• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ مصطفى حلميأ. د. مصطفى حلمي شعار موقع الأستاذ مصطفى حلمي
شبكة الألوكة / موقع أ. د. مصطفى حلمي / مقالات


علامة باركود

التعريف بالإمام ابن تيمية وحياته وعصره

التعريف بالإمام ابن تيمية وحياته وعصره
أ. د. مصطفى حلمي


تاريخ الإضافة: 22/8/2015 ميلادي - 7/11/1436 هجري

الزيارات: 15828

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التعريف بالإمام ابن تيمية وحياته وعصره


حياته وعصره:

ولد الشيخ في بيت ثقافة إسلامية سلفية، فإن جده كان محدثًا مشهورًا وكذلك كان أبوه، يصف ابن تيمية جده بقوله: (كان جدنا عجبًا في حفظ الأحاديث وسردها وحفظ مذاهب الناس بلا كلفة) ويصفه بأنه كان معدوم النظير في زمانه، رأسًا في الفقه وأصوله[1].

 

أما والده فإنه (أتقن العلوم وأفتى وصنف وصار شيخ البلد بعد أبيه.. وكان محققًا، كثير الفنون، وكان من أنجم الهدى، وإنما اختفى من نور القمر وضوء الشمس. ويشير الذهبي في هذا الوصف إلى كل من أبيه وابنه[2].

 

وتلقى شيخنا للفقه والحديث والتفسير والعلوم الأخرى، وكان مضرب المثل في قوة الحفظ والذكاء. كلما استطاع أن يستوعب ثقافة العصر كما قلنا ويجيدها ويحاجج أهلها عن مقدرة ودراية. يصفه تلميذه الذهبي بأنه (برع في الرجال، وعلل الحديث وفقهه، وفي علوم الإسلام وعلم الكلام، وغير ذلك. وكان من بحور العلم والأذكياء المعدودين والزهاد الأفراد. وسارت بتصانيفه الركبان، لعلها ثلاثمائة مجلد)[3].

 

وكان عصره يموج بالتيارات السياسية العنيفة، فإن حروب التتار التي بدأت تغزو البلاد منذ عام 616هـ- 1229م، وظلت أمواجها تتلاحق دفعة وراء الأخرى عبر السنوات الطويلة حتى سنة 680 هـ- 1281م حيث وصلت إلى حماه، واشترك ابن تيمية بنفسه في أحد المعارك. إلى جانب صراع المماليك على السلطة في الداخل.

 

وكان سقوط بغداد عام 656هـ- 1257م على أيدى التتار هو النتيجة الطبيعية التي تمخض عنها ضعف الدولة العباسية، لأنها بدأت منذ أواخر القرن الرابع، وأوائل القرن الخامس (وكأنها جدار يريد أن ينقض وكان لابد له أن ينتهى إلى إحدى النهايتين: إلى الانحلال التام والفناء أو اليقظة والإحياء)[4]. ولكن مع الأسف انتهت إلى ما نعرفه من انقسام الدولة الإسلامية الكبرى إلى دويلات عديدة، وعاصر ابن تيمية دولة المماليك.

 

وكان للشيخ دور بارز في مقاومة الغزو التتاري وهذا يعطينا فكرة عن ارتباط العقيدة بالعمل عنده. وقد أفرغ ما في جعبته من آيات وأحاديث لحث المسلمين على الجهاد، وتخليصهم من روح اليأس والهزيمة التي دفعت بجموع كبيرة منهم إلى الفرار هربًا من جحافل الجيش التتاري، الذي شرب من كأس النصر حتى الثمالة، وانتشى بروح السيطرة والتفوق.

 

وفي مقابل الحرب والغزو الخارجي الذي ملأ التاريخ بصفحات عديدة للمآسي والكوارث التي أصابت العالم الإسلامي. كانت هناك في الداخل تيارات عدائية تتمثل في روح الهزيمة، وبث روح اليأس، وترويج الإشاعات التي تروع القلوب وتخلعها لكي يسلم الناس دون قتال. يقول ابن كثير:

(وأشاع المرجفون بأن التتر وصلوا إلى حلب، وأن نائب حلب تقهقر إلى حماة، ونودى في البلد بتطبيب قلوب الناس وإقبالهم على معايشهم)[5].

 

ومما راد الأمر سوءً في هذا العام- أي عام 700هـ- 1300م حيث بدا التتار يقصدون بلاد الشام - أن هذه البلاد شهدت شتاء قارسًا مما أدى إلى صعوبة الهجرة (حيث جعلوا يحملون الصغار في الوحل الشديد والمشقة على الدواب والرقاب، وقد ضعفت الدواب من قلة العلف، مع كثرة الأمطار والزلق والبرد الشديد والجوع وقلة الشيء)[6].

 

رأى ابن تيمية هذه الظروف العصيبة التي تضافرت فيها توالى انتصارات الأعداء، مع ضعف المسلمين وبأسهم، ومما زاد الطين بلة الأحوال الجوية التي جرت على غير المألوف. وهنا يتجلى إيمان الشيخ، وتظهر آثار التشبع بالروح السلفية فعالة قوية، وفي الوقت الذي كان بعض الفقهاء غيره يتركون دمشق فرارًا بأنفسهم وعائلاتهم إذ (كان قد خرج جماعة من بيوتات دمشق، كبيت ابن صصرى، وبيت ابن فضل الله وابن منجا وابن سويد وابن الزملكاني وابن جماعة)[7].

 

وبذل الشيخ جهدًا كبيرًا ليقف في وجه كل العوامل التي تدعو إلى الهزيمة واليأس، معلنًا على الملأ آراءه الكفيلة بتحويل الهزيمة إلى نصر. فأخذ يحرض الناس على القتال بدلًا من الفرار (وساق لهم الآيات والأحاديث الواردة في ذلك، ونهى عن الإسراع في الفرار، ورغب في إنفاق الأموال في الذب عن المسلين وبلادهم وأموالهم، وأن ما ينفق في أجرة الهرب إذا أنفق في سبيل الله كان خيرًا) [8].

 

كذلك سافر بنفسه إلى مصر لحث السلطان على الدفاع عن الشام، واقنعه بضرورة تجهيز الجيش لهذا الغرض. وجاء ضمن أقواله للسلطان في هذا الصدد (لو قدر أنكم لستم حكام الشام ولا ملوكه، واستنصركم أهله، وجب عليك النصر، فكيف وأنتم حكامه وسلاطينه، وهم رعاياكم وأنتم مسئولون عنهم؟!)[9].

 

وعندما حان أوان المعركة المرتقبة بأرض الشام، ووصلت جحافل التتار إلى حمص وبعلبك، ولم يكن جيش مصر قد وصل للنجدة بعد، تخبط الناس ومسهم الفزع والذعر، وعادوا يتحدثون عن التقهقر، ولكن ابن تيمية عاد ينفث من قوة إيمانه في صدور الأمراء والجند، مؤكدًا لهم النصر، متأولًا قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾ [الحج: 60]، وإذا ما طلبوا منه ذكر مشيئة الله، أجابهم (إن شاء الله تحقيقًا، لا تعليقًا)[10].

 

أما عن تردد بعض المسلمين في حرب التتار لأنهم أعلنوا الإسلام تظاهرًا، فقد أوضح لهم شيخنا هذا اللبس، إذ إن التتار عنده كالخوارج الذين خرجوا على علي ومعاوية، زاعمين أنهم أحق بالرياسة منهما. وكذا يفعل التتار، فبينما هم متلبسون بالمظالم والمعاصي (يزعمون أنهم أحق بإقامة الحق بين المسلمين).

 

وحتى لا يدع مجالًا للشك في صحة رأيه لإدخال الطمأنينة والثبات في قلوب المترددين، أعلن لهم في وضوح قاطع (إذا رأيتموني من ذلك الجانب - يقصد التتار - وعلى رأسي مصحف فاقتلوني)[11].

 

وقاتل الشيخ مع الجند، حاثًا إياهم على الإفطار في شهر رمضان، لأن الفطر أقوى لهم، وذلك تشبهًا بالمسلمين حين أفطروا عام الفتح تنفيذًا لنصيحة الرسول -صلى الله عليه وسلم-[12].

 

ومات - رحمه الله - بسجن قلعة دمشق في العشرين من شوال سنة (728هـ) بسبب كيد بعض علماء عصره لدى السلطان الناصر، وكان صديقًا لابن تيمية، وكان يقول في سجنه: (المحبوس من حبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه).

 

ومن المفارقات الملفتة لنظر الدارسين لحياته - كما لاحظ الشيخ محمد أبو زهرة: (أن السلطان الناصر عندما كان يلاقي التتار يرجو الشيخ أن يكون بجواره، ليستمد منه - بعد الله - البأس والقوة. أما هو فلم يستمد القوة إلا من الله، إذ لو كان يستمدها من الناصر ما ألقي به في غيابات السجن، فكان الدليل القاطع على أنه كان متبوعًا ولم يكن تابعًا، وحرًا سيدًا، وليس عبدًا رقيقًا)[13].

 

(كذلك يعلل نجاح خصومه بإدخاله السجن أكثر من مرة أنهم كانوا يقومون بالتدبير ليلًا والاجتهاد بألا يسمع قوله، ولو سمع قوله ما استطاعوا له كيدًا)[14].



[1] الألوسي- جلاء العينين في محاكمة الأحمدين ص 18.

[2] نفس المصدر 19.

[3] الذهبي- تذكرة الحفاظ ج 4 ص 288. وقد لاحظ لامست وحدة النظرة الدينية عند ابن تيمية في قوتها ودوامها (حيث كانت الأفكار التي عرضها في مطلع فجر تأليفه هي نفس الأفكار التي تناولها شرحًا وتفصيلًا في سائر تواليفه المتأخرة) ص 835 من كتاب أسبوع الفقه - ابن كثير- البداية ج 13 ص 82.

[4] د. جمال الدين الشيال- تاريخ الدولة العباسية ص 89.

[5] ابن كثير- البداية والنهاية ج 14 ص95.

[6] نفس المصدر 15.

[7] ابن كثير- البداية والنهاية ج 14 ص 14.

[8] نفس المصدر والصفحة.

[9] نفس المصدر ص 15.

[10] نفس المصدر ص 23.

[11] ابن كثير- البداية والنهاية ج 14 ص 24.

[12] نفس المصدر.

[13] من كتاب (ابن تيمية) (ص 91) للشيخ محمد أبو زهرة. ط دار الفكر العربي- بدون تاريخ.

[14] المصدر نفسه ص (98).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • صوتيات
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة