• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

خاطرة

سعيدة بشار


تاريخ الإضافة: 1/3/2010 ميلادي - 16/3/1431 هجري

الزيارات: 6106

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
خطر ببالي خاطرٌ أخواتي الحبيبات، أردتُ أن أُحدِّثكن عن الدَّم! فكَّرتُ أن أجرح نفسي بسكينٍ صغير لأشعرَ بالألم، ثم أنظر إلى الدم النازف من الجرح بعض اللَّحظات، وتماديت في التفكير: لِمَ لا أتذوقه لأستطيع أن أحدّثكن عن مذاقه، وعن حرارته؟! هل ذقتن طعم الدم في حياتكن؟!

أشعر أنَّ النفوس تجيبني باشمئزازٍ أنْ: لا، صحيحٌ أنَّ الأمر غير مثير، وتعفُّه النفس، أنا لم أستطع الإقدام على هذه التجربة:
أولاً: لأنَّ في الأمر ألمًا غير مرغوبٍ فيه.
وثانيًا: لأني شعرت بالغثيان وأنا أفكِّر في ذوق الدم، وخشيت من العواقب، تخيلن حجم الكارثة التي يمكن أن تحدث بعد "اللَّحسة" الأولى!

أختي الحبيبة (كل واحدة منكن على حدة):
أتعلمين لماذا أحدِّثكِ عن الدم؟
افتحي لي قلبك ومخيلتك، وأمهليني قليلاً، هل يمكنكِ أن تصدِّقي أننا في كلِّ يومٍ نشرب فيه دماء أبرياء ليس لهم ذنب في هذه الدنيا سوى أنّهم يرفضون الذُّل والهوان، ونأكل من أشلائهم ونحن نضحك، أو نتفرَّج على برامجَ تافهة تزيد في تخديرنا، وقد نتمشى في الطرقات بلا وجهةٍ محدَّدة ونحن نأكل لحماً بشريًّا نيئًا، ومحروقًا، ممزوجًا بدمٍ يغلي، وعليه شظايا من قنابل ورصاصاتٍ متفجرة، بعد أن نكون قد دفعْنا ثمنَها من مالنا، أو من مال عائلاتنا؟! أتصدِّقين أننا نفعل ذلك كلَّ يومٍ، وبلا وعي منا في أغلب الأحيان؟!

إننا نتخبط في وحلٍ قذر، في السوق سلع ينتجها أعداؤنا، يضحكون بها علينا، والله أعلم ماذا يضيفون إليها، أيمكنكِ أن تصدِّقي أنَّ عدوكِ سيقدم لكِ يومًا شيئًا طيِّبًا ينفعكِ وهو يكرهكِ دون حدود؟!

وأكثر تلك السلع غير ضرورية للحياة، يمكن الاستغناء عنها، ومكلِّفة كثيرًا، وبلداننا تنتج ما يعادلها في الجودة، ولكننا نختار أعداءنا يُقدِّمون لنا ما لا يرغبون فيه، ونقدِّم لهم أموالنا ليصنعوا بها الطائرات والأسلحة المختلفة، هل تذكرين "غزّة"، "العراق"، "أفغانستان"، "لبنان"، نحن مَن موَّل تلك الحروب، ونحن من قدَّم لأعدائنا وسائلَ إبادتنا، ونحن هنا لا بدَّ وأن يأتي دورنا ذات يوم!

وتطوّع آخرون منا لمساندتهم بأقلامهم، ومواقفهم الخائنة! أرأيتِ في أي وحلٍ نتخبَّط؟! نحن من يصنع السيوف التي ستقتلنا، ونحن من يضعها على رقابنا وبكل غباء! لو تمكنتِ يومًا من استشعار ذوق الدم والأشلاء البشرية في التفاهات التي نستخدمها، لصار التغيير ممكنًا؛ بل والنصر، نحن في زمن الإعداد والاصطفاء، واذكري - أختي - الآياتِ الكريمةَ: قال - تعالى -: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 139، 140].

إنَّ الله سيتَّخذ منَّا شهداء، والشهادة لا تعني فقط الموتَ في سبيل الله؛ وإنَّما تعني أيضًا شهادة الحق، فانظري ماذا تريدين أن تكوني: شاهد حق، أم شاهد زور؟!




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر
عبدالله شكري - السعودية 02-03-2010 12:10 PM
بارك الله فيكم ... مقالة رائعة وهادفة
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة