• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ مصطفى حلميأ. د. مصطفى حلمي شعار موقع الأستاذ مصطفى حلمي
شبكة الألوكة / موقع أ. د. مصطفى حلمي / مقالات


علامة باركود

مقدمة في قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي

مقدمة في قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي
أ. د. مصطفى حلمي


تاريخ الإضافة: 9/11/2013 ميلادي - 5/1/1435 هجري

الزيارات: 15019

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقدمة في قواعد المنهج السلفي

في الفكر الإسلامي


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].

 

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على رسوله الذي أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله بشيرا ونذيرا.

 

وبعد، فها نحن بفضل الله ومنه وكرمه نصدر الطبعة الرابعة من هذا الكتاب، وهي تواكب حركة اليقظة الإسلامية الآخذة في الاتساع، وتقابلها حركة مضادة بدوافع تغريبية وعلمانية وماركسية.

 

وإزاء الكم الهائل من البحوث والمقالات والكتب التي حاولت- وما زالت تحاول حصار اليقظة (أو الصحوة) الإسلامية[1] لإجهاضها ثقافيا وإعلاميا وسياسيا، سالكة سبلاً عدة، ربما من أهمها:

 

1- خلط المفاهيم وإثارة الرأي العام وتنفيره من الاتجاه الإسلامي باختراع ألفاظ ذات مدلولات منفرة كالجمود والرجعية والتعصب والتزمت الخ..

 

وهي معركة المصطلحات التي نحذر من الانزلاق إليها بغير تمهيد للاتفاق على مفاهيمها ومدلولاتها والمقصود منها لا سيما أننا نعالج العقيدة السلفية وندعو إلى اعتناقها والاقتداء بطريقة السلف في تلقي الإسلام وتطبيقه بشرائعه ونظمه وقيمه.

 

2- محاولة تطويع حركة اليقظة للمفاهيم الدينية الغربية التي تفصل بين الدين وبين النظم والتشريعات حيث تصاغ الأخيرة بواسطة الفلاسفة والمشرعين يعدلونها ويغيرونها كما يشاءون لملء فراغ العقيدة الدينية.

 

3- الدعوة إلى الاقتداء بالحضارة المعاصرة والذوبان في بوتقتها بزعم العصرية.

 

وإزاء هذه المحاولات الهادفة إلى حصار عقيدة الإسلام وزعزعتها في النفوس، نرى توضيح الرد عليها اختصار بالمقدمة، وفي فحوى الكتاب متسع للشرح والإفاضة:

المقصود بالسلف كمصطلح - كما أوضحنا بصفحات الكتاب - أهل القرون الأولى المفضلة منذ عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم الصحابة والتابعين ومن سار على دربهم وفق مناهج ثابتة نلتمسها في مصادرها بكتب العقائد والفقه وأصوله والتفسير والسنة والسيرة النبوية وتراجم الرجال والتاريخ الخ...

 

وحتى لا يتبادر إلى الذهن الاقتصار على المدلول التاريخي وحده، نبادر فنقرب المعنى للقارئ فنقول: إن قمم الجبال الشوامخ لا يؤثر فيها انقضاء السنين والقرون، بل تظل قممًا شامخة ترنو إليها الأبصار، وبالمثل فإن أهل العصور الأولى يعبرون عن ذروة حضارتنا كذلك أن الإسلام قدم للبشرية النموذج الأكمل للمجتمع الرباني الذي حقق الرسول - صلى الله عليه وسلم - به نموذجًا علميًا لم يستطع الخلل أن يتطرق إليه إلا حينما اختلت قاعدة البناء في القلوب[2].

 

فهل نحن في حاجة إلى التأكيد مرة أخرى بان تطلعنا إلى الاقتداء بالسلف - عقيدة وقيما وسلوكا - لا يعنى الرجوع إلى الماضي ونبذ منتجات العصر بل إننا نستخدمها ونتطلع إلى المستقبل والاستعداد له.

 

كانت الأمة في ظل حضارتها مستمسكة بعقيدتها، مستظلة بشريعة الإسلام طوال نحو أربعة عشر قرنا من الزمان، ثم طرأ عليها الاستعمار الخارجي وعوامل الانحراف الداخلي، وهي الآن في حاجة إلى إحياء العقيدة والعودة إلى الشريعة تصحيحا لأوضاع منحرفة وإعادة الأمة إلى مسارها من جديد بغير حاجة إلى استحداث نظريات ووضع مشاريع وإلا عرضناها إلى المزيد من التقلبات الهادمة وهى في غنى عنها بعد معاناتها في ظل أنظمة فرضت عليها.

 

ولا نريد ترديد الكلام المعاد عن إمكانيات الأمة البشرية وقدرات علمائها وثرواتها وموقعها والدور السياسي الذي يمكن أن تؤديه إذا عُبِّئَت وفق خطة علمية مدروسة موحدة تجمع بين التخطيط العام ورسم الأهداف والخطط التنفيذية[3].

 

ومع أهمية كل ذلك، فإن البدء بالإنسان وتصحيح عقيدته هي الخطوة الأولى.

 

ومع أهمية كل ذلك، فإن البدء بالإنسان وتصحيح عقيدته هي الخطوة الأولى لتحويله إلى مساره الصحيح لكي تفجر العقيدة في النفوس والقلوب ما سبق أن فعلته في مراحل عصورنا واستمرت تفعله في المواقف الحاسمة في تاريخ الأمة وأشهرها معارك الجهاد في العصور الأولى وطوال تاريخ مواجهتها لأعدائها، ضم حروب التتار والحروب الصليبية إلى الجهاد الأفغاني وحرب العاشر من رمضان في تاريخنا المعاصر.

 

وكان دأب الرسول - صلى الله عليه وسلم - في دعوته وتربيته وتوجيهاته للصحابة، العناية بالعقائد والقيم وتحقيق الأسوة بشخصه، أي العناية بالإنسان كنقطة البدء.

 

وقد جاء الوحي الإلهي بالتعريف بالإنسان ومكوناته المزدوجة بين الجسد والروح ودوره ومصيره، وكانت حضارة الإسلام في كل أطوارها معبرة عن هذا التوازن الدقيق، ولعل دارس أثر العبادات في النفس أيضا يقف على بعض الحقائق في هذا الصدد مما يجعلنا نقدر هذه المزية ونحرص على اتباع سنن الله تعالى في خلق الإنسان، كما أن الموازنة بين التصور الإسلامي للإنسان وتصورات البشر الفلسفية سترينا أنه لا علاج إلا باتباع المنهج الإلهي، فإن الله تعالى هو الخالق العظيم، وهو الشارع الحكيم، فله الخلق والأمر.

 

نحن إذن في غنى عن الهزات التي حدثت لحضارة الغرب بسبب افتقادها للوحي الإلهي المعصوم، وإلا فلنلق نظرة عابرة عما حدث هناك بسبب التصورات البشرية وما يحتاجه من نظريات سياسية واجتماعية[4] أخذت تتبدل، فأخذوا يغيرون في الأنظمة كلما ثبت إخفاقها كما يغير المرء ثيابه كلما عنَّ له ذلك!!

 

وتكفينا مراجعة بعض النظريات السياسية والاجتماعية لنقف على العلاقة بينها وبين تصور أصحابها للإنسان وتعريفهم (الفلسفي النظري) له حسب اعتقادهم وهي مجرد فروض لا تصل إلى حد اليقين والجزم، ومع هذا فقد كانت فعالة في صياغة

 

الحضارة المعاصرة:

إن النظريات عن طبيعة الإنسان كانت تؤلف أساس كل فلسفة ونظام سياسي ونظرية اجتماعية، فقد كان الاعتقاد بفسوق الإنسان عنصرا أساسيا في فكر القرون الوسطى. واعتبرت الحركة التنويرية الإنسان كائنا عقلانيا في جوهره، ويخضع معتقداته لتمحيص انتقادي.

 

وفي عصر الدعوة إلى عدم التدخل الحكومي في الشئون الاقتصادية، رأى الداروينيون الاجتماعيون الإنسان منغمسًا في الصراع على البقاء، وهو رأي أحياه من جديد الآن علماء السلوك الحيواني، على أنه فلسفة مجتمعنا الاكتسابي والتنافسي جدًا، وفي السنوات الخمسين التي سبقت صعود هتلر، روجت مجموعة من الفلاسفة الاجتماعيين في ألمانيا نظريات (الدم والتراب، والعودة إلى الغريزة ورفض العقل، والنظر إلى الإنسان وحشًا مفترسًا في جوهره، وإلى الحرب كأعلى شكل من أشكال حياته).

 

ويقول جون لويس - معلقًا على هذه الآراء -: (وهذه الأفكار ليست أبدًا محض تكهنات مفكرين على جانب من الأصالة: إنها لعبت دورًا في صياغة الحضارة)[5].

 

من طبيعة الأمم والشعوب - كالأفراد تماما - المحافظة على ذاتيتها وأصالتها، فمثلا - هناك في فرنسا - ينادي رئيس أحد الأحزاب المحافظة بالتخلص من المسلمين لأنه يخشى منهم على الطابع المسيحي لفرنسا! وتتضافر دول أوروبا فيما بينها لكي تحافظ على ثقافتها الأوروبية الخاصة ولتحمى أهلها من الثقافة الأمريكية، وتتخذ إسرائيل من التوراة والتلمود والبروتوكولات وثائق ومعالم طريق نحو أهدافها، وتحيي لغتها العبرية الميتة من رقادها لتجعلها وسيلة لحفظ كيانها. من الواجب إذن على أمتنا - بل واجب واجباتها لأنها أمة الرسالة - أن تسترد وعيها بذاتها وتؤدي حق الله - تعالى - عليها لتستأنف دورها في قيادة البشرية كخير أمة أخرجت للناس.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



[1] ينظر كتاب (الصحوة الإسلامية.. عودة إلى التراث) ط دار الدعوة بالإسكندرية.

[2] إعادة النظر في كتاب المصريين في ضوء الإسلام، أنور الجندي ص 260 ط دار الاعتصام بالقاهرة 1985م.

[3] ينظر كتاب (العالم الإسلامي اليوم، الاقتصاد - الموقع - الجغرافي - السكان - التعداد - المشكلات). للدكتور عادل طه يونس - ط مكتبة ابن سينا سنة 1990م.

[4] اكتفينا بضرب المثال فيما يتصل فقط ببحثنا الذي نحن بصدده - أي العقيدة والفكر - أما النظم والقوانين والتشريعات فلها بحوثها ودراساتها بالمنهج المقارن التي تثبت تفوق الشريعة الإسلامية بأدنى نظر.

ينظر كتاب: أحكام إسلامية إدانة للقوانين الوضعية، للمستشار محمد غراب، ط. دار الاعتصام، 1986م.

[5] الإنسان ذلك الكائن الفريد ص 17- جون لويس- ترجمة د. صالح جواد الكاظم - الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة 1986م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • صوتيات
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة