• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الأستاذ الدكتور محمود بن أحمد بن صالح الدوسريد. محمود بن أحمد الدوسري شعار موقع الأستاذ الدكتور محمود بن أحمد بن صالح الدوسري
شبكة الألوكة / موقع د. محمود بن أحمد الدوسري / مقالات


علامة باركود

التمايز النفسي بين الرجل والمرأة

التمايز النفسي بين الرجل والمرأة
د. محمود بن أحمد الدوسري


تاريخ الإضافة: 6/12/2018 ميلادي - 27/3/1440 هجري

الزيارات: 15025

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التَّمايز النَّفسي بين الرجل والمرأة


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده:

الإنسان آيةٌ من آيات الله تعالى، ودليلٌ من دلائل إعجازه وعجائب قدرته، ضَرَب اللهُ تعالى به المثلَ، منبِّهاً النَّاس جميعاً إلى ما أودع فيه من الآيات والعِبَر، فقال سبحانه: ﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ ﴾ [الذَّاريات: 21].

 

هذا الإنسان مركَّب من جَسَدٍ ونَفْس، أو جسم وروح، ورغم ذلك لا يمكن الفصل بين هذين العنصرين، فهو وِحْدة واحدة، وكلٌّ لا يتجزَّأ، وأيُّ محاولةٍ للتَّفريق بين الجسد والنَّفس لا يعني إلاَّ القضاء عليه بالموت والهلاك.

 

وعلى هذا، فالعلاقة بين النَّفس والجسد علاقة رصينة ومتينة، تتَّضح هذه العلاقة من خلال التَّمايز والاختلاف بين سلوك المرأة النَّفسي وبين سلوك الرَّجل النَّفسي، حيث إنَّ سلوكهما النَّفسي لا يرجع فقط إلى طبيعة المجتمع والتَّنشئة الاجتماعيَّة والتَّربية التي يتعرَّضون لها، وإنَّما يعود هذا التَّباين والتَّمايز بصورة واضحة إلى أسبابٍ أعمق بكثير من ذلك، وهي التَّباين بين التَّكوين الجسدي والعقلي لكلٍّ من الرَّجل والمرأة، «فكما أنَّ للمرأة جسداً أنثويّاً فلها دماغ أنثوي، وكما أنَّ للرَّجل جسداً ذكوريًّا فله دماغ ذكوري... والدِّماغ هو الجهاز الإداري والعاطفي المركزي لحياة الإنسان، وتختلف بُنيته في الرِّجال عن النِّساء، فتنتج اختلافات بين الجنسين في العمليَّات العقليَّة والقدرات الفكريَّة وفي المهارات... وفي السُّلوك»[1].

 

وصور الاختلافات النَّفسيَّة بين الرِّجال والنِّساء متعدِّدة، وتظلُّ مصاحبةً لهما خلال مراحل الحياة المختلفة، ونجملها فيما يلي:

مرحلة الطُّفولة:

يميل أغلب الأطفال الذُّكور في هذه المرحلة إلى كثرة الحركة وشيء من العنف، بينما تميل أكثر الفتيات إلى السَّكينة والهدوء وقلَّة الحركة[2].

 

كما تميل الصَّغيرات إلى اللَّعب بالعرائس وإلى تسريحهنَّ والعناية بهنَّ، ويقمن تلقائياً بدور الأمِّ، بينما يصعب على الصَّبي فعل ذلك، وسرعان ما يلوي رقبة العروسة إنْ أُعطيت له... ويعرف الآباء والأمَّهات الذين رزقهم الله ذرِّيَّة من البنين والبنات الفروق الشَّاسعة بين أطفالهم... فبينما تقف البنت الصَّغيرة أمام المرآة وتتدلَّل تلقائياً... يظلُّ الطِّفل مشغولاً منذ الطُّفولة المبكِّرة باللَّعب بالكرة، وتفكيك الألعاب التي تُهدى إليه؛ ليعرفَ ما بداخلها [3].

 

المراحل المتقدِّمة من العمر:

فإذا انتقلنا مع المرأة في مراحل متقدِّمة من العمر، وجدنا اختلافاً واضحاً بينها وبين الرَّجل، منبعه الجنس الذي ينتمي إليه كلٌّ منهما، فعند بروز الرَّغبة الجنسيَّة عند الذكور والإناث «لا تبدأ الأنثى بالإرادة والدَّعوة ولا بالعراك للغلبة على الجنس الآخر، وليس هذا ممَّا يرجع في أصوله إلى الحياء الذي تفرضه المجتمعات الدِّينية، ويزكِّيه واجب الدِّين والأخلاق، بل يُشاهد ذلك بين ذكور الحيوان وإناثه»[4].

 

وفي هذا دليلٌ على ارتباط السُّلوك بالطَّبيعة البيولوجيَّة لدى كلٍّ من الذَّكر والأنثى، ولعلَّ فيما سبق بيانه من الاختلاف على مستوى النُّطفة، وكون نطفة الرَّجل هي التي تُسرع باتِّجاه البويضة، بينما هي «ساكنة، هادئة، تسير بدلال، وتتهادى باختيال، وعليها تاج مُشعٌّ يدعو الرَّاغبين إليها، وهي في مكانها لا تبرحه ولا تفارقه، فإنْ أتاها وإلاَّ ماتت في مكانها، ثم قذفها الرَّحم مع دم الطَّمث»[5] ما يؤكِّد هذا البعد النَّفسي بين كلٍّ من الرَّجل والمرأة، وأنَّه قديم وليس وليد البيئة، ولا نتيجة التَّنشئة الاجتماعيَّة فحسب، وإنَّما له أسباب وعوامل بيولوجيَّة وجسميَّة كما أوضحنا.

 

كما نجد أنَّ المرأة أكثر تعرُّضاً من الرَّجل للاضطرابات النَّفسية والسُّلوكية؛ بسبب ما تختصُّ به من الحيض والنِّفاس والحمل والولادة، وما يصاحب هذه الحالات من ظواهر نفسيَّة، ومنها: شعورها بحالاتٍ من الكآبة والضِّيق، وتقلُّب المزاج، وسرعة الانفعال، وقلَّة الاحتمال، والميل إلى الهموم والأحزان، وكلُّ هذه الظَّواهر مُشاهدة للجميع، ولا يستطيع أنْ يُنكرها أحد، وكلُّها ذات ارتباطٍ بتكوين المرأة الجسدي والفسيولوجي.

 

كما نلاحظ أنَّ المرأة في الأعمِّ الأغلب أشدُّ من الرَّجل شعوراً بالخوف، والغضب، والاشمئزاز، والخجل، والغيرة، والحسد... كذا المرأة أشدُّ إحساساً وشعوراً بمحبَّة الأهل والوطن، وكراهة الظُّلم، والخوف من عمل القبيح، كما أنَّها أكثر رقَّةً ورأفةً ورحمةً من الرَّجل، حيث تُسيطر عليها مشاعر الأمومة [6].

 

«فأبرزُ خِصَالٍ سلوكيَّة تُميِّز الرِّجال عن النِّساء: العدوانيَّة، والمغامرة، والمخاطرة، والمنافسة، والحزم، والإصرار، والعزم، والولوع إلى السُّلطويَّة، وهي خصالٌ جِبلِّيَّة غير مكتسبة، وإلى هذه الخصال تُعَللُّ هيمنة الرِّجال بدرجة كبيرة على مدار التَّاريخ، فالرِّجال لم يكتسبوا سلوكيَّة المغامرة مثلاً عن طريق التَّعليم أو الممارسة، أو نتيجة مؤثِّرات اجتماعيَّة أو بيئيَّة، وليس في مدرسةٍ درسٌ يعلِّم المغامرة وتكتيكها، بل حتى العلماء المختصون في مجال الفوارق بين الجنسين يُقِرُّون بأنَّ هذه الخصالَ متميِّزة عند الرِّجال؛ لأنَّ نسبة هرمون التُّستسرون عندهم عشرة أضعاف ما عند النِّساء»[7].

 

وبعد هذا العَرْض المُوجز المُبَسَّط للتَّمايز بين الرَّجل والمرأة، أمَا آن الأوان «لإيقاف الجدليَّة العقيمة غير المُجدية بأنَّ الرِّجال والنِّساء خُلِقوا متماثلين؛ فهم لم يُخْلَقوا هكذا، ولا يمكن لأيِّ مثاليٍّ أو مُنادٍ بإصلاحٍ أنْ يُغيِّر هذه الحقيقة الفطريَّة النَّاصعة التي قضاها الله سبحانه وتعالى لعباده الذُّكور والإناث، وبذلك يستطيع الجنس البشري بناء حياته على دعامتين ثنائيَّتين متميِّزتين من حيث الهويَّة الجنسيَّة»[8].



[1] معجزات القرآن العلمية في الإنسان، عبد الوهاب الراوي (ص102).

[2] انظر: عمل المرأة في الميزان، د. محمد علي البار (ص83).

[3] انظر: المصدر نفسه، (ص89-90).

[4]انظر: المصدر نفسه، (ص87).

[5]المصدر نفسه، (ص66).

[6]انظر: الرجل والمرأة في الإسلام، د. محمد وصفي (ص46).

[7] معجزات القرآن العلمية في الإنسان، (ص102).

[8] المصدر نفسه، والصفحة نفسها.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب وبحوث
  • خطب
  • مقالات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة