• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ مثنى الزيديالدكتور مثنى الزيدي شعار موقع الشيخ مثنى الزيدي
شبكة الألوكة / موقع مثنى الزيدي / مقالات


علامة باركود

دروس وفوائد من أقوال وأفعال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه (1) شعر الرأس

دروس وفوائد من أقوال وأفعال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه (1) شعر الرأس
الدكتور مثنى الزيدي


تاريخ الإضافة: 30/3/2016 ميلادي - 20/6/1437 هجري

الزيارات: 28208

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دروس وفوائد من أقوال وأفعال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه

(1)

شعر الرأس


قال الإمام أبو داود رحمه الله: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، أخبرنا عطاء بن السائب، عن زاذان، عن علي رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن تَرَك موضِعَ شعرةٍ مِن جنابة لم يَغسلْها فُعِلَ بها كذا وكذا مِن النار))، قال علي: "فمِنْ ثَمَّ عاديتُ رأسي ثلاثًا"، وكان يَجُزُّ شعرَه.

 

هذا القول للإمام علي رضي الله عنه جاء تعليقًا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم المتقدِّم، والذي حَذَّر فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن تَرْك مواضع مِن الشعر وعدم غسلها، وقد أخرجه أبو داود[1] وابن ماجه[2].

 

ولما سمع عليٌّ رضي الله عنه ذلك جَزَّ شعره؛ مخافةَ أنْ يقعَ في المحظور الذي نَهى عنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وهو عدم وصول الماء الى جميع شعره.

ومعنى يَجُزُّ: يَقْطع، وأصله من "الجَزِّ": وهو قصُّ الشعر والصوف[3].

 

فوائد حديثية:

الحديث صحيح، فقد صححه الحافظ الطبري بقوله: "وهذا خبر عندنا صحيحٌ سندُه"[4].

وقال المقدسي عن إسناد الحديث: "إسناده صحيح"[5].

وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص: "إسناده صحيح؛ فإنه مِن رواية عطاء بن السائب، وقد سمع منه حماد بن سلمة قبل الاختلاط"[6].

 

وبعضهم ضَعَّفُوه، قال الشوكاني: "وقال النووي: ضعيف، وعطاء قد ضعف قبل اختلاطه، ولحماد أوهام، وفي إسناده أيضًا زاذان وفيه خلاف"[7].

 

ومِن المتأخِّرِين الذين ضَعَّفوه الألبانيُّ، فقال: "وهذا إسناد ضعيف، عطاء بن السائب كان اخْتَلَط، وقد روى حماد عنه بعد الاختلاط كما شهد بذلك جماعة من الحفاظ، فسماعُه منه قبل ذلك - كما قال آخرون - لا يجعل حديثَه عنه صحيحًا بل ضعيفًا؛ لعدم تميُّز ما رواه قبل الاختلاط عمَّا رواه بعد الاختلاط، هذا خلاصة التحقيق في هذه الرواية"[8].

 

وقد ذكر الصنعاني سبب الاختلاف فقال: "وسبب اختلاف الأئمة في تصحيحه وتضعيفه أنَّ عطاء بن السائب اخْتَلَط في آخِر عمره، فمَن روى عنه قبل اختلاطه، فروايتُه عنه صحيحة، ومَن روى عنه بعد اختلاطه، فروايته عنه ضعيفة، وحديث عليٍّ هذا اختلفوا: هل رواه قبل الاختلاط أو بعده؟ فلذا اختلفوا في تصحيحه وتضعيفه حتى يتبيَّن الحال فيه"[9].

 

قلتُ: إنَّ مَن تتبَّع كثيرًا مِن أقوال العلماء في الجرح والتعديل يجدهم يُثبِتون سماع حماد من عطاء قديمًا قبل الاختلاط، ففي رواية الدوري عن ابن معين قال: "حديث سفيان وشعبة بن الحجاج وحماد بن سلمة عن عطاء بن السائب مستقيمٌ، وحديث جرير بن عبدالحميد وأشباه جرير ليس بذاك؛ لتغيُّر عطاء في آخِر عمره"[10].

 

وإثباته السماع قبل الاختلاط يجعله مقبولًا كما لا يخفى، وقال المنذري: "قال الإمام أحمد: مَن سَمع منه قديمًا فهو صحيح، ومن سمع منه حديثًا لم يكن بشيء"، قال المنذري رحمه الله: "ووافقه على هذه التفرقة غير واحد"[11].

 

وقال الهيثمي: "رواه أحمد والبزار، وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة اختَلَط، ولكنه مِن رواية حماد بن سلمة عن عطاء، وحماد سَمِع منه قبل الاختلاط"، جاء هذا في كلامه عن حديث عبدالله بن عمرو في باب ما يفتتح به الصلاة[12].

 

ورواية حماد عن عطاء مما استثناه الجمهور؛ فهي صحيحة كما جاء ذلك في "الكواكب النيرات في معرفة الرواة الثقات"[13].

 

وقد قوَّى ابنُ حَجَر رحمه الله هذا الكلام بقوله: "قال ابن الجارود في "الضعفاء": حديث سفيان وشعبة وحماد بن سلمة عنه جيد، وحديث جرير وأشباه جرير ليس بذاك. وقال يعقوب بن سفيان: هو ثقة حجة، وما روى عنه سفيان وشعبة وحماد بن سلمة سماع هؤلاء سماع قديم... ثم قال: قلتُ: فيحصل لنا من مجموع كلامهم أنَّ سفيان الثوري وشعبة وزهيرًا وزائدة وحماد بن زيد وأيوب عنه صحيح، ومن عداهم يُتَوقَّف فيه إلَّا حماد بن سلمة فاخْتَلف قولُهم، والظاهر أنه سمع منه مرتين: مرة مع أيوب كما يومئ إليه كلام الدارقطني، ومرة بعد ذلك لمَّا دخل إليهم البصرة، وسمع منه مع جرير وذويه، والله أعلم"[14].

 

والحديث رواه الطيالسي، وابن أبي شيبة، قال: "حدثَنا الأسود بن عامر، وأحمد من طريقي حسن بن موسى، وعفان، ورواه الدارمي من طريق أبي الحسين محمد بن الفضل، كلهم قالوا: حدثَنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن زاذان، فذكروه"[15].

 

فالحديث بهذا الإسناد صحيح والله أعلم؛ لأن رواته كلهم ثقات كما تقدم في ترجمتهم، إضافةً الى تحقُّق الاتصال.

 

فوائد فقهية:

الحنفية أوجبوا في الجنابة غسلَ جميع البدن، وجعلوه مِن فروض الغسل[16]، وكذلك الشافعية، وأوْجَبوا استيعاب البدن بالغسل شعرًا وبشرًا، سواء قل أو كثر، وسواء خف أو كثف، وسواء شعر الرأس والبدن، وسواء أصوله أو ما استرسل منه[17].


واختلفوا في جواز حلق الشعر على الدوام، فذهب الحنفية إلى أنَّ السنة في شعر الرأس بالنسبة للرجل إما الفَرْق أو الحلق، وذكر الطحاوي أنَّ الحلقَ سنةٌ[18].


وذهب المالكية كما جاء في "الفواكه الدواني" إلى أنَّ حلق شعر الرأس بدعةٌ غيرُ محرَّمة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يحلق رأسه إلا في التحلل من الحج، قال القرطبي: "كره مالك حلق الرأس لغير المتحلل من الإحرام"، وقال الأجهوري ما معناه: إنَّ عدم حلق الرأس اليوم مِن فِعْل مَن لا خَلَاق له، فالقول بجواز حلقه ولو لغير المتعمِّم أولى بالاتباع، فهو مِن البدع الحسنة؛ حيث لم يفعله لهوى نفسه، وإلا كُرِه أو حَرُم، كما يكره القَزع[19].

ويرى الشافعية أنه لا بأس بحلق جميع الرأس لمن أراد التنظيف[20].

وقال أحمد: "إنما كرهوا الحلق بالموس، وأمَّا بالمقراض فليس به بأس"[21].


فوائد عملية:

في الحديث دليل على أنه يجب غسل جميع البدن في الجنابة ولا يُعْفَى عن شيء منه؛ قيل: وهو إجماع إلا المضمضة والاستنشاق، ففيها خلاف[22].


واستُدلَّ بحديث علي رضي الله عنه أيضًا هذا على جواز حلق الرأس كله ولو دوامًا[23].


وأمَّا ما يُفعَل اليوم مِن تسريحات للشعر، فهي مخالِفة للشرع، كان يفعل سيدنا علي رضي الله عنه خلافها، كالحفر، والسبايكي، وقصات المشاهير أغلبُها داخلةٌ في القزع والحفر، وعلى كل شاب محترَم تركُها.



[1] سنن أبي داود: كتاب الطهارة، باب في الغسل من الجنابة، 1/ 65 برقم 249.

[2] سنن ابن ماجه: كتاب الطهارة، باب تحت كل شعرة جنابة 1/ 196 برقم 599.

[3] ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 1/ 268.

[4] ينظر: تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله من الأخبار، ص 276.

[5] ينظر: المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، 2/ 74.

[6] ينظر: التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، 1/ 382.

[7] نيل الاوطار، 1/ 309.

[8] إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، 1/ 166-167، وقال شعيب الأرناؤوط: ويغلب على ظننا أَنه سمع منه بعد الاختلاط، ينظر: مسند أحمد، 2/ 131.

[9] ينظر: سبل السلام، 1/ 93.

[10] ينظر: تاريخ ابن معين "رواية الدوري"، 3/ 309، والانبساط بتحقيق سماع حماد بن سلمة من عطاء قبل الاختلاط، لغانم بن بجاد البقمي، وهو بحث غير مطبوع، ص 6-22.

[11] ينظر: تهذيب الكمال 20/ 89-92.

[12] ينظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، 2/ 276.

[13] ينظر: الكواكب النيرات في معرفة الرواة الثقات، 1/ 325.

[14] ينظر: تهذيب التهذيب 7/ 207.

[15] ينظر: مسند الطيالسي، أحاديث علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، 1/ 145 برقم 170، ومصنف ابن أبي شيبة، كتاب الطهارات، باب من كان يقول: بالغ في غسل الشعر، 1/ 96 برقم 1067، ومسند أحمد، مسند الخلفاء الراشدين، مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه 2/ 130 برقم 726 وبرقم 794، وسنن الدارمي، كتاب الطهارة، باب من ترك موضع شعرة من جنابة، 1/ 580 برقم 778.

[16] ينظر: بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، 1/ 36، والبناية شرح الهداية، 1/ 311.

[17] ينظر: كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار، 1/ 42.

[18] ينظر: حاشية ابن عابدين، رد المحتار على الدر المختار، 6/ 407.

[19] ينظر: الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني، 2/ 306، والقزع: هو أن يحلق رأس الصبي ويترك منه مواضع متفرقة غير محلوقة، تشبيهًا بقزع السحاب، ويسمى اليوم: الحفر، ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 4/ 59.

[20] ينظر: أسنى المطالب في شرح روضة الطالب، 1/ 551.

[21] ينظر: المغني في فقه الإمام أحمد، 1/ 103.

[22] ينظر: سبل السلام، 1/ 93.

[23] ينظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود، 1/ 424.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • حوارات وتحقيقات
  • خطب منبرية
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • مرئيات
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة