• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ مثنى الزيديالدكتور مثنى الزيدي شعار موقع الشيخ مثنى الزيدي
شبكة الألوكة / موقع مثنى الزيدي / مقالات


علامة باركود

نظرة المستشرقين للعقيدة الإسلامية

الدكتور مثنى الزيدي


تاريخ الإضافة: 4/6/2012 ميلادي - 14/7/1433 هجري

الزيارات: 41537

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نظرة المستشرقين للعقيدة الإسلامية


الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:

معنى العقيدة ومفهومه:

فالعقيدة لُغة: من عَقَد بمعنى معقود (اسم مفعول)، تقول: عقد الحبل والبيع والعَهد يَعقِدُه: أي شَدَّه، والعَقْد: العَهْد[1].

 

فكأنَّ العقيدة هي العهد المعقود والعُروة الوثْقى؛ وذلك لاستقرارها في القلوب، ورُسوخِها في الأعماقِ.

 

وقيل أيضًا في تعريفها: "هي ما يَعقِد الإنسان قلبَه عليه، ثم أصبحت تُطلَق على ما يَدِين الإنسان به من الآراء والأفكار التي يُؤمِن بها، والتي تَحلُّ في قلبه وضميره، وتَنعكِس على تصرُّفاته وسلوكه، ومن هنا عرَّف بعضهم الإنسان بأنه كائن يُقاد من داخله؛ أي: من مُعتقداته، وما يُؤمِن به"[2].

 

فإذًا ليس من الشرط أن تكون العقيدة صحيحةً لتُسمَّى عقيدة، ولكن قد تكون العقيدة صالحةً؛ فتوصَف بالصَّلاح والصحة، وقد تكون فاسدةً؛ فتُوصَف بأنَّها عقيدة فاسِدة.

 

ولذا جاء في شرح "جَمْع الجوامع": "الاعتقاد: هو الحُكم الجازِم القابِل للتغيير، طابَق الواقع أم لم يُطابِقه، فإنْ طابق الواقِع، فهو اعتقادٌ صحيح، وإنْ لم يُطابقه، فهو اعتقادٌ فاسد"[3].

 

وهذا ما يَغيب عن الكثير من الناس، وخصوصًا العوام منهم، فيَحسَبون أنََّ الذين يَحمِلون اعتقادًا لا بدَّ أن يكون اعتقادهم صحيحًا لما جاء به اللهُ - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وهذا الفَهم مُجانبٌ للصواب، فالكلُّ يَعمَل بحادي العقيدة، العقيدة التي تَكمُن في صدورهم، واعتقدوها راضين بها، فيَنبني عليها كلُّ شيء من عمِل وتضحية، وسواء كان ظاهرًا أم استكنَّ باطنًا.

 

وهنا يَظهَر صلاحُها من فسادها؛ حيث تَنقسم حينئذٍ إلى قسْمَين: صحيحة، وفاسدة، والصحيحة مَقبولة عند الله، والفاسِدة مردودة عنده.

 

ولا يتعلَّق بصلاحها كثْرةُ عمَل وقلَّته؛ وإنَّما يتعلَّق بصلاحها مُقاربتُه لما جاء به الوحي ومطابقته.

 

ولا يتعلَّق بصلاحها كثرةُ اشتهار وقلَّته؛ وإنَّما يتعلَّق بصلاحها مُقاربتُه لما أراده الله ومطابقتُه.

 

ولأنَّ العقيدة هي التي يُبنَى عليها كلُّ شيء؛ اعتُبِرت من أصول الدين، وهذا منصوصٌ لما جاء في تعريفات هذا العِلم.

 

فأصول الدين كلمة مُركَّبة (أصل ودين)، والأصل في اللغة: هو ما يُبنَى عليه غيره، ويَستنِد إليه، وقيل: أصلُ كلِّ شيء ما يَستنِد وجود ذلك الشيء عليه.

 

والأصل في الاصطلاح: يأتي على معانٍ مُتعدِّدة، منها:

أولاً: الراجِح: تقول: الأصل في الألفاظ: أي: الراجح منها.

 

ثانيًا: المُستصَحب: يُقال: تَعارَض الأصل والطارئ.

 

ثالثًا: القاعدة الكليَّة: تقول: الأصل في الفاعِل الرَّفع.

 

رابعًا: الدليل: تقول: الأصل في هذه المسألة كذا، وتأتي بدليل من الكتاب والسُّنة.

 

وأما الدين في اللغة العربية، فأتى على معانٍ كثيرة، بلغت خمسة عشر معنًى: الجزاء، والعادة، والعبادة، والطاعة، والحساب، والقهر، والغَلبة، والاستعلاء، والسلطان، والمُلك، والسيرة، والتدبير، والتوحيد، وما يُتعبَّد به الله تعالى، والمِلَّة[4].

 

والدين اصطلاحًا: هو وضْعٌ إلهيٌّ سائق لذوي العقول السليمة باختيارهم المحمود إلى ما فيه صلاحُهم بالذات في دنياهم وأُخراهم.

 

فكان تعريف أصول الدين: هو المبادئ العقديَّة التي تَثبُت بالأدلَّة اليقينيَّة.

 

فأكَّد العلماء بذلك على أنَّ العقيدة هي أصلُ الدين، وكلُّ ما يَنبني عليها هو نابِع منها.

 

وبذلك يَخلُص لنا أنَّ مفهوم العقيدة الإسلاميَّة هو: الإيمان الجازِم بالله، وملائكتِه، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيرِه وشرِّه، وبكلِّ ما جاء في القرآن الكريم والسُّنة الصحيحة من أصول الدين، وأموره، وأخباره، وما أَجمع عليه السلف الصالح، والتسليم لله - تعالى - في الحكم، والأمر، والقَدَر، والشَّرع، ولرسوله بالطاعة والتحكيم والاتِّباع.

 

وهذا التعريف بمعناه تَوافقتْ عليه نظرةُ السلف والأئمة، المُتقدِّم منهم والمتأخِّر، ويَتَّضِح ذلك للمُتتبِّع للعقيدة من مصادرها العلميَّة، ومسارها التاريخي؛ القرون الأولى، ثم القرون: الرابع، والخامس، والسادس، والسابع، وإلى يومنا هذا.

 

وهذا يدلُّ على أنَّ أصول الحقِّ هي التي تَجمَع الناس، مهما تَعدَّدت أمكنتُهم، ومهما باعدتْ بينهم الأزمنة، ومهما اختلَفوا في فروع الفقه.

 

هذا التطابُق في نظرة العلماء المُتقدِّم منهم والمُتأخِّر، لم نجده في المفهوم وحسْب؛ وإِنَّما تطابق في اللَّفظ كذلك.

 

وهذا برهان على:

أ- الصدور عن الأصْلَينِ المعصومَين: الكتاب، والسنة.

 

ب- صحَّة المنهج العِلمي في الاعتقاد والفَهم.

 

ج- دقَّة الالتزام بالمنهج.

 

فالحقُّ هو الحقُّ في كلِّ زمان ومكان، فإِذا صحَّ منهج التلقِّي، ومنهج الفَهْم، وحصَل الصدق في الالتزام، اجتَمع الناس على الحقِّ، وإِن فَصلتْ بينهم التُّخوم والقرون[5].

 

وكونها هي الحقَّ - أي: العقيدة الإسلاميَّة - فهي أساس البناء كلِّه، فما من بناء بُني عليها، إلا وكان أساسه سليمًا مُثمِرًا، وما من بناء بُني على غيرها، إلا وكان أساسه سقيمًا عقيمًا.

 

عقيدة التوحيد "في ظلال القرآن":

يقول السيد قطب - رحمه الله تعالى - : "القرآن الذي ظَل يتنَزَّل على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم- ثلاثة عشر عامًا كاملة، يُحدِّثه فيها عن قضيَّة واحدة، قضيَّة واحدة لا تتغيَّر، ولكن طريقة عرْضها لا تكاد تتكرَّر، ذلك أنَّ الأسلوب القرآني يَدَعُها في كلِّ عرض جديدة، حتى لكأنَّما يَطرُقها للمرَّة الأولى! لقد كان يُعالِج القضيَّة الأولى، والقضيَّة الكبرى، والقضية الأساسية في هذا الدين الجديد (قضيَّة العقيدة)، مُمثَّلة في قاعدتها الرئيسيَّة (الألوهيَّة والعبوديَّة)"[6].

 

ولقد شاءت حكْمة الله أنْ تكون قضيَّةُ العقيدة هي القضيَّةَ التي تتصدَّى الدَّعوة لها منذ اليوم الأول للرِّسالة، وستَبقى ما بقي أهلها المضحُّون لها، وهم قلَّة، لكن الأرض ومن فيها والسماء وما تَحويها ستُبارِك لهم لا مَحالة - جعلنا الله منهم.

 

العقيدة في مواجهة السهام:

العقيدة الإسلاميَّة المتمثِّلة بجهازها العصبي - وهو (الوحدانيَّة) - تَميَّزت بالتكامُل، وأصبح هذا الشمول ميزتَها وحدَها.

 

ولما رأى المُستشرِقون ذلك، قالوا: بأنَّها ليست بذاتها؛ وإنَّما لتأثُّرها بالمُعتقَدات والبيئات، وهذا القول منهج علماء الاجتماع.

 

يقول مونتجمري واط: "إنَّ الإسلام بعقيدتِه عبارة عن إبداع إنساني، ونِتاج بيئة من حيث الزمان والمكان"، كما قال أصحابه أيضًا: "إنَّ محمدًا تَأثَّر بالتقاليد الشركيَّة في الجاهليَّة".

 

ولكن هذا المنهج لم يَبتعِد عن الماديَّة المُشاهَدة المحسوسة، فاصطبَغ بصبغة التسطيح، أما غور الفكر، فيُبرِز أنَّ هذا لو انْطَبق على الديانات الوثنيَّة الأخرى غير الإسلام، لأمكَنَ أن نَعترِف بصحَّته؛ لكن أمَا وقد قاسُوه على الإسلام من بعد، فليس هو الحقيقة، فالحقيقة أنَّ الإسلام تَميَّز وحده بأنَّ له مصدَرين للتلقِّي، وهما: كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم.

 

أما ارتباط المنهج بما يُشاهَد، فهو ما يدعو بداهة لإلغاء الوحي، ولو قلتَ لهم: لِمَ؟ قالوا: لأنَّ الروح غير مُشاهَدة، ويَقصدون روح الوحي الإلهي، ولكنَّهم عندما يَعيشون بروح غير مُشاهَدة، وهي روح أنفسهم، ما استطاعوا إنكارها!

 

والله - عز وجل - كلَّم العقلاء وأهل الإيمان بكلام يَختلِف تَمامًا عمَّا نتكلَّم به، يَسمُو بتاليه ومُردِّده إلى سبحات الحقيقة؛ فقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، كله بالوحي ﴿ أَكْمَلْتُ ﴾ و﴿ رَضِيتُ ﴾.

 

وعُصْبة تكلَّموا بالذات الإلهيَّة، في أوصافها، وصفاتها، فأنكروا أنَّها توقيفيَّة، وزعَموا من غير دليل أنها من وضْع محمد، كما كتبتُ عن بعض أقوالهم في الآيات القرآنيَّة في الأعداد السابِقة، وأنَّ محمدًا وصَف الله بصفات التناقُض، والذَّم، وأنَّه استخدم العبارات المخلوطة أو الميتافيزيقيَّة، مُختلِقًا إيَّاها من خياله، واقتَبس بعضها من النصرانيَّة، وأخرى من العبريَّة، وكنت أتمنَّى أن أُدرِج نصوصهم إلا أن خَشية وقوع المجلة بأيدي قُلال القريحة كان مانعًا، ومن أشدِّهم في ذلك المستشرق (نيكولسن) الذي قال: "الإله عند المسلمين جبَّار، مخوف، لا تكنُّ له القلوبُ إلا الوَجَلَ والاستسلام، بخلاف النصرانيَّة"[7].

 

وذو العِلم - أيًّا كان - إنْ وقَف أمام هذه الكلمات، تَملَّكه العَجبُ، وتساءل: كيف اقْتبَسها من اليهوديَّة والنصرانيَّة؟ وبين عقيدتنا وعقيدتهم كما بين المُتناقِضين؟

 

فالإله لدى اليهود - الديانة العبرية كما وصفوها - يُسمَّى بالتوراة: (يهوه)، وهو مُتَّصِف بصفات تُميِّزه عما جاءت به صفاتُ كلِّ الإلهة الأخرى المزعومة ومنذ الجاهليَّة، أمَّا المسلمون، فالإله عندهم إله الجميع، وعموم التصوُّرات الأخرى مُناقِضة للإسلام وتعاليمه عن الذات الإلهيَّة.

 

فالذات الإلهية وصفاتها وأوصافها لا تَحمِل التناقُض إلا في دياناتهم وديانات من سلَك سبيلهم من أهل الزَّيغ؛ ففي سِفْر (التكوين) يُوصَف - تعالى - بأنَّه (الإله المُرهَق) المُتعَب، وفي التلمود وصَفوه بأنَّه (طائش) حين يغضب، وأطلَقوا مرَّة صِفة (الكسل والخمول) عندما يَحتسي الخمرَ، فكيف أخذ محمد من هذه الديانة ووصَف الإله في القرآن؟! ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا * تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 42 - 44]، ومنذ تدمير هيكل سليمان لم يَنقطِع الربُّ عن البكاء، وهذا ما ينتج عنه الهزَّات الأرضية، وهو الذي تَصارَع مع يعقوب وهُزِم أمامه، فسمَّاه المُبارك، أمَّا القرآن أصل الأصول في عقيدة المسلمين، فقال: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255].

 

فكيف أخذ محمد من هذه الديانة؟!


وأمَّا النصرانيَّة، فعندهم أنَّ الإلهة مُقسَّمة إلى أجزاء ثلاثة: أب، وابن، ورُوح القُدس، وهذه المنظومة التجزيئيَّة في التعامُل مع الذات الإلهيَّة مُندرِجة تحت رأس إلهيَّة واحدة في تجسيمٍ لا يَليقُ بالخالِق الذي أحسن كلَّ شيء خلَقه، أمَّا الإسلام، ففي عقيدتِه أن هناك سورة واحدة تَعدِل ثلث القرآن، حازت منه على شَرَف الثلث، إنَّها: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد ﴾ [الإخلاص: 1 - 4]، وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخُدرِي، أنَّ رجلاً سَمِع رجلاً يقرأ: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ يُردِّدها، فلما أصبَح جاء إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فذكَر ذلك له، وكأنَّ الرجل يَتقالُّها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((والذي نفسي بيده، إنَّها لتعدِل ثُلث القرآن))، وأثر هذا الشَّرف منحوت في قلوب أهل العقيدة السليمة - عقيدة التوحيد - وعن هذا عبَّر البُلغاء وتَغنَّى الشعراء، ومن الأبيات في ذلك قول شاعر التوحيد:

اللَّهُ رَبِّي لا أُرِيدُ سِوَاهُ
ما فِي الوُجُودِ خَالِقٌ إِلاَّهُ
الشَّمْسُ والبَدْرُ مِنْ أَنْوَارِ صَنْعَتِهِ
والبَرُّ وَالبَحْرُ فَيْضٌ مِنْ عَطَايَاهُ
الطَّيْرُ سَبَّحَهُ وَالنَّجْمُ وَحَّدَهُ
وَالبَحْرُ كَبَّرَهُ وَالحُوتُ نَاجَاهُ
وَالنَّمْلُ تَحْتَ الصُّخُورِ الصُّمِّ قَدَّسَهُ
وَالنَّحْلُ يَهْتِفُ حَمْدًا فِي خَلايَاهُ
وَالنَّاسُ يَعْصُونَهُ وَاللهُ يَرْزُقُهُمْ
وَالعَبْدُ يَنْسَى وَاللهُ لَيْسَ يَنْسَاهُ

 

ولم يكن ولن يكون لأهل الشِّرك بالله إلا القلوبُ السَّقيمة، والفِطرةُ العقيمة، التي كان أثرُها الصمّ والبُكم والعُمي؛ فهم لا يَعقِلون، وما حياة هؤلاء إلا جحيم الدنيا ثم جحيم الآخرة.

 

أما العقلاء، فما أنْ ارتموا أمام العقل، ورمَوا بالعاطفة والحقد جانبًا، إلا وكانت الهداية سبيلهم، والخلود في دار النعيم قرارهم، نسأل الله أن يَجعلنا منهم.

 

ولنا أن نقف أمام تَجارِبَ حيَّةٍ واقعيَّة، عاشتْ قلوبهم الحقيقة فذاقوا حلاوتَها، فأصبح الاعتراف لهم فضْلاً، فهذا (ناجيمو راموني)[8]قال: "لم يكن لي خيارٌ من المقارنة بين توحيد الله في التصوُّر القرآني وبين اعتقادي في الثالوث كمسيحي، فوجدتُ أنَّ المبدأ الأخير أدنى بكثير من المبدأ الإسلامي، ومن هنا بدأتُ أفقِد الثِّقة في الديانة المسيحيَّة"[9].

 

وهذا (بيجي رودريك)[10] كانت له مقولة مُقارِبة: "لم يَمضِ وقت طويل حتى أيقنتُ أنَّ هذا الدين - الإسلام - هو الدين الحقُّ بالمقارنة بكافَّة الأديان الأخرى، كما أيقنتُ أنَّ الاعتقاد الإسلامي بوحدانيَّة الله أقرب إلى العقل والمنطق من مبدأ التثليث".

 

فليَجعلْ أهل الحقد على أصحاب العقيدة السَّليمة سهامَهم في كَنائنها، فإنَّها رُوح لهم وحياة، فما الباطِل بأحبَّ إلى قلوب أصحابها من الحقِّ، وإذا كانت العقيدة أمامه وجهًا لوجه، فإنَّ أقنعة الباطل زائلة، ولا يكون زوالها إلا مَع زوال أصحابها في كلِّ وقتٍ وحين.



[1] القاموس المحيط؛ الفيروزابادي.

[2] العقيدة الإسلامية؛ د.مصطفى سعيد الخن، ود. محيي الدين ديب مستو.

[3] شرح جمع الجوامع؛ المحلي، مع حاشية البناني، بتصرف.

[4] القاموس المحيط؛ الفيروزابادي.

[5] مجمل اعتقاد أئمة السلف؛ عبدالله عبدالمحسن التركي.

[6] في ظلال القران؛ سيد قطب.

[7] المستشرق نيكولسن ومفترياته على الإسلام؛ محمد يوسف الكباشي.

[8] ناجيمو راموني: من غانا بإفريقيا الغربية، أبواه نصرانيان يَعملان في كنيسة، تلقَّى تعليمه في المدارس التبشيريَّة، أسلَم عام 1963م.

[9] قالوا عن الإسلام؛ د. عماد الدين خليل.

[10] بيجي رودريك: هندي الأصل، تلقَّى التعليم على يد التَّبشيريين، أسْلم في أيَّام الاستعمار البريطاني للهند.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- تعليق
شيماء - maroc 01-11-2013 09:02 AM

نعم نريد ذاك التفسير المذكور في التعليق رقم 1

1- وجهة نظر
mimi - maroc 05-11-2012 03:57 PM

أنا اريد تفسير ل: كيف جاء الإسلام لتوحيد المسلمين والرفع من مكانتهم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • حوارات وتحقيقات
  • خطب منبرية
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • مرئيات
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة