• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

عصيان.. (قصة قصيرة)

عصيان.. (قصة قصيرة)
عبير غالب ظاظا


تاريخ الإضافة: 25/10/2015 ميلادي - 11/1/1437 هجري

الزيارات: 4829

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عصيان..


مع بدايات مساءٍ ما، سمعت هدير الصوت الثائر يجلجل في المكان، ارتديتُ ملابس العصافير على عجل، وحملتُ عَلمَ عُمقي الصغير، دسسته في حقيبتي، ووردةَ روحي علَّقتها بدبُّوس شَعري، ثم خرجتُ من نفسي، فالتقيتُ حواسي تسير في موكب عظيم مع أرواحِ الثائرين مثلي، كنا نهتف للحب، وننشد للحرية..


مشيتُ في نهايةِ الصف مع بعض الخُطى الأنثوية الشجاعة، أثملتْنا الأناشيد، وحملتْنا الهتافات على أكُفِّها كطيورٍ تجابهُ الأقفاص.


فجأة، هاجمتنا بنادقُ الصيادين، وصار الرصاص يأتينا من كل حدب وصوب، الثائرون يركضون، وأنا معهم، أفلتَ ظلِّي حذاءَه، حافيًا يجري، والدماء تعانقُ كعبَيْه، لم أعِ إلا أنني ومن معي من إناث قد أدخَلَنا الأبطالُ ممن لم يهربوا إلى دكانٍ في الحي، وأغلقوا علينا حتى يعمَّ الشارعَ الأمانُ.


على العتم رحت أتحسَّس قدمي فقد شعرت بسخونةٍ فيها، بدأتُ أستوعبُ الصوتَ شيئًا فشيئًا، بعض البناتِ تبكينَ خوفًا، وبعضهن تتهامسن بفرح، وكأنَّ لحظة الخوف العتيدة قد زادت من إصرارهِنَّ.


انتظرنا قرابةَ الساعة، وصيحات الرصاص تصدحُ في الخارجِ، لا نعلم ما يجري، ثم جاء أحدهم وفتحَ الباب لنا، وشكَرَنا، ثم دعانا للخروج بسرعة، والعودة إلى منازلنا.


حملتُ نفسي، وعدتُ مُجرجِرةً خطايَ النازفة، باحثةً عن وردتي المسحوقة، كنت أشاهدُ جثث الظلال المرمية على الأرصفة، وأشعر بالموتِ يقهقه في كل مكان، وجدتُ الجسدَ فاتحًا لي قضبانَه، دخلتُ إليهِ، فروَّعني المشهد؛ من جاء وقلَبَ أثاثي؟!


من بعثر أشيائي؟!

من كسَّر لوحاتي؟!

 

وحوشُ الكبتِ يبحثون عني في خيالي، وأعصابي..

أعلنتُ العصيانَ على ذاتي، وتمردتُ.


ومنذ ذلك الحين بقيَ ظلِّي وحيدًا حافيًا، يَطوف الحواري، ويجوبُ الذاكرة؛ بلا مدينة تحتويه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- أكثر من مبدعة
عمر - الكويت 28-10-2015 12:21 PM

من أجمل ماقرأت ، لعلها تشبه الواقع السوري بتفاصيلها الدقيقة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة