشهوات الفانية، وأتوا عظائم المنكرات، خارت عزائمهم، فشحوا ببذل مهجهم في حفظ السنن العادلة واختاروا الحياة في الباطل على الموت في نصرة الحق، فأخذهم الله بذنوبهم وجعلهم عبرة للمعتبرين.

 

هكذا جعل الله بقاء الأمم ونماءها في التحلي بالفضائل، وجعل هلاكها ودمارها في التخلي عنها. سنة ثابتة لا تختلف باختلاف الأمم، ولا تتبدل بتبدل الأجيال كسنته تعالى في الخلق والإيجاد وتقدير الأرزاق وتحديد الآجال[1].

 

إن سنن الله المادية ثابتة لا تتخلف إلا بخرق العادة، ويدركها كل العقلاء وسنن الله القدرية في المجتمعات ثابتة لا تتخلف إلا بخرق العادة، ويدركها أهل البصيرة من العقلاء.

 

والسنة لا تصبح سنة مطردة إلا إذا اعتمدت على أسباب موضوعية غير مقيدة بزمان محدد أو حالات شاذة أو قيود وشروط طارئة، وقد أورد القرآن الكريم جملة من السنن القدرية الخاصة باليهود وهي سنن قررها الله سبحانه وتعالى فيهم، وليست من اجتهاد المجتهدين ولا آراء الفلاسفة والمصلحين، بل هي سنن من الذي خلق اليهود وأرسل فيهم رسله وأنزل عليهم شرائعه، فكانت لليهود مواقف وكان لليهود طريقتهم الخاصة في التعامل مع أنبيائهم، وفي أخذهم بشرائعهم، وفي علاقاتهم مع الشعوب التي اختلطوا بها. فكان لهم منهج في الحياة تربوا عليه وربوا أجيالهم ولا يزالون على هذه المناهج فشكلت لديهم طباعاً ونفوساً وعادات محكّمة تتحكم في أساليب حياتهم وبالتالي كانت سنناً ثابتة في أجيالهم، لذا نجد القرآن الكريم يخاطب معاصري رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحملهم جرائر آبائهم وأجدادهم، وما ذاك إلا لأنهم يرون ما كان يراه الآباء والأجداد من كتمان الحق والتحريف لشرائع التوراة واستباحة قتل الأنبياء وإباحة أكل أمول الناس بالباطل.

 

وفيما يلي من مقالات ودراسات نذكر جملة من هذه السنن القدرية في اليهود مع التمهيد لها أو التعقيب عليها أو التحليل لمضامينها.



[1] انظر تفسير المنار 10/43، وهي مقتطفات من مقالة للشيخ محمد عبده نشرت في العروة الوثقى العدد 17 في 6/12/1301 هـ الموافق 25/9/1884م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب
  • صوتيات
  • تعريف بالمؤلفات
  • مرئيات
  • مقالات
  • علوم القرآن
  • فقه الكتاب والسنة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة