• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / روافد / مجلة أعاريب اللغوية / بلسان عربي مبين


علامة باركود

تأملات في سورة البقرة

تأملات في سورة البقرة
د. وليد مقبل الديب


تاريخ الإضافة: 17/4/2014 ميلادي - 17/6/1435 هجري

الزيارات: 23361

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تأملات في سورة البقرة


يقول الله - عز وجل -: ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ ﴾ [البقرة: 17].

 

هذه الآية تصور لنا حقيقة النفاق في صدور أصحابه، فهم يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، فشبهتهم الآية الكريمة بالذي استوقد نارا، فلما رأى منها انتفاعا بأن أضاءت وأبصر بها ما حوله، أُطفئت النار، وتحول النور إلى ظلمة، وآل الإبصار إلى عمى.

 

وهناك مجموعة من التساؤلات التي تثيرها الآية الكريمة:

1- لماذا عبرت الآية عن ضوء النار بالظرف (حوله) في ﴿ فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ﴾، ولم تكن مثلا (فلما أضاءت) بدون مفعول، أو (فلما أضاءت له)؟

 

لأن الظرف (حول) يشير إلى أن النور منفصل عن هؤلاء، لم يمس قلوبهم؛ لذلك سرعان ما ذهب عنهم نور الإيمان الذي لم يرسخ في قلوبهم؛ لأنه عارض، أما الظلمة فراسخة في قلوبهم.

 

2- لماذا تعدى الفعل (ذهب) بواسطة حرف الجر ولم يتعد بهمزة التعدية؟ أي لماذا كان التركيب ﴿ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ﴾، ولم يكن (أذهب الله نورهم)؟

 

الباء هنا تدل على المعية، فقد ذهب الله بالنور؛ لأن هذه المعية خص الله بها عباده المؤمنين دون غيرهم، فحرم هؤلاء المنافقين منها، ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]، وليس مع المنافقين، وقد تأكد ذلك بقوله - تعالى – ﴿ وَتَرَكَهُمْ ﴾، فلم يصبحوا في معيته الخاصة بالمؤمنين.

 

3- لماذا عبرت الآية عن ذهاب الضوء بـ﴿ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ﴾ ولم تعبر بذهاب النار لمطابقة ذكرها قبل ذلك ﴿ اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾، ولأنها هي التي أطفئت؟

 

النار تشتمل على جانبين: جانب الإشراق، وجانب الإحراق، فذهب الله - تعالى - بجانب الإشراق الممثل في النور، وترك لهم جانب الإحراق.

 

4- لماذا عبرت الآية عن تركهم في الظلمات بذهاب النور ﴿ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ﴾، ولم تعبر بذهاب الضوء، مع أنه قد ذكر قبل ذلك في (أضاءت)؟

 

لأن الضوء ينتج عن النور، فالنور أصل للضوء، فالذهاب بالنور هو ذهاب للضوء أيضا، لكن لو عبر بذهاب الضوء لذهبت الزيادة دون الأصل، فقد يتوهم أن النور موجود، وأن ما ذهب إضاءته فقط، كما أن الله - تعالى - وصف نفسه بالنور ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [النور: 35]، والقرآن بالنور ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [التغابن: 8]، والدين بالنور ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [البقرة: 257]، والصلاة نور، فهؤلاء المنافقون محرومون من كل أنواع النور.

 

5- لماذا جمع الضمير في قوله - عز وجل -: ﴿ بِنُورِهِمْ ﴾ مع أنه عبر بالضمير العائد على المفرد في قوله - عز وجل: ﴿ مَا حَوْلَهُ ﴾؟

 

ليرتبط الذهن بالمشبه به، وهم المنافقون، ففي ذلك مراعاة لحال المشبه، وهي حال المنافقين لا لحال المشبه به، وهي حال المستوقد الواحد؛ ليدلل على انطماس نور الإيمان في قلوبهم.

 

6- لماذا حذف مفعول (﴿ يُبْصِرُونَ ﴾)؟

لقصد عموم نفي كل ما يُبصَر، فنزل الفعل منزلة اللازم، ولا يقدَّر له مفعول كأنه قيل: لا إحساس بصر لهم.

 

رحم الله ابن كثير وابن القيم وابن عاشور وجميع مفسري القرآن الكريم.

 

تُنشر بالتعاون مع مجلة (أعاريب)

المصدر: مجلة أعاريب - العدد الرابع - جمادى الآخرة 1435هـ / إبريل 2014م





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- زادكم الله من فضله دكتور وليد
سعاد العياشي البريني - تونس 30-04-2020 12:50 PM

زادكم الله من فضله ونفع بكم الأمة. ما عندي تعليق ولكن أعبر عن سعادتي بما أنعم الله علينا بأن كتب الله لنا قراءة هذه المعلومات التي أنارت بصيرتنا بحول الله. زادكم الله من فضله.

2- شكرا لك أستاذي سعادة الأستاذ الدكتور جميل
د . وليد مقبل الديب - السعودية 17-04-2014 06:08 PM

شكر الله لك أستاذنا الجليل سعادة الأستاذ الدكتور جميل عرابي قراءتك المدققة التي أثمرت تلك التساؤلات الشائقة، أما عن تساؤلات سعادتك
1- لماذا قال تعالى مثلهم كمثل فأدخل الكاف على مثل وكلاهما للتشبيه، ولمَ لم يكتف بأداة واحدة؟
فالمثل يطلق عند البلغاء على الحالة العجيبة؛ لذلك خصوه بالتشبيه المركب، وأدخلوا الكاف ونحوها من حروف التشبيه على المشبه به منهما، ولا يطلقون ذلك على التشبيه البسيط، فلا يقولون: مثل زيد كمثل الأسد، لذلك قيل إن ( الكاف ) في الآية دالة على التشبيه ، وليست زائدة، يقول ابن عاشور "الظاهر أن إطلاق المثل على القول البديع السائر بين الناس الصادر من قائله في حالة عجيبة هو إطلاق مرتب على إطلاق اسم المثل على الحال العجيبة، وأنهم لا يكادون يضربون مثلا ولا يرونه أهلا للتسيير وجديرا بالتداول إلا قولا فيه بلاغة وخصوصية في فصاحة لفظ، وإيجازه، ووفرة معنى،فالمثل قول عزيز ليس في متعارف الأقوال العامة بل هو من أقوال فحول البلاغة؛ فلذلك وصف بالغرابة، أي العزة مثل قولهم: الصيف ضيعت اللبن ،وقولهم: لا يطاع لقصير أمر ،وستعرف وجه ذلك.
ولما شاع إطلاق لفظ المثل بالتحريك على الحالة العجيبة الشأن جعل البلغاء إذا أرادوا تشبيه حالة مركبة بحالة مركبة - أعنى وصفين منتزعين من متعدد- أتوا في جانب المشبه والمشبه به معا، أو في جانب أحدهما بلفظ المثل، وأدخلوا الكاف ونحوها من حروف التشبيه على المشبه به منهما، ولا يطلقون ذلك على التشبيه البسيط، فلا يقولون : مثل فلان كمثل الأسد ، وقلما شبهوا حالا مركبة بحال مركبة مقتصرين على الكاف كقوله تعالى: {إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ} [الرعد: 14] ، بل يذكرون لفظ المثل في الجانبين غالبا، نحو الآية هنا، وربما ذكروا لفظ المثل في أحد الجانبين، كقوله: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ} [يونس: 24] الآية وذلك ليتبادر للسامع أن المقصود تشبيه حالة بحالة لا ذات بذات، ولا حالة بذات، فصار لفظ المثل في تشبيه الهيئة منسيا من أصل وضعه، ومستعملا في معنى الحالة، فلذلك لا يستغنون عن الإتيان بحرف التشبيه حتى مع وجود لفظ المثل، فصارت الكاف في قوله تعالى: {كَمَثَلِ} دالة على التشبيه، وليست زائدة كما زعمه الرضي في شرح الحاجبية، وتبعه عبد الحكيم عند قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ} وقوفا مع أصل الوضع وإغضاء عن الاستعمال، ألا ترى كيف استغنى عن إعادة لفظ المثل عند العطف في قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ} ولم يستغن عن الكاف.
ومن أجل إطلاق لفظ المثل اقتبس علماء البيان مصطلحهم في تسمية التشبيه المركب بتشبيه التمثيل وتسمية استعمال المركب الدال على هيئة منتزعة من متعدد في غير ما وضع له مجموعة بعلاقة المشابهة استعارة تمثيلية
2- لماذا أفرد النور وجمعت الظلمات؟
أفرد النور لأن النور واحد ، وهو الطريق الموصل إلى الجنة، أما الظلمات فمتعددة ، فالجنة ليس لها إلى طريق واحد هو الإيمان، والنار طرقها كثيرة ومتشعبة ، ويعلل الزمخشري لإفراد النور وجمع الظلمات بقوله : " الظلمات كثيرة ، لأنه ما من جنس من أجناس الأجرام إلا وله ظل ، وظله هو الظلمة ، بخلاف النور فإنه من جنس واحد وهو النار"
3- لماذا قال استوقد بالثلاثي المزيد بثلاثة أحرف ولم يقل أوقد؟
يقولون الزيادة في المبنى تدل على زيادة في المعنى، وقد نص بعضهم أن الزيادة في (استوقد) تدل على التأكيد، وليست للطلب ، مثل : أجاب واستجاب، يقول الألوسي:
( استوقدوا ) بمعنى أوقدوا ، فقد حكى أبو زيد أوقد واستوقد بمعنى، كأجاب واستجاب، وبه قال الأخفش ، وجَعْلُ الاستيقاد بمعنى طلب الوقود وهو سطوع النار كما فعل البيضاوي محوج إلى حذف ، والمعنى حينئذٍ طلبوا نارا واستدعوها فأوقدوها"

1- بارك الله فيك يا دكتور وليد
أ.د جميل عرابي - ksa 17-04-2014 03:14 PM

أحسنت يا دكتور وليد وبارك الله فيك على هذه المعلومات القيمةو كنا نود أن تجيب أيضا على الأسئلة الآتية
1ـ لماذا قال تعالى مثلهم كمثل فأدخل الكاف على مثل وكلاهما للتشبيه ولم لم يكتف بأداة واحدة؟
2ـ لماذا أفرد النور وجمعت الظلمات؟
3ـ لماذا قال استوقد بالثلاثي المزيد بثلاثة أحرف ولم يقل أوقد؟
وبارك الله فيك واحسن إليك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة