• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

همسة

سعيدة بشار


تاريخ الإضافة: 22/2/2010 ميلادي - 8/3/1431 هجري

الزيارات: 6267

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
إلى كلِّ مَن ستلتقي نظراته بهذه الكلمات، وخصوصًا أخواتي الكريمات.

إليكم جميعًا.

انظُروا إلى هذه الحروف التي تشكِّل هذه الكلمات، أنصِتوا إليْها جيِّدًا، هل يُمكنُكم أن تسمعوني الآن؟

لا يهم أن تعرفوني، أمهِلوني بعض الوقت، ودعُوا قلوبَكم تُرافقُني، ابتعِدوا عن ضوْضاء العالم المحيط بكم، وشارِكوني بعض الصَّفحات، واسمحوا لي أن أُدْخِلكم إلى عالمي بعض الوقْت، ربَّما سيعجبُكم، وربَّما ستحبونه.

قد تسألون أنفسَكم وتسألونني: لماذا؟
وأجيبُكم: قد تجدون بيْننا بعض النقاط المشتركة، وقد تكونون الآن بخطواتِكم تسيرون على نفس المسالك التي سلكتُها يومًا، قد يُساعدكم ذلك على تفادِي الأخْطاء الَّتي ارتكبتها، سأحكي لكم بعضَ الخواطر، بعض التجارب، بعْض الأسرار، لندع أرْواحنا تتعارف وتتناغم، ولا يهمّ بعدها ما تبقَّى من وجودنا.

منذ أيَّام انتهى العدوان على "غزَّة"، لا يمكنُكم أن تتخيَّلوا حجم التغيير الَّذي أحدثته في قلبي، كلُّ شيء قد تغيَّر بعد "غزَّة"، تغيَّرت ألوان العالم، وأشكاله، وأصواته، وشيء ما في الأجواء بدأ يفوح كأحْلى عطر، حاملاً معه بشائر فرحٍ قادم، لا أستطيع رسم كلِّ معالمه.

أتعلمون؟ الجامعة الَّتي ألِفتها منذ سنوات تغيَّرت ملامحها بعد "غزّة"، لا أدْري كيف أعبِّر، لكن ... كلُّ الحركات فيها والسَّكنات أصبحت غريبة، بل شيء من الوضوح بدأ يكسوها، صارتْ ملامح النَّاس فيها أكثر أهمّيَّة، أكثر قربًا، أكثر وضوحًا.

هل سبق لكم يومًا وأنِ انزويتُم بأنفسكم وأنتم بين النَّاس تراقبونهم، وقلوبكم تحلِّق بعيدًا عنكم وعنهم؟ هل تذكرون مشاعرَكم في تلك الأثناء؟

أكثر الأشياء الَّتي علِقت بذاكرتي في إحدى تلك المرَّات المميَّزة: صور طلبةٍ وطالبات ظلُّوا يحملون حول رقابِهم كوفيَّاتٍ فلسطينيَّة وكأنَّهم يرْفضون نسيان ما نسِيه غيرهم، لا أستطيع أن أتخيَّل مشاعرهم وهم يضعونَها في الصباح قبل الخروج، ولا في أيِّ شيء كانوا يفكِّرون!

لكن المهم في كلِّ ذلك أنَّ رقابهم - رمز حريَّتهم - لَم تنس رمز الحرّيَّة المنشودة هناك، قريبًا من قلوبنا.

لكن المنظر الأكثر غرابة منهم: صور بعض الكائِنات الغريبة المتناثرة بين النَّاس، وفي ظلمة بعض الزَّوايا، يشبهون البشر ولكن فيهم شيءٌ ما يجعلهم أكثر حيوانيَّة من الحيوانات! ربَّما رأيتم الكثير من تلك النَّماذج شبه البشريَّة، أنا رأيت منها الكثير، ولكن بعد "غزَّة" أصبحت أكثرَ غرابةً بالنسبة إليَّ، استُشْهِد الكثيرون، وجُرح آخرون، وآخرون مقْبورون في السجون، ولا يعلم بمآلهم إلاَّ الله، سقطتْ أقنِعة الانتِماء والوفاء عن كثيرٍ من الوجوه، وبات العالَم يستعدُّ لجولةٍ أُخرى مع اليهود قد تكون الفاصِلة، ورغم هذا كلِّه يجد أمثال هؤلاء الجرأة على ...!

كم أشفق على الأهالي، يرفعون رؤُوسهم بين النَّاس، ولا يشعرون أنَّها ممرَّغة في أقذر وحل، أستغرب كيف لعاقلٍ أن يَضحك وهو يُعانِق فتاةً محرَّمة عليْه، وينسى أنَّ أُخته - ولا بدَّ - بين أحضان خائنٍ آخر يُشبهه، ويضحك عليه في السّرّ؟! وإن لم تكُن أخته فلا بدَّ أن تكون ابنته ذات يوم، أو واحدة ممَّن يؤلِمُه رؤيتُها في الوحْل الَّذي مرَّغ فيه بنات وأخوات غيره.

كيف له أن يدفع مهْر الخيانة ثمَّ يثور يوم تقتحم حِماه؟! أين كان عقله؟! هل نسِي "غزَّة" و"العراق" وغيرهما بهذه السرعة؟!

وهي... أتعلمون أحبابي؟ كثيرًا ما سمعْتُ وأنا في طابور المطْعم أحاديثَ بعض الطَّلبة، وهم يسْردون مغامراتِهم القذِرة، لا أخفيكم سرًّا أنِّي كنت أقتَرِب منهم، وأُنصت إليْهِم وإن لم أكُن أبدي ذلك، كم هالني ما كنتُ أسمع!

كم كنتُ أكره نفسي في تلك اللّحظات؛ لأنِّي كنت أشعر بالإهانة، فتِلك الَّتي كان يستمتِع بالعبث بها تنتمي - للأسف - إلى نفْس الجنس الَّذي أنتمي إليه!

كثيرًا ما كنتُ أرفع رأسي لأرى وجه المُغامِر القريب منِّي، وكثيرًا ما التقتْ نظراتي بنظراتِه وهو يَحكي ضاحكًا، وكم كان يؤلمني أن أشعُر أنَّه فهم نظراتي إليْه ولم يبالِ، ثمَّ يَستمرُّ في الضحك مُعاندًا في وقاحةٍ أكره تذكُّرها!

كم كنت أتمنَّى في تلك اللَّحظات أن ألتقي بالَّتي كان يتحدَّث عنها، وأصفعَها مرَّتين قبل أن أُسمعها ما أسمعني إيَّاه فارس أحلامها، وربَّما كانت في تلك الأثناء تُفكِّر فيه، أو تهيِّئ الملابس الَّتي تحب أن يراها فيها، أو تفاهاتٍ أُخرى كثيرة يملُّ القلم من عرضها!

أحبابي:
أرجوكم لا تكونوا مثلهم، لا تكونوا أبدًا لُعبًا رخيصة بين أيدي الشَّياطين، لا تنخدعوا، ولا تُهينوا ما أعزَّه الله، لا يمكن البناء بموادَّ مغشوشة، ولا يمكن الوضوء للصَّلاة بماءٍ قذر، ولا تنسَوا أبدًا أنَّ كلَّ حركاتِكم وسكناتكم تُعجِّل أو تؤخِّر فرج "غزّة"، و "فلسطين"، و "العراق"، وكلِّ مآسينا الأُخرى.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- رزق الله نساء المسلمين ورجالهم العفة
سعد - السعودية 23-02-2010 10:24 AM
اللهم استر عوراتنا وعورات المسلمين ، وارزق نساءنا ورجالنا العفة
المقال رااااااائع وذو فائدة عظيمة
بارك الله فيكم ووفقكم
كلامك مؤثر
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة