• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ مصطفى حلميأ. د. مصطفى حلمي شعار موقع الأستاذ مصطفى حلمي
شبكة الألوكة / موقع أ. د. مصطفى حلمي / مقالات


علامة باركود

التقدم لا الرجوع إلى الوراء

التقدم لا الرجوع إلى الوراء
أ. د. مصطفى حلمي


تاريخ الإضافة: 16/5/2015 ميلادي - 27/7/1436 هجري

الزيارات: 14118

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

"التقدم" لا الرجوع إلى الوراء[1]


يزعم خصوم الإسلام بعامة، والسلفية بخاصة إنها دعوة رجعية وهو زعم خاطئ من جذوره فلا تتعارض السلفية مع التقدم، وهنا يجب التوقف عند مصطلح التقدم الشائع الآن لتفسيره وبيان مدلوله:

أ- ينبغي التمييز بين التقدم في أبحاث العلوم التجريبية وتسخير نتائجها في سبيل إتاحة حياة إنسانية أفضل - وبين الهبوط الروحي الذي تردت إليه الحضارة الأوروبية الحديثة لأننا نرى أن الإنسان وحدة نفسية جسمية لن تتحقق له سعادته، بالفصل بين جانب المادة وجانب الروح في شخصه كما فعل فلاسفة الغرب، بينما الإسلام يعالج الإنسان ككيان متكامل.

 

ب- ينبغي ألا نغفل أحداث التاريخ - لا القديم فحسب - بل المعاصر أيضًا، الماثل أمام عيوننا، وما زلنا نعاني من آثاره المدمرة من جراء استعمار الغرب لنا وهتكه لمبادئ الإنسانية واستنزافه لثرواتنا، وما مصانعه وجيوشه ومدنه ومدارسه وجامعاته إلا نتاج أموالنا المنهوبة من عرق شعوبنا التي رأت على يد الغرب صنوف الهوان، وما زلنا نعاني من آثار تصرفات الغرب المتحضر على أرض فلسطين.

 

وهنا نلاحظ كما يلاحظ كل ذي عينين - الفرق الهائل بين المبادئ الأخلاقية والنزعات الإنسانية التي يتعامل بها الغربيون مع بعضهم البعض وبين قسوتهم في التعامل مع الشعوب المقهورة، وما أمثلة فيتنام وكمبوديا وفلسطين وجنوب أفريقية ببعيدة عنا، فأين التقدم الذي يدعيه أهل الغرب عند تعاملهم معنا؟

 

التقدم في الإسلام تقدم أخلاقي والمضي قدمًا في تحقيق الرسالة التي نيطت بهذه الأمة، مع الأخذ بأسباب العمران المادي في نواحي الحياة كلها.

 

ج- إن القديم في تاريخ أوروبا تعبير يطلق على العصور المظلمة في القرون الوسطى السابقة لعصر النهضة لذلك فإن رفض أوروبا لتاريخها القديم موقف يتلاءم مع رغبتها في التقدم لأن الماضي يعد سببًا لتخلفها[2].

 

والعكس بالنسبة لنا تمامًا: فإن تاريخنا يعبر عن تقدم حضاري في كافة المجالات، وإذا طالبنا (بالترقي) إلى مستويات السلف، فإننا نعني بذلك اتخاذ العقيدة الإسلامية بمفهومها الشامل من توحيد لله - عز وجل - وخضوع له، وتحكيم شريعته لأنه خالق الإنسان وهو سبحانه أعلم به من نفسه، وتنفيذ شريعته في الحياة الإنسانية كلها، وما الحقل العلمى إلا أحد ألوان الأنشطة الإنسانية. وقد حقق المسلمون ألوانًا زاهية من الحضارة عندما اتخذوا من الإسلام عقيدة ومنهاجا لأنه يحضهم على طلب العلم من المهد إلى اللحد، ويرفع من شأن العلماء فيجلعهم في مرتبة ورثة الأنبياء، ويبين لهم أنه سخر لهم ما في السموات والأرض جميعًا، إلى غير ذلك من الأدلة التي يشهد بها المعاندون قبل المؤيدين.

 

ولكننا في الوقت نفسه لا نزعم - ولا نظن أن عاقلًا يخطر له على بال - أن نضع الأمة الإسلامية في متحف للتاريخ!!. بمعنى أن نطالب بإرجاعها للأخذ بوسائل العصور السابقة في الحياة العمرانية بأساليبها في الإنتاج والنقل والتعليم والتطبيب وتشييد المدن. وتجهيز الجيوش، وبناء المدارس والجامعات والمستشفيات الخ...

 

ويتضح لكل دارس للإسلام أن المفهوم الإسلامي للحضارة أرقى بكئير من التصور الغربي فلا نحن نرضى بتخلف المسلمين الحالي عن تحقيق النموذج الإسلامي، ولا نرضى في الوقت نفسه بتقليد الغرب في فلسفته ومضامينه الفكرية الشاملة.

 

وللإنصاف، نقول إن هذا التقدم في ناحيته المادية الماثلة أمامنا، ما هو إلا جزء من التصور الحضاري للإسلام فبينما يعلن القرآن الحكيم: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [الجاثية: 13] يعلن أيضًا ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، فانتماؤنا للمجتمع الإنساني كله، يدفعنا إلى الحرص على تحقيق السعادة له. فلا ننادي بالإسلام بغية السيطرة والاستعمار وامتصاص دماء الشعوب كما يفعلون، ولكننا ننادي به لإنقاذ أنفسنا من مظاهر التخلف وأسباب التأخر، لأن الناظر إلينا يستخلص فهمه للإسلام من تصرفاتنا وسلوكنا وأحوالنا، وقد صدق الدكتور سارطون الأمريكي بقوله: "لقد حجب المسلمون الإسلام"، ولكي نوجه أنظار العالم إلى أن أحوالنا الحاضرة لا يرتضيها الإسلام، ونعلن أيضًا أن سعادة البشر وطمأنينته في هذه العقيدة الفطرية.

 

إن أصحاب المنهج السلفي لا يمنعون إطلاقًا فتح النوافذ على العلوم التجريبية والاستفادة من النتائج العلمية والاكتشافات الباهرة في حقل الاختراعات التي تجمل الحياة وتذلل الصعوبات، بل إننا مأمورون بأن نسعى في الأرض لأن الله عز وجل سخر لنا ما في السموات وما في الأرض جميعًا كما قدمنا، وأن النتاج العلمي لعلماء الإسلام يشهد بتنفيذهم لأوامر القرآن الكريم.

 

ولكن الأمر الذي نرى التوقف فيه ودراسته هو إعادة النظر وفحص الإنتاج الثقافي في العلوم الإنسانية لأنه يرتبط بتصورات للحياة تختلف عن تصوراتنا. هناك مادية وإنكار للرسالات السماوية أو انحراف عن الوحي الإلهي، نجم عنه شرور وآثام مما دفع بمفكريهم وفلاسفتهم إلى رفع أصواتهم لحماية مجتمعاتهم من شرورها، ولا شك أن إحصائيات الشرطة ونزلاء المستشفيات العقلية والنفسية وسجلاتها والجرائم الستمرة الآخذ رسمها البياني في الارتفاع كلها تشير إلى أزمة طاحنة.

 

فإذا حاولنا تقليد الأفكار والنظريات، فنحن هنا أمام أصول تخالف عقائدنا ومثلنا اختلافًا تامًا، وقد قامت حضارة اليابان الصناعية على نقل العلوم التجريبية، ولكن مع احتفاظها بعقيدتها ومقومات شخصيتها، فماذا يمنع من قيام نفس الظاهرة ونحن أصحاب العقيدة والمبادئ التي أنارت العالم عدة قرون؟


أما نبذ السلفية بحجة التسابق مع الزمن، واللحاق بكل ما هو جديد فمنهج خاطئ قائم على مفاهيم غربية متصلة بفلسفتها فإن ما نراه اليوم جديدًا سيصبح غدًا - وحتمًا - قديمًا، وقد كشفت النظرية النسبية عن خطأ تصور الزمن كامتداد لدي اليونان، فليست الموازنة إذن بين قديم وجديد موازنة صحيحة، ولكن ينبغي أن تتم المقارنة بيها الحق والباطل أيًا كان العصر والزمن لأن القيم لا تتغير ولا تتبدل، ونحن نفهم القصص القرآنية كعبرة لما حدث بالأمم الغابرة، وتجلية حقيقة الدفع بين أصحاب الحق وأهل الباطل، فليس الجديد مقدمًا بالضرورة عن سلفه.



[1] ورد في (بروتوكولات حكماء صهيون) تفسير كلمة (التقدم) كما يلي: ولا يوجد عقل واحد من الأمين يستطيع أن يلاحظ انه في كل حالة وراء كلمة (التقدم) يختفي ضلال وزيغ عن الحق، ما عدا الحالات التي تشير فيها الكلمة إلى كشوف مادية أو علمية.

ص 183 ترجمة محمد خليفة التونسي.

[2] ينظر كتابنا (السلفية بين العقيدة الإسلامية والفلسفة الغربية) دار الدعوة بالإسكندرية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • صوتيات
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة