• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / روافد


علامة باركود

الاتجاه الإسلامي في الرواية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (دراسة نقدية)

الاتجاه الإسلامي في الرواية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (دراسة نقدية)
د. علي بن محمود الحمود


تاريخ الإضافة: 17/5/2012 ميلادي - 25/6/1433 هجري

الزيارات: 30634

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تعد الرواية وسيلة ناجعة يستعين بها كل من أراد أن ينشر آراءه وأفكاره ومعتقداته، وأداة فعالة من أدوات التعبير عن القضايا والأفكار.

 

وحري بالأدباء المسلمين أن يلتفتوا إلى هذا الفن، ويستعينوا به في تحقيق أهدافهم النبيلة، فينشروا القيم الإسلامية الصحيحة في مجتمعاتهم، ويحاربوا التصورات الخاطئة والمفاهيم المنحرفة ويوجدوا البديل الذي يغني عن قراءة الأعمال الروائية العبثية.

 

وقد عايشت واقع الرواية العربية من خلال دراستي السابقة في مرحلة الماجستير، حيث درست (صورة الشخصية الإسلامية في الرواية العربية المعاصرة في الربع الأخير من القرن الرابع عشر الهجري: دراسة نقدية).

 

ومن خلال اطلاعي على النتاج الروائي في الدول العربية والدراسات النقدية التي تناولت ذلك النتاج لم أقف على دراسات تحدثت عن الاتجاه الإسلامي في الرواية في دول مجلس التعاون الخليجية؛ لذا رأيت أن يكون (الاتجاه الإسلامي في الرواية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية: دراسة نقدية) هو موضوع دراستي لهذه المرحلة، لأسهم في التعريف بالرواية الإسلامية وبكتابها في تلك الدول بصورة خاصة، وبالرواية في دول مجلس التعاون الخليجية بصورة عامة.

 

وهذه الدراسة محاولة لإغناء الجانب التطبيقي للأدب الإسلامي، وإنصاف الروائيين ذوي التوجه الإسلامي من تجاهل النقد الأدبي لرواياتهم ذات المضمون الإسلامي الهادف، والحكم عليها بالضعف فنيًا؛ لمجرد أنها تدعو إلى نشر القيم الإسلامية، وهذا الأمر أدى إلى العزوف عن خوض تجربة الكتابة الروائية، أو التوقف عنها.

 

أما الكتابات الروائية الأخرى فتلقى عناية واهتمامًا؛ لذا فإن هذا البحث يسعى لإنصاف هؤلاء الروائيين. ويدعو إلى مواصلة العطاء. قال تعالى: ﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ﴾ [الرعد: 17].

 

والدراسة التي أقدمها - فيما أعلم - هي الدراسة المستقلة الأولى التي تتحدث عن الاتحاد الإسلامي في دول مجلس التعاون الخليجية.

 

وقد أفدت في هذه الدراسة من الدراسات النقدية التي انطلقت في دراسة الفن القصصي من منظور إسلامي. ومنها:

1- الاتحاد الإسلامي في آثار باكثير القصصية والمسرحية: د. عبدالرحمن بن صالح العشماوي[1].

 

2- الاتجاه الإسلامي في أعمال نجيب الكيلاني القصصية: د. عبدالله بن صالح العريني[2].

 

3- الواقعية الإسلامية في روايات نجيب الكيلاني: د. حلمي القاعود[3].

 

4- الرواية الإسلامية المعاصرة: د. حلمي القاعود[4].

 

5- في القصة الإسلامية المعاصرة (دراسة تطبيقية) محمد حسن بريغش[5].

 

وقد قرأت ما يزيد على مائتي رواية؛ وقع اختياري على عشرين رواية منها جعلتها الأساس الذي قامت عليه هذه الدراسة. وراعيت أن يكون الاختيار وفق الشروط العلمية، من حيث شمولها لكل بلدان مجلس التعاون، وتنوع موضوعاتها، إضافة إلى بروز الاتجاه الإسلامي ووضوحه في كل رواية؛ مما يجعلها تمثل بحق الاتجاه الإسلامي[6].

 

وبالإضافة إلى الروايات العشرين التي قامت عليها هذه الدراسة فقد عمدت إلى الاستشهاد في بعض المواضع بروايات أخري، تمثل الاتجاه الإسلامي والاتجاهات الأخرى؛ لإغناء المادة العلمية لهذه الدراسة، وإظهار تميز روايات الاتجاه الإسلامي.

 

وقد سرت في هذه الدراسة وفق المنهج الفني مع الاستعانة بالمنهجين التاريخي والنفسي في بعض مباحث الدراسة. وعمدت إلى إحالة القارئ في كثير من المواضع إلى نماذج أخرى؛ بهدف إغناء الجانب التطبيقي في الدراسة، وحتى لا تكون مجرد كلام نظري يطل عاجزًا عن تقديم رؤية نقدية مقنعة للمتلقي.

 

ولم أحدد فترة زمنية تقف عندها الدراسة[7]؛ لحرصي على متابعة النتاج الروائي: بحثًا عن الروايات المرتبطة بموضوع الدراسة؛ مما جعلني أعيد صياغتها أكثر من مرة لإضافة نماذج جديدة.

 

وقد اقتضت طبيعة الدراسة أن يكون الموضوع في تمهيد وخمسة فصول وخاتمة.

 

مفهوم الاتجاه الإسلامي في الرواية:

وقد مهدت لهذه الدراسة بالكشف عن مفهوم الاتجاه الإسلامي في الرواية، وظهر أن الرواية الإسلامية تنبثق من رؤية إسلامية واضحة، وتشمل كافة مناحي الحياة والكون والإنسان.

 

وتحدثت عن أبرز سمات مضمون الروايات الإسلامية، وهي: الاتساع،، والواقعية، والغائية، والصدق.

 

وعرضت بإيجاز للنتاج الروائي في دول مجلس التعاون الخليجية، من حيث النشأة والتطور، وكان (لعبدالقدوس الأنصاري) في رواية (التوأمان) فصل السبق هذا الميدان، إذ تعد روايته المحاولة الأولى لكتابة الرواية في هذه الدول. أما رواية (ثمن التضحية) (لحامد دمنهوري) فتظل علامة بارزة في تاريخ الرواية في دول مجلس التعاون الخليجية؛ لأنها أول رواية مكتملة فنيًا ظهرت في دول مجلس التعاون الخليجية.

 

وبداية ظهور الرواية في دول مجلس التعاون الخليجية متفاوتة، إذ ظهرت في المملكة العربية السعودية في مرحلة متقدمة، وتأخر ظهورها في بقية الدول.

 

الأحداث الروائية في روايات الاتجاه الإسلامي:

وفي الفصل الأول تناولت الأحداث الروائية في روايات الاتجاه الإسلامي، وتحدثت عن المصادر التي استقى منها الروائيون أحداث رواياتهم، وكان الواقع أثرى المصادر التي أمدت الروائيين بالأحداث، وكذلك اتجهوا إلى التاريخ الإسلامي: قديمه وحديثه، ووجدوا فيه مادة خصبة أمدتهم بالأحداث المختلفة.

 

ثم تحدثت بعد دلك عن أبرز سمات الأحداث الرئيسة في روايات الاتجاه الإسلامي. ومنها أنها شديدة الارتباط بقضايا الأمة، وركزت على جوانب الصراع بين الإسلام وأعدائه.

 

وتناولت الدراسة أثر الأحداث الثانوية في تمثل القيم الإسلامية، مثل (نشر تحية الإسلام في المجتمع، والصبر، والتعاون يين أفراد المجتمع الإسلامي).

 

الشخصيات الروائية في روايات الاتجاه الإسلامي:

وأفردت الفصل الثاني للحديث عن الشخصيات الروائية في روايات الاتجاه الإسلامي، وناقشت فيه مفهوم البطولة في الآداب القديمة، وفي الرواية الحديثة، وتحدثت عن مفهوم البطولة إسلاميًا، وظهر أن بطولة الشخصيات الإسلامية تبرز بوضوح من خلال نجاحها في بناء مجتمع إسلامي، قوامه العقيدة الإسلامية الثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية.

 

وتحدثت بعد ذلك عن أبعاد رسم الشخصية الإسلامية، ففي البعد الخارجي تناولت هيئة الشخصيات الإسلامية، وملامحها الجسدية، والزي الذي ترتديه. ومن خلال دارسة البعد النفسي بدت سمة الوقار من مبرر السمات التي ميزت الشخصيات الإسلامية عن غيرها من الشخصيات. وظهرت الشخصيات الإسلامية مؤمنة بالله تعالى، ومتفائلة، ومتسمة بالرفق واللين. ومن خلال دراسة البعد الاجتماعي تحدثت عن عمل الشخصيات الإسلامية، ومنزلتها الاجتماعية، وحالتها المادية، وثقافتها، وأثرها في مجتمع الرواية.

 

وتطرقت بعد ذلك إلى تصوير الشخصية الإسلامية بين الإيجابية والسلبية، حيت ظهرت الشخصيات الإسلامية إيجابية في معظم مواقفها. وفرضت عليّ الموضوعية عرض نماذج لسلبية بعض الشخصيات الإسلامية.

 

وحديثي عن سمات الشخصيات الإسلامية هو المبحث الأخير في الفصل الثاني، وكان تحول الشخصيات إلى الهدى والحق من أهم ما جاء فيه.

 

عناصر الحبكة الفنية في روايات الاتجاه الإسلامي:

وفي الفصل الثالث تناولت بالدراسة أهم عناصر الحبكة الفنية في روايات الاتجاه الإسلامي، حيث تحدثت عن أنواع الحبكة الفنية من حيث موضوعها، وتركيبها، ومصير شخصية البطل.

 

وتحدثت عن البداية. موضحًا مدى نجاح الروائيين في اختيار لحظة بداية الأحداث.

 

وعرضت بعد ذلك لوسائل التشويق التي جاءت في روايات الاتجاه الإسلامي في دول مجلس التعاون الخليجية؛ ومنها: إخفاء حقيقة شخصية من الشخصيات الروائية، وإيراد بعض الأحداث (البوليسية)، وتبادل تحقيق النصر بين القوتين المتصارعتين. والاعتماد على أسلوب مماطلة القارئ، وبداية أحداث الرواية من حيث كان يجب أن تنتهي.

 

وتحدثت بعد ذلك عن أشكال الصراع في روايات الاتجاه الإسلامي: وهي الصراع النفسي، والصراع بين الشخصيات الروائية، وصراع الأوضاع المتضادة، وأظهرت الدراسة نجاح الروائيين في توظيف عنصر الصراع توظيفًا يتفق مع التوجهات الإسلامية، حيث كانت النفس اللوامة حاضرة في نفوس الشخصيات الإسلامية، وقدمت صورًا مختلفة لصراع الأوضاع المتضادة، ومنها: الصراع المسلح بين الإسلام وأعدائه، والصراع الفكري بين الإسلام والتيارات التغريبية، والصراع الحضاري بين الأمم.

 

وعرضت بعد ذلك للتوقيت والإيقاع، وتحدثت عن مدى نجاح الروائيين في اختيار الوقت المناسب للكشف عن الأحداث والشخصيات، وأشرت إلى تفاوت حركة سير الأحداث من حيث البطء والسرعة.

 

وتطرقت إلى عنصر العقدة في روايات الاتجاه الإسلامي وكانت الروايات ذات العقدة الواضحة أكثر من الروايات ذات العقدة غير الواضحة، وقد بدت معظم الشخصيات الإسلامية في أشد المواقف مؤمنة بالله تعالى، ومتوكلة عليه.

 

وفي المبحث الأخير من الفصل الثالث درست الحل في روايات الاتجاه الإسلامي، وظهر تفاوت الحل في الروايات، حيث كانت نهاية الأحداث في بعض الروايات تقليدية، وعمل بعض الروائيين على ترك نهاية الأحداث مفتوحة، وأهمية هذا العنصر تكمن في كونه آخر ما يطالعه القارئ في الرواية.

 

البيئة في روايات الاتجاه الإسلامي:

وفي الفصل الرابع تحدثت عن البيئة في روايات الاتجاه الإسلامي، من خلال الحديث عن رسم البيئة الروائية: زمانيًا ومكانيًا، ومدى نجاح الروائيين في جعل البيئة عنصرًا حيويًا وفاعلًا مؤثرًا في العناصر الروائية الأخرى وقد اكتسبت بعض الروايات أهميتها من خلال قدرتها على تشكيل الفضاء الروائي، وصبغه بالصبغة النفسية، وأظهرت الروايات قدرة الشخصيات الإسلامية على إقامة مجتمعات إسلامية، حتى خارج نطاق العالم الإسلامي، كما في رواية (وانقشع الضباب) و(دفء الليالي الشاتية).

 

وتحدثت عن سمات البيئة الزمانية، ومنها ارتباط حركة الزمن بالعبادات، واتساعها وحيويتها، وتحدثت - أيضًا - عن سمات البيئة المكانية في روايات الاتجاه الإسلامي.

 

وانتقلت بعد ذلك إلى الحديث عن أثر البيئة الزمانية والمكانية في الشخصيات حيث كان للبيئة أثرها الواضح في النواحي الشكلية والنفسية والاجتماعية للشخصيات الإسلامية، وهنا لابد لي من الإشارة إلى أن إيجابية الشخصيات الإسلامية جعلتها تؤثر في المكان،كما في رواية (خطوات تحت الشمس).

 

الأسلوب الروائي في روايات الاتجاه الإسلامي:

وأفردت الفصل الخامس للحديث عن الأسلوب الروائي في روايات الاتجاه الإسلامي، حيث ظهر اتسام الحوار بسمات عدة: أبرزها اعتماد اللغة الفصيحة غالبًا لغة للحوار بين الشخصيات الروائية والبساطة وتكرار الشخصيات الروائية (لوازم أسلوبية) معينة أسهمت في الكشف عن جوانب خفية في تلك الشخصيات.

 

وتحدثت عن ملائمة الحوار للشخصيات المتحاورة، وذلك من خلال مراعاة الفروق الفريدة بين الشخصيات الروائية، وأظهرت الدراسة نجاح الروائيين – غالبًا – فر مراعاة مطابقة الحوار للشخصيات الروائية، وذكرت أيضًا بعض النماذج التي أخفق فيها الروائيون في جعل الحوار الصادر عن الشخصيات ملائمًا لطبيعتها.

 

وأظهرت الدراسة كثرة ترديد الشخصيات الإسلامية للآيات القرآنية والأحاديث النبوية وذلك من خلال دراسة المعجم الإسلامي في الأسلوب الروائي.

 

وأظهرت الدراسة أهمية أسلوب التوجيه المباشر وغير المباشر، من خلال حرص الروائيين على تقديم صورة حقيقية للإسلام، وتجسيد حقيقة الصراع بين الخير والشر، ومجابهة الأفكار العبثية من خلال الأسلوبين المباشر وغير المباشر، وذكرت الدراسة صورًا مختلفة للتوجيه غير المباشر، ومنها: تقديم شخصيات إسلامية إيجابية، وتقديم أحداث ثانوية تمثل القيم الإسلامية، وانتصار الحق وأهله في نهاية المطاف، وإخفاق الشخصيات الشريرة في تحقيق أهدافها.

 

وبينت الدراسة أساليب سرد الأحداث الروائية فظهر أن سرد الأحداث الروائية بضمير الغائب هو الصيغة الأكثر استخدامًا، وظهر أن روايات الاتجاه الإسلامي قد استوعبت معظم الوسائل الفنية المتبعة في سرد الأحداث الروائية، مثل: الحوار الداخلي، وأسلوب الرسائل والمذكرات.

 

توظيف بعض القيم البلاغية في الأسلوب الروائي:

وفي المبحث الأخير تحدثت عن توظيف بعض القيم البلاغية في الأسلوب الروائي، وهي: أسلوب الاستفهام، والصور الفنية، والطباق، وهي من أكثر الفنون البلاغية شيوعًا في الأسلوب الروائي وتعطي صورة واضحة عن توظيف القيم البلاغية بصورة عامة في الأسلوب الروائي.

 

وقد انتهى هذا البحث إلى نتائج عدة من أهمها:

أولًا: بدت روايات الاتجاه الإسلامي في دول مجلس التعاون الخليجية وثيقة الصلة بقضايا مجتمعاتهم، إذ سجلوا في رواياتهم أبرز التغيرات التي ظهرت في مجتمعاتهم في المراحل المختلفة، ونقدوا بعض النقائص الاجتماعية والانحرافات الخلقية التي طرأت على المجتمعات الإسلامية، وتجاوزوا ذلك إلى عرض قضايا المسلمين الكبرى، كقضية فسلطين، وما تعرض له الشعب الصومالي المسلم من فقر وقتل وتشريد.

 

ثانيًا: سجلت روايات الاتجاه الإسلامي التاريخية المواقف البطولية المشرفة للأمة الإسلامية في وجه الأطماع الاستعمارية التوسعية، وأظهرت أن خير وسيلة للخلاص من الاستعمار إخلاص النية لله تعالى، وتوحيد الصفوف، وقدمت نماذج مشرقة للجهاد الإسلامي تسهم في بعث الأمجاد الإسلامية وتبعث في النفوس مبدأ الجهاد.

 

ثالثًا: قدمت روايات الاتجاه الإسلامي نماذج مختلفة للشخصيات الإسلامية العربية، وقدمت شخصيات إسلامية من دول إسلامية غير عربية (كباكستان)، ومن دول غير إسلامية (كأمريكا)، وهذا يؤكد الفهم الصحيح لواقع الإسلام من قبل الروائيين، وعالمية الدين الإسلامي.

 

رابعًا: اعتمدت معظم روايات الاتجاه الإسلامي اللغة الفصيحة في الحوار بين الشخصيات الروائية. وكانت الاستعانة بالألفاظ العامية في نطاق ضيق.

 

خامسًا: وظفت الرواية الإسلامية المعجم الإسلامي في الأسلوب الروائي من خلال مظاهر عدة، أبرزها: حسن استشهاد الشخصيات بالآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، واستحضارها في المواد المناسبة.

 

سادسًا: أظهرت روايات الاتجاه الإسلامي قدرة الشخصيات الإسلامية على الحياة الإسلامية، حتى في خارج البلاد الإسلامية، وتمكنت تلك الشخصيات من التعايش مع واقعها الجديد، مع التمسك بعقيدتها، والمحافظة على عاداتها وتقاليدها؛ وهذا يتفق مع عالمية الدين الإسلامي.

 

سابعًا: للروائيات في هذه الدراسة حضور واضح، حيث كان من بين الروايات التي قامت عليها هذه الدراسات تسع روايات لكاتبات من دول مجلس التعاون الخليجية، وهذا العدد يقارب نصف روايات الدراسة تقريبًا، وفي هذه الروايات عرض لمشكلات المرأة من خلال وجهة نظر إسلامية، ورد على دعوات تغريب المرأة المسلمة، وإخراجها من بيتها.

 

ثامنًا: جاء الحل في معظم روايات الاتجاه الإسلامي في حتمية انتصار الخير والحق في نهاية المطاف، وقد حققت جل الشخصيات الإسلامية نجاحات متفاوتة في نهاية الروايات، وكانت عودة الشخصيات الإسلامية إلى طريق الحق والهدى من أنجع وسائل التوجيه غير المباشر: لأنها تبعث الأمل في النفوس.

 

تاسعًا: تبين أن الرواية الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجية قد استفادت من الوسائل الفنية الحديثة مع المحافظة على المضمون الهادف، وأنها تسير بخطوات حثيثة في سبيل مواكبة النتاج الروائي في تلك الدول.

 

عاشرًا: قدمت الرواية الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجية نماذج بشرية متنوعة تمثل الخير والشر، ويحسب لهذه الروايات أنها لم تقف طويلًا عند لحظات السقوط، وبخاصة إذا ما علمنا أن قراء الروايات معظمهم من الشباب.

 

وأرى ضرورة تشجيع الكتاب ذوي التوجهات الإسلامية من خلال الإسهام في نشر كتاباتهم، وتقديمها للقراء، ومن ثم تقويمها.

 

وبعد: فأرجو أن أكون قد قدمت شيئًا ولو يسيرًا للمكتبة النقدية الروائية، كما أرجو أن تفتح هذه الدراسة الباب أمام دراسات أخرى مماثلة عن الرواية في دول مجلس التعاون الخليجية التي ما زالت بحاجة إلى مزيد من الدراسات النقدية، وبخاصة تلك الدراسات التي تنطلق من منظور إسلامي.

 

المصدر: مجلة الأدب الإسلامي- العدد 73- باب: رسالة جامعية.



[1] من إصدارات المهرجان الوطني للتراث والثقافة، (1409هـ).

[2] من إصدارات المهرجان الوطني للتراث والثقافة، (1409هـ).

[3] رابطة الأدب الإسلامي العالمية، ط1 (1416هـ/1996م).

[4] من منشورات نادي جازان الأدبي، ط1 (1419هـ/1998م).

[5] مؤسسة الرسالة- بيروت، ط1 (1413هـ/1993م).

[6] ذكرت الروايات العشرين في ثبت المصادر.

[7] نوقشت الرسالة في 16/11/1422هـ، بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- تحميل الرسالة
عبد الفتاح - الجزائر 03-04-2017 12:48 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا 
كيف يمكن الحصول على هذه الرسالة فهي تهمني

2- الرواية المعاصرةالاسلامية
أمينة - الجزائر 29-06-2016 05:47 PM

أعجبني محتوى هده الرسالة الجامعية فهل يمكنني الاطلاع عليها بالكامل لأنها قد تفيدني في موضوع مذكرة تخرجي الماستر فأنا اقوم بدراسة البناء السردي لرواية الظل الأسود لنجيب الكيلاني

1- -
اللؤلؤ - السعودية 31-08-2012 02:11 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أ.د علي الحمود .
أسأل الله لك التوفيق والسداد والرشاد, بحق يصدق فيك قول شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا       كاد المعلم أن يكون رسولا

باب علمك لا يغلق في وجه السائلين والباحثين.

دمت بألف خير.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة