• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ مصطفى حلميأ. د. مصطفى حلمي شعار موقع الأستاذ مصطفى حلمي
شبكة الألوكة / موقع أ. د. مصطفى حلمي / مقالات


علامة باركود

آثار الإيمان بالصفات الإلهية في حياتنا الدنيوية

آثار الإيمان بالصفات الإلهية في حياتنا الدنيوية
أ. د. مصطفى حلمي


تاريخ الإضافة: 15/11/2014 ميلادي - 22/1/1436 هجري

الزيارات: 29688

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

آثار الإيمان بالصفات الإلهية في حياتنا الدنيوية


ويتضح لقارئ القرآن الكريم والمطلع على السنة النبوية عنايتهما الفائقة بإثبات الأسماء والصفات الإلهية. فما مغزى ذلك وما جدواه وما آثاره في حياتنا كبشر مخلوقين، نتعلق بالرجاء والأمل، ونخضع لعوامل القهر والخوف، وتعترينا نوازع الضعف وهواجس الاخفاق، ونتطلع إلى من يأخذ بيدنا ويحقق رجاءنا ويغذي نفوسنا بالطمأنينة والسكينة وسط بحر الحياة المتلاطم الأمواج؟!!

 

قلنا من قبل، إن الإنسان مفطور على معرفة ربه عز وجل- والإقرار بوجوده ونستطيع القول هنا أيضًا (على سبيل اليقين، لا على سبيل الظن، بأن صحائف الفكر البشري لم تشهد إنسانًا بغير عقيدة في إله.

 

ولكن يأتي الاختلاف بين البشر في التصور نفسه لاختلاف في أساس الاعتقاد بوجود الله[1].

 

خذ مثلاً فلسفة أرسطو التي تصف المبدأ الأول بواجب الوجود، ولكنها ذاتًا مجردة من كل وصف، ولا دخل له في أي شأن من شؤون الكون، فسدت بذلك باب الدعاء والالتجاء بل قطعت كل خيط من الأمل والرجاء لدى بني آدم إذ لا جدوى من محاولة إيجاد أية علاقة بينهم وبين (المبدأ الأول) كما تصوره هذه الفلسفة.

 

وعلى العكس خلقت عقيدة العرب الجاهلية كل صفة من صفات الإله على أشخاص من خلقه، كالقدرة على الإحياء، والرزق، والعلم الخ.. فقطعت بذلك أيضًا الرجاء في سؤال الإله الواحد والالتجاء إليه ثم جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. مذكرة الإنسان بصفات الله أي بعلمه وقدرته وسائر صفاته، وأسمائه الحسنى.

 

فهو سبحانه الحي القيوم، يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف عنه السوء وهو أقرب إليه من حبل الوريد، وأنه عز وجل معه بعلمه أينما كان. حيث يطمئن قلبه، ويجعله شديد الثقة بالعون الإلهي، إذ يؤمن أن لا ملجأ منه إلا إليه، فيصبر عند البلاء ويشكر عند الرخاء: يستنصره فينصره ويسأله فيعطيه، يستسقيه فيسقيه، ويتقرب إليه فيقربه.

 

وهكذا تأتي الأسماء والصفات الإلهية منبهة بني آدم إلى حاجتهم الدائمة إلى خالقهم ورازقهم لكي لا يتوهم الاستقلال والغنى بذواتهم عن مولاهم، وتفتح أمامهم باب الأمل في حياة أفضل دائمًا سواء في الدنيا أو الآخرة.

 

فبمعرفة العبد لربه ذاتًا وصفات تجعله يدرك أن الله يراقبه في حركاته وسكناته في سره وعلنه، فيخشاه ويتقيه ويلجأ إليه عابدًا داعمًا متضرعًا.

 

وبوسعك الإلمام بطرف من عقائد أهل الملل والنحل الأخرى كاليهودية والنصرانية والمجوسية، فلا تعثر في تصوراتها الإلهية، بمثل تصور المسلم لربه - عز وجل - مما أدى إلى الافتقار إلى الألوهية بالنسبة إلى الإنسان الغربي، وإحلال العلم والإنسان مؤلهين، محلها على الأرض، ولنتدبر بعد ذلك ما أوقعته كوارث القرن العشرين المتلاحقة بتلك الألوهية الجديدة للعلم والإنسان من دمار.

 

والأسوأ من ذلك انتقال العدوى إلينا معشر المسلمين بعد ضعف عقيدة التوحيد وهي الحصن الذي نلوذ به لرفع هذه البلوى، بعد أن تسرب إلينا انحراف الغرب فأصبح خضوعًا لحواسنا يكاد يكون تامًا مثلهم، وكادت الغالبية منا تفقد القدرة على تخطي الظواهر ببصائرها وعقولها إلى الله عز وجل - خالق الكون ومدبره[2].

 

وعلى المستوى الحضاري، قامت الحضارة الإسلامية على عقيدة التوحيد فظلت متماسكة عندما وازن المسلمون بين أطرافها، أي بين الإيمان بالله غيبًا وذاتًا وصفاتًا - وبين إعداد العدة بالأساليب العسكرية المعروفة آنذاك، فاجتاح المسلمون الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية بفضل إيمانهم بالله تعالى على هذه الصورة، إذ أيقنوا أنه ناصرهم، فلم ترهبهم قوى الأعداء الظاهرة الملموسة ولم يخفهم الفارق المشاهد في القوى والعتاد والعدد، لأنهم أيقنوا أن الله من وراء الغيب يؤيدهم ويشد أزرهم ويأتي الآن الدور لتناول الأصل الثاني.

 

والمقصود بالأصل الثاني، وهو العدل إرجاع كل عمل إلى الإنسان لتفسير ظهور الشر ونسبته إلى الإنسان فقط، وإذا كان المسلمون كافة يؤمنون بعدل الله سبحانه وتعالى، فإن المعتزلة فرعوا الكلام عن هذا الأصل، فأدى بهم إلى إيجاب الصلاح والأصلح على الله تعالى، وانبثقت فكرتهم عن الحسن والقبيح العقليين وأنهما ذاتيان عقليان كما تفرغت أيضًا مسألة خلق أفعال العباد قالوا: (ويمتنع عليه إرادة الشر والمعاصي والقبائح) وقالوا: (يريد ما لا يقع، ويقع ما لا يريد) فزعموا أنه تعالى أراد من الكافر الإيمان وإن لم يقع إلا الكفر وإن وقع، وكذا أراد من الفاسق الطاعة لا الفسق حتى زعموا أن أكثر ما يقع من عباده على خلاف مراد الله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

 

وظاهر عقيدتهم إرادة تنزيه الله تعالى، ولكننا سنعرف عندما نعرض لآراء علماء أهل السنة، كم أخطؤوا وشذوا لأنهم لم ينتبهوا إلى التمييز بين الأمر والرضا والمحبة إذ الأخيرة لا تكون إلا في الخير، ولكن الإرادة قد تكون في غيره فهي تتعلق بكل ممكن كما يذكر ابن تيمية، قال الله تعالى: ﴿ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ﴾ [الزمر: 7] فإن قيل، قد قال الله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185] وقال: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا ﴾ [الإسراء: 16] فالمقصود هنا أن الإرادة التي تعنيها هي الإرادة الكونية المتصلة بالحكمة من خلق العالمين.

 

وأما الإرادة الدينية المتصلة بالأوامر الشرعية فهي ترادف الرضا والمحبة، وربما يلخص لنا موقف المعتزلة عبارة القاضي عبد الجبار في قوله: (سبحان من تنزه عن الفحشاء) بينما يعبر عن اتجاه أهل السنة والجماعة رد أبي إسحق الإسفراني: (سبحان من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء)[3].



[1] د. زكي نجيب محمود: الله وحياة الإنسان في فكره وسلوكه ص 18- 19 مجلة الهلال - جمادى الأولى سنة 1399هـ- إبريل سنة 1979م.

[2] أبو الحسن الندوي: دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - معجزة من معجزات السيرة ودليل من دلائل النبوة- مجلة البعث الإسلامي- لكهنؤ (الهند) ص 16، 17 جمادى الأولى 1396هـ- مايو سنة 1976م.

[3] شرح عقيدة الإسفراييني ص 231-232.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • صوتيات
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة