• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ مصطفى حلميأ. د. مصطفى حلمي شعار موقع الأستاذ مصطفى حلمي
شبكة الألوكة / موقع أ. د. مصطفى حلمي / مقالات


علامة باركود

الإنسان بين رغباته الحسية وإرادته

الإنسان بين رغباته الحسية وإرادته
أ. د. مصطفى حلمي


تاريخ الإضافة: 27/6/2015 ميلادي - 10/9/1436 هجري

الزيارات: 10030

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإنسان بين رغباته الحسية وإرادته


يعرف ابن تيمية الإنسان بأنه: ((حي حساس متحرك بالإرادة[1] فله إرادة دائمًا، أما الغاية من هذه الإرادة فهي، إما بالمال وإما الجاه، وإما محبة الرجل للمرأة، وإما محبتها للرجل، وإما غير ذلك من الأمور الطلوبة في الدنيا، أما كمال الإنسان فيتحقق في أن يكون مراده هو الله سبحانه، فيصبح منتهى حبه فتتحقق له العزة، لأن من لم يكن عبدًا لله، فلابد من أن يصبح عبدًا لغيره من أنواع المحبوبات التي تستعبده[2].

 

ولهذا كان المثل الأعلى الذي ينبغي أن يسير بمقتضاه سلوك الإنسان المؤمن أن يكون مراده هو الإله (الذي يستحق أن يكون محبوبًا لذاته، وهذا هو العلة الغائبة الذي هو علة فاعلية للعلة الفاعلة)[3] إننا نراه هنا يرد أخلاقية الفعل إلى النتائج والآثار، وإلى البواعث أيضًا، فالنفوس في حاجة إلى الله من حيث هو معبودها ومحبوبها ومنتهى مرادها، ومن حيث هو ربها وخالقها[4]، فالباعث على السلوك هو محبة الله جل شأنه، أما الهدف فهو أن يراد بالأعمال وجه الله وقد جاء الحديث يؤيد هذا المعنى في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((إن أول ثلاثة تسجر بهم جهنم رجل طلب العلم وعلمه وقرأ القرآن وأقرأه ليقول الناس هو عالم وقارئ، ورجل قاتل وجاهد ليقول الناس هو شجاع وجرئ ورجل تصدق وأعطى ليقول هو جواد سخي)) إن هؤلاء الثلاثة الذين يبتغون الرياء والسمعة يقفون على طرف النقيض من أولئك الذين جعلوا أعمالهم ابتغاء مرضاة الله وحده، فكانوا على القمة من حيث الأفعال الأخلاقية كما يريدها الإسلام، حيث أوردهم الله سبحانه بعد النبيين في المرتبة وهم الصديقون والشهداء والصالحون (فإن من تعلم العلم الذي بعث الله به رسله وعلمه لوجه الله كان صديقًا، ومن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا وقتل كان شهيدًا، ومن تصدق يبتغي بذلك وجه الله كان صالحًا)[5].

 

فالإنسان إذن له إرادة وعمل، وإذا كان يستهدف بإرادته طلب اللذة في المأكولات والمشروبات وما تشتهيه الأنفس بما أحل الله، فهذه كلها من قبيل نعم الله على عباده فقد تعرف الله سبحانه إلى عبده بالنعم ليشكره منذ ولادته طفلًا، فالحياة نعمة، وإدراك اللذات نعمة (وأما الإيمان فهو أعظم النعم، وبه تتم النعم)[6].

 

وإذا كان لفظ العبودية يتضمن كمال الذل والحب، فإن حب العبد لربه يحرك إرادة القلب، وبقدر هذه المحبة يقدم الإنسان على فعل ما يرضي الله (فإذا كانت المحبة تامة استلزمت إرادة جازمة في حصول المحبوبات[7]. ويضرب ابن تيمية على ذلك مثلًا بالجهاد الذي هو بذل ما في وسع المؤمن وقدرته في تنفيذ ما يحبه الله ودفع ما يكرهه، والمحب لله ولرسوله يحتمل أكثر من غيره ممن يطلبون أغراضًا أخرى، كطلب الرياسة أو المال أو أمور أخرى قد تجلب لهم ضررًا ويسلكون طرقًا متعددة للحصول على مطلوباتهم، ومن ثم يخضعون لهذه الرغبات والأهواء بينما المؤمن أشد حبًا لله كما وصفه الله تعالى بقوله: ﴿ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165] وهنا يقول ابن تيمية: (إذا تبين هذا فكلما ازداد القلب حبًا لله ازداد له عبودية وحرية عما سواه وكلما ازداد له عبودية ازداد له حبًا وحرية عما سواه)[8].

 

ولكنه يضع شرطًا لهذه المحبة حتى يصبح سلوك الفرد بما يرضي الله، لأنه إذا ضعف العقل وقل العلم بالدين وفي النفس محبة انبسطت النفس بحقها فتقع في الرذائل[9] ولهذا فإنه يقرن النجاة من العقاب، مستشهدًا بقول من قال من السلف: (من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري - أي: كالخوارج - ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن[10].

 

ومع هذا تبقى المحبة أصلًا لكل عمل ديني حيث يرجع إليها الخوف والرجاء والدليل على ذلك الآيات القرآنية التي تتناول الرجاء والخوف: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ﴾ [الإسراء: 57] فإن (الراجي الطامع إنما يطمع فيما يحبه لا فيما يبغضه، والخائف يفر من الخوف لينال المحبوب) [11].



[1] ابن تيمية: العبودية في الإسلام ص 32.

[2] المصدر نفسه ص 32.

[3] الجواب الصحيح ج 4 ص 109.

[4] المصدر نفسه ص 107- 108.

[5] الحسبة ص 110.

[6] ابن تيمية: جامع الرسائل ص 110.

[7] العبودية في الإسلام ص 30.

[8] ن. م. ص 31.

[9] ن. م. ص 39.

[10] جامع الرسائل ص 112.

[11] التحفة العراقية في الأعمال القلبية: ص 71.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • صوتيات
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة