• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. محمد السقا عيد شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. محمد السقا عيد / مقالات


علامة باركود

الهواء نعمة

د. محمد السقا عيد


تاريخ الإضافة: 3/3/2018 ميلادي - 15/6/1439 هجري

الزيارات: 20745

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الهواء نعمة

 

نعم الله علينا كثيرة، وآلاؤه غزيرة، وأياديه جليلة، تستدعي العقول للتأمل والانتباه، قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34].

 

ومن أجلّ نعم الله على البشر نعمة الهواء الذي يحيط بنا؛ تلك النعمة التي لم يُملكها الله - تعالى - لأحد، ولم يحجزها ويمنعها أحد من الأحياء، بل ساوى بين الجميع في وجوه الانتفاع بها، فمن الذي يقدر أن يمنع عنك النفس الداخل، أو يقف ويسد عليك طريق النفس الخارج؟.

 

لقد وفـَّر الخالق - جلّ وعلا - الهواء بكميات هائلة تكفي حاجة الكائنات، ويسَّر مكانه على وجه الأرض دون أن تتعب، أو تتكلف في جمعه أو نقله أو تخزينه، أو تخشى فقده أو ضياعه.

 

إنه مشهد رائع حقـًا، عندما تنظر إلى الطير المسخر بين السماء والأرض، ما يمسكه إلا الله بقدرته، فجعل الهواء يحمل الطيور، ويسر وحبب إليها الطير، لذلك فلا تقع على الأرض، وبدون الهواء ما كان لطائر أن يطير، فالطيور تدفع كميات الهواء اللازمة لتسبح عليها، ولم يقتصر الهواء على حمل الطيور فقط، بل تراه اليوم يحمل الطائرات بأثقالها كما تحمل البحار السفن.

 

ولولا وجود الهواءِ لما حلَّقتِ الطيورُ في الفضاءِ، ولما تمكنَتِ الطَّائراتُ من الإقلاعِ من مدرجاتِ المطارات، والهواء هو الذي يمكِّنُنا من سماعِ بعضنا البعض؛ لأنَّه الوسيطُ الذي تنتقلُ فيه الأصواتُ، فيا له من نعمةٍ عظيمة، أقل ما يجبُ علينا أن نحفظَه نقيًّا خاليًا من الملوِّثات.

 

في الهواء كل شيء موزون، وبقدر معلوم:

الهواء الجوي ليس عنصراً واحداً بل هو خليط من عدة غازات مختلفة، تحافظ هذه الغازات على خصائصها، ولا تتفاعل مع بعضها البعض، ولو كانت تتفاعل مع بعضها البعض لتكونت من غازات الهواء مواد أخرى ولحرمنا كل النعم التي خلقها الله لنا في الهواء.


وهو كتلة من الغازات تحيط بالكرة الأرضية، ويزن هذا المحيط من الهواء حوالي خمسة آلاف مليون مليون طن، ويسلط منه على رؤوسنا حوالي 15 باون "رطل" لكل بوصة مربعة، لكننا لا نشعر بهذا الضغط؛ لأن الخالق الحكيم الرحيم أوجد ضغطـًا لدماء وسوائل الجسم ما يعادل هذا الضغط الخارجي للهواء، ويتناسب معه.


يحتوي الهواء على نسبة ثابتة من الأكسجين مقدارها 21%، وبالرغم من استهلاك الأكسجين المتسمر في عمليات التنفس، لكن تبقى هذه النسبة ثابتة لا تزيد ولا تنقص. فقد أوجد الله النبات الذي يعطي الأكسجين باستمرار فيفي بحاجات الحياة، ولو نقصت نسبة الأكسجين لقضي على الكائنات الحية، ولما اشتعلت النار، كما أنه لو زادت نسبته لاشتعلت الحرائق في كل مكان، إذ إنه يساعد على الاشتعال.


كثيرا ما نرى الرياح تنتقل بقوة عارمة، وتنقل معها الهواء من مكان إلى مكان، وأحيانـًا تقلع الأشجار، وتخرب البنيان، وتفعل وتفعل... ثم تغادر الأرض، فلا يبقى لها أثر، فلم لا يغادر الهواء الأرض أيضًا؟ والجواب أن الله - تعالى - قد جعل للأرض جاذبية تمسك بالغلاف الهوائي فلا يغادرها، حتى تستقيم الحياة على الأرض لأنه لولا وجود الهواء لما كانت هناك حياة علي وجه الأرض.

 

جعل الله - تعالى - الهواء غازًا قابلاً للانتشار، يملأ أي حيز من الفراغ فيسهل تنفس الكائنات، وجعله في طبقات مختلفة ذا تركيب شفاف يسمح بنفاذ الضوء، فيسعى الإنسان في النور، وتتزين السماء باللون الأزرق الجميل.

 

يقوم الهواء بتلقيح الأزهار، ولولا ذلك لتعذر الحصول على الطعام والحب والثمار. وقد اقتضت حكمته - تعالى - أن يملأ الهواء الجوي بغاز "النيتروجين" الذي يساعد النباتات البقولية في صنع غذائها عن طريق الامتصاص، كما أن عواصف البرق تؤدي إلى اتحاد "الأكسجين" و"النيتروجين"؛ لتكوين "أكسيد النتروز" الذي ينزل مع المطر فيكون سمادًا للتربة.

 

كما تقومُ طبقةُ الأوزون بترشيحِ أشعة الشمس لمنعِ وصول الأشعة فوق البنفسجيةِ الضَّارةِ إلى طبقاتِ الجوِّ السُّفلى.

 

الهواء الجوي درع الوقاية والحماية للبشر:

تغزو ملايين الشهب والنيازك الأرض، بكمية تكفي لإبادة البشر، وتقضي على الأخضر واليابس؛ فاقتضت حكمة الخبير العليم أن يجعل سمك الغلاف الجوي ثمانية عشر ألف ميل، وصممه بإحكام شديد، وميزان دقيق؛ ليتم إحراق الشهب والنيازك، والأشعة القاتلة قبل أن تصل إلى الأرض، فكان الهواء كالدرع الواقي لسكان الأرض من الخطر، إنه أشبه بالمشيمة التي تحيط بالجنين، فحين تعبر منها الدماء إلى الجنين فإنها تمنع المواد الضارة من العبور وتسمح فقط بالمواد النافعة، مثلما يقوم غلاف الأوزون بمنع الأشعة الضارة بالكائنات الحية من العبور. ألا ترى أن هذا التدبير المحكم من صنع الله الحكيم الرحيم العليم الحافظ الذي أراد أن يحفظ الكائنات الحية من المخاطر المحيطة بها من كل اتجاه؟.

 

 

توزيع الهواء بين الكائنات:

أعطى الله - تعالى - كل كائن حاجته من الأكسجين، فالحشرات الصغيرة الحجم تحتاج إلى كميات قليلة، لذا فجهازها التنفسي بسيط للغاية، عبارة عن ثقوب في جوانبها.

 

والأسماك والحيتان في البحر تحتاج إلى تنفس الأكسجين فجعل الله - تعالى - الأكسجين يذوب في الماء، وأوجد في الأسماك الخياشيم التي تستخلص بها الأكسجين من الماء ليصل إلى كل خلية في أجسامها.

 

وأنت أيها الإنسان الكبير الحجم تحتاج إلى كميات كبيرة من الأكسجين فأوجد لك ربك الرئتين، وجعل لك جهازًا خاصًا بالتنفس ينقل الأكسجين عبر الدماء، فيصل إلى كل خلية في جسمك، وليس ذلك فحسب، بل يأخذ غاز "ثاني أكسيد الكربون" الذي يضرك فيطرده خارج الجسم.

 

جعل الله - تعالى - جهاز التنفس يدخل الهواء بقدر، وجعل حركة ذلك إليه لا بإرادتك حتى لا تسرف وتتجاوز الحد، وكذلك لا تقتر وتبخل على نفسك؛ جعله الله يعمل بلا كلل ولا ملل أو توقف، يعمل في كل مكان، وفي كل حال، يعمل وأنت مشغول في عملك، كما يعمل وأنت غافل غارق في نومك، فأنت أيها الإنسان نفس داخل، ونفس خارج، فإذا انقطع النفس انقضى الأجل.

 

صفوة القول:

وبعد فهذه دعوة إلي العقل البشري أن يتجول في هذا المعرض الإلهي المملوء بالآيات والعجائب أقصد الكون، فسوف يجد له في هذا الميدان مجال. فالله تعالي هو خالق الحياة، وهو الذي أمد الأحياء بما تحتاج من الهواء، وهو الذي أنعم على الأحياء بالهواء للتنفس، وهو الذي يحميها به من أخطار الشهب والنيازك، ويلقح به كثيراً من النباتات، ويحمل به الأمطار، ويوازن بضغط الهواء ضغط السوائل في أجسام الكائنات.


من صاحب هذه الحكمة العظيمة، وذلك التقدير البديع، والتنظيم الحكيم، والتقدير المتقن، والتركيب العجيب؟ أوثن لا يسمع ولا يبصر، ولا ينفع ولا يضر؟ أطبيعة صماء عمياء جامدة، لا تملك حكمة ولا إرادة؟ أعدم لا يفعل شيئاً؟ أم أن تلك الحكمة المشاهدة، والتقدير البديع، والتنظيم الحكيم، والتوازن المتقن، والتركيب العجيب، كل ذلك شاهد أمام كل عاقل بأنه من صنع الرب الحكيم والخالق العظيم والمبدع الخبير البصير الرحيم الذي خلق الهواء المحيط بأرضنا بتقدير حكيم، وصنع لطيف، وهو غير هذه المخلوقات المشاهدة؟.​


مصادر يمكن الرجوع إليها:

♦ المنتدى العربي للدفاع والتسليح.

♦ موقع طريق الإسلام.

♦ الغلاف الجوي للأرض نعمة عظيمة أ. عاهد الخطيب شبكة الألوكة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • عروض تقديمية
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة