• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلمالشيخ أحمد بن حسن المعلِّم شعار موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلم
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم / خطب منبرية


علامة باركود

استقبال رمضان

استقبال رمضان
الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم


تاريخ الإضافة: 19/3/2023 ميلادي - 26/8/1444 هجري

الزيارات: 14867

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

استقبال رمضان


المقدمة، والوصية بالتقوى:

عباد الله:

رمضان قد أقبل، وأشرقت أنواره، وارتفع مناره، وتنسَّمت النفوس الطيبة عَبَقَ أزهاره، أقبل رمضان يحمل البشرى للصائمين، والأمل للقائمين، والرفعة للقارئين، والمضاعفة للمتصدقين، والعفو والمغفرة للتائبين، أقبل بمضاعفة الحسنات، وتكفير السيئات.

 

نعم عباد الله:

أقبل رمضان لتهذيب النفوس، ومَلئِها بتقوى الملك القدوس، وتنقيتها من الكدر والضغينة والبؤس، جاء رمضان ليذكرنا بحال الْمُعْدَمين، ومعاناة الفقراء والبائسين، ويذيقنا ألم الجوع لنتذكر الجائعين، ونرِقَّ لهمِّهم ونواسيهم:

جاعت بطون الصائمين
فقدروا ألم الجياعِ
فامتدت الأيدي إلى
المحتاج تنضح بالمتاعِ

 

عباد الله:

لهذه الفضائل والمزايا والخصائص والعطايا، تشوَّفت نفوسُ الصالحين، وطمِعتْ هِمَمُ العاملين، وتلهفت قلوب المؤمنين بوعدِ أرحم الراحمين وأصدق القائلين، كانوا كما ذُكر: من قبل ستة أشهر يدعون الله أن يبلغهم رمضان، فإذا أدركوه دعوا ستة أشهر أخرى أن يتقبله الله منهم.

 

عباد الله:

وهذه الأيام نفوس كثيرة وفئات مختلفة من الناس تتشوَّف لرمضانَ، وتضع الخطط لاستقباله، كلٌّ بطريقته وبحسب رغبته وهمته.

 

من أولئك: بعض الإعلاميين الذين يخططون من شهور طويلة لتقديم ما يجلب المشاهدين، ويستحوذ عليهم، ويؤثر في نفوسهم وعقولهم، بحيث يشغَلونهم بذلك عن الذكر والعبادة، ويُحوِّلون ليالي رمضان إلى لهوٍ ولعب وسموم تمرض القلوب والأرواح، بموادَّ إعلامية محرمة، وبعضها يتعدى إلى القدح في الدين والسخرية برموزه ومقدساته، فهؤلاء محاربون لله ورسوله وللمؤمنين، ويجب على المشاهدين مقاطعة برامجهم، والإعراض عنها، ومنع الأسر من متابعة تلك البرامج.

 

وأما أولو السلطة فواجب عليهم الأخذ على أيديهم، ومنع تلك الوسائل من بث سمومها، وإفساد ليالي رمضان، وتحويلها إلى ضد ما جُعِلت له، وإذا كنا غير قادرين على منع ما ليس لنا عليه سلطة، فإن وزارة الإعلام في بلادنا مسؤولة مسؤولية كاملة عن كل ما يُعرَض في القنوات اليمنية، وعليها أن تمنعها من بث أي شيء لا يليق بالشهر الكريم وبمشاعر الصائمين، وخصوصًا بعض المسلسلات والبرامج التي تتبناها الوزارة أو بعض مؤسساتها، والتي قد ظهرت سوآتُها، وانتقدها العقلاء والعلماء.

 

ومن الفئات المتشوقة لرمضان: بعض التجار الذين يشتاقون له ليملؤوا الجيوب، ويضخموا الأرصدة، ويمتصوا دماء الصائمين، يرفعون أسعارهم، ويروِّجون بضائع فاسدة ويغشون ويخدعون، كل ذلك؛ استغلالًا لاندفاع الناس لشراء متطلبات رمضان، وهؤلاء أخطؤوا الطريق وخسروا من حيث يظنون أنهم رابحون، فما أحقهم بأن يُقال عنهم: ﴿ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 16]، وأخسر صفقة من هؤلاء تجار الملابس، الذين يتسابقون في إفساد النساء، وتشجيعهن على التبرج والتعري المتدرج، بحيث يُقضَى على الحجاب وعلى الحياء، وتصل إلى ما وصل إليه غيرنا من السفور والعُرْيِ والضياع، وهؤلاء هم دعاة الفتنة، ومُشيعو الفاحشة، وعليهم أوزارهم وأوزار كل من خُدعت بهم، وتخلَّت عن حجابها وحيائها بسببهم: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [النحل: 25]، ومن الفئات المتشوقة لرمضان فئة كبيرة من الناس ومن الشباب على وجه الخصوص، قلَّ علمهم، وصغر قدر رمضان في نفوسهم، فهم يشتاقون لا ليملؤوا ساعاتِه بالطاعات، ويستفرغوا أوقاته فيما يقربهم إلى خالق الأرض والسماوات، ولكن ليكرروا عادات تعودوا عليها في السنين الماضيات، أو يخترعوا من اللهو واللعب ما يقطعون به الساعات، ويهدرون به الأوقات، ويحرِمون أنفسهم به من مضاعفة الحسنات، ورفيع الدرجات، فنهارهم نوم حتى عن الصلوات المكتوبات، فضلًا عن النوافل والمندوبات، والليل لهو ولعب وبرامج ومسلسلات، أو تسكع في الأسواق وأذية للمؤمنين والمؤمنات، فهؤلاء أخشى أن يكونوا من المبعدين والمحرومين، الذين لا يزيدهم رمضان عن الله إلا بعدًا؛ كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: من أدرك رمضان فلم يُغفَر له فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين))[1]، كما أخشى أن يكونوا من المحرومين؛ كما في حديث أبي هريرة أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن شهر رمضان وعن ليلة القدر؛ حيث قال: ((وفيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرِم خيرها، فقد حُرِم الخير كله))[2]، وفي رواية: ((ولا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إلا مَحْرُومٌ))[3].

 

فيا شباب الإسلام، ويا فتية الدين، ويا أمل الأمة، إياكم أن تكونوا من هذه الفئة التي تخسر في مواسم الربح، وتُحرَم في مواطن الفوز، وتُبعَد في منازل القرب من رب العالمين، فلا تُفلِح في دين ولا دنيا، ولا تسعَد في الحياة ولا بعد الممات.

 

عباد الله:

وحتى لا تُظلِم الدنيا في أعيننا، ولا تسوء ظنوننا بأنفسنا وبأمَّتِنا، فإنني أبشركم بأن هناك فئاتٍ هي على العكس ممن مضى ذكرهم، فئات صالحة طامحة، متنافسة في الخير، مسارعة إلى الأجور والحسنات، مستغلة لرمضان أحسن استغلال، مدركة فيه أرفع الدرجات، وكاسبة فيه أوفر الحسنات، ومكفرة ما في صحائفها من ذنوب وسيئات، هناك إعلاميون يُسخِّرون وسائلهم للهداية والإرشاد، والدعوة إلى سبيل الرشاد، وهناك تجار يشتاقون إلى رمضان لتفطير الصائمين، وإطعام الجائعين، وتفريج كرب المكروبين، لا يريدون من وراء ذلك جزاءً ولا شكورًا إلا من رب العالمين، وهناك شباب وكهول، ورجال ونساء يتشوقون لرمضان للاتِّجار مع رب العالمين، يرجون تجارة لن تبور، ويغرسون فيه الأعمال الصالحة ليجنوا ثمارها فضائلَ وحسناتٍ، ورفعة في الدرجات، وتكفيرًا للسيئات، وعتقًا من النار، وتزكية للأرواح، وتطهيرًا للنفوس، وعلاجًا للقلوب؛ حتى يكونوا من أهل الجنة، ونعم المصير: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].

 

علِم هؤلاء أن أيام رمضان معدودة، وساعاته محدودة، فأكَّدوا العزم على أن يسخروها في الطاعة؛ ليكسبوا فيها أحسن البضاعة، فصاموا النهار إيمانًا واحتسابًا، ثم أردفوا ذلك بالذكر والقراءة، والصدقة والمواساة، والحفاظ على الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة، يرافق ذلك كفٌّ للجوارح عما يجرح الصيام ويُذهِب أثره، فهم يحافظون على الأبصار والأسماع والألسنة عن أن تستمتع بالحرام، أو تقول الهجر والفحش من الكلام، متأدبون بآداب الصوم، فلا رفث، ولا صخب، ولا جهل، فإن سابَّ أحدَهم جاهلٌ أو قاتله قال: (إني صائم)، وأما ليلهم فقيام وتراويح وذكر وتسبيح، يتحصنون بالمساجد عن فتن الأسواق، أو يلجؤون إلى بيوتهم حذرًا من الانزلاق في مجاراة الجهلة والفسَّاق، مُعرِضون عن عفن وغثاء الفضائيات، وفتن وحبائل الشيطان التي تبثها بعض القنوات.

 

لديهم من الخير والمعروف المباح ما يغني عن المنكر والمحرم والمجون، فهؤلاء هم الفائزون ومن تجارة رمضان هم الرابحون، ولما فيه من نفحات هم المغتنمون والغانمون: ﴿ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22].

 

فكن يا عبدالله من هؤلاء، تحلَّ بصفاتهم، وتخلَّق بأخلاقهم، واحمل همتهم لتصل إلى ما يصل إليه السابقون، وتدرك ما يتنافس فيه المتنافسون، وتكون ممن أحرز السعادة، وبُشِّر بالحسنى وزيادة: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21].

 

الخطبة الثانية

الحمد والثناء والوصية.

 

هذه الليلة القادمة هي أولى ليالي رمضان، ويجب علينا فيها لأجل أن نكون ممن صام رمضان وقامه إيمانًا واحتسابًا أمورٌ:

 

الأول: النية؛ وهي الركن الأول من أركان الصيام، والإخلاص والاستحضار على الدوام.

 

الثاني: التقيد بوقتي الإمساك والإفطار: ﴿ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187].

 

أ) التأكيد على الإمساك عند الأذان.

ب) التقيد بالتقويم المعمم من وزارة الأوقاف... إلخ.

 

لا يجوز إحداث مشاغبات، وتقديم وتأخير في وقتي الفجر والمغرب؛ حتى لا يُفتَن الناس؛ إلخ.



[1] رواه ابن خزيمة، وابن حبان في صحيحه، والطبراني في المعجم الأوسط، والبيهقي في الشعب، وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب (997).

[2]رواه النسائي 2 /66 برقم: 2416.

[3] رواه ابن ماجه 1 /526 برقم: 1644.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر
عبدالمطلب ال خيرات - المملكة العربية السعودية 24-03-2023 12:14 AM

جزاكم الله خيرا..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • مرئيات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • كتب
  • صوتيات
  • منظومات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة