• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ مصطفى حلميأ. د. مصطفى حلمي شعار موقع الأستاذ مصطفى حلمي
شبكة الألوكة / موقع أ. د. مصطفى حلمي / مقالات


علامة باركود

المرجئة

المرجئة
أ. د. مصطفى حلمي


تاريخ الإضافة: 18/10/2014 ميلادي - 23/12/1435 هجري

الزيارات: 28732

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المرجئة

انحراف عقائد الفرق عن عقائد السلف


المرجئة:

رأينا كيف بدأ الاختلاف بين المسلمين وما نجم عنه من ظهور آراء ونظريات الفرق مثل الخوارج والشيعة، وقد دخل هذا المعترك أيضًا فريق ثالث هم المرجئة.

 

وكلمة (مرجئة) مشتقة من (أرجأ) بمعنى آخر أمهل، فهم يرجئون أمر هؤلاء المختلفين إلى يوم القيامة، وبعضهم يشتق اسمهم من (أرجأ) بمعنى بعث الرجاء في نفوس العصاة، فهم يؤملون كل مسلم عاص بأن يتوب ويرجع إلى الله[1].

 

ثم بدأت هذه الفرقة تتناول المسائل الثلاث التي بحثها قبلهم الخوارج والشيعة. وقد تبين لنا أن الخوارج تعد كل كبيرة كفرًا، كما ذهب الشيعة إلى اعتبار الإمامة ركنًا أساسيًا في الإسلام، وجاء المرجئة فأعلنوا أن الإيمان هو المعرفة بالله سبحانه وتعالى ورسله عليهم السلام، فمن عرف أن لا إله إلا الله محمد رسول الله فهو مؤمن، أي أنهم لم يشترطوا العمل مع الإيمان، فكان ذلك ردا على الخوارج- الذين اشترطوا الإتيان بالفرائض والكف عن الكبائر، وكان هذا الرأي أيضًا بمثابة الرد على الشيعة الذين يعتقدون أن الإيمان بالإمام والطاعة له جزء من الإيمان.

 

وقد عرض ابن تيمية لمذهب المرجئة وأرجع أصول الخطأ عندهم إلى عاملين.

الأول:

ظنهم أن الإيمان في مرتبة واحدة، فقالوا: إيمان الملائكة والأنبياء وأفسق الناس سواء.. بينما الإيمان الذي أوجبه الله يتباين تباينًا عظيمًا، فيجب على الملائكة من الإيمان ما لا يجب على البشر، أو يجب على الأنبياء ما لا يجب على غيرهم، وليس المراد هنا أنه يجب عليهم من العمل فحسب، بل ومن التصديق والإقرار أيضًا.

 

الثاني:

لم يفطن المرجئة إلى تفاضل الناس في الإتيان بالأعمال، فليس إيمان من أدى الواجبات كإيمان من أخل ببعضها وليس إيمان السارق والزاني والشارب للخمر كإتيان غيرهم[2].

 

(4) القدرية (نفاة القدر):

يقول ابن تيمية (ثم في آخر عصر الصحابة حدثت القدرية وتكلم فيهم من بقى من الصحابة كابن عمر وابن عباس ووائلة بن الأسقع وغيرهم[3].

 

وهم يقولون: الأمر مستقبل وأن الله لم يقدر الكتاب والأعمال. ويقال أن أول من ابتدعه بالعراق رجل من أهل البصرة من أبناء المجوس، وتلقاه عنه معبد الجهني وأخذ غيلان عن معبد[4].

 

وسيأتي الشرح والتحليل لعقيدة الإيمان بالقدر، وتمهيدًا لذلك فإننا نضع هنا أمام القارئ نبذة مختصرة عنها.

 

فإن مذهب أهل السنة والجماعة في الإيمان بالقدر يقتضي- كما ينص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - أن الله تعالى خالق كل شيء وربه ومليكه لا رب غيره ولا خالق سواه، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

 

وما يصيب العبد من النعم فالله أنعم عليه، وما يصيبه من الشر فبذنوبه ومعاصيه، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [الشورى: 30] وقال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ [النساء: 79] أي ما أصابك من خصب ونصر فالله أنعم به عليك، وما أصابك من حزن وذل وشر فبذنوبك وخطاياك. وكل الأشياء كائنة بمشيئة الله وقدرته وخلقه، فلابد أن يؤمن العبد بقضاء الله وقدره، وأن يوقن العبد بشرع الله وأمره.

 

والقدر السابق لا يحول بين العبد وبين العمل وفقًا لشرع الله تعالى وأوامره الدينية، فقد ورد في الصحيحين عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: ((كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببقيع الغرقد في جنازة فقال: ما منكم أحد إلا قد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة فقالوا: يا رسول الله: فلا نتكل على الكتاب وندع العمل؟ قال: اعملوا فكل ميسر لا خلق له، أما من كان من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 10].

 

ويتضح من ذلك أن ارتباط الأفعال بالنتائج في السلوك الإنساني كارتباط الأسباب بالمسببات في العالم الطبيعي بحكم العقل والتجربة، فإن الزرع ينبت ببذر البذور والسقاية بالماء، والشبع يتحقق بالأكل، والري بالشرب والموت يكون بالقتل.. الخ.

 

لذلك حث الرسول - صلى الله عليه وسلم - على العمل وحض عليه وكان الأسوة الحسنة في عمل كل ما يحبه الله تعالى ويرضاه وأمرنا بذلك، ففي الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:

"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، كان لو تفتح عمل الشيطان".

 

فأمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بشيئين: أن نحرص على ما ينفعنا وهو امتثال الأمر وهو العبادة وهو طاعة الله ورسوله وأن نستعين بالله وهو يتضمن الإيمان بالقدر فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

 

أما من ظن أنه يطيع الله بلا معونته - كما يزعم القدرية - قد جحد قدرة الله التامة ومشيئته النافذة، وخلقه لكل شيء. ومن ظن في الطرف الآخر المقابل أنه إذا أعن على ما يريد كان محمودًا سواء وافق الأمر الشرعي الديني أو خالفه فقد جحد دين الله وكذب بكتبه ورسله ووعده ووعيده واستحق من غضبه وعقابه أعظم ما يستحق الأول.

 

إذن لابد من الإيمان بالقدر مع الإذعان للأمر والنهي الشرعيين وإذا أحسن العبد حمد الله تعالى وإذا أساء استغفر الله تعالى، وعلم أن ذلك بقضاء الله وقدره فهو من المؤمنين، فإن آدم - عليه السلام - لما أذنب تاب فاجتباه ربه وهداه، وإبليس أصر واحتج فلعنه الله وأقصاه فمن تاب كان آدميًا ومن أصر واحتج بالقدر كان إبليسيًا فالسعداء يتبعون آباءهم، والأشقياء يتبعون عدوهم إبليس[5].

 

هذه هي الفرق الأربعة التي ظهرت في عصر الصحابة، فقد حدثت الخوارج والشيعة في فتنة مقتل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وظهرت المرجئة والقدرية في أواخر العصر، يقول عبدالله بن المبارك (أصول البدع أربعة الخوارج والشيعة والقدرية والمرجئة)[6].



[1] أحمد أمين: فجر الاسلام ص 2.

[2] ابن تيمية: الفرقان بين الحق والباطل ص 29.

[3] ابن تيمية: النبوات ص 142.

[4] شرح عقيدة الاسفراييني ج1 ص 251.

[5] ابن تيمية: النبوات ص 142- 143.

[6] مجموع فتاوى ابن تيمية ج2 ص 63-73 باختصار.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • صوتيات
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة