• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن اللويحقالشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق شعار موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن اللويحق
شبكة الألوكة / موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق / محاضرات علمية مكتوبة


علامة باركود

الاعتدال والوسطية

الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق


تاريخ الإضافة: 21/1/2016 ميلادي - 10/4/1437 هجري

الزيارات: 13295

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاعتدال والوسطية


لقد تميز الإسلام بأنه دين السماحة واليسر، والعدل، وبهذا اختلف عمَّا سواه من الأديان؛ إذ كان من حكمة بعث النبي صلى الله عليه وسلم رفع الإصر والأغلال التي كانت واقعة بالأمم من قبلنا.

 

يقول الله – عز وجل -: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157].

 

قال ابن كثير – رحمه الله -: وقوله ﴿ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ أي: أنه جاء بالتيسير والسماحة) [تفسير القرآن العظيم: 2/255].

 

ولقد نفى الله – سبحانه – أن يكون إيقاع الحرج بالناس من مقاصد هذه الشريعة، كما أثبت أن اليسر من مقاصدها: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185].

 

ولأنه دين السماحة واليسر، كان ديناً متسقاً مع الفطرة البشرية، فليس أحدٌ من الناس يعلم الإسلام، ويعرفه إلا وأحب الدين ودخله، ما لم تعرض له عوارض الحسد والكبر، ونحوها.

 

وإن مهمة أهل الإسلام أن يحسنوا عرض هذا الدين للبشر من جهة أساليب الدعوة وطرائقها، ومن جهة التمثل بتعاليم الإسلام في السلوك.

 

فلا ينتهجوا من أساليب الدعوة ما يعطي صورة سيئة عن الدين؛ لأن أخطاء أهل الدين تنسب إليه.

 

فمن اتخذ العنف وسيلة مطلقة للتعبير، وجعل لافتة الجهاد عنواناً على أفعاله الإجرامية، فقد شوه صورة الدين، ونفر الناس منه.

 

وصرف الناس عن شعيرة من أعظم شعائر الدين (الجهاد) وجعل هذا الاسم الشريف العظيم علماً على أفعال ظالمة.

 

وأما السلوك فإن تأثر الإنسان المدعو به أبلغ من أي وسيلة أخرى من وسائل الدعوة، فربما دخل إنسان الإسلام بسبب حسن سلوك مسلم عايشه.

 

وفي المقابل ربما كان ذلك السلوك منفراً من الإسلام، فمن كان عنيفاً فظاً غليظاً نفر الناس.

 

وربنا – عز وجل – علل قبول الناس لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم بحسن خلقه، وجميل تعامله، وأنه لو كان خلقه سيئاً؛ لانفض الناس عنه ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].

 

قال ابن كثير – رحمه الله -: ( والفظ الغليظ، والمراد به هاهنا غليظ الكلام لقوله بعد ذلك (غليظ القلب) أي: لو كنت سيئ الكلام قاسي القلب عليهم لا نفضوا عنك وتركوك، ولكن الله جمعهم عليك، وألان جانبك لهم؛ تأليفاً لقلوبهم) [تفسير القرآن العظيم: 1/421].

♦♦♦

 

إن في النصوص ما يشهد بوضوح أن من مقاصد الشريعة في النهي عن الغلو والتشدد، المنع من تنفير الناس من الدين، وتحقيق تأليف قلوبهم عليه، فالله سبحانه نهانا أن نسب آلهة الكفار؛ حتى لا يكون ذلك ذريعة لسبهم ديننا فقال تعالى: ﴿ وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 108].

 

قال ابن عباس – رضي الله عنهما -: ( قالوا يا محمد لتنتهين عن سب آلهتنا، أو لنهجون ربك، فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم، فيسبوا الله عدواً بغير علم) [تفسير الطبري: 7/309].

 

وقال ابن كثير – رحمه الله-: (يقول الله تعالى ناهياً لرسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن سب آلهة المشركين، وإن كان فيه مصلحة إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظم منها، وهي: مقابلة المشركين بسب إله المؤمنين، وهو الله لا إله إلا هو) [تفسير القرآن العظيم: 2/164].

 

كما نجد أن السنة قد أكدت بوضوح على أن من مقاصد الشريعة الإسلامية في النهي عن الغلو والتشديد: المنع من تنفير الناس من الدين، وتأليف قلوبهم عليه مهما كانت درجة ذلك الغلو.

 

لذلك نجد رسولنا صلى الله عليه وسلم يشدد القول على معاذ – رضي الله عنه - لما أطال في الصلاة، وفي الناس من هو من أهل الزراعة الذين أتعبهم العمل.

 

فعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال: أن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة، فقرأ بهم البقرة قال: فتجوز رجل فصلى صلاة خفيفة، فبلغ ذلك معاذاً فقال: إنه منافق، فبلغ ذلك الرجل، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إنا قوم نعمل بأيدينا، ونسقي بنواضحنا وإن معاذاً صلى بنا البارحة، فقرأ البقرة فتجوزت، فزعم أني منافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا معاذ أفتان أنت - ثلاثاً- اقرأ والشمس وضحاها، و سبح اسم ربك الأعلى ونحوها " [البخاري].

 

وقوله: (يا معاذ أفتان أنت) أي: تصرف الناس عن الدين، وتحملهم على الضلال، وتنفرهم من الطاعة.

 

وعن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال رجل: يا رسول الله إني لأتأخر عن الصلاة في الفجر مما يطيل بنا فلان فيها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضباً منه يومئذ ثم قال: " يا أيها الناس: إن منكم منفرين، فمن أم الناس، فليتجوز، فإن خلفه الضعيف، والكبير وذا الحاجة " [البخاري].

 

وفي الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بسكران، فأمر به فضرب، فمنا من يضربه بيده، ومنا من يضربه بنعله، ومنا من يضربه بثوبه، فلما انصرف قال رجل: ما له أخزاه الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم " [البخاري].

 

إن هذه النصوص تحذر من الغلو والتشديد على الناس؛ حتى لا ينفروا من الدين، وهي وإن كان معظمها في إطالة الصلاة بالناس، فإن في ألوان الغلو والتشديد على الناس ما هو أعظم بكثير، وبالتالي فإن النهي عنها أبلغ من هذه الجهة.

 

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث بعض أصحابه، ويؤكد على عدم التنفير؛ لأنهم دعاة إلى الدين لا منفرين صادين عنه.

 

ومن ذلك حديث أبي بريدة – رضي الله عنه - قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل – رضي الله عنهما - إلى اليمن على مخلاف، قال: واليمن مخلافان، ثم قال: " يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا " [البخاري].

 

قال الإمام النووي – رحمه الله -: ( إنما جمع في هذه الألفاظ بين الشيء وضده لأنه قد يفعلهما في وقتين، فلو اقتصر على يسروا لصدق ذلك على من يسر مرة أو مرات وعسر في معظم الحالات، فإذا قال: ولا تعسروا انتفى التعسير في جميع الأحوال من جميع وجوهه، وهذا هو المطلوب) [شرح النووي على مسلم: 12/41].


وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله-: ( ويظهر لي أن النكتة في الإتيان بلفظ البشارة وهو الأصل، وبلفظ التنفير وهو اللازم، وأتى بالذي بعده على العكس؛ للإشارة إلى أن الإنذار لا ينفى مطلقاً، بخلاف التنفير فاكتفى بما يلزم عنه الإنذار، وهو التنفير، فكأنه قيل: إن أنذرتم فيكن بغير تنفير كقوله تعالى: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا ﴾ [طه: 44]) [فتح الباري: 8/61].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: " إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة " [البخاري].

 

قال ابن المنير – رحمه الله -: (في هذا الحديث علم من أعلام النبوة، فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع.

 

وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة، فإنه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال، أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل، أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة أو إلى أن خرج الوقت المختار أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقت الفريضة) [فتح الباري: 1/94].

♦ ♦ ♦

 

إن الخير كله في الاستقامة على دين الله بلا تفريط فيه، ولا إفراط في العمل بأحكامه.

 

ولذلك جاء الأمر لرسولنا صلى الله عليه وسلم ولأمته من بعده بالاستقامة على الدين: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ﴾ [هود: 112] وقرن ذلك الأمر بالنهي عن الطغيان ﴿ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [هود: 112].

 

قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قول الله تعالى: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾ ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية هي أشد ولا أشق من هذه الآية عليه، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين قالوا له: لقد أسرع إليك الشيب؟! فقال: " شيبتني هود وأخواتها " [القرطبي في تفسيره: 9/107].

 

إن الاستقامة تعني التمسك بالدين كله، والثبات عليه، والدعوة إليه.


والاستقامة كما عرفها بعض السلف هي: "لزوم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم " فالاستقامة إذاً هي الدين كله.

 

قال الإمام القرطبي رحمه الله بعد أن استعرض معاني الاستقامة: (هذه الأقوال وإن تداخلت فتلخيصها: اعتدلوا على طاعة الله، عقداً، وقولاً، وفعلاً وداوموا على ذلك).

 

إنه وإن كانت شرارة الانحراف عن دين الله كثيرة، وآثاره المفضية خطيرة، إلا أن آثار الغلو في الدين لا تقل أثراً وخطراً.

 

إن الحوادث الآثمة التي وقعت في بلادنا أظهرت فيما أظهرت خطورة فعل كل من طغى وغلا؛ إذ إن فعله لا يقتصر نسبته إليه.

 

إن أفعال الناس المنتسبين إلى الدين تنسب إلى الدين ذاته، فإذا غلا امرؤ في دينه، فشدد على نفسه، أو على الخلق، أو جار وظلم في الحكم على الناس، نسب بعض الناس ذلك إلى الدين، فصار فعله ذريعة للقدح في الدين.

 

إن غلو الغالين شَّوه صورة الدين، وفتح الأبواب للطعن فيه، فتجرأ أناس على أفعال وأقوال لم يكونوا ليجرؤوا عليها؛ لولا وجود الغلو والغلاة، فَسُمِعَ الطاعنون في الشريعة والقادحون في سنة النبي صلى الله عليه وسلم بزعم أنهم إنما يطعنون في الغلو والغلاة.

 

لقد طرّق الغلاة لهؤلاء طريقاً، وفتحوا لهم أبواب الجرأة على الدين وأحكامه.

 

بل لقد شوه الغلاة بأفعالهم صورة الدين والتدين في نفوس الجاهلين والضعفاء من الأمة، فإذا رأوا صورة الجناة الغلاة، وعليها مظاهر من التدين من مثل: أداء الصلاة مع الجماعة في أوقاتها، وإعفاء اللحية، والحجاب ونحو ذلك، اختلطت عليهم الأمور، هذا إذا لم يجعلوها داخلة في سياق أفعال الغلو.

 

وما جرأهم على ذلك إلا فعل بعض الغلاة أنفسهم؛ حتى وصل الأمر إلى أن أضحى بعض الناس خائفاً في بعض البلاد الإسلامية من التحلي ببعض المظاهر الإسلامية؛ خشية أن يعدَّ في طوائف الغلاة.

 

إن من الخطر العظيم أن تتداخل الأهواء، وتختلط أوراق الانحرافات فأحداث الغلو حين تقع ترتفع الأصوات، وتكثر الطروحات التي تزيد الناس حيرة، فبدل أن يدعو بعض المتكلمين الناس إلى الأمر السواء، وإلى العدل والحق الذي جاءت به الشريعة، تجده يدعو إلى انحراف مقابل، وطريق عن الحق مائل.

 

وإذا أصبح الناس نهباً لانحرافات المنحرفين، وأهواء المضلين، وقعت الفتنة.

 

إن حقاً علينا أيها الأخوة - فوق وعينا بخطورة الأمر- أن ننقل ذلك إلى أجيالنا، وأن نفقههم أن الاستقامة على الدين إنما هي استقامة على الحق، والعدل دون غلو ولا تفريط.

 

وأن المنحرفين عن أحكام الشريعة:

• منهم الغلاة اللذين فارقوا الدين من جهة الزيادة، فتجاوزوا حدوده.

• ومنهم الجفاة اللذين فرطوا في التزام الدين الحق.

 

وليس زمن يخلو من انحراف على هذين النمطين.

 

إن رؤية غالٍ مكفر، أو مفجر، أو مغتر تابع على هيئة استقامة لا يعني أنه من أهلها، فالخوارج كانوا أهل عبادة، بل يحقر الصحابة –وهم من هم- صلاتَهم عن صلاتِهم، ولكنهم يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان.

 

يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.

 

ولا تعني سلامة امرئ من التكفير والتفجير أنه سالم من ألوان من الانحراف أخرى.

 

إن المعيار الذي يُرجَعُ إليه ليس عقول الناس وأعرافهم، وإنما هو الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.

 

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: ( إن الناس لا يفصل بينهم النزاع إلا كتابٌ منزل من السماء، وإذا ردّوا إلى عقولهم فلكل واحد منهم عقل) [درء التعارض: 1/229].

♦ ♦ ♦

 

لقد كان من دعاء الصالحين مما حكاه الله لنا في القرآن الكريم: ﴿ رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [يونس: 85].

 

وفي هذا الدعاء من عظيم المعاني ما يفتح للعبد من أبواب اللجوء إلى الله ما يكون سبباً للسلامة من شرور كثيرة.

﴿ رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ فلا تسلطهم علينا، فيفتنوننا.

﴿ رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ فيغلبوننا فيفتنون بذلك، ويقولون: لو كانوا على حق لما غلبوا.

﴿ رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ يرون تقصيرنا، وضعف إقامتنا للدين، فيقتدون بنا، فيضلون.

﴿ رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ يرون غلونا فيتخذون من ذلك تكأة للطعن في الدين، والصد عن سنة سيد المرسلين.

 

وفي المقابل:

﴿ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ﴾ [الفرقان: 74] نهدي ولا نضل، وندعو إلى الحق، ونعمل به.

 

مستقيمين بلا إفراط ولا تفريط.

فاللهم اهدنا إلى الحق فيمن هديت، واجعلنا أئمة هدى، ودعاة إلى الاستقامة وأعذنا من مضلات الفتن. آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • المؤلفات
  • محاضرات علمية
  • المقالات
  • صوتيات
  • مرئيات
  • الغلو والإرهاب
  • الأسرة والمجتمع
  • الأوقاف
  • الأمن الفكري
  • السياسة الشرعية
  • بحوث مترجمة بلغات ...
  • خطبة الجمعة
  • تعريف عام بدين ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة