• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ مصطفى حلميأ. د. مصطفى حلمي شعار موقع الأستاذ مصطفى حلمي
شبكة الألوكة / موقع أ. د. مصطفى حلمي / مقالات


علامة باركود

مفهوم السلفية في العصر الحديث

مفهوم السلفية في العصر الحديث
أ. د. مصطفى حلمي


تاريخ الإضافة: 9/5/2015 ميلادي - 20/7/1436 هجري

الزيارات: 17248

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مفهوم السلفية في العصر الحديث

أو المفهوم الصحيح للعقيدة الإسلامية


اتضح لنا مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحًا جامعًا يطلق على طريقة السلف في تلقي الإسلام وفهمه وتطبيقه، ولذا فلم يعد محصورًا في دور تاريخي معين، ولكنه ممتد إلى العصر الحاضر، وبواسطته نصل إلى الفهم الصحيح للعقيدة الإسلامية.

 

وبعد أن تكنمنا على قواعد المنهج السلفي أصبح من السهل الاستدلال أصحاب هذا المنهج على طول المراحل التاريخية، بما في ذلك العصر الحديث أيضًا، واستخلاص السمات البارزة لاجتهاداتهم فنذكر منها.

 

الشمول:

لقد أثرت المناهج الجزئية التي اصطنعها المسلمون في العصور المتأخرة على النظرة الصحيحة الشاملة التي عرفها الأوائل، وكانت نتيجة دراسة جوانب الإسلام المتعددة - التي كانت تؤلف في عهد الرسالة وحدة متماسكة لا تنفصل - منعزلًا بعضها عن بعض - فدراسة الجانب الاعتقادي تولاها المتكلمون وعلماء العقيدة، ودراسة الجانب العملي - سواء أكان في مجال العبادة أم العلاقات الاجتماعية (المعاملات) - تولاها الفقهاء، وتولى أهل التصوف والأخلاق الجانب النفسي الأخلاقي، وكل فئة من هذه الفئات أعطت من الإسلام صورة الجانب الذي تولت دراسته فضاع بذلك الارتباط الحيوي والتأثير المتبادل بين هذه الجوانب، مما أدى إلى تمزق وتشتت النفسية، والعقلية المسلمة. الأمر الذي ترتب عليه الجهل بالإسلام الحقيقي وإساءة الظن به، إلى نفور كثيرين من أبناء العصر الحديث وابتعادهم عنه وإطلاق أحكام خاطئة عليه واتخاذ مذاهب ومناهج نكدة عن أمم الغرب يظنون أنها تحل مشكلات مجتمعاتهم!

 

لذلك نشأت الحاجة إلى عرض الإسلام في صورة مبرأة من الشوائب والتشويه شاملة لجميع جوانبه وأجزائه مع ترابطها وحفظ نسبها ومواقعها..

 

هذه الصورة ليست جديدة ولا مبتدعة، فالقرآن الكريم كثيرًا ما يعرض رسالة الإسلام عرضا مجملا شاملا في الكثير من آياته كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج: 77].

 

وكذلك كان فهم الصف الأول من الصحابة المجاهدين في سبيل رسالة الإسلام. لقد كان فهمهم عميقًا شاملًا. فإذا حللنا مقالة ربعي بن عامر حـين دخل على قائد الفرس رستم في القادسية للمفاوضة قبل بدء القتال لتأكد لنا كيف كان فهمهم لرسالة الإسلام في شمولها وتكاملها... فبعد أن أراد القائد الفارسي أن يثني القائد المسلم وأصحابه عن القتال بإغرائهم بالمال، كان جواب هذا الصحابي: ما لهذا جئنا، الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والاخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام فقد شملت الفقرة الأولى تحرير الإنسان من جميع ألوان العبودية لغير الله. ويدخل في ذلك التحرر السياسي والاجتماعي وتخليص عبودية الإنسان لله وحده. ويدخل في مضمون الفقرة الثانية الجانب النفسي والأخلاقي الذي يجعل أهداف الإنسان أبعد مدى وأعلى من الأهداف المادية القريبة ذات الإطار الضيق، وتشمل الفقرة الثالثة تقويض الأنظمة الاجتماعية الجائرة وإقامة نظام اجتماعي عادل ويشمل ذلك أحكام الإسلام في التشريع المالي والسياسي والاجتماعي[1].

 

وقد أدرك هذا المعنى علماء الصدر الأول من الإسلام وكبار الأئمة المجتهدين المشهورين. وكان في كل عصر من علماء الإسلام من يسير على هذا النهج، ومنهم ابن تيمية الذي يقرر أن الشريعة التي بعث الله بها محمدًا -صلى الله عليه وسلم- جامعة لمصالح الدنيا والآخرة فيقول:

(والشريعة جامعة لكل ولاية وعمل فيه صلاح الدين والدنيا، والشريعة إنما هي كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه سلف الأمة في العقائد والأحوال والعبادات والأعمال والسياسات والأحكام والولايات والعطيات..) وبعد ذلك يصرح مبينًا إنه ليس للإنسان أن يخرج عن الشريعة في شيء من أموره، بل كلما يصلح له فهو في الشرع من أصوله وفروعه وأحواله وأعماله وسياسته ومعاملته وغير ذلك[2].

 

وفي العصر الحديث يعمل السلفيون على استئناف الحياة الإسلامية على أساس هذا الفهم وطبقًا لهذه النظرة الرحبة الفسيحة لكل جوانب الإسلام كمنهج رباني لا يعتريه نقص.

 

ولكي ندرك سلامة هذا المنهج في صورته العاصرة، يكفينا الوقوف على دور مفكري الإسلام وأئمته المتخذين طريقة السلف سبيلًا للارتقاء بالأمة الإسلامية، بالمقارنة بفلاسفة الغرب، فقد انقسم هؤلاء بوجه عام في تعليل اضطرابات ومفاسد مجتمعاتهم إما إلى عامل سياسي- وهم المعتنقون للديمقراطية أو العامل الاقتصادي وهم أتباع كارل ماركس، أو بسبب الفقر الروحي الذي يقول به تويني، وكان فرويد يعتقد أن المشكلة ترجع إلى كبت الغرائز وهكذا فإنهم جميعًا نظروا للمشكلة من جانب واحد بينما النظرية الجزئية تكون دائما عقبة في سبيل الإصلاح.

 

أما المسلمون السلفيون فقد اتفقوا على قاعدة اضطراد العلاقة بـين تقدم المسلمين واستمساكهم بالإسلام. وعلى العكس تدهورهم وضعفهم عند الانسلاخ منه، فالعلاقة بينهما علاقة المد والجزر مع الإسلام والإيمان[3].

 

وظهر إجماعهم أيضًا في صورة نبذ مظهر البدع والانحرافات وسمات الكهنوت وصور الخرافات كلها، فهذا هو السبيل الكفيل بالنهوض استجابة للحقيقة القرآنية المتكاملة التي تشمل - فضلًا عن العقيدة الصحيحة - مبادئ السلوك والأخلاق، وتنظم حياة الفرد والأسرة، وإقامة أركان الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لأن السلف الصالح كانوا يفهمون الإسلام ويعملون به وفقًا لهذه القاعدة وقامت حضارة المسلمين في ذروتها على فهم هذا الأصل الجامع ورفض تجزئة الإسلام إلى دوائر الفقه والكلام والفلسفة والتصوف، وليس بدعًا اتفاقهم في استهداف الارتقاء.

 

بالمسلمين عن طريق الإسلام - فهمًا وتطبيقًا - في عصر ظن البعض - مخطئًا - أن دور الدين قد انقضى زمنه ومن أقوى دواعي شجب هذا الزعم، تعليل سيد المؤرخين الأوروبين المعاصرين - أرنولد تويبني - الذي حلل أسباب تدهور حضارة الغرب بإرجاعها إلى الانسلاخ عن المسيحية وظل يرفع صوته محذرًا منذرًا بني قومه إلى أن مات ملحًا على إحياء الإيمان السيحي إذا أريد لهذه الحضارة الاستمرار[4].



[1] محمد المبارك: نظام الإسلام- العقيدة والعبادة، دار الفكر (بتصرف).

[2] مجموع فتاوى الإسلام أحمد بن تيمية ط الرياض هـ المجلد 19 ص 306- 309.

[3] أبو الحسن الندوي: المد والجزر في تاريخ المسلمين ص 92.

[4] أثبتت الأحداث الأخيرة - خاصة بعد سقوط الماركسية - عودة الدين ليؤدي دوره من جديد. (ينظر كتابنا: الصحوة الإسلامية- عودة إلى الذات) ط دار الدعوة - الإسكندرية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • صوتيات
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة