• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الأستاذ الدكتور محمود بن أحمد بن صالح الدوسريد. محمود بن أحمد الدوسري شعار موقع الأستاذ الدكتور محمود بن أحمد بن صالح الدوسري
شبكة الألوكة / موقع د. محمود بن أحمد الدوسري / مقالات


علامة باركود

فضائل منى

فضائل منى
د. محمود بن أحمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 3/7/2019 ميلادي - 29/10/1440 هجري

الزيارات: 15415

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضائل مِنًى


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده.

هي إحدى شعائر الله التي أمر بتعظيمها، وأقربها إلى المسجد الحرام، تقع في الجهة الشرقية منه، وتبعد عنه (4 كم)، وسُمِّيت بذلك: لكثرة ما يُمنى (أي: يُراق) فيها من الدماء، وقيل: لأنَّ الله تعالى مَنَّ فيها على نبيه وخليله إبراهيم - عليه السلام - بفداء ابنه.

 

وحدُّها: شرقاً وغرباً من جمرة العقبة إلى وادي محسِّر[1]، وشمالاً وجنوباً ما أقبل عليها من الجبال المحيطة بها، دون ما أدبر[2]. ويبلغ طولها: (5ر3 كم)، ومساحتها: (35ر6 كم2)[3].

 

يبيت فيها الحُجاج ليلة التاسع من شهر ذي الحجة قبل الذهاب إلى عرفة، وليلة الحادي عشر والثاني عشر منه لمن أراد التعجل، وليلة الثالث عشر لمن أراد التأخر، وأيامها أيام أكلٍ وشُرب، وذِكْرٍ لله تعالى، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم[4].

 

ومن الآيات التي أشارت إلى مِنًى:

أ- قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى ﴾ [البقرة:٢٠٣]. قال القرطبي - رحمه الله: (ولا خلاف بين العلماء: أنَّ الأيام المعدودات في هذه الآية، هي: أيام مِنًى، وهي أيام التشريق)[5].

 

ب- قوله تعالى: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ﴾ [الحج:28]. والأيام المعلومات تدخل فيها أيامُ مِنًى أو بعضُها، على خلافٍ بين العلماء، قال الطبري - رحمه الله - في تفسير الآية: (وهُنَّ أيام التشريق في قول بعض أهل التأويل، وفي قول بعضهم: أيام العشر، وفي قول بعضهم: يوم النحر وأيام التشريق)[6].

 

وتضمُّ مِنًى عدداً من الشعائر المكانية العظيمة، منها:

أ- الجَمَرات: وقد سبق الحديث عنها في مقال بعنوان: الجمرات أصل مشروعيتها وفضائل رميها.

 

ب- مسجد الخَيْف[7]: ويقع قريباً من الجمرة الصُّغرى على سفح جبل الصَّابح، وهو مسجد تاريخي قديم، صلَّى فيه النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء عليهم السلام قَبْلَه[8]، عَنِ ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا، منهم مُوسَى عليه السلام، كَأَنِّي انْظُرُ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوانِيَّتانِ[9] وَهُوَ مُحْرِمٌ، عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِ شَنُوءَةَ، مَخْطُومٍ بِخِطَامِ لِيفٍ، له ضَفِيرَتَانِ)[10].

 

فضائل مِنًى:

من الشعائر المعظَّمة التي تقع بمنًى ما يلي:

1- رمي الجمار: وقد سبق الحديث عنها.

2- نحر الهَدْي: قال سبحانه: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الحج:٣٦].

 

ونَحْر الهدي هو رمز إلى ترك كل منهج يخالف منهجَ الله تعالى، وفيه إعلاءٌ لأوامر الله سبحانه وتذكير بأبينا إبراهيم - عليه السلام - الذي بلَغَ من التضحية مَبْلغاً حتى قدَّم ولده وقُرَّة عينِه ووحيده إسماعيلَ - عليه السلام - تلبيةً لأمر ربِّه وطاعةً لمشيئة خالقه سبحانه وتعالى، مُخالفاً بذلك فِطرتَه وعاطفتَه وأُبوَّته وهواه ووساوسَ الشيطان، فكان انتصاراً للحق على الباطل، للإيمان على الهوى والنفس والشيطان، وفي كلِّ عامٍ يكون النحر في نفس المكان الذي نَحَرَ فيه إبراهيم إعلاءً لهذه القِيَمِ وتلك المُثُل؛ قيمةِ الإيمان والطاعة والانقياد والتسليم لأمر الله سبحانه وتعالى، ومُخالفةِ كلِّ أمرٍ يُخالف أمر ربِّنا جل وعلا.

 

3- حِلاقة الرأس:

أ- عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ)، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ! وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قال: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ)، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ! وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قال: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ)، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ! وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قال: (وَلِلْمُقَصِّرِينَ)[11].

 

ب- وعن أُمِّ الْحُصَيْنِ - رضي الله عنها؛ أنَّها سَمِعَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الْوَدَاعِ: (دَعَا لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلاَثًا، وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً)[12].

 

ج- وعن مَالِكِ بن رَبِيعَةَ - رضي الله عنه؛ أنَّه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ)، قال: يقولُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ فقال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الثَّالِثَةِ أو في الرَّابِعَةِ: (وَالْمُقَصِّرِينَ). ثُمَّ قال: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، فَمَا يَسُرُّنِي بِحَلْقِ رَأْسِي حُمْرُ النَّعَمِ[13].

 

د- وعن ابنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَأَمَّا نَحْرُكَ؛ فَمَدْخُورٌ لَكَ عِنْدَ رَبِّكَ، وَأَمَّا حِلاَقُكَ رَأْسَكَ؛ فَلَكَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَلَقْتَهَا حَسَنَةٌ، وَتُمْحَى بِهَا عَنْكَ خَطِيئَةٌ)[14].

 

هـ- وعن عُبادةَ بنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (وَأَمَّا حَلْقُكَ رَأْسَكَ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَعْرِكَ شَعْرَةٌ تَقَعُ عَلَى الأَرْضِ؛ إِلاَّ كَانَتْ لَكَ نُورَاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ)[15].



[1] (وادي محسِّر): وادٍ يمرُّ بين منًى ومزدلفة، على حدِّهما، وليس منهما، وسُمِّي بذلك؛ لأن فيل أبرهة حُسِر فيه، أي: أعيا وكلَّ وانقطع عن الذهاب إلى مكة، ومنه قوله تعالى: ﴿ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴾ [الملك:4]. وهو المكان الذي أهلَك الله تعالى فيه أصحاب الفيل، لذا يُسَنُّ للحُجاج الإسراع فيه أثناء عودتهم من مزدلفة إلى منًى اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم. انظر: صحيح مسلم، (2/ 891).

[2] انظر: بحوث عن مشاعر الحرم، لعبد الله نذير أحمد (ص111-121).

[3] انظر: الحرم المكي الشريف والأعلام المحيطة به دراسة تاريخية وميدانية، (ص190)؛ مكة المكرمة تاريخ ومعالم، (ص79).

[4] رواه مسلم، (2/ 800)، (ح1141).

[5] الجامع لأحكام القرآن، (3/ 1).

[6] تفسير الطبري، (17/ 147).

[7] (مَسْجِد الْخَيْف): هو مَسْجِدٌ مَشْهُورٌ بِمِنًى، والخَيْفُ: ما ارْتفَعَ عَنْ مَجْرى السَّيل، وانْحَدرَ عن غِلَظِ الجبلِ، ومسجدُ مِنًى يُسَمَّى مَسجد الخَيْفِ؛ لأنه في سَفْحِ جَبَلِها. اهتمَّ به خلفاء المسلمين، وجُدِّد عِدَّة مرات، آخِرُها في عهد خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز  رحمه الله - سنة (1407هـ)؛ حيث تمَّت توسعته وعمارته، وبلغت مساحته: (000ر34م2)، ويستوعب (35000) مصلٍ. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، (2/ 93)؛ مكة المكرمة تاريخ ومعالم، (ص82).

[8] انظر: مكة المكرمة تاريخ ومعالم، (ص82).

[9] (قَطَوانِيَّتانِ): قال ابن الأثير في (النهاية)، (4/ 85): (القَطَوانِيَّة: عَباءةٌ بيضاءُ قصيرة الخَمْل، والنون زائدة، كذا ذَكَره الجوهري في المُعْتل، وقال: (كِسَاء قَطَوانِيّ). وقَطَوان -   بفتح القاف والطاء: موضع بالكوفة إليه تُنسب العُبيُّ والأكسية. انظر: الترغيب والترهيب، للمنذري (2/ 117)؛ لسان العرب، (15/ 191).

[10] رواه الفاكهي في (أخبار مكة)، (4/ 266)، (ح2593)؛ والطبراني في (الأوسط)، (5/ 312)، (ح5407)، و(الكبير)، (11/ 452)، (ح12283)؛ والحاكم مختصَراً في (المستدرك)، (2/ 653)، (ح4169)؛ والبيهقي مختصَراً، في (الكبرى)، (5/ 177)، (ح9618)؛ والمنذري في (الترغيب والترهيب)، (2/ 117)، (ح1736) وحسَّن إسنادَه. وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد)، (3/ 297): (رجاله ثقات). وحسَّنه الألباني في (تحذير   الساجد)، (ص106)، و(صحيح الترغيب والترهيب)، (2/ 19)، (ح1127).

[11] رواه البخاري، (2/ 617)، (ح1641)؛ ومسلم، واللفظ له، (2/ 946)، (ح1302).

[12] رواه مسلم، (2/ 946)، (ح1303).

[13] رواه ابن أبي شيبة في (مصنفه)، (3/ 221)، (ح13622)؛ وأحمد في (المسند)، (4/ 177)، (ح17634)؛ وأبو نعيم في (معرفة الصحابة)، (5/ 2454)، (ح5990)؛ والمنذري في (الترغيب والترهيب)، (2/ 135)، (ح1812). وحسَّنه الهيثمي في (مجمع الزوائد)، (3/ 262)؛ والألباني في (صحيح الترغيب والترهيب)، (2/ 38)، (ح1160).

[14] رواه البزار في (مسنده)، (12/ 317)، (ح6177)؛ وابن الشجري في (أماليه)، (1/ 193)؛ والمنذري في (الترغيب والترهيب)، (2/ 110)، (ح1709). وقال الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب)، (2/ 9)، (ح1112): (حسن لغيره).

[15] رواه الطبراني في (الأوسط)، (3/ 16)، (ح2320)؛ والمنذري في (الترغيب والترهيب)، (2/ 111)، (ح1710). وقال الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب)، (2/ 11)، (ح1113): (حسن لغيره).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • خطب
  • مقالات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة