• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الأستاذ الدكتور محمود بن أحمد بن صالح الدوسريد. محمود بن أحمد الدوسري شعار موقع الأستاذ الدكتور محمود بن أحمد بن صالح الدوسري
شبكة الألوكة / موقع د. محمود بن أحمد الدوسري / خطب


علامة باركود

الرؤيا: آداب وضوابط

الرؤيا: آداب وضوابط
د. محمود بن أحمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 24/3/2022 ميلادي - 20/8/1443 هجري

الزيارات: 15941

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الرؤيا

آداب وضوابط

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده: الرؤيا والحُلْم هو ما يراه النائم في نومه من الأشياء، ولكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والشيءِ الحَسَن، وغلب الحُلْم على ما يراه من الشر والقبيح.

 

وجاءت نصوص السُنَّة ببيان أنواع الرُّؤى؛ كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الرُّؤْيَا ثَلاَثَةٌ: فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ» رواه مسلم.

 

وفي قوله عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلاَثٌ: مِنْهَا أَهَاوِيلُ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ لِيَحْزُنَ بِهَا ابْنَ آدَمَ. وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ، فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ. وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» صحيح - رواه ابن ماجه.

 

فالرؤيا لا تخرج عن هذه الثلاث: الرؤيا الصالحة: أي الرؤيا الحسنة التي لا تشتمل على شيءٍ يكرهه الرائي؛ بل فيها مصلحة دينية أو دنيوية. ورؤيا الخاطر: بأنْ يُحدِّث المرءُ نفسَه بأمرٍ مَّا، فيكون البالُ مشغولًا به، ثم ينام فيرى هذا الشيءَ المشغولَ به، فهذا حديثُ نفسٍ، لا يضر ولا ينفع. ورؤيا تَحزِينٌ من الشيطان.

 

عباد الله؛ ولا يكاد إنسانٌ ينفك عن مناماتٍ يراها في نومه، وقد شَرَعَ الإسلامُ آدابًا تتعلَّق بالرؤيا، سواء كانت رؤيا صالحة أو رؤيا سوء، ومن أهم آداب الرؤيا الصالحة:

1- أنْ يعلم أنها من الله تعالى فيحمده عليها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا» رواه البخاري. وفي رواية: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ» رواه البخاري ومسلم.

 

2- أنْ يفرح ويستبشر بها، وينشرح لها صدره، ولا يقصها إلاَّ على مَنْ يُحبُّ، ولا يطلب تأويلَها إلاَّ من ذي رأيٍ وحِكمة، وعلمٍ ونُصح؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فَإِنْ رَأَى رُؤْيَا حَسَنَةً؛ فَلْيُبْشِرْ، وَلاَ يُخْبِرْ إِلاَّ مَنْ يُحِبُّ» رواه مسلم. وفي رواية: «وَلاَ تُحَدِّثُ بِهَا إِلاَّ لَبِيبًا أَوْ حَبِيبًا» صحيح - رواه الترمذي. وفي رواية: «وَلاَ يَقُصُّهَا إِلاَّ عَلَى وَادٍّ، أَوْ ذِي رَأْيٍ» صحيح - رواه أبو داود. وفي رواية: «لاَ تُقَصُّ الرُّؤْيَا إِلاَّ عَلَى عَالِمٍ، أَوْ نَاصِحٍ» صحيح - رواه الترمذي.

 

والحِكمة في عَرْضِ الرؤيا على أهل العلم والنُّصح: أنَّ العالم: يؤوِّلها له على الخير مهما أمكنه. وأمَّا الناصح: فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويُعِينه عليه. وأمَّا الحبيب: فإنْ عَرَفَ خيرًا قاله، وإنْ جَهِلَ أو شَكَّ سَكَت.

 

3- أن يُفسِّرها على أحسن الوجوه، فإنَّ ذلك مما يشرح صدر الرائي، ويزيد في استبشاره وتوقُّعه للخير، والمسلمُ مطالَب بالتفاؤل، وإحسانِ الظنِّ بالله تعالى في كلِّ أحواله، والتفسيرُ الحَسَنُ يصب في هذا الاتجاه؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رَأى أحَدُكُمُ الرُّؤيا الحَسَنَةَ فَلْيُفَسِّرْها، ولْيُخْبِرْ بِها، وإذا رَأى الرُّؤيا القَبِيحَةَ فلا يُفَسِّرْها، ولا يُخْبِرْ بِها» صحيح - رواه ابن عبد البر في "التمهيد".

 

عباد الله؛ ومن أهم آداب الرؤيا السُّوء المكروهة:

1- الاستعاذة بالله تعالى من شرِّها، والاستعاذة من الشيطان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ؛ فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا» رواه البخاري. وفي رواية: «وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ فَلْيَتَعَوَّذْ مِنْهُ» رواه البخاري.

 

2- أنْ يبصق أو ينفث عن يساره ثلاثًا؛ ويوقن بأنها لنْ تضره؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلْمًا يَكْرَهُهُ؛ فَلْيَنْفُثْ (وفي لفظ: فَلْيَبْصُقْ) عَنْ يَسَارِهِ ثَلاَثًا، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ» رواه مسلم.

 

وكون البصق يسارًا؛ لأن جهة اليسار محل الأقذار، ويبصق ثلاثًا؛ للتأكيد. فيجب على المسلم أنْ يعتقد يقينًا أنَّ الحُلْمَ لن يضره، وهو أمر مرتبط بالاعتقاد الصحيح، فيكون سببًا للسلامة من المكروه.

 

3- التَّحول عن الجَنْب الذي ينام عليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ» رواه مسلم. أي: إلى الجَنْب الآخَر؛ تفاؤلًا بِتَحول تلك الحال التي كان عليها.

 

4- أنْ يقوم فيصلي؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ؛ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ» رواه مسلم. والصلاة فيها لجوء إلى الله تعالى؛ لِقُرب المصلي من ربه عند سجوده.

 

5- ألاَّ يَقُصَّها على أحد، ولا يطلبَ تفسيرها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم - في الرؤيا السَّيئة: «فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلاَ يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ، فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ» رواه البخاري.

 

ومما يؤسف له: أنَّ كثيرًا من الناس يُصِرُّون على تفسير الرؤيا السوء، ويسعون لذلك ولا يتراجعون عنه، وقد تُفسَّر لهم تفسيرًا سيِّئًا، ويكون لذلك عواقب وخيمة، فمَنْ تأدَّب بهذه الآداب كان مُثابًا، ولم تضره الرؤيا السيئة؛ كما وعد النبي صلى الله عليه وسلم.

 

عباد الله؛ ومن الآداب المهمة التي تتعلَّق بالرؤيا:

1- ألاَّ يتعجَّل المرءُ في التأويل للرؤيا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ، فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ» صحيح - رواه أبو داود وابن ماجه. حتى يتبصَّر، ويؤوِّلها على أحسن وجه، فإنها إذا أُوِّلت وقَعَتْ على ما أُوِّلت إلاَّ أنْ يشاء اللهُ تعالى.

 

2- ألاَّ يَكْذِبَ في رؤياه، والكذبُ في الرؤيا من أكبر الكبائر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مِنْ أَفْرَى الْفِرَى؛ أَنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَ» رواه البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلُمٍ لَمْ يَرَهُ؛ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، وَلَنْ يَفْعَلَ» رواه البخاري.

 

3- ألاَّ يُخْبِرَ أحدًا بِتَلَعُّب الشيطان به في منامه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا لَعِبَ الشَّيْطَانُ بِأَحَدِكُمْ فِي مَنَامِهِ؛ فَلاَ يُحَدِّثْ بِهِ النَّاسَ» رواه مسلم.

 

وقد زَجَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أعربيًا - حَلَمَ كأنَّ رأسَه قُطِعَ، فتَدَحْرَج، فهو يتبعه - فقال له: «لاَ تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ» رواه مسلم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله... أيها المسلمون.. هناك آدابٌ وضوابطُ مُعتَبَرةٌ لصاحب الرؤيا وللمُعَبِّر، فمن الآداب والضوابط المُعتَبَرة في "صاحب الرؤيا": أنْ يحتَرِزَ من الكذب في رؤياه، ولْيكن صادقًا فيما يُخبِر به. ويُستحب أنْ ينام على وضوء؛ لِتَكونَ رؤياه صالحة. وأنْ يتخلَّص من الذنوب والمعاصي. وألاَّ يقصَّها على مُعَبِّرٍ - وفي بلده مَنْ هو أحذق منه في التعبير، ألا ترون ما جاء في "مَلِكِ مِصْرَ" حين رأى ما رأى، فَقَصَّ رؤياه على مُعَبِّري بلده؛ فقالوا له: ﴿ أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ ﴾ [يوسف: 44] فسأل عنها يوسفَ - عليه السلام - فعبَّرها له.

 

وأمَّا الآداب والضوابط المُعتبَرة في "المُعبِّر": أن يكون عالِمًا حاذِقًا بعلم تأويل الرؤى. وأنْ يحفظ الأسرار؛ فلا يذهب فيقول: "فلانٌ رأى كذا، أو كذا"، مما فيه كَشْفٌ لها. وأنْ يكون عالِمًا بكتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولغةِ العرب، وأمثالِها، وما يجري على ألسنة الناس. وأنْ يُعَبِّر الرؤيا على مقادير الناس، ومذاهبِهم وأديانِهم وبلدانِهم، مع الاستعانة بالله تعالى، وسؤالِه التوفيقَ والسدادَ في تعبيره للرؤيا. وإذا لم يمكنه تأويلها؛ فإنَّ الأَولى أنْ يُحيلها على مَنْ هو أعلم منه بالتأويل، ولا يتحرَّج في ذلك. وإذا كانت الرؤيا فيها شيء يكرهه صاحبُها؛ فإنه يَصْمُت، أو يدعو صاحِبَها إلى الْتِزام تقوى الله تعالى. وأنْ ينوي بتعبيره التقرب إلى الله تعالى؛ لأن تعبير الرؤيا سنة مأخوذة عن الأنبياء.

 

عباد الله؛ وهناك مفاسد تَحْدُث بسبب التعبير الخاطئ للرؤيا، ومن ذلك: أنَّ بعض الناس يَضْعُف توكُّلهم على الله تعالى بسبب اعتمادهم على رؤيا، دون الأخذ بأسباب تحصيلِه إنْ كان خيرًا، أو الأخذ بأسباب اجتنابِه إن كان شرًا.

 

ومن الآثار السلبية للرؤيا: إثارة الخوف والفَزَع عند الناس، فلو سَكَتَ المُعبِّر - أحيانًا - عن تعبيره؛ أخذًا بأسباب السلامة له ولصاحبها، لكان أَولى وأَسلم. ومن الآثار السلبية - لبعض المُعبِّرين غير المُجِيدِين: ظُلْمُ الآخَرِين والاعتداءُ عليهم. فقد يرى بعضُهم رؤيا، ثم تُعبَّر له بطريق الخطأ، فيقال له: "هناك عدو لك!" ثم يُخبِرُه به، أو يَصِفُه له، وهذا ظلمٌ للناس بغير برهان، ويكون سببًا في الاعتداء عليهم بالضَّرب أو السَّب، أو ذِكْرِهِم بما لم يكن فيهم.

 

ومن الآثار السلبية: تخريب البيوت، وهذا أمرٌ مُشاهد، فقد يرى بعضُهم رؤيا؛ تُعبَّر له: على "أنَّ امرأتَه أو أحدَ أقاربه؛ يقولون - في حقك: كذا!" أو "يحصل منهم كذا!" فتَحْدث أمورٌ تؤدِّي إلى خراب هذا البيت، أو قَطْعِ صلةِ رحمٍ.

 

ومن ذلك: قد يُصاب بعضُهم بأمرٍ مَّا، ثم يرى رؤيا، فتُعَبَّر له: "بأنَّ فلانًا هو الذي أصابك بهذا السحر، أو العين، وما شابه ذلك!" وهذا من أعظم الأمور خطرًا؛ فإنه يوقع العداوة والبغضاء بين الناس، وهو ناتج عن جهل المُعَبِّر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • خطب
  • مقالات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة