• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / روافد


علامة باركود

سيد العلماء (مسرحية)

أ. د. محمد رفعت زنجير

المصدر: العدد 67 من مجلة الأدب الإسلامي

تاريخ الإضافة: 23/8/2011 ميلادي - 23/9/1432 هجري

الزيارات: 21130

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صورة من حياة الشيخ سعيد الحلبي.. مسرحية تاريخيَّة مستَمَدَّة من قصة واقعية.

 

شخصيَّات المسرحية:

• الشيخ سعيد الحلبي من علماء دمشق.

 

• الوالي إبراهيم باشا ولد محمد علي باشا الكبير حاكم مصر.

 

• الوزير المرافق للوالي.

 

• ساعي بريد.

 

• بضعة جنود حول الوالي.

 

• عدد من تلاميذ الشيخ.

 

مكان المسرحية في مدينة دمشق

 

(1)

• في قصر الوالي يجلس الوالي وأمامه الوزير.

 

الوالي: قل لي أيُّها الوزير: هْل بَقِي أحدٌ من أعيان الشام لم يقدِّم لنا الطاعة والولاء؟!

 

الوزير: لا أعلم أحدًا تخلَّف عن ذلك؛ فأهل الشام قاطبةً يدينون لكم.

 

الوالي: الحمد لله، هذا ما كنتُ أرجوه، ولعلَّ أهْل العراق يتبعونهم فيما بعدُ.

 

الوزير: سيكون ذلك بداية فجرٍ جديد للمَشْرق كلِّه عندما يتوحَّد تحت حُكم مولانا محمد علي، وأبنائه من بعده.

 

الوالي: هذا هو حُلم أبي الكبير.

 

الوزير: ليهنك أيُّها الوالي، فالناس كلُّها تخضعُ لكم خوفًا ورهبة؛ حتى قالوا عنك: جبَّار الشام.

 

الوالي: جبَّار الشام! يا له من لقبٍ حَسن، فالناس لا تخضع إلا لسلطان القوَّة، ولا تساقُ إلا بالسيف.

 

الوزير: ولولا السيف، لعاش الناسُ في غابة.

 

الوالي: السيف أيُّها الوزير حبيبي الأوحد، به يخضع العلماء والجُهلاء، والعامَّة والخاصة، ألم ترَ أعيانَ الشام خشعتْ أبصارُهم، ونكسوا رقابَهم أمامي وكأنهم ثكالَى؟!

 

الوزير: وقد راحوا يمدحونك بأجود العبارات، حتى جعلوك مِن روَّاد الفاتحين، وقادة الإصلاح.

 

الوالي: ولذلك فالمسؤولية على عاتقنا كبيرة، ولا يمكن أن نحقِّق للشعب شيئًا ما لم نتيقَّن من أنَّه يقفُ وراءنا صفًّا واحدًا.

 

الوزير: ماذا تَعني يا سيِّدي؟!

 

الوالي: أعني أن تتأكَّد لي: هل أعيان البلد بايَعُونا جميعًا؟!

 

الوزير: بكلِّ تأكيد يا سيِّدي، ولكن؟!

 

الوالي مُقاطعًا: ولكن ماذا أيُّها الوزير؟!

 

الوزير: هناك شيخٌ واحد قد تخلَّف عن الحضور؟!

 

الوالي: قل لي: مَن هو؟ حتى أحضرَه حالاً.

 

الوزير: هو الشيخ سعيد الحلبي، مدِّرس في مسجد بني أُميَّة.

 

الوالي: اطلبه حالاً أيها الوزير، فإنْ أبَى مَزَّقتُه بسيفي.

 

الوزير: مَهْلاً أيها الوالي، فهو رجل صالح فيما يُقال.

 

الوالي: وهلْ يتخلَّف الصالح عن البيعة؟ أليستِ البيعةُ أمرًا شرعيًّا؟!

 

الوزير: أخشى أن يمتنعَ عن الحضور.

 

الوالي: يمتنع؟! ومَن هو حتى يمتنع عن مقابلتي؟!

 

الوزير: هو عالم يُؤْثِر العلم، ولا يُحب الظهور.

 

الوالي: أليست السلاطين في خِدْمة الدِّين والأُمة، فلماذا يبتعد عنهم؟!

 

الوزير: الحقيقية أيها الوالي، أنَّ هذا الصنف من العلماء يخشون على أنفسهم الفتنة.

 

الوالي: فتنة! فتنة ماذا؟!

 

الوزير: لا أدري ما أقول أيها الوالي!

 

الوالي: أحضره إذًا!

 

الوزير: وإذا رفَضَ أيُّها الوالي!

 

الوالي: فلتسحبه الشرطة على وجْهه.

 

الوزير: ولكن رُبَّما أحدثَ هذا فتنة في البلد، فنحن في بلد مسلم، وللشيخ تلاميذ وأنصار.

 

الوالي: والعمل أيها الوزير؟!

 

الوزير: أرى أن تذهبَ إليه بنفسك مع جنودك.

 

الوالي: أذهب إليه أين؟!

 

الوزير: في المسجد الأموي.

 

الوالي: في المسجد؟!

 

الوزير: نعم تمشي وكأنَّك تَتَفَقَّد المسجد، فإذا مررتَ بالقُرب من حلقته، لا بدَّ أن يراك ويهابك، فيقوم إليك، ويسلِّم عليك.

 

الوالي: وهل تعتقد أنَّ ذلك ممكنٌ؟!

 

الوزير: بكلِّ تأكيد!

 

الوالي: فكرة حَسَنة، فلنَقُمْ بتنفيذها.

 

(2)

في ساحة المسجد الأموي يجلس الشيخ سعيد مادًّا رِجْلَه ومِن حوله تلاميذه يعِظهم.

 

الشيخ: "... فحديث ابن عباس يرشدنا - يا أخي المسلم - إلى أنَّ الله هو الضار والنافع، فلا يسأل غيره، ولا يعتمد إلا عليه، ولن يستطيعَ مخلوقٌ أن ينفعَك إذا أراد الله لك الضرَّ، ولن يستطيع مخلوقٌ أن يضرَّك إذا أراد نفْعَك، فلا ولِي ولا ضريح، ولا حَي ولا ميِّت، ولا أمير ولا حقير - يستطيع أن يتسبَّب لك بشيء لم يُردْه الله، هذه هي عقيدة التوحيد التي كان عليها السلف الصالح...".

 

يدنو الوالي ومَوْكبه من حلقة الشيخ، فيلتفت إليه بعضُ التلاميذ والشيخ يُتابع درسه.

 

تلميذ1 (لجاره): انظر، هذا هو جبار الشام يمرُّ من هنا.

 

تلميذ2: الجبَّار هو الله، دَعْك منه وأنصتْ لكلام شيخك.

 

الشيخ: "فيا أخي بالله اطلبْ ما عند الله، يُغْنك عمَّا سواه، ولا يُلهك سؤالُ الخَلق عن سؤال الحقِّ، فمن عرَف كرمَ الله، زَهِد فيما سواه، ومن أنقذه الله بنور التوحيد من فَيْح جهنَّمَ، هانَ عليه كلَّ ما يلقاه في سبيل مولاه".

 

يمرُّ الوالي من أمام الشيخ، ثم يقف في إحدى زوايا المسجد والشيخ غير مُكترثٍ يتابع درسه، والتلاميذ ينصتون إليه.

 

الوالي: ها يا وزيري، إن شيخَك لَم يبالِ بنا، فهو لا يخشى إلا الله - كما يزعم!

 

الوزير: لا أدري ما أقول!

 

الوالي: والأقبح من ذلك أنَّه لم يغيِّر قعدتَه عند مرورنا، فظل مادًّا رِجْلَه.

 

الوزير: لعلَّه لم يرَك!

 

الوالي: قلْ كلامًا معقولاً أيها الوزير، لقد مررتُ من أمامه أنا وحرسي!

 

الوزير: لعله كان مُغْمضًا عينيه!

 

الوالي: مغمضًا عينيه، ومادًّا رجلَه، أيُّ شيخ هذا!؟ قسمًا لأقطعنَّ له رِجْلَه، وأعلقها في ساحة المرجة، حتى يراها الناس قاطبة، ويعرفوا من يكون إبراهيم باشا!

 

الوزير: أناشدُك بالله ألا تفعلَ هذا أيُّها الوالي!

 

الوالي: وهل يرضيك ما فعَل؟!

 

الوزير: لا بالطبع.

 

الوالي: فلماذا تدافع عنه؟!

 

الوزير: لعله رجل صالح، وأخشى أن يصيبَك من دعائه ضررٌ!

 

الوالي: وماذا رأيتَ من صلاحه؟!

 

الوزير: ألم تسمعْ كلماته، لقد كانتْ تنبعث من قلب عامرٍ بالإيمان بالله - تعالى.

 

الوالي: حقًّا إنها كلمات طيبة، ولكنَّها لن تشفعَ له.

 

الوزير: أرجوك أيها الوالي أن تعفوَ عنه، فماذا يضيرك منه إذا سلَّم عليك أو لم يسلِّم.

 

الوالي: لا، إنَّ الحياد مرفوض، فإمَّا يكون في خندقنا أو مع عدوِّنا.

 

الوزير: وهل يستطيع أحد في هذه الديار إلا أن يكون في خندق مولانا الوالي؟ إن الشيخ مع الله وليس ضدَّ أحدٍ.

 

الوالي: مع الله! كلُّنا مسلمون مع الله.

 

الوزير: خطرتْ لي فكرة!

 

الوالي: قل يا وزيري!

 

الوزير: سوف أقولها لك في القصر.

 

الوالي: فلننطق الآن، والويل لك أيها الوزير إذا كانتْ مثل فكرتك السابقة.

 

(3)

في القصر يجلس الوالي مع وَزِيرِه.

 

الوالي: لقد تأخَّر رسولُنا إلى الشيخ.

 

الوزير: لا ريب أنَّ الشيخ قد أحسنَ استقباله؛ فهو جالس عنده.

 

الوالي: وهل تظنُّ ذلك يا وزيري؟!

 

الوزير: بالطبع! إنها ألف دينار ذهبي بعثتَها إليه، ودينار واحد يخلب اللبَّ فكيف بألف!

 

الوالي: وهل تظنُّ الشيخ يقبلُها؟!

 

الوزير: هذا هو الأمل الوحيد لنا.

 

الوالي: إنه لم يأْبَه بصاحبها فهل يأْبه بها؟!

 

الوزير: لعلَّه يبني بها منْزلاً حسنًا، أو يتصدَّق على الفقراء، أو يعمِّر مسجدًا، فلا بد أن يسارع إلى قَبولها؛ ليصرفَها في وجوه الخير.

 

الوالي: أنا لم أجدْ في حياتي كلِّها شيخًا مثلَه!

 

الوزير: هذا الشيخ يتبع سيرة علماء السلف الصالح.

 

الوالي: ما أكثر مَن يتقربون إلينا من أجل مصالحهم الذاتية، أما أن نتقرب لمن يجفونا، فلم أعهدْ ذلك.

 

الوزير: لا تقلق أيها الوالي، فقديمًا قيل: نِعْمَ الأمراء على أبواب العلماء، وبئس العلماء على أبواب الأمراء!

 

الوالي: لقد بدأتُ أُعْجَبُ بهذا الشيخ!

 

الوزير: صاحب الحق تنقادُ له الأسود في البرية.

 

الحاجب: سيدي الوالي، ساعي البريد في الباب.

 

الوالي: ليدخل حالاً.

 

يدخل ساعي البريد ويُلْقي صُرَّة الذهب بين يدي الوالي.

 

الوالي: ما هذا؟!

 

الساعي - وهو يلهثُ -: الصُّرَّة التي أرسلتَني بها.

 

الوالي: أما وجدتَ الشيخ؟!

 

الساعي: بلى، كان موجودًا.

 

الوالي: فهل اعتذرَ عن لقائك.

 

الساعي : بل قابَلَني.

 

الوالي: وهل دفعتَ الدنانير إليه؟!

 

الساعي : نعم.

 

الوالي: فلماذا ردَّها إذًا؟!

 

الساعي : لقد اعتَذَر عن قَبولها، وقال... (يسكت).

 

الوالي: قل ما قال لك!

 

الوزير: لا تخفْ فأنتَ رسول، ولا بأس عليك أن تنقلَ ما يُقال لكَ.

 

الساعي: قال لي: قلْ للباشا الذي أرسلَك: إن الذي يمدُّ رِجْلَه لا يمدُّ يَدَه.

 

الوالي: ماذا قال؟! هذا الرجل لا بدَّ أن يؤدَّب.

 

يُسمع صوتٌ في المسرح: لا دَعْك منه، إذا دعتك قدرتُك على ظلم الناس، فتذكَّر قدرة الله عليك.

 

الوالي: أستغفرُ الله العظيم.

 

الوزير: إن هذا الشيخ واحة في صحراء، فاتركها لمن أرادَ أن يستريحَ بها.

 

الوالي: لقد ازددتُ إكبارًا لذاك الرجل، فقد وافَقَ قولَه فِعلُه.

 

الوزير: إنه يرى الله فوقَ كلِّ شيء.

 

الوالي: الحمد لله الذي جعل في أُمَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - أمثال هذا الشيخ.

 

(سـتار)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- مسرحيه رائعه
مشتاقه للجنة - سلطنة عمان 12-12-2011 11:53 AM

مسرحية رائعه تضمنت الواقع السابق الذي عاشته أرض العروبه
كفى سبات فأن الله قوي لا ينسى الظالم
ليت أبناء امتي كهذا الشيخ المؤمن
مسرحية سلسه وجميلة
شكرا لك يا أستاذي الكبير في انتظار القادم

1- شكر
أنس بن عبد الله الحلو - فلسطين 26-08-2011 07:18 AM

بارك الله فيكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة